منتديات بنات فلسطين - وانقطع الصوت

وانقطع الصوت

كلما حاولت أن أكتب قصتنا.. تراجعت .. اولا لان بطلتها لا تستحق منى جهدا فكريا او كلمة تخلد ذكرها فهي كاحدى بطلات فلم الزين للي فيك ،لسان بديء وانهيار قيم ،كانت كهبة ريح بين هذا الرجل وذاك وكأنها كانت تبحث عن شيء لم تجده في أي رجل او انها كانت تعشق أن ترى الرجال صرعى أمام جمالها وغرورها

وما كان الفقر هو مايحرك شهواتها لان شواهدها كانت قادرة ان تمنحها أي وظيف بمرتب سمين اذا ما طرقت باب اية إدارة فقد يتسابق اليها الوزير قبل موظفيه
ثانيا اني من سنوات لم اقرأ عنها اثرا في جريدة او اسمع لها خبرا في منبر ثقافي رغم انها كانت دلالة حب بين المنتديات والملتقيات الثقافية
آخر ما بلغني عنها انها صاحبت احد الكنديين الى بلاده ولعلها وجدت فيه ما تريد وهان عليها الدين والوطن وحضارة البلد والحركات السيا سية والاجتماعية والتنموية التي صرنا نتحرك في ظلها فقررت العيش معه اذ وجدت فيه ما لا يستسيغه رجل بكرامة
ثالثا أني اكره ان أدون سيرة احد دون أطلب منه اذنا او أستأنس منه براي
أول أمس وانا في مقهى داهمني صديق كنا معا طلبة وجمعتنا المهنة والإقامة في المدينة
دردشنا كثيرا في كل الاحداث ونبشنا في أكثر من رميم قبل ان افاجئه
هل تدري فيما افكر هذه الايام ؟
وقبل ان افتح له باب الرد قلت وضحكة تغازل وجهي :
ان أكتب قصة عن ....... مارايك ؟
استغرب .. وقال :
وما الذي ذكرك بها بعد هذا الزمن ؟ .. هل الغربة لوحت بذكريات قديمة ام أن نسائم الحب ماارتد لها أريج الا بعد هذه الوحدة التي تعيشها ؟
قلت وقد ركزت في وجهه بنظر
ـ لا شيء مما ذكرت لا اشكو غربة ، فتجارتي والحمد لله رائجة وعايدة تملا حياتي ،و الحاجة لاتترك فرصة دون ان تحثني على عمرة او سفرة الى هنا وهناك ورحلاتي بين الحروف والمنتديات تقتل بعضا من مللي .. وكما تعلم أن ما كان بيني وبين .... لم يكن حبا فهي كما تعرف كانت لا تستقر مع رجل حتى تتدلى عينها على غيره
كل ماهنالك مجرد شهوة للكتابة
اتسعت ضحكته وقال : اتكل على الله ... عسانا نقرا عملا يفضح ماتكتمت عليه العزوبية وانسد على اخباره قمقم سعد
تنهدت ثم قلت : لكني لا اعرف لها محل إقامة ولا رقم هاتف فمنذ رحيلها الى كندا انقطعت كل اخبارها ولا ادري ان كانت حية هنا ك اومازالت على قيد الحياة هنا وأكره أن أكتب عن انسان دون اذن منه
قال : اطلب لنفسك السلامة مازالت تدك وتدكدك وتعيش بفكر ابنة العشرين ..التقينا معا في أحد فنادق دبي من شهرين وكانت تتابط ذراع الكندي الذي تزوجها ..لا يهمك الليلة يكون عندك رقم هاتفها وحتما ستكون سعيدة بصوتك
خمس مرات وانا اتصل بالرقم .. ولا احد يرجع الصدى الى ان ردت علي بصوت ارخى عليه النوم بثقل
بعد مفاجاة منها لصوتي الذي وصلها بعد سنوات طوال و دردشة قليلة عن حياتها و بعد عتاب مجاملة منها اخبرتها بما انوي القيام به
بعد دقائق من التفكيراجابت :

أمازلت تكتب ؟

وأين وصلت تآليفك المدرسية ـ وهل رغبتك أكيدة فيما تفكربه ؟
لم ارد
لاباس .. مازلت عنيدا كما عهدتك حين تصر على امر لاتتوانى عن تنفيذه ... لكن تعرف اني كنت وما زلت معروفة جدا في الاوساط الثقافية والجمعيات النسائية ، ولا اريد ان تنشر غسيلي في واضحة الشمس بعد هذا العمر خصوصا وانا اتهيأ للعودة قريباودخول غمار السياسة قلت : ماذا تقترحين ؟
قالت : وقد بدا صوتها يتوضح أكثر
ــ أرفض ان تذكر اسماءنا صراحة
ـ طبعا .. لن اغامر بسمعتك
ــ ارفض أن تشير لمعاهد دراستنا او اصدقائنا او الاماكن التي التقينا فيها او كانت لنا فيها ذكرى
ـ وبعد..
ــ ان تتجنب الأحداث التي تدل على دراستنا او مهنتنا او الجرائد التي كنا نكتب فيها ـ وبعد ..
_ ألا تذكر اية كلمة جنسية تحفظها عني او تفوهت بها وانا معك
ـ وبعد..
ــ ألا تشير الى الحزب الذي كنت أنتمي اليه او الاجتماعات التي كنت أحضرها أو الدول التي زرتها سرا وعلنا ـ وبعد..
ثم قالت بشيء من التردد وكأنها توحي الي انها اسقامت :
_ وأرجوك ألا تذكر العلامات الجسديةا لداخلية والخارجية التي تعرفها أنت كما قد يعرفني بها غيرك او تذكر سلوكات كانت تصدر مني ....
او اوضاعا كنت افضلها .....
ـ وبعد
_ ان تقول في نهاية القصة انك تركتني لانك كنت ساديا تضربني كلما هاج بك الشبق وأنا كنت ارفض هذا السلوك فطردتك من حياتي
ـ ابدا لن اكذب على قرائي ولن ارمي بنفسي بين مخالب جمعيات حقوق الانسان والمنظمات النسائية ..وليس من أخلاقي تحقير المرأة او تعذيبها أو ترك هبة ريح تلمسها بسوء حتى ولو كانت من فصيلتك
قبل ان اقفل الخط سمعت صوت رجل يقول بفرنسية كندية :
ايتها القذرة اين وضعت صندوقة الحشيش ؟ ساقتلك ..

انقطع الصوت و عبر الهاتف دوت صيحة

محمد سعد