منتديات بنات فلسطين - مسيحيو غزة يعيشون أجواء رمضان مع "مسلميها"

https://images.alwatanvoice.com/news...9998741539.jpg

خيوط الفرح ارتسمت على وجـه السيدة الفلسطينية أم جورج السلفيتي وهي تصنع حلويات القطايف بعد مغرب كل يوم من أيام شهر رمضان الفضيل، لتهدي جزء منه لجيرانها، ولتشارك صديقاتها أجواء رمضان.

غير أن المفاجأة تكمن في أن السيدة "السلفيتي" مسيحية الديانة، إلا أنها تحب أن تشارك المسلمين أجواءهم الدينية وفرحتهم بأعيادهم ومناسباتهم السعيدة، "فلا فرق بيننا وكلنا أخوة" حسب ما تقول.

ويشكّـل المسيحيون نحو 4% من عدد الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يعيش في غزة نحو 3500 مسيحي، 70% منهم أرثوذكس يتبعون مرجعية القدس، والباقي كاثوليك يتبعون مرجعية روما.

وبينما كانت تضع القطايف في العسل تقول لـ"دنيا الوطن": "تتجسد حالة الترابط الأسري والوحدة بين المسلمين والمسيحيين في شهر رمضان بشكل كبير، إذ أنني وجاراتي المسلمات نتبادل أطباق المأكولات على مائدة الافطار كل يوم وكأننا نصوم معهم".

وتؤكد أم جورج أن لا أحد في غزة يشعر بأي تمييز بين المسلمين والمسيحيين، "إذ تربطنا علاقات جيدة كلها مودة واحترام، مبينة أن حياتهم بغزة مثالية مع مسلميها".

وتمتزج شوارع قطاع غزة بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية بشكل ساحر، وتعتبر غزة المنطقة الأكثر في العالم التي يشارك فيها المسيحيين والمسلمين بعضهم البعض في المناسبات.

فيما يؤكد المواطن المسيحي سامي عياد أنه لم يعد هناك فرق بين مسلم ومسيحي، "فنحن نشاركهم أفراحهم وهم يشاركونا مناسباتنا، ونحن أخوة مهما صار" وفق قوله.

ويضيف لـ"دنيا الوطن" أن المسيحيين في غزة مندمجين مع المسلمين بشكل كبير، ونحن نستقبل معهم شهر رمضان المبارك وأعياد الفطر والأضحى كما يستقبله المسلمون تماما، فأجواؤه تدخل الفرحة والسعادة على قلوبنا كما المسلمين".

وليس ببعيد عن بيت عياد يسكن الفنان التشكيلي المسيحي نصر الجلدة الذي أشار إلى أن المسيحيين يعيشون في غزة دون أن يشعروا بأي تمييز بينهم وبين المسلمين، مدللا على العلاقات الطيبة التي ينسجها مع جميع جيرانه المسلمين.

وقال الفنان الجلدة والذي يزين جدران منزله بصور ورسومات ومجسمات العائلة المقدسة "لا يوجد مسيحي ومسلم في غزة، الكل فلسطيني"، مبينا أنه يبارك لجيرانه المسلمين في مناسباتهم كرمضان والأعياد، ويذهب على بيوت أصدقائه المسلمين لأكل حلوى القطايف.

ويشير إلى أن المسيحيين يحبون القرآن الكريم لأنه يذكرهم في مواضع كثيرة ويحتوي على سورة كاملة لمريم العذراء ومواقف المسيح عيسى.

أما الشاب المسلم محمد عبد الجواد والذي يسكن بالجوار من حارة المسيحيين وسط مدينة غزة فيؤكد على رقي تعامل المسيحيين مع المسلمين في غزة، مبينا أن العلاقة السائدة قائمة على الاحترام المتبادل.

وأوضح عبد الجواد لـ"دنيا الوطن" أن أكثر ما لفت انتباهه في تعامل المسيحيين مع المسلمين هو احترام مشاعر المسلمين ولا يأكلون أو يشربون أمام المسلمين، ويغلقون حتى المذياع وسماع الموسيقى أثناء سماع أذان المسجد للصلوات.

ولازال يذكر الشاب المسلم موقف المسيحيين الشجاع التي تمثلت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، عندما فتحوا أبواب كنيسة "بروفويوس" للروم الأرثوذوكس أمام المسلمين الذين تشردوا من بيوتهم على حدود قطاع غزة.

جدير بالذكر أن من أشهر العائلات المسيحية في غزة هي عائلة "ترزي، خوري، مسلم ، عياد، حاكورة، الصايغ، فرح، الطويل، الصّراف، وعائلة غطاس".

وتحوي غزة على خمسة مدارس مسيحية وهي "مدرسة العائلة المقدسة"، ومدرسة" البطريركية اللاتينية"، و"مدرسة راهبات الوردية"، و"روضة راهبات المحبة"، و"مدرسة الروم الأرثوذكس".

ويسكن المسيحيون في أربع مناطق غزية رئيسية "حارة الزيتون، حارة الدرج، غزة القديمة، ومخيم الشاطئ "ويقطنون أيضاً في مناطق "الرمال، وتل الهواء، والشيخ رضوان، وخان يونس".