التأشيرة !

#1 10-05-2015

التأشيرة !

التـــأشيـــرة..!

لكل هدف طريق.. ولكل طريق تأشيرة.. وكل واحد له طريقته في الحصول على هذه الـتأشيرة..!
هناك أهداف سامية طريقها محفوف بالمصاعب والابتلاءات و تأشيرتها غالية لا يقدمها إلا أصحاب الإخلاص و الإيمان ولا يطيقها إلا من اصطفاه الله تعالى ليكون على طريقه و يحظى بالفوز بجنته.
سلعة الله غالية تريد منا أن نقدم أغلى وأعز ما نملك في الطريق إليها..

يا سلعة الرحمن لست رخيصة ***بل أنت غالية على الكسلان
يا سلعة الرحمن ليس ينالهــا *** في الألف إلا واحد لا اثنـان

ماذا لو كانت تأشيرتك لدخول الجنة أن تفقد طرف من أطرافك؟! أو أن تفقد بصرك؟ أو شيء من جسدك؟! فما ردة فعلك؟!

ويقول تعالى في الحديث القدسي: (إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه (عينيه) فصبر، عوضتُه منهما الجنة)
وقال حبيبنا صلى الله عليه وسلم لأم زفر رضي الله عنها وقد كانت مريضة بالصَّرَع، فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها بالشفاء: (إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ). فاختارت أن تصبر على مرضها ولها الجنة في الآخرة، وأنت ماذا تختار؟!

لقد اختار الله تعالى بعض عبادة الاتقياء لينالوا شرف تأشيرة مرورهم إلى الجنة بفقدهم أطرافهم والصبر على هذا الفقد وتحمل مرارة الحياة و صعابها ليصلوا للهدف السامي العظيم.

فحياة المؤمن لا تكون إلا بالابتلاء ولا يكون الابتلاء إلا بالصبر ولا يكون الصبر إلا بالرضا، وجعل الله تعالى حياتهم بعد فقدهم ابتلاء لهم لينالوا الأجور المضاعفة و الثواب العظيم، فكل دمعة تسقط من أعينهم تكون رحمة لهم بإذن الله تعالى.

لكم ننظر إليهم بغبطة.. جرحانا البواسل.. ونتمنى لو ان الله اصطفانا مثلهم وأعطانا تأشيرة مرور لجنته.. هم سبقهم عضو منهم إلى جنان الخلد و باقي جسدهم ينتظر أن يلحق بما سبقه.. ونحن لا ندري بأي وجه نلقى ربنا وبأي عمل نستحي منه سبحانه بما ضاع من عمرنا من تقصير وخذلان.

وكم تذرف العيون دمعها حسرة على تأخرها عنكم وقد سبقتمونا إلى رياض الدين بعزة وكرامة، ونحن نلاطم الدنيا فنغرق في نعيمها تارة و ننجو من زخارفها تارة أخرى و كل أملنا ان نتشبث بحبالكم ونصل إلى ما وصلتم إليه من عظيم الأجر والحسنات.

همسة.. ودعوة للتفكر/
فلينظر كل واحد منا ما الذي قدمه للآخرة..
وهل دفع حقاً ثمن دخوله لـ(السلعة الغالية) الجنة..؟!
المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈●

hgjHadvm !