منتديات بنات فلسطين - لذلك أنا أكتُب لك ..

http://www.bntpal.com/up/uploads/bnt...4668417791.jpg

وبمناسبة ديسمبـر الذي كنت أعود له منذُ أن .. منذُ أن .. لا أعلم منذُ ماذا تحديداً
منذُ أن :خسرتك .. وخسرت نفسي ..
ديسمبر الذي يشبه قلبك كثيراً : متجمد وبارد جداً وقاسي بصورة جافـة ..
ديسمبر الذي إبتلع كبريائي وجعلني أقف متجردة من كل أسلحتي وأردد “مهزومة”..
وأنا والله لم أنساك .. وأعوذ بالله من كلمة كهذه
مرّ يوم ميلادك ولم أهنئك لأنني كنت أحاول تجاهلُك .. لربما كان التجاهل سبباً كافياً لتكون لي ..
لكنني كنت أتجاهل إحساسي ..كنت أتجاهل مواجهة مخاوفي : أن أعود لك مجدداً وأموت مرة أخرى !
لذلك لم يكن الأمس ليلة مثالية لتسألني كيف هي الحياة معي .. لأنني كُنت في محاولات نسيانك وأدركت الآن بإن هذه القدرة أكبر من محاولاتي المتهشمة ..

لم أستطيع أن أجيببك لذلك أنا أكُتب لك :
كتبُت لك كل مايـزعجني .. نثرتُ على الورق كل دموعي ..
كتبُت لك عن الحياة كيف تحولت لظلُ من الموت من بعدّك ..
كتبتُ لك عن رغبتي المُلحة بتحطيم كل الطرق بيننا وسلكّ طريق قلبك ..
لاتغضب علي إن صوتي يخونني منذُ أن أفلتّ يدّي ..وتركتني لرياح الحنين ..
أصبحت حروفي هي البديل عن “صوتٌ مرتجـف “..
صنع مني غيابـُك إنسانة سيئة ذات عادات غريبة
وأعلم بأنك لن تقرأ البديل عن كلامِي ..لأنك تظنه هراء فـكل المكاتيب تجعدت أوراقها وأُلقيت عنك بعيداً بواسطتك مثل صاحبتها ..
كتبُت لك عن طعم الإنجازات الناقصة بدونـك حققت كل شيء أردته ..
وكل شيء تحدثت به لك وكأنه كان حلم .. لكنني لم أعلم بأن الحلم سوف يكون وجودك حين أحقق أحلامي !
لم تكن مجرد مرحلة من حيـاتي بلا شعُور مني كنت كُل “حيـاتي”..
لم تكن مجرد حكاية ذات نهاية المُصيبة العظمى إنني لازلت عالقة بالبداية التي لم تنتهي منِي وفـيني ..
ولم تكن مجرد شخص مرنِي وإنتهينا .. إنك من الأشخاص الذين يخلفُون خلفهم عواصـف .. وعاصفتك معي كانت مثالية جداً لبعثرتي ..
ولم تكن مجرد مُلهم لحروفي .. لقد جعلت مني أصنع كتاباً .
ولم تكن تملك القدرة على جعلي بالإيمان بأنك سوف تكون لي لذلك كان من الأفضل لي أن لا أنظر لعينيك ..
كنت أخشى ذلك النوع من التواصل لأنني أعلم بأن نتائجُـه مُدمرة ..
إنني لا أكتب لأحصل على شفقتك ونوع من السؤال المُبطن بإهتمام زائـف ..
إنني أكتُب لكي يصلك سؤالي اليتيم ..
هل فكرت بي لمرة واحدة حين كنت تكذب قبل أن تهرُب ؟
هل فكرت عن حقيقة وطبيعة الأذى الذي سوف يصيبني .. بعـيداً عن أنانيتك ..
أجبني حين لاتكون منشغلاً بالتفكير بذاتك الأنانية ..
ومع كل العار من مرحلة ضعفي المتقدمة جداً أنا بحاجة لأن أقول لك :
لم أنتهي منك .. وأعني بهذا بإنك لازلت تتجول بداخلي مثل لصّ يحترف جرائمه ولايكف عن شر أفعاله ..

-آسفة لكل شيء .. وعلى أي شيء .