بيني و بينكَ شوارع ، منازل و أعمدة شبهُ مضيئة ، هنالك على قارعة الطريقِ الذي تعرفهُ جيداً ..
حيثُ لا هناكَ سوى أنتَ و ذكرياتي المتوشحة بلون حبكَ الرمادي !
كُل ليالي نيسان تُذكرني بكَ و بحبك العقيم الذي انجبتهُ الأيام ، لتُربيه السنين و يُعطيهِ القدر لذات الخصرِ الليّن في ليلةٍ راقصة في احدى السهرات !
بيني و بينك فصولِ حبٍ كثيرة ، و أشهُرٍ قمرية و ليالٍ تشرينية ..
بيني و بينكَ في الحُبِ ما لا يمكن أن تجمعهُ الايام ولا ان تَكتُبهُ شاعرة ، عاصرت كُل عُشّاق الارض ، تزوجت البحر ، غرقت بعشقهِ ، وانجبت منهُ قصائد مُبللة بدموع فراقِهم !
بيني و بينكَ كُلَ مقطوعه لِـ بيتهوفن و مقامةِ موسيقاهُ التي تعريني من كبريائي ، لـ أسقُط قتيلة على صفحةٍ بين نوتاتهِ !
بيني و بينكَ كُل فُراقٍ مكتوب في لوحِ قدر ، أو حتى في اخر سطرٍ من رواية كُتبت في زمن العشقِ الاسود !
بيني و بينكَ تلميذُ يحب زميلتهُ فائقة الجمال ، يراها بقلبهِ ، بعينهِ ، كُل شيءٍ بهِ يراها ، كُل الجمادات من حوله تراها !
الا هي لا تراه ، لا تذكُر اسمه ! ، اعتزلَ الطعام ، اعتزل الفُسحه ، و كرسّ حياتهُ بتأملها ! على امل ان يجد ما يكرههُ بها ، لولا أن الريح التي تداعب جدائل شعرها تُذكرهُ بإستحالة ذلك !
بيني و بينكَ كُل مُفتاحٍ لبيتِ موصود من أيام النكبة ! ، علقتهُ حسناء في عُنقها على امل ان تعود بعد يومٍ ، يومان ، اعوام !
كبرت تلك الحسناء و لم تَعد حسناء و لم يعد المفتاح الى بابهِ !
بيني و بينكَ شتاءٌ بارد ، أتعلم أحُبك جداً تحت المطر ، و قبل المطر و بعد المطر !
بيني و بينكَ كُل مدينةٍ منكوبة ، احتلها الطُغاة و قُتل بها الأبرياء ، و رفعوا بها الاعلام السوداء احتفالاً بدمائهم !
بيني و بينكَ كُل ما لا يُكتب ولا يُفهم ، بيني و بينك أعينٌ كثيرة و افواه مفتوحة الفكّين ! بيني و بينك قدرٌ سيكتب لنا كُل ما لا نُريد !
اريد ان أجد نهاية قبل أن يزداد ما بيني و بينكَ و تزداد الثوراتِ ، الزلازل ، الأعاصير و تنقلبُ البحور ! ،
و تصبحُ شرعية العينين تَنتظِمُ من أجلها القبور !