غزة إمبراطورية عسكرية ذات أسوار لا تُخترق!

#1 03-14-2016

غزة إمبراطورية عسكرية ذات أسوار لا تُخترق!

يُعتبر إنشاء جيش قوي، من أهم أسس وأركان إقامة الدولة، ويُعتبر الجيش العنصر الأهم داخل المجتمع، نظرا لدوره الكبير في حماية الأمن القومي، وصون مقدرات الدولة، ورعايتها من الأخطار الداخلية والخارجية، وإلا فإنها ستكون مُعرضة لشتى أشكال التدخل الخارجي.
وعند النظر إلى الواقع الصعب داخل قطاع غزة المحاصر منذ عشرة أعوام، نجد أن “حركة حماس” جناح الإخوان المسلمين في فلسطين، عمدت منذ فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية بالأغلبية، إلى رعاية المقاومة في غزة بشكل عام، وتطوير ذراعها العسكري بشكل خاص، لتنتقل من “كتائب” ومجموعات، إلى جيش مُنظّم بألوية عسكرية قتالية.
ولعل الحصار “الإسرائيلي – العربي” الذي فُرض على القطاع، منذ فوز حماس، كخطوة عقابية للشعب الفلسطيني على اختياره الإخوان “نظام حكم لهم”، دفعها إلى تطوير المنظومة العسكرية بأبسط الإمكانات الموجودة في ظل الإغلاق المستمر للأنفاق، في محاولة منها لحماية القطاع من الأعداء داخلياً وخارجياً.
بدأ التطور العسكري يأخذ المنحى التصاعدي منذ عام 2004، وذلك بعد توثيق علاقتها بـ”إيران”، وهنا تدخلت إسرائيل واغتالت الشيخ المؤسس أحمد ياسين، وقائد حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وكانت ضربة مؤلمة لحماس إلا أن ذلك لم يدفعها إلا للمزيد من حشد المنظومة العسكرية في محاولة لـ”ردع إسرائيل”.
بدأت الأمور بصواريخ قسام1,2,3 والتي كانت تضرب مستوطنات غلاف غزة فقط، وبقدرة تفجيرية “ضعيفة”، وكذلك أسلحة “الكلاشن كوف”، وكان عدد مقاتلي الكتائب وقتها لا يتعدى بضع مئات من الشباب فقط.
وننتقل سريعاً إلى عام 2008، حيث في الرابع والعشرين من كانون الأول، من العام نفسه، أجاز المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر إعمال خطة الجيش المحفوظة لمهاجمة قطاع غزة، وبدأت هناك حرب أطلق عليها الاحتلال اسم “الرصاص المصبوب”، وأطلقت عليها حماس إسم “معركة الفرقان”.
بدأت هذه الحرب بضربة عسكرية مُفاجئة لكل المقرات الأمنية التابعة للشرطة الفلسطينية، والتي تقودها حركة حماس، ما أدى لاستشهاد المئات من المواطنين، وكانت بمثابة صدمة كبيرة خاصةً وأن الأخبار قبل وقوع الحرب بساعات كانت تتحدث عن إبرام تهدئة “طويلة المدى” برعاية مصرية.
هذه المُفاجأة سرعان ما تجرعتها حماس، وأعادت تأهيل وتنظيم صفوفها المقاتلة، وبدأت باستهداف المدن العسكرية حتى مدينة “أسدود” والتي تبعد 42 كم عن قطاع غزة، وكانت آخر مدينة استطاعت حماس قصفها، وكذلك استطاعت منع الاحتلال من اقتحام غزة بشكل بري، واستمرت الموجهات أياماً على تخوم غزة.
رغم عدم تحقيق الاحتلال أيَّ إنجاز من التي وضعها قبل الحرب، كاستعادة شاليط، وإسقاط حكم حماس، وتوقف المقاومة، إلا أن حماس أيضاً استفادت من هذه التجربة، وبنت عليها، وسابقت الزمن بشكل “لم يسبق له مثيل”.
لم يمض كثيراً من الوقت، حتى اندلعت حرب “حجارة السجيل” في عام 2012، أي بعد 3 أعوام ونصف تقريباً من الحرب الأولى، ويبدو أن مفاجآتها العسكرية أذهلت إسرائيل، فللمرة الأولى يتجرأ تنظيم عربي على توجيه صواريخه نحو “البقرة المُقدسة” وعاصمة “الكيان” مدينة تل الربيع “تل أبيب” المُحتلة، حيث فعلتها حماس ودكتها بصواريخ أطلقت عليها اسم M75 فحولتها لـ”مدينة أشباح”.
وتمضي خارطة الزمن حتى تصل لـ2014، أي بعد عامين فقط، لتشتعل أكبر معركة شهدها التاريخ الفلسطيني المعاصر، أطلقت عليها حماس اسم “العصف المأكول” استمرت 52 يوم، وكانت محط التحول العسكري الكبير للجناح العسكري لحماس.
خلال هذه الحرب، استطاعت حماس تغطية “فلسطين المحتلة” من سديروت والنقب جنوباً، مروراً بتل أبيب وديمونا واسدود وبئر السبع، وحتى حيفا شمالاً، وكذلك استطاعت قوات النخبة التابعة لحماس من اقتحام عدة مستوطنات “من خلف خطوط العدو” داخل فلسطين المحتلة، وقتل وجرح وأسر عدد من الجنود الصهاينة، ودخول قوات الكوماندوز البحري إلى قاعدة زيكيم الإسرائيلية وإحداث ملحمة عسكرية داخلها، ولم تتوقف المفاجآت إلى هذا الحد.
فخلال هذه المعركة أيضاً، سيّرت حماس سرب من الطائرات “دون طيار” لأول مرة في تاريخ الصراع، وحلقت داخل المدن المحتلة، وكذلك كان صدى الخطاب الإعلامي للمتحدث العسكري أبو عبيدة كبير جداً، ولا زالت إسرائيل تذكر جيداً خطاب إعلان أسر الجندي “شاؤول أرون”، وكذلك خطاب تحديد الساعة التاسعة لضرب تل الربيع.
من خلال هذه النظرة السريعة نستشف أن كتائب القسام تطورت في غضون سنوات معدودة بشكل مُلفت للنظر، فقضية “الأنفاق” ونجاحها العسكري أذهل جيش “إسرائيل”، ومدى صواريخها من (12كم) في 2006 إلى أكثر من (190كم) في 2016، وكذلك إدخال “قوات النخبة – الكوماندوز البحري – القناصات العسكرية – الطائرات الاستطلاعية” داخل الخدمة أربك حسابات العدو.
واليوم ونحن في عام 2016م، تُطالعنا التقارير الأمنية الإسرائيلية كل يوم بتقرير جديد يوضح القدرات العسكرية لحماس، والتي انتقلت لمرحلة “إستراتيجية” تستطيع فيه إحداث “توزان ردع” بالرعب مع الاحتلال الإسرائيلي.
آخر تلك التقارير تحدثت أن حماس باتت تمتلك (12 ألف) صاروخ تم تصنيعهم بشكل محلي داخل دائرة الصناعات القسّامية، وأنها تمتلك (40 ألف) مُقاتل، كذلك تمتلك أسراب من الطائرات الاستطلاعية، وأسراب من القوارب العسكرية، وأسلحة متطورة، وأنفاق هجومية عديدة.
هذه النظرة السريعة على الإمبراطورية العسكرية الداخلية في قطاع غزة، تُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن حماس جعلت غزة قلعة شمّاء لا يُمكن اختراقها “مُطلقاً”.
المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: ะ» فِلِسطِيـטּ وآلقَضِيـةٌ |▪●™

y.m Ylfvh',vdm us;vdm `hj Hs,hv gh jEojvr!

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
إمبراطورية القيصر	القيصر	مدونات الأعضاء المنقولة.يمنع الرد	93	11-15-2020 11:06 PM
خلف أسوار الزمن نسترجع الماضي الدفين	lonely heart	زوايا عامة	14	01-04-2015 05:21 PM
مات الكلام وإبتدأ مشوار الألم	وجع الروح	ابداعات أعضاء بنات فلسطين الشعرية والنثرية	20	04-19-2014 06:53 PM
أبراج الحظ تدمر أسوار الإسلام	حبيب العمر	▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈●	8	03-06-2014 12:21 PM

غزة إمبراطورية عسكرية ذات أسوار لا تُخترق!

= 500) this.width = 500; return false;" /> يُعتبر إنشاء جيش قوي، من أهم أسس وأركان إقامة الدولة، ويُعتبر الجيش العنصر الأهم داخل المجتمع، نظرا لدوره الكبير في حماية الأمن