منتديات بنات فلسطين - "الصابون النابُلسي" مهنة أصيلة في طريقها للاندثار : "هوّاش" يحاول انقاذها

إستطاع المواطن عماد هواش (56) من نابلس، بروحه المعطاءة والمحبة للأصالة والتراث الفلسطيني، أن يعيد إحياء صناعة الصابون بنكهة نابلسية وحلة حلبية، لحماية هذه المهنة التقليدية من الإندثار ، والتي لطالما تغنت وإشتهرت بها مدينة جبل النار منذ القدم.

وحرصا من المواطن هواش على بقاء مهنة صناعة الصابون النابلسي حاضرة في كل منزل فلسطيني وعربي، تمكن بمساعدة زوجته وإبنتيه من صناعة الصابون التقليدي المستخلص من أوراق الغار، حيث أثبت قدرته على إنتاج صابون نوعي وعلاجي بمواصفات عالية الجودة .

وحول بدايات المهنة، قال هواش لمراسلتنا :" لأننا بحاجة لإعادة مجد هذه المهنة التقليدية والتي كانت مدينة نابلس تشتهر بها لوجود أكثر من 100 صبانة ، قمت بالإجتهاد لإحياء صناعة الصابون والتي إندثرت مع مرور الزمن لتبقى 3 صبانات منها فقط.

هواش الذي يهوى كل ما هو شعبي، إنطلق بمهنته منذ نحو العامين من قلب منزله الذي يحمل عبق الماضي في البلدة القديمة، ليحدث نقلة نوعية في صناعة الصابون والذي شهدت إقبالا منقطع النظير علي منتجه كونه خالي من أي مواد حافظة وذات نكهات طبيعية اكلبابونج والنعنع .

وأوضح هواش أن منتجه لاقى صدى كبير لم يكن يتوقعه خاصة صابون الغار يستخدم في عدة علاجات كالأكزيما وحب الشباب والصدفية وغيرها من العلاجات الأخرى.

هذا ويبيع منتجه في المناطق والقرى وكافة محافظات الوطن وفي الخارج إلى عمان فقط ، حيث يطمح بوصول منتجه للدول العربية كافة وللعالمية أيضا.

وأشار إلى أن أسعاره في متناول أيدي الجميع، حيث يقوم ببيع منتجه 3 حبات صابون الغار 160 غرام ب 40 شيكل.

وحول الكمية التي ينتجها ، قال :" أنتج حسب طلب السوق، كل يومين 400 حبة وذلك لأنني أنوى المشاركة في معرض بأرض المعارض في الأردن بتاريخ 18ـ 8 ".

وحول التحديات والصعوبات التي تواجه هوا شالي يحتضن بنتين وثلاثة أبناء ،قال:" تواجهنا مشكلة شحن المنتج للخارج ، قائلا لـ دنيا الوطن:" الشحن أغلى من السلعة ، حيث أن شركات الشحن تحصل على مبلغ دينارين مقابل شحن كيلو الصابون، مطالبا الجهات المعنية، بضرورة دعم المنتج الوطني وتسويقه بالخارج وتسهيل عمليات شحنه للخارج وتخفيض القيمة المفروضة.

وأكد هواش والذي لا يزال يسوق منتجه من منزله، وجود صعوبة في التسويق ، قائلا :" السوق المحلي لا يستوعب السلعة". داعيا إلى ضرورة منح المواطنين الثقة بالمنتج الفلسطيني وتشجيع الصناعات التقليدية القديمة والتي تنعش الإقتصاد الوطني الفلسطيني وتوفر دخلا إقتصاديا للأسر.

وشارك هواش والذي يفتخر بمهنته التي وفرت له ولعائلته دخلا إقتصاديا ، بعدة معارض في الوطن والتي كانت سببا مباشرا بنجاحه ومعرفة الجميع بصابون هواش النابلسي البلدي .