منتديات بنات فلسطين - أنغام موسيقاك

أنغامُ موسيقاكَ يا وطني تهزّ حنيننا
يتراقص الماضي ويقلب حاضرًا مجنونةً خطواته
البئرُ ملأى بالحكايات الجميلة عن صهيل خيولنا
والحقلُ أصفر من سواقي الدّمع في ليل الغياب
وعمّة العرب العجوز تفكّ أحزمة الضّباب
عن العيون لكي ترى غدها على سفح انتظارٍ قد يطول
الحبّ عبّأ بالحياة صدورنا
والخوف أغلق آخر الأبواب وانتظر الحماية
من جيوشٍ لن تجيء
على الأقلّ غدًا لتمحو ليلنا
مرّتْ قطارات الهروب سريعةً
كانت محطّتها الأخيرةُ وحلُ منفانا
صرنا رعاةً للحنين على ضفاف مدىً
يؤرجحه بذاكرةِ الأغاني عزفنا
الحبّ عبّا بالسّذاجة فهمنا
صرنا توابيتًا لأحلام ستنتظر القيامة
كي تحلّق حرّةً من قبرنا
الحزنُ يسكن ذلك الملقى على جنب الحياة
على شفير مخيّمٍ من ذكرياتِ جدودنا
وقصائدُ الزّيتون تحكم شعرنا
نحن الطّواويس الملوّنة الكلام
نشيدنا الأبديّ إنا عائدون
ونوحنا المخفيّ نخشى أن نموت ولم نعد
وعزاؤنا قبرٌ تدفّئُ لحده أرضُ الوطنْ
دمنا النحيلُ يسيل من أبياتنا
خيطًا سيمكث في تراب الياسمينة
سوف ينبت بعد شهرٍ أو يزيدُ عبيرها
وتمرّ قافلة الشقائق تحت أجنحةِ الغمام لكي
يسافر ما تبقّى من رذاذ جراحنا
الصيف يذكر آخر المتدافعين ببابه
حملوا حقيبة عائدٍ عما قريب
وانتهوا من حزم ماضيهم هناك
ولم يروا أبدًا دخانَ طريقهم
حرقتْ لكي لا يرجعوا منها
هناك غدا هنا وهنا هناك غدا
ورحلتنا تسمّي نفسها تغريبةٌ
وتذكّر الأطفال بالزّيتون والعنب المدلّى
من جبين الأرض دالية الهوى
وقفتْ على ساق الكروم المستظلّة تحت غيم الذّكريات
وأطلقتْ نظراتها لتودّع الغرباء في أوطانهم
الليل يفقد نارهم وشموعهم
والحائط المهدوم يبكي قربه قنديلهم
وجدارُ مدرسة اليتامى قد هوى
والكنزُ قد سرقتْه أسراب الوطاويط الغريبة
عن صخور هضابنا
يصحو النهار ولا تفيق شموسه
فتيات قريتنا يحيّين الزهور على الدروب بضحكةٍ
وشبابنا المنسيّ في أرضٍ تريد شبابها
هرمَ الحنينُ ولم يمتْ
ما بالنا
صرنا تجاعيد الزمان كتيننا
الأرض ضاقت من قصور رصاصنا
وحجارة الأطفال ما بين الذهاب إلى المدارس والإياب
تشد شعر ناصية الخيانة في تخاذلنا
قبور الأولياء دعتْ لتلعن صمتنا المنويّ
عن إنجاب قنبلةٍ نسمّيها
صلاح الدّين نلقيها
لتقتل خوفنا المدفون فينا
ثمّ تنهض في شظايا القوم تجمعها
وتحشدها
إلى حطين تهديها
وندخل من سهول العزّ في بيسان
نشرب من رحيق الغور أو طبريةٍ
ونصير أقوى حين نشتمّ البراعم أزهرت
بالبرتقال
تكنّ للزوّار حبًّا غابرًا
ويقول عطره مرحبا
ستظلّ أحلامي على قيد الحياة
ولن أسلّم عين ليلي للغريب
ولم أمتْ
أأموت والأيام لم تحفر لحود الغاصبين؟!
ولم تطبْ
ساحاتنا بالعائدين؟!!
ولم تعد
ضحكاتنا عبر السنين
لتمسح الأحزان من فوق الجبين
وترفع الأنقاض عن حقل الجدود الغائبين
وتكسر الأقفال عن شطحات ليل الصالحين
وتغلق الشّبّاك عن هبّات ريح المارقين
وتفتح الطرقات للأجيال في وطن الحنين
وتشعل القنديل يسطع في دروب الطالبين
هناك يحلو الصمت يحلو الموت
فالقبرُ اللذيذ مدلّلٌ بالياسمين
مدلّلٌ بالياسمين .. مدلٌّ بالياسمين