منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/)
-   ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● (http://www.bntpal.com/vb/f2/)
-   -   اليك المشتكى وانت المستعان (http://www.bntpal.com/vb/t50355/)

همسه احساس 11-20-2015 03:41 PM

اليك المشتكى وانت المستعان
 

اليك المشتكى وانت المستعان


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليك المشتكى وأنت المستعان
قد جرت حكمته تعالى في عباده أنه خلقهم في كبد،ومشقة،وأن الدنيا دار ابتلاء،فلا يخلو الإنسان في هذه الدنيا من الشدائد وضيق الأمور والمصائب والبلايا والمحن،فإلى من يرجع أصحاب المصائب، والإنسان أمام هذه البلايا يحتاج إلى الشكوى،والشكوى تخفف الهم، وتزيل الألم،
والله عز وجل يبتلي عبده ليسمع شكواه وتضرعه وإلحاحه ودعاءه، وقد ذم الله الذي لا يتضرع ولا يستكين وقت البلاء، فقال سبحانه(وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) المؤمنون،
والرب عز وجل،لا يريد العبد أن يكتم ما في نفسه، بل يريد من عبده أن يتضرع إليه،
إن العبد يكتم شكواه عند الناس،هذا حال المؤمن،لكنه لا يكتم شكواه إلى الله، فإن الله يحب من يشكو إليه، ويظهر المسكنة والحاجة والشدة،
قيل لبعضهم،كيف تشتكي إليه ما لا يخفى عليه،فقال،ربي يرضى ذل العبد إليه،
ولكن تفيض الناس عند امتلائها،فيجد الإنسان أحياناً من حاله ما يضطره ويلجئه إلى بث ما في نفسه،
إن البهائم أحياناً ليشتد بها الأمر حتى تشكو،وقد(دخل النبي صلى الله عليه وسلم،حائطاً لرجل من الأنصار،فإذا جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم،حن،وبكى وذرفت عيني الجمل،فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم،فمسح مؤخر رأسه،فسكت وسكن الجمل، فقال الرسول،لمن هذا الجمل، فجاء فتى من الأنصار فقال،لي يا رسول الله،فقال،أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتحمله من الأعمال ما لا يطيق، وتوالي عليه المشقات) رواه أبو داود،وصححه الألباني،
كان الأنبياء والرسل وهم خير الخلق إذا نزل بهم البلاء واشتد بهم الكرب، وعظمت المصيبة عندهم، لجأوا إلى الله وتضرعوا إليه وأظهروا افتقارهم إليه بالشكوى،
فهذا نوح عليه السلام،لما أشتد عليه أذى قومه حاصروه وهددوه، وكانوا يأخذون من يتبعه فيفتنوهم عن دينهم(فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ،فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ)القمر،
وهكذا قال (رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا)الجن،
بهذه الأصنام التي عبدوها(رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا،إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ)الجن،
فجاء الله عز وجل،بالنصر المبين،وأغرق القوم بالطوفان، وأنقذ الله نوحاً ومن معه،
وابتلى الله أيوب بالأمراض، فلبث في بلائه ثلاث عشر سنة، حتى رفضه القريب والبعيد،
جاء في الحديث الصحيح حتى قال بعض الناس ممن يعرفون أيوب لقد أذنب أيوب ذنباً عظيماً وإلا لكشف عنه هذا البلاء، لأن أيوب العابد الرّجاع إلى الله،الصابر كان صاحب عبادة ولم يكن صاحب ذنوب، فلما فهم بعض الناس من طول البلاء واشتداد المرض الذي نزل به أنه لذنوب أحدثها حزن(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)الأنبياء،
وهكذا يشكو إلى الله ويرفع صوته بمناجاة مولاه، نادى ربه يشكو الحال(أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ)فإظهار البلوى والشكوى عند الله لا ينافي الصبر بل هو من العبودية،مسني الضر بأنواعه في جسدي،في مالي، في ولدي، آذتني ألسن الناس، ارحمني فأنت أرحم الراحمين، وهكذا جاء اللطيف سبحانه وتعالى بالفرج وعبده لم يزد أن يقول،مسني الضر،ووصف خالقه بأنه أرحم الراحمين(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)الأنبياء،
ويونس عليه السلام،لم يكن عنده أصلاً من يشكو إليه إلا الله، لأنه محبوس في بطن الحوت،في هذه الغواصة التي تجوب قيعان البحار،لكن في حال من الأذى والضعف،في ظلمات البحر والليل وبطن الحوت(فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)الأنبياء،
وهكذا تتلمس في شكوى ذلك النبي معاني الضعف والمسكنة والافتقار إلى الله(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)الأنبياء،
زكريا عليه السلام، استمر به الحال أن لا يولد له،وللناس أولاد وهو عقيم، ثم هو نبيهم وقدوتهم، وآية الله فيهم وبينهم، ولا يولد له، والعمر يتقدم، والسن يكبر، والضعف يشتد، والعظام تضعف،
هو سيموت،لكن من الذي سيقوم بالرسالة من بعده(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا،وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا،يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)مريم،
فماذا سيرث،النبوة والرسالة،العلم والفقه والعبادة، الدين والبلاغ،
رفع الشكوى إلى الله وكرر(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)الأنبياء،
رب لا تذرني فرداً وحيداً عقيماً لا ذرية لي ينقطع أثري من بعدي في ولدي،وربه يسمع ويرى وهو الرحيم سبحانه وتعالى، يبتلي عباده ليلجؤوا إليه فيكشف ما بهم(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)الأنبياء،
قال بعض العلماء،كن مثل الصبي إذا اشتهى على أبويه شهوة فلم يمكناه قعد يبكي عليهما، فكن أنت مثله إذا سألت ربك ولم يعطك فاقعد وابك عليه،
يعقوب عليه السلام، يفقد أصلح أولاده، وأمثل أولاده، والذي كان يُعده من بعده، ويخصه لما يجد من شدة الإقبال منه والاعتناء والرغبة، يوسف ثم من بعده أخاه الأصغر أيضاً يفقده، اشتد الحزن، عظم البلاء، طالت المدة، ولكنه لم ييأس ولا يزال يدعو ويدعو فيلومه بعض أهله على إضراره بنفسه فيقول،لا أشتكي إليكم،
ذهب الولد الأول ثم ذهب الولد الثاني، واختفيا، واشتد الأمر عليه،ثم يذهب البصر ويفقد الحبيبتين(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)يوسف،
أشكو همي وما أنا فيه من الحزن الذي ملأ قلبي إلى الله الذي أرجو منه كل خير،
وما زال يدعو ويدعو بعد ذهاب البصر حتى رد الله عليه يوسف وأخاه والمُلك والإكرام(ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ،وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ)يوسف،
كان عمر رضي الله عنه، يقرأ هذه الآية إنما أشكو بثي وحزني إلى الله في الفجر فيبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف،
هذه فائدة الشكوى إلى الله، هذه عاقبة اللجوء إلى الله، فالله سبحانه وتعالى إذا فوض عبده الأمر إليه عصمه وقواه وصرف عنه السوء وآواه وسكَّن قلبه ونفسه وطمأنه،
والإنسان وحده لا يستطيع أن يصارع الأحداث،ففيه ضعف وفيه عجز، فلا بد له من ركن شديد، لا بد أن يلجأ إلى ربه وأن يثق بمولاه، وأن يفوض الأمر إليه سواء،
فإذا ألمت بك ملمة،فارفع الكفين، فرفع الكفين فيه إظهار الافتقار والحاجة والطلب، وأظهر الانكسار والضعف والمسكنة، واعترف بالذنب واعترف بالنعمة وسل حاجتك،
وقل كما علمنا النبي عليه الصلاة والسلام(اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت) رواه أبو داود،
وتيقن بأن الله أرحم بك من نفسك، وأرحم بك من أمك التي أنجبتك،ولذلك الشكوى إلى الله،رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجل فاقته، فقال يا هذا،والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك،
وقال شيخ الإسلام،وكل من علق قلبه بالمخلوقين أن ينصروه أو يرزقوه، خضع قلبه لهم، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك".
إن الوقوف على الأبواب حرمـان والعجز أن يرجو الإنسان إنسان
متى تؤمـل مخـلوقاً وتقصــده إن كــان عندك بالرحمن إيمان
ثق بالذي هو يعـطي ويـمنع ذا فـي كل يـوم له في خلقه شان
الشكوى إلى الله ليست ضعفاً، بل الضعف إلى الله هو القوة، لأن الشكوى إلى الله تحقق العبودية وتظهر الإنسان كما يريده ربه، فالله يبتلي عبده، ليسمع تضرعه إليه، لأن الله يحب الشكوى إليه ولا يحب التجلد عليه، وأحب ما إليه انكسار قلب عبده بين يديه، وأن يتذلل إليه شاكياً فقره وحاجته وضعفه وعجزه،فأظهر التضرع والتمسكن عنده،
كم تبدلت أحوال المشتكين وانقلبت أمور الملتجئين فشُفي السقيم وولد للعقيم ورزق الفقير وتزوج الأعزب، ومن أكثر قرع الأبواب يوشك أن يفتح له،
فيا أيها المظلوم،يا من انقطعت بك الأسباب وأغلقت في وجهك الأبواب ولم تجد من يرفع عنك مظلمتك، أرفع أكف الضراعة إلى الجبار العظيم،يجبر كسرك ويكسر خصمك، وبث إليه الشكوى،
اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم إنا نرفع إليك كربة الشكوى، ونشكو شدة البلوى نسألك أن تجبر كسرنا وترحم ضعفنا وتغني فقرنا،واشف مريضنا،وارحمنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وزدنا ولا تنقصنا، وعافنا واعف عنا،
اللهم أميــــن يا رب العالمين.

ﻏچـړﭜﮧ ♕ 11-20-2015 05:11 PM

طرح قييم .. الآنساان ع طوول ب حاجةة ربه
بآاركك الله فيكك عزيزتي ..

بنات فلسطين 11-20-2015 05:16 PM

بارك الله فيكي
علي ما طرحتي لنا

بأنتظار المزيد

غروووب 11-20-2015 05:18 PM

ما أعظمه من دعاء (إليك المشتكى وأنت المستعان)
بارك الله فيك غاليتي
ورزقك الفردوس الاعلى

البرنسيسة تقوى 11-20-2015 06:56 PM

اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهم إنا نرفع إليك كربة الشكوى، ونشكو شدة البلوى نسألك أن تجبر كسرنا وترحم ضعفنا وتغني فقرنا،واشف مريضنا،وارحمنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وزدنا ولا تنقصنا، وعافنا واعف عنا،
اللهم أميــــن يا رب العالمين.

اللهم آمين
بارك الله فيكِ
وجعله في ميزان حسناتكِ يوم القيامة
وردي

آلرَّسَّآمْ 11-20-2015 07:34 PM

الدعاء مفتاح الفرج

جزاك الله خيرا


دام جديدك المميز


ودي


!

أجمل مختصر~ 11-21-2015 12:18 AM

اللهم آمين

لولا الأوقات الصعبة اللي بنمر فيها و ببتلينا فيها الله

لكان بعدنا عن ربنا

حتى الابتلاء نعمة سبخان الله

كل الشكر

غُرورْ ✿ 11-21-2015 04:50 AM

جزيتُ خيرُ الجزاءُ

أزهاريُ

الوطن والغربة 11-21-2015 09:38 AM

بارك الله فيك على الطرح الايماني الرائع
الوطن والغربه

بسام البلبيسي 11-21-2015 08:11 PM

جزاكي الله خير
وجعله فى ميزان حسناتك
وانار دربك بالايمان
ويعطيكي العافيه على طرحك
ماننحرم من جديدك المميز
خالص ودى وورودى


الساعة الآن 03:56 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.