لكل منا حكاية ؛

شَوْقٌ يُفَتَّتُ في ساعاتِ الْعُمُرِ وَيُبْكيني
نَسائِمُ الْعِتْقِ تَتَحَرَّكُ مِن حَوْلي....
أَشْتاقُ إِلَيْكَ يا وَطَني
لَلتُّرْبَةِ السَّمْراء..
لِدِفْءِ الْمَواقِد..
أَشْتاقُ لِلضِّحْكَةِ الصّافِيَّة
وَلِمُصافَحَةِ تُرابكَ ...
يا وَطَني لَمْلِمْ جِراحَنا
وَضُمَّنا إَلَيْكَ ...
تَكاثَرْنا في الْغُرْبَة..
وَلَم تَنْتَظِرُ الْحَياةُ أَحَداً !
في الْمَنْفى يا كَفّي تَشَبَّثْ بِالتُّراب ..
حُزْنٌ وَانْكِسارٌ.. في الْمَنْفى
جُرْحٌ خَوْفٌ وَاحْتِضار !
في الْمَنْفى أَنْتَ وَالصَّبْر
أَنْتَ وَالذّاكِرَة ! في الْمَنْفى ..
أَنْتَ وَأَنْتَ.. وَأَكاذيبٌ عَن سَلام ..
صِرْنا أَجْزاءً لِحِكاية ..
لا أَحَدٌ يُريدُها أَنْ تَكْتَمِل ...
وَصِرْنا أَعْمِدَةً لِبُيوتٍ لَيْسَت لَنا
تَشَتَّتْنا في كُلِّ مَكان..
لِكُلٍّ مِنّا حِكايَة !
لِكُلٍّ مِنّا بَيْتٌ لَهُ جُدران..
لِكُلٍّ مِنّا تاريخٌ كَخُبْزِ الْمَنْفى ...
كُلَّما تَذَوَّقْتَهُ ..
يَشُدُّكَ الْحَنينُ لِخُبْزِ ..
أُمُّكَ الْمَنْكوبَة !
تَفَرَّقْنا وَتَفَرَّقَ دَمُنا !
قَطَعوا الأَشْجارَ الْباسِقَة
وَرَموها في أَرْضٍ قاحِلَة
وَتَفَتَّتَتْ هَيْبَةَ الصُّمود !
يُمْكِنُهُم يا وَطَني
تَحْطيمَ رَأْسَ كُلَّ سَجينٍ عَنيدٍ وَلكِن ..
مُحالٌ كَسْرَ كُلَّ تِلْكَ الرُّؤوسِ الْمُشَتَّتَةِ في كُلِّ مَكان..
حامِلَةً خارِطة الوَطَن !
فَيا مَنْ احْتَضَنَ بَرْدَ الْوَطَن
وَدَثَّرَهُ بِكِتْفَيْنِ عارِيَتَيْن
تَذَكَّر أَنَّ الْحَياةَ حَلقاتٌ لا تَنْتَهي ..
.فَكَم مِن أَسْماءٍ حُفِرَتْ في صُدورِنا
أَسْماءٍ لِقُرىً وَمُدُنٍ وَجِبالٍ وَتِلال
أَسْماءٍ لِرِجالٍ تَعاهَدوا عَلى اللِّقاء
لِرِجالٍ حَمَلوا الشَّمْسَ
عَلى أَكْتافِهِم وَرَحَلوا ...
تَرَكوا صَفَحاتِ الْفَجْرِ
كَلِماتٍ تَنْطِقُ بِالرُّجولَةِ وَالإِباءِ ...
أَحِنُّ إِلَيْكَ يا وَطَني !