منتديات بنات فلسطين - سأحتضن ضعفك رغم كل شئ

كانت طفلة
لا تعرف عن المستقبل الكثير
تعيش ما هي تعيشه

زهرة ابنت لزوجين مطلقين
الاب متزوج
اما الام فاكتفت
بالاعتناء بزهرة

تربت زهرة
وكأنها يتيمة
حيث كان اول
ما تعرفه هو الطلاق

درست زهرة
واتمت دراستها
تخصصت محامات
في قضايا الطلاق
لم تكن محض الصدفة ...
ولكنها كانت تريد
الخوض في هذا المجال
لعلها تخفف شيئا
من المعانات
التي عاشت
تفاصيلها بكل معانيها

نجحت زهرة
واشتهرت باسمها

في يوم امسكت قضية
جاءت بها امرأة
يبدو عليها الثراء
دخلت الجلسة
فإذا برجل كبير
مطأطأ الراس
جالس على كرسي الاعاقة

قرأت الاسم
فارتبط به اسمها ...
كان والدها الذي
امتص الزمان عمره
وانهك العمر جسمه
وأذل الاهمال شخصه

ثبتت نظرها عليه
فتراكمت أشرطت الحديث
في ذهنها
شيء من صوت
أمها الذي كان يروي
حكاية ابيها ...
بجمله طالما حجبت
حقيقة غيابه
(الظروف حالت دون أن يعود ....)

وشيء من أصوات الغير
التي تشبه التعزية اليومية لها ...

انتهت القضية
وغادرت المرأة
وترك الحضور المكان
وتسمر ذلك
الرجل على كرسيه
امام ذلك الجدار

اقتربت منه
ونزلت لمستواه
تأملته بنظرات بريئة

ابتسمت ابتسامة مكسورة
تشبه انكسار أبيها ....

لا لشئ فقط
لأن دورة الارض هذه المرة
وضعت وهن الاب
امام رحمة البنت ...

ربما الكثير لن
يفهم ما فعلته زهرة
وربما الكثير
لن يفعل ما فعلته

ولكنها اختارت
احتواء ذلك الاب
لتكون رغم كل شئ
ذلك الدرس اللطيف
الذي يحتضن ضعفه كل يوم

بقلمي رويت قصة من خيالي
أتمنى تكون العبرة منها واضحة