08-10-2013
|
|
الفشل السعودي في سوريا بقلم : حماد صبح الفشل السعودي في سوريا بفلم : حماد صبح
يزداد الدور السعودي في المشكلة السورية ظهورا عقب انحسار الدور القطري الذي ختم باختفاء الحمدين ورجعة قطر إلى السكون بعد حركة استمرت سنوات وفق رسم أميركي للأدوار في المنطقة . الدور _ أو التآمر _ السعودي في سوريا متعدد الأبعاد ، وأوضح هذه الأبعاد المال والسلاح اللذان يزود بهما النظام السعودي حركة التمرد . في المدة الأخيرة سعى النظام السعودي لإنجاز وثبة واسعة في أبعاد تآمره على سوريا تجسدت في العرض الذي قدمه رئيس استخباراته بندر بن سلطان للقيادة الروسية في زيارته الأخيرة لموسكو . وجوهر العرض أن تشتري السعودية أسلحة روسية ب 15 مليار دولار ، وأن تعمل على منع منافسة غاز الخليج للغاز الروسي في الأسواق الأوروبية بوقف مشروع مد أنبوب للغاز الخليجي _ خاصة القطري _ عبر سوريا وتركيا إلى أوروبا . وثمن العرض أن توقف روسيا دعمها للدولة السورية . في حرب الكويت ( 1991 ) دفعت السعودية للاتحاد السوفيتي _ الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة حينئذ _ 4 مليارات رشوة لسكوته عن مجريات أحداث تلك الحرب . الأخبار تورد أن الرئيس الروسي بوتين رفض العرض السعودي ؛ فالاتحاد الروسي اليوم في وضع اقتصدي واستراتيجي أحسن من وضع الاتحاد السوفيتي الآفل يومئذ . عوائد الغاز والنفط الروسي الكبيرة ، وانتهاء المسئولية الروسية عن دول فقيرة كثيرة كانت ضمن الاتحاد السوفيتي ؛ جعلت روسيا قوة اقتصادية كبيرة . وهي دولة صاحبة هموم استراتيجية عالمية ، وتدرك أنها مستهدفة تاريخيا من الغرب ، وسوريا جزء من فضائها الاستراتيجي القريب ؛ لذا كان رفضها للعرض السعودي متوقعا . وهو مثلما ذكر مسئول روسي عرض منسق مع أميركا ، وما من أحد كان يظن خلاف ذلك . أميركا بعد خسائرها في أفغانستان والعراق ، ومتاعبها المالية ، جنحت للقيادة من الخلف . والحقيقة أنها كانت دائما تستغل غيرها في الوصول إلى مآربها في الحرب والسياسة والاقتصاد ، لكنها كانت في الماضي تتقدم من تستغلهم ، والآن هي تتحرك في الخلف دون أن يقلل موقع تحركها من دسامة مكاسبها . هي دائما الرابح الكبير سواء كانت في المقدمة أم في المؤخرة . النظام السعودي يتقدمها الآن في المشكلة السورية ويوفر عليها الأعباء والتكاليف ، فإذا ربح كانت هي الرابح الكبير الذي لم يتكلف شيئا ، وإذا خسر فعليه وحده عواقب خسارته . وبالرفض الروسي للعرض السعودي تبدو الخسارة أوكد من الربح . والعرض في نفسه كان بيانا للفشل السعودي في التآمر على سوريا . لم يكن النظام السعودي ليلجأ للعرض لولا استيقانه استحالة انتصار المعارضة على الدولة السورية . وفي هذا الباب أوردت " ورلد تريبيون " الأميركية في تقرير لها حول زيارة بندر لروسيا أنه ناقش شروط وقف إطلاق النار في سوريا ومصير المسلحين والمعارضة السياسية السورية . قد يظهر شيء من التناقض بين تقرير الصحيفة الأميركية وبين العرض المالي السعودي ؛ فالتقرير يكشف يأسا سعوديا من انتصار المعارضة ، والعرض يكشف أملا في انتصارها إذا تخلت روسيا عن القيادة والدولة السورية ، بيد أنه مهما كان التناقض بين دلالات الأمرين فالواضح أن النظام السعودي يلقي بآخر أوراقه في العقدة السورية ، وأنه يقترب من الفشل الذي انتهى إليه الدور القطري في تلك العقدة . والمحسوب أن تكون عواقب فشل النظام السعودي في سوريا أسوأ عاقبة عليه مما كان الحال في الفشل القطري على الحكم في قطر .
hgtag hgsu,]d td s,vdh frgl : plh] wfp |