![]() |
الزمن الصعب تسير متثاقلة الخطى ..تنفسها سريع للغاية يسمع من بعيد ..فتح لها الباب فولجت... عرض عليها سيجارا فرفضت : المعذرة لا أدخن . هل لك أن تخبرني سبب إحضارك لي هنا بعد المأدبة الفاخرة التي قدمتها لي؟ ." قالت بتهكم وهي تكاد تسقط على الأرض ..لا زالت لسعات السياط تلمع على ظهرها .. كانت قد عادت من جولة تحقيق ليلية تعرضت بها لأسوأ أنواع التعذيب حتى كاد يغمى عليها. - اجلسي وارتاحي يا عزيزتي, ودعينا نتحدث قليلا. التعري من ثوب الزيف كان من خصالها التي نبتت على تربة صلبة . نظرت إليه بتحد : أخبرتك أنني لا أدخن . _ كما تشائين . لدي مفاجأة ستعجبك . - مفاجأة بهذا المكان القميء!! - ولمَ لا ؟ على فكرة يا صغيرتي تعجبني شجاعتك. ومرَّر إبهامه على خدّها .. وهمسَ قرب أذنها : كما أنك تعجبينني.. أراد أن يقبلها فأشاحت بوجهها عنه.كانت تود البصاق عليه لكنها تعرف أن هذا لن يكون بصالحها. تذكرت كلام والدتها لها : اسمعي للنهاية ما يقال لك, وفكري بحكمة قبل أن تتكلمي حتى لا تندمي . أخذ يقهقه: حتماً ستعجبك المفاجأة . توجه نحو الباب وفتحه وقال : تفضل بالدخول. - عاصم . أهذا أنت ؟ نظرت إلى الرجل الذي يقف قبالتها محني الرأس. اقتربت منه لتحضنه لكنه ابتعد عنها: لا أستحق منكِ شيئاً. سامحيني ..لم احتمل العذاب فاعترفت بأنك كنت معي تلك الليلة وإنك مَن اقترح حرق مخزن الوقود والأطعمة التي سيتم تصديرها للخارج. هجمت عليه وأنشبت أظفارها بوجهه : أنت كاذب وحقير . تريد إلصاق التهمة بي لتنجو .. نزعت خاتم الخطوبة من يدها ورمته على الأرض . صرخت بوجهه : كل ما بيننا انتهى إلى الأبد . اللعنة عليك .. استدارت نحو المحقق وقالت له: أعدني إلى السجن أرجوك ورجاء حار لا تكرر مفاجأتك لي .. لم ينبس المحقق ببنت شفة وهي تغادر الحجرة المريحة بينما كانت تحمل داخل قلبها خنجرا وجهه لها للأسف أعز إنسان على قلبها ذلك الذي أحبته بجنون .. العذاب والجلد واللسع بالكهرباء لا يبرر ما فعله بها .. عند الشدائد تتفتح خزائن الحقيقة . كل شيء يهون عن الخيانة والغدر .. كم تمنت لحظتها لو أنها قبلت السيجارة ونفثتها بوجهه حتى تسمع سعاله الحاد فربما يعوضها ذلك القليل من جرح لم ولن يندمل. عادت بالذاكرة إلى الوراء وهي تتناول كرسيا وتجلس عليه بثقل مقابل صديقتها الصحفية. المعذرة عزيزتي أناهيد تأخرت عليك . مشتاقة لك أنا أيضاً .. سأشرب شايي المعتاد. - لا أعلم ما بي لكن قلبي منقبض منذ الصباح. - اهدئي حبيبتي, ربما أنت متضايقة بسبب سفر والدتك للعلاج في الخارج وعدم ذهابك معها. - ربما.. عصر ذلك اليوم تم القبض عليها, ولم تعلم السبب إلا حين تمت مواجهتها بخطيبها الذي صعقها . - أتمنى أن يتعفن في السجن وألاّ يتم تحرير هذا الوغد. بعد أسبوع استدعاها المحقق إلى مكتبه مرة أخرى. - ستغادرين السجن هذا اليوم . تمت تبرئتك من التهم المنسوبة لك .. ألن تدخني سيجارة معي احتفاءً بمغادرتك السجن؟ . نفس المكتب ونفس الكرسي ونفس السيجارة . - لمَ لا ؟ تناولت منه السيجارة ونفثتها في وجهه وشعرت لحظتها أنها تخلصت من حمل ثقيل يقبع على صدرها ... الحرية أخيراً .. - لقاء مجدد مع صديقتها الصحفية أناهيد جمعهما بنفس المكان ونفس الوقت وكأنهما على موعد مع نور الصباح . تعانقت الصديقتان وكل منهما تحاول إخفاء دموعها عن الأخرى. هزت رأسها لتتذكر أنها أخيراً أصبحت حرة حين سمعت صديقتها تسألها بقلق : رجاء غاليتي ، هل أنت بخير؟ كالمخدرة سمحت لها أن تمسك يدها لتطمئنها أنها حية .. تحركت شفاهها ونطقت بصوت خفيض حتى لا ينتبه إليها رواد المقهى : عزيزتي أشعر بالاختناق .. أنا حرة ومع هذا مقيدة بالأغلال ..أنهم يراقبونني ويلاحقونني أنا مختنقة لا أستطيع التنفس.. ساعديني أرجوك؟ فكرت صديقتها قليلا وهيَ تشعر بيدها ترتجف كالورقة بين يديها : ستأتين معي إلى منزلي لفترة وستعيشين معززة مكرمة إلى أن أتدبر أمر ترحيلك إلى الخارج . لا احتمل رؤيتك منهارة . - كيف لا أنهار وكل الظروف لا تعمل لصالحي . - حاولت أن أخفف عنها : عزيزتي ، ما رأيك أن نتناول طعام الغذاء معاً وطبعاً سيكون على حسابي فأنا من دعاك لهذا اللقاء؟. - _ أعذريني أناهيد غاليتي لا رغبة لي بتناول الطعام. اسمحي لي سأغادر الآن لأعد حقائبي . حددي لي المكان الذي سألتقيك به بعد ساعتين حتى نغادر إلى بيتك. والدتي ستبقى للعيش في الخارج مع شقيقتي وستستكمل علاجها هناك. - بعد ساعتين، حقائبها انتقلت إلى صندوق سيارة صديقتها .. اطمئني أيتها الغالية ، لا أحد يراقبنا. همست أناهيد لزوجها وهما يستعدان للنوم : سعيدة للغاية لثقة رجاء الكبيرة بي التي تتعدى حدود الخيال .. صديقتي التي كانت تحب مساعدة الفقراء والمحتاجين.. رغم الذبول في نظرات عينيها وتعبها النفسي إلا أنها لم تتوانَ عن تقديم المساعدة لكل من يحتاج ولو اضطرت للاستدانة . . محظوظةٌ جداً لكونها صديقتي وفخورةٌ بها جداً .. في اليوم التالي بينما رجاء تتناول طعام الفطور مع صديقتها وزوجها ، عينيها كانتا تتلفتا بكل اتجاه والتوتر باد على محياها : أتعتقدين أنهم لحقوا بي إلى هنا؟ - أجابها زوج صديقتها : لا تقلقي، أنت بأمان عندنا . - أتعلمين يا أناهيد أن زملائي في العمل طلبوا مقابلة المحقق وهم من أخرجني من السجن؟ .. الحمد لله أن الدنيا لا زالت بخير . كنت أنتظر صفير الهاوية بين لحظة وأخرى. قضت رجاء في بيت صديقتها الصحفية عدة شهور..لكن للأسف الشديد الجيران الفضولين لم يتركوها تهنأ فكانوا يوجهون لها الأسئلة الملحاحة : من أنت ؟ لمَ أنت هنا ؟ وغيرها من الأسئلة المثيرة للأعصاب .ذات ليلة قررت العودة إلى بيتها . قدمت طلبا للتربية والتعليم ووافقوا على توظيفها أخصائية اجتماعية. "ماما ..ماما ..أرجوك ساعديني أمر بمحنة ؟ " جلست معها أنوار أحدى طالبات الكلية التجارية تحدثها وتطلب نصيحتها . ضحكت وضحك قلبها معها .. الطلبة ينادونها ماما... عزاؤها أنها أصبحت أماً للجميع, هي وطنهم وملاذهم في كل فصول حياتهم .. ماما رجاء ستبقى ذكراها مخلدة إلى الأبد حتى وهي نابضة بالحياة. |
اصعب شي بهالحياة. انك تتلقي طعنة من اقرب واحد لقلبك وتعيش غريب بين اهلك وناسك طرح راقني جدا احسنتي الانتقاء همسسة ودي الك |
يعطيكي العافية عالطرح الراقي وقصة حلوة تستحق القراءة |
موجعه للغاية يسلموووو علي الطرح المميز |
يعطيكي ربي الف عافية همسة ع الطرح تحياتي |
عند الشدائد تتفتح خزائن الحقيقة . كل شيء يهون عن الخيانة والغدر هالعبارةةة عجبتني كتيير والانسان مواقف والغدر وخصوصن من ائرب حدا لألبك بيكون جارح كتييير شكراً الك جورياااتي |
بدآيتهاآ مؤلمة لكن النهاية حلوةة الخيآنة و الغدر اصعب شي بالحيآةة لكن الله ما بنسى حد حبيت |
الساعة الآن 01:13 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.