يقول خبراء التغذية إن الإنسان البالغ يكفيه يومياً ما يتراوح بين مقدار كوب ونصف الكوب إلى كوبين من الفواكه، وما بين كوبين إلى ثلاثة أكواب من الخضروات، ويضيفون أن الوصول إلى هذه المعادلة يكون أكثر سهولة وتوفيراً لو أننا حرصنا على عدم إلقاء الأجزاء المفيدة صحياً وغذائياً من الخضروات والفواكه في القمامة.
ويقدر هؤلاء أن الإنسان يهدر ما بين %25 إلى %33 من الخضروات والفواكه التي توفرها الطبيعة ويلقيها في القمامة غير آبه بالحقيقة التي تؤكد أهمية الفوائد الغذائية الكامنة في القشور والجذور والسيقان.
فالحقائق الطبية التي أثبتتها التجارب تؤكد أن الفوائد الغذائية الموجودة في قشور العديد من أصناف الخضروات والفواكه وأوراقها وجذورها تستحق إعادة النظر في كيفية الاستفادة مما تقدمه الطبيعة من خيرات، وفي ما يلي بعض هذه الحقائق:


سيقان السلق
في دراسة نشرت عام 2006 تبين أن سيقان السلق تحتوي على نسبة عالية من حامض أميني يسمى «غلوتامين» يقوم بدور مهم للغاية في عملية العلاج الداخلي وإصلاح الأضرار التي تحدث في الجسم.


أوراق الفجل والشمندر
من المعروف أن ما نأكله هو جذور هذين الصنفين، لكن كل الدلائل تؤكد أن الإنسان القديم كان يزرع الفجل والشمندر لأكل الأوراق فقط وإلقاء الجذور التي نأكلها هذه الأيام في القمامة.
وبين القديم والحديث يقول العلم إن أوراق هذين الصنفين غنية جداً بالألياف والكالسيوم والحديد بالإضافة إلى أنها تحتوي على نسبة عالية من فيتامين «أ» وفيتامين «ك».


أوراق اللفت
يؤكد جميع الذين جربوا أكل أوراق اللفت أنها لذيذة ومذاقها حلو، ولا يختلف كثيراً عن مذاق الجذر الذي نأكله.
وبالنسبة للفوائد الصحية لأوراق اللفت، فقد أثبتت التجارب والدراسات أنها غنية جداً بفيتامين «أ» وفيتامين «ك»، كما أنها تعتبر مصدراً ممتازاً للحديد والألياف والبوتاسيوم وغيرها.


قشور البطاطا
تعتبر البطاطا قيمة غذائية ممتازة، لكن التجارب والدراسات تؤكد أن نسبة الألياف الموجودة في قشور البطاطا أكثر من الكمية الموجودة منها في الثمرة نفسها، كما أن هذه القشور غنية بمجموعة فيتامين «بي» وفيتامين «سي»، بالإضافة الى الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والعديد من أنواع المغذيات الأخرى.


بذور القرع (اليقطين)
يحتوي مقدار كوب من هذه البذور نصف ما يحتاج اليه الجسم يومياً من المغنيسيوم.
ومن المعروف أن نقص المغنيسيوم في الجسم يقف وراء مشاكل القلب وهشاشة العظام والصداع، مما يعني أن أكل البذور بعد تقشيرها طبعاً يوفر حماية إضافية للقلب وللعظام أيضاً، فهي غنية بالحديد والبروتين وبمادة كيماوية تسمى «فيتوستيرول» تعمل على خفض معدل الكوليسترول السيئ.


قشور البطيخ
أكدت مئات التجارب أن هذه الفاكهة الصيفية تحتوي مادة مضادة للأكسدة تسمى «ل - سيترولين» ثبتت فوائدها الصحية الكبيرة في تحسين أداء الرياضيين وفي تخفيف آلام العضلات أيضاً.
لكن التجارب أكدت أن هذه المادة التي تعمل على تخليص الدم من النيتروجين موجودة أيضاً في قشور البطيخ، وهو ما أكدته دراسة قدمها باحثون في مركز الأبحاث الزراعية الحكومي في الولايات المتحدة.


قشور البرتقال
يقول علماء في دراسة نشرت عام 2004 إن للمواد الكيماوية الموجودة في قشور البرتقال وغيره من أصناف الحمضيات قدرة على خفض معدل الكوليسترول في الدم بقدر يفوق قدرة الكثير من العقاقير الطبية المخصصة لخفض الكوليسترول.
كذلك توجد في هذه القشور مركبات كيماوية تسمى «بوليميثوكسيليت» لديها القدرة على حماية القلب وتقويته ضد النوبات القلبية أو الالتهابات التي يمكن أن تصيبه.
ويؤكد العلماء في هذه الدراسة أن النتائج التي توصلوا إليها لا تعني بالضرورة أنه يجب علينا أكل البرتقال بقشوره، وإنما الاستفادة من هذه القشور المفيدة صحياً بتقطيعها وإضافتها إلى بعض أصناف الطعام أثناء الطبخ مثلاً.