
إذا جاءك اليأس ليحدّثك عن المستحيل ..
فحدثه عن قدرة ربّ العالمين !
﴿ إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون ﴾
{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}
يريد -جَلَّ ثَناؤه- العملَ به، وقال -عز وجل-: {فَإذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ}؛ أي: حَلِّلْ حَلاَلَهُ، وحَرِّمْ حَرَامَهُ، ولقد تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما استكملَ حِفْظَ القرآن منْ أَصحابِه -رضوان الله تعالى عليهم- إلاَّ النَّفَرُ القليلُ؛ استعظاماً له، ومتابعةَ أنفسِهم بحفظِ تَأويلِه، والعملِ بِمُحْكَمِهِ ومُتَشَابِهِهِ.
مع اهتمام الصحابة الشديد بالقرآن، والحرص على تلاوته كل يوم، والإكثار من مدة المكث معه، إلا أن هذا لم يدفعهم للإسراع في حفظ الآيات، باعتبار أن من أهم أهداف التلاوة هو الزيادة المستمرة للإيمان، وتوليد الطاقة الدافعة للعمل، وفي نفس الوقت فإن هدف الحفظ يختلف، فالذي يحفظ ألفاظه لابد وأن يدرك معانيها، ويعمل بما تدل عليه حتى يُصبح حاملاً حملاً صحيحًا لهذه الألفاظ ولا يكون ممن عناهم الله عز وجل بقوله:
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5].
- [ فَإنَّهُ يَعْلَم السّرّ وَأَخْفَى ]
ما من شيء يغيب عن ربك مهما صغر فهواجسك وخلجات نفسك وحديثها يسمعها ومطلع على أدق تفاصيلها .. فراقب خطراتك / مها العنزي
حتى لو لم تستطع التعبير عن حاجتك لله. فإنه ﴿ يعلم السر و أخفى ﴾ ..
اللهم إنك تعلم حاجتنا فأعطنا سؤلنا. / نايف الفيصل
(فَإنَّهُ يَعْلَم السّرّ وَأَخْفَى)
حتى تلك الآلام الغامضة التي تسكن في قاع قلبك ولا تفهم سببها ولا تستطيع أن تعبر عنها
ربك أعلم بها منك
﴿ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل ﴾
لا تزال الابتلاءات بالمؤمن ؛
حتى لا يبقى في قلبه أحد إلا (الله) .
كثيرا ما نوصي من أصيب بمصيبة بالصبر ، فلم لا نوصيه أيضا بقرينة الصبر وهي الصلاة
" وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ"
وكان ﷺ إذا حزبه أمر فزع للصلاة" / ناصر العمر
"وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ"
الصبر يعينك على عدم الهبوط ..
والصلاة تعينك على الارتفاع
/ علي الفيفي
{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون:14]
جاء لفظ {تبارك} في القرآن عدة مرات، وكلها مسندة إلى الله جل وعلا، ولم تأت مسندة لمخلوق أبدا، لأن المخلوق لا يوجدها، ولكن قد يكون سببا في حدوثها، وبهذا يتبين خطأ القول الشائع كـ : تبارك المنزل، وتباركت السيارة ونحوهما - مع حسن قصد قائلها - .
[أ.د. ناصر العمر]
((وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ))[البقرة:272]
أنت المنتفع عندما تتصدق: يرضى الله عنك،تُدخل السرور على محتاج،تأتيك دعوات في ظهر الغيب،تلاحقك البركة في مالك.
إذا أردت أن تتصدق يخذلك ابليس بحجة أن هذا سيفقرك:
((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ))[البقرة:268]
ولكنّ ربك يعدك بعكس ذلك :
((وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ))[البقرة:268]
فمن تجيب؟.
حينما تهم بالنفقة، ثم تغل يدك خشية الفقر؛ فاعلم أن الشيطان قد نفذ المهمة:
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}[البقرة:268]
[إبراهيم السكران]
التوفيق والهداية بيد الله عز وجل ، من شاء الله أن يهديه هداه ، ومن شاء أن يضله أضله ،
قال الله تعالى : ( ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر/73
وقد أطال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في بيان هذه المسألة التي تشكل على بعض الناس ، فقال :
" إذا كان الأمر راجعا إلى مشيئة الله تبارك وتعالى ، وأن الأمر كله بيده ، فما طريق الإنسان إذن ،
وما حيلة الإنسان إذا كان الله تعالى قد قَدَّر عليه أن يضل ولا يهتدي ؟
فقول : الجواب عن ذلك أن الله تبارك وتعالى إنما يهدي من كان أهلاً للهداية ، ويضل من كان أهلاً للضلالة ، ويقول الله تبارك وتعالى : ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) الصف/5 ، ويقول تعالى : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) المائدة/13