!~ آخـر مواضيع المنتدى ~! |
|
إضغط علي
![]() ![]() |
|
![]() |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||
| ||||||||
![]() صبرا تغني نصفها المفقود بين البحر والحرب الأخيرة كم مرة ستسافرونْ والى متى ستسافرونْ ولأي حلم؟ وإذا رجعتم ذات يومْ فلأي منفى ترجعون؟ رحلوا وما قالوا شيئا عن العودة لا، ليس لي منفى لأقول: لي وطن كل هذا الليل لي، والليل ملح ويكون – بحر ويكون – بر ويكون – غيم ويكون – دم ويكون – ليل ويكون – قتل ويكون – سبت تكون – صبرا. صبرا – تقاطع شارعين على جسد صبرا نزول الروح في حجر وصبرا – لا أحد صبرا – هوية عصرنا حتى الأبد." (من مديح الظل العالي) "لماذا تركت الحصان وحيدا؟ أجابه: لكي يؤنس البيت يا ولدي فالبيوت تموت إذا غاب سكانها" (من لماذا تركت الحصان وحيدا) "إن عدت وحدك، قل لنفسك: غيّر المنفى ملامحه... ألم يفجع أبو تمام قبلك حين قابل نفسه "لا أنتِ أنتِ ولا الديار هي الديار" (من لا تعتذر عما فعلت) شكل استهداف فلسطين، كجماعة ومكان وتاريخ وذاكرة، وما ترتب على ذلك من اقتلاع مادي ومعنوى، الإطار والسياقات التي تحكم حركة الإبداع الثقافي الفلسطيني بكل حقولها، بعد أن تحول الفلسطينيون إلى "مجتمع تاريخي من العذاب" (إدوارد، 1981) أصبح المبدع الفلسطيني في مواجهة قاهرة مع ضغط الأحداث المباشر وما تستدعيه من ردود فعل من جانب، ومعايير وشروط الإبداع التي عليها أن تتخطى قيود المباشر السياسي باتجاه كشف وصياغة العلاقات التي تحكم صيرورة الجماعة الفلسطينية في سياق تفاعل ثلاثية الماضي – الحاضر - المستقبل من جانب آخر. هكذا شكلت المأساة الفلسطينية المتواصلة بكل تفاعلاتها وتجلياتها الفضاء والحاضنة لتجربة محمود درويش الإبداعية، وبهذا المعنى فقد" جعل فلسطينيته عنوانا آخر للشعر وحولها إلى ملحمته وميتفيزياه وإشكاله الأنطولوجي" (بيضون، 2003). تعامل محمود درويش مع مفردات المآسي والنكبات الفلسطينية وما رافقها من معاندة ومقاومات باعتبارها الطينة الطبيعية الأولى التي معها ومنها تتشكل الأبعاد الإبداعية لديه، كان دائما يعود إليها، يعيد قراءتها، يعيد تشكيلها، ليستخرج منها أبهى الصور والمفاهيم الجمالية، كانت هذه العملية، المضنية والممتعة في آن، تعيد صياغة وعيه لذاته وتجربته، وكأنه مع كل مرحلة إبداعية يولد من جديد، أو على حد قوله " هناك شعراء يولدون "بالتقسيط" وأنا من هؤلاء الشعراء. ولادتي لم تتم مرة واحدة" (درويش، السفير، 2003) . ستحاول هذه الورقة استكشاف جدل العلاقة بين المنفى كحالة فلسطينية وسياقات التحول في وعي محمود درويش وتحرك المعنى في إبداعاته الشعرية، وفي هذا الإطار سنتابع جدل المنفى والعودة، المنفى كواقع ملموس في المكان، وكحالة تفاعل اجتماعي وإنساني، ذلك أن عدم وعي هذه الخافية في ثقافة وملابسات اللجوء الفلسطيني، يجرد مفهومي المنفى والعودة من بعض أبعادهما الأكثر أهمية. احتل محمود درويش ذلك المكان العالي في الوعي الفلسطيني والعربي والإنساني بكل جدارة باعتباره شاعر المقاومة بأبهى تجلياتها الإنسانية والأخلاقية والجمالية، لقد فرض نفسه من خلال ارتقائه وسيره الدائم عند خط المواجهة المتقدم دون أن يفقد لونه أو خصوصيته، ونجح في أن يحمل قضية شعبه إلى أقصى مكان في الكون وأن يقدم الشعب الفلسطيني بأجمل ما يكون، ورغم ذلك لم يهبط بالشعر إلى مستوى المباشر السياسي، بل ارتقى بالوعي السياسي إلى ذروة الشعر، وهو يرى بأن "المقياس الأيديولوجي قد انتفى تماما في علاقتنا بالنصوص الشعرية، ولهذا أصبحنا أكثر حرية في قراءة النص" (المصدر السابق). لقد حلق محمود درويش بشعره في فضاءات الروح الفلسطينية الإنسانية الشاسعة، عشقا، حلما، أسى، فرحا، غضبا، وحنينا، من ركام المآسي يلتقط شظايا الجمال ويعيد تشكيله، وفي غمرة الفرح لم يفقد خيط الحزن، ماهر في مراقصة المتناقضات، اللغة نبض والنبض لغة، لا يذهب نحو المتخيل أو الافتراضي إلا بقدر ما يحيل ذلك إلى الواقع، غير أنه لم يحول شعره إلى مجرد بيان سياسي فهو دائما مسكون بالبحث عن الحرية سواء بمفهومها المادي أو ببعدها الإبداعي "... يجب أن نصدق أن الشعر يستطيع أن يتحرر مما ليس منه، وما ليس منه هو الراهن القابل للتبدل السريع" ومع ذلك فقد كان يرفض أن تفقد القصيدة موضوعها، معناها، بناءها، وعناصرها، فكل ذلك هو ما يشكل قوام أو جسد شعري واضح" (المصدر السابق). حافظ محمود درويش على معايير احترامه لنصّه وذاته ولم يسقط في مصيدة النفاق والسذاجة التي تبحث عن المديح الهابط عبر هبوط النصّ، أو عبر التواطؤ المضمر مع رغبات القارىء البدائية وإخضاع النصّ لما يحب أن يسمع. وفي سياق هذا الإصرار نجح في بناء حالة من الجدل العميق التي استمرت تحكم حركة التفاعل ما بين النصّ والقارئ. بهذا المعنى كانت الكتابة الإبداعية عند محمود درويش فعل وتفاعل شامل مع الذات، الواقع، الفضاء، اللغة، الوعي، المعنى، المحدد، الزمن، كانت دائما عملية تغري بالمشاكسة، حالة خلق وولادة مستمرين، بقدر ما تبتعد عن الواقع كانت تحتفظ، وبكل أناقة، بحبلها السُّري معه "لا شيء يأتي من بياض ...والقصيدة بلا موضوع لا تكون هشة فقط بل مشغولة بالتحديق بنفسها"(المصدر السابق). نقرأ محمود درويش فتغمرنا بهجة المفاجأة وكأننا نكتشف ذاتنا وجمالنا لأول مرة، فهو يداعب الأوتارَ الأكثرَ حساسية ورهافة وعمقا فينا، والتي كدنا ننساها في غمرة المآسي والواقع الطاحن ومحاولات المقاومة. عندما نقرأ محمود أو نستمع إليه نستعيد بعضا من توازننا، نكتشف أننا أكثر قوة أو بطولة أو ضعفا مما نعتقد أو مما نحن عليه ومن كل ما تروج له ثرثرات السياسة، ذلك أن البطولة في شعره هي بطولة تلقائية شاملة، والضعف حالة إنسانية لها ذات القدرة على التأثير، " الشعر دائما حليف الخسائر الصغيرة والخيبات.... أعتقد أن صورة طفل يتفرج على جيش الاسكندر فيها شعر أكثر من جيش الاسكندر كله، أو أن العشب الذي ينبت على خوذ الجنود هو الشعر وليست الخوذ هي الشعر... "( المصدر السابق)، فالإنسان قوس قزح يشمل كل أطياف اللون، حيث يتباهى كل لون بجماله المطلق دون أن يلغي أو يغتصب ما عداه، بل يزداد بهاء بتناغمه وتفاعله مع بقية الطّيف، عبر هذه العلاقة تأخذ تفاصيل الواقع أبعادا جديدة وحضورا جماليا لا توفره النزعة الذاتية الضيقة. ضمن هذه المقاربة يمكن القول أن محمود درويش هو شاعر الانضباط للسياقات، وفي ذات اللحظة صعلوك في التمرد عليها، يملك براعة فائقة الحيوية ومبهرة في إطلاق المعاني الجديدة في السياقات المحددة، مولع بإعادة اكتشاف المعاني في التباساتها ومراوغاتها الإنسانية في حركة الزمان والمكان، يذهب للنهايات ليعيد وعي البدايات، ويذهب للبدايات ليعيد صياغة النهايات، هو شاعر الاحتمالات المفتوحة، أو لنقل... شاعر النصّ المفاجئ، " الكلمة الواحدة تحمل معاني عدة وتكرارها وتغيير حركة واحدة فيها قد يخلقان معاني مضادة.. هذه الإمكانية تحرض أحيانا على رقص مجاني في القصيدة. جميل أن نرقص قليلا" ( المصدر السابق). عبر هذه الجدلية المولعة في التجريب والاكتشاف احتل درويش، بتأن وإصرار، تلك المساحة المرموقة في الوجدان الفلسطيني وأصبح رافعة ثقافية ساهمت بكل نشاط وحيوية في صقل الوعي والذاكرة الفلسطينيين، وبرهن ببراعة أن الفعل الثقافي من الخطورة والحساسية بحيث لا يجوز تركه تحت رحمة الصدفة والعبث لثرثرات الهواة. محمود درويش شاعر أدمن التوتر والقلق والرهبة أمام كل نص شعري، لأنه يتعامل مع واقع متوتر وقلق إلى أقصى الدرجات، لم يقع في وهم الرضى عن الذات، رغم أنه كان مشبع بالاحترام، إنه دائم القلق من العلاقة التي تربط نصوصه بالناس، ولهذا كان نصّه قريبا منهم إلى درجة البوح، لكنه بوح راق في بنيته وجمالياته وأبعاده الموغلة في أقاصي الروح الإنسانية في لحظات بهجتها أوغضبها وألمها وتمردها الأزلي، هكذا حضرت الأبعاد الفلسطينية في أعماله دون أن يسقط في الرثائية المحبَطة، ودون أن يهبط بالقضية الفلسطينية إلى مجرد مطيّة للصعود، لم يجعل من الفلسطيني موضوعا للشفقة، بل تعامل مع فلسطين تاريخا ورمزية وشعبا وأرضا باعتبارها البيئة الطبيعية المتفاعلة مع الإبداع والمفتوحة على المطلق الإنساني، إنها حالة وعي في غناها وتشابكها يستحيل معها الفكاك. لقد تفاعل محمود درويش مع حالة المنفى الفلسطيني ونقيضه حلم العودة باعتباره الفضاء أو المادة الأولية والمدخل نحو كشف الذات الفلسطينية كذات فاعلة ومتفاعلة، وليست مجرد موضوع للفعل، سواء في نكباتها أو مقاوماتها، لقد " صار الفقد هو المعطى الذي يحكم علاقة الفلسطينيين بموطنهم، وفي بنائهم لعلاقاتهم الجديدة مع مجالهم المفقود... وتدخلت قوة الخيال بكثافة في هذه العملية"( محمد نعيم،1996). ولهذا كان من الطبيعي أن يولّد المنفى الفلسطيني ثقافته النقيضة التي لا تقف حدودها عند حق العودة بالمعنى الستاتيكي، بل تذهب بعيدا نحو المستقبل وكأنها تعيد الخلق من جديد. لقد فجر المنفى الفلسطيني أسئلة وجودية وفلسفية عند درويش " الصعب هو علاقة تغير المكان بتغير الأنا، أو تغير الأنا وعلاقتها بتغير المكان. من الذي غير الآخر؟ هذا إشكال لم أجد له حلا..." ( درويش، السفير، 2003). ولنا بلاد لا حدود لها.. كفكرتنا عن المجهول.. ضيقة وواسعة.. بلاد... حين نمشي في خريطتها تضيق بنا ( من قصيدة ولنا بلاد). الجدل الذي ولدته حالة المنفى الفلسطيني خلقت إطارا نفسيا وثقافيا ألقى بكل تأثيراته على إبداعات محمود درويش الشعرية والنثرية. فالفلسطينيون" اتخذوا من الثقافة، وسيلة للتعبئة والمقاومة، وتأكيد الهوية تحت الاحتلال وفي المنافي ... وفي غمرة ذلك يتخلق وجه الثقافة الفلسطينية الجديدة، وتشييد ملامح المتخيل الجماعي عبر الكلمة، القصيدة، القصة، الرواية، اللوحة، الملصق، النشيد، الأغنية..." (محمد برادة، 1990). هكذا أخذت المعاني التي ولدت في سياق هذه المأساة تتحرك في وعي محمود درويش وإنتاجه الشعري لتأخذ مع الزمن واستمرار المأساة تجليات أدبية تذهب عميقا في وعيه الفردي وفي الوعي الجمعي عن الشعب الفلسطيني، لقد فجر المنفى الفلسطيني أسئلة وجودية وفلسفية عند درويش " الصعب هو علاقة تغير المكان بتغير الأنا، أو تغير الأنا وعلاقتها بتغير المكان. من الذي غير الآخر؟ هذا إشكال لم أجد له حلّا..." ( درويش، السفير، 2003). هكذا تخطى مفهوم المنفى معنى الانتقال المباشر في المكان ليتحول إلى أبعاد نفسية وثقافية واجتماعية عميقة، هذا التحول أعاد بناء مفهوم العودة ليصبح إطارا وفضاء يعكس منظومة الأحلام الكبيرة والصغيرة للأفراد والجماعات، لقد أصبحت وظيفة المعنى في سياق واقع الاقتلاع " بناء ملكوت مجرد ذهني فكري قيمي غير قابل للموت بموت الأشخاص ما دام قابلا للتوالد أو التجدد والامتداد، المعنى هو ما يشهره الإنسان في وجه الكوارث، فردية أو جمعية، وفي وجه العالم" (خالدة سعيد، 2008). "لا ينظرون وراءهم ليودِّعوا منفى، فإنَّ أمامهم منفى، لقد ألِفوا الطريق الدائريَّ، فلا أمام ولا وراء، ولا شمال ولا جنوب. "لا تتذكروا من بعدنا إلا الحياة". (من قصيدة لا ينظرون وراءهم). وبقدر ما كانت هذه العملية المتفاعلة تتحرك في الواقع فإنها كانت تنعكس في نصوص درويش، التي أخذت مع تقدم ونضوج التجربة، تعيد بناء المعنى والنصّ معا. وبهذا المعنى يقول " عندما كنت خارج الوطن كنت أعتقد أن الطريق سيؤدي إلى البيت وأن البيت أجمل من الطريق إلى البيت. ولكن عندما عدت إلى ما يسمى البيت... غيرت هذا القول وقلت: ما زال الطريق إلى البيت أجمل من البيت لأن الحلم ما زال أكثر جمالا وصفاء من الواقع الذي أسفر عنه هذا الحلم" (درويش، السفير، 2008)، وفي ذات السياق يتحرك مفهوم "الوطن" فهو في لحظة “..وطني ليس حقيبة" وفي لحظة أخرى ".. وطني حقيبة"، هذه الحركة الملتبسة والمتناقضة في إبداعات محمود تعكس مستوى الارتقاء والحيوية المذهلة للمعنى في النصّ الذي يبدو ثابتا، وهو ما يؤشر إلى ذلك الصراع والتحول الصاخب في تجربة محمود الإبداعية والعامل الأكثر حسما وراء نجاحه في الارتقاء بالنصّ الفلسطيني ليصبح نصّا إنسانيا عالميا بامتياز دون أن يتنازل مطلقا عن خصوصيته الفلسطينية، ف"المنفى هو الذي عمق مفهوم البيت والوطن، كون المنفى نقيضا لهما" ( المصدر السابق). " لا وطن ولا منفى هي الكلمات، بل ولع البياض بوصف زهر اللوز لا ثلج ولا قطن فما هو في تعاليه على الأشياء والأسماء لو نجح المؤلف في كتابة مقطع في وصف زهر اللوز، لانحسر الضباب عن التلال، وقال شعب كامل: هذا هوَ هذا كلام نشيدنا الوطني!"( من قصيدة لوصف زهر اللوز). إذن، المنفى والعودة، عند محمود درويش حالة تفاعل اجتماعي وإنساني في منتهى العمق، قد لا يدرك البعض أو الكثير، ربما، ثقل هذه الأبعاد في البنية الاجتماعية - النفسية للاجيء الفلسطيني، وبناء على ذلك تجري، عادة، مقاربة مواقف جموع اللاجئين وكأنها مجرد حالة إنفعالية، أو مجرد تعبير عن مواقف سياسية عقلانية أو لا عقلانية، "...كنت في السادسة من عمري حين خرجت الى ما لا أعرف، حين انتصر جيش حديث على الطفولة لم يكن يأتيها من جهة الغرب إلا رائحة البحر المالحة، وغروب شمس الذهب على حقول القمح والذرة. لم تتحول السيوف إلى محاريث إلا في وصايا الأنبياء. وانكسرت محاريثنا في الدفاع عن طمأنينة العلاقة الأبدية بين ريفيين طيبين وأرض لم يعرفوا غيرها ولم يولدوا خارجها، أمام حرب الغرباء المدججين بطائرات ودبابات وفرت لرواية حنينهم البعيد إلى "أرض الميعاد" شرعية القوة". ( المصدر السابق). عدم وعي هذه الخافية في ثقافة وملابسات اللجوء الفلسطيني، يجرد مفهوم العودة من بعض أبعاده الأكثر أهمية، تلك الأبعاد التي ترى في العودة فعلا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا ونفسيا وسلوكيا يرتقي بها إلى مستوى بناء المستقبل الذي هو على النقيض من كل ما يشكل المأساة الراهنة، سواء كان هذا النقيض بفعل الاحتلال أو بفعل الاختلالات الداخلية، وبكلمة أخرى العودة لا تعني فقط العودة للمكان، وإنما ترافقها صورة متخيلة وأحلام تمت مراكمتها في رحلة اللجوء الطويلة، أحلام تعيد صياغة مفهوم الوطن ومفهوم العلاقات، كما تؤسس لوطن هو على النقيض من كل الخيبات السياسية والاقتصادية التي شاهدها أو عايشها الفلسطيني عموما واللاجئ الفلسطيني في رحلة اغترابه على وجه الخصوص. بهذا المعنى انعكست ثقافة المنفى وأحلام العودة في إبداعات محمود درويش. " أأنا هنالك ... أم هنا؟ في كلٍّ "أنت" أنا، أنا أنت المخاطَب، ليس منفى أن أكونك. ليس منفى أن تكون أناي أنت. وليس منفى أن يكون البحر والصحراء أغنية المسافر للمسافر: لن أعود، كما ذهبت، ولن أعود ... ولو لماما!" ( من قصيدة قال المسافر للمسافر: لن نعود كما...) منذ تلك الطفولة المبكرة، الطفولة التي كان من المفروض أن تمارس شقاوتها في المكان الطبيعي وفي سياق العلاقات الطبيعية، لتبني عبر صيرورة الزمان علاقاتها وذاكرتها الحميمة والخاصة مع تفاصيل مكانها، فتح محمود درويش عينيه على الواقع الفلسطيني المروع، وجد نفسه يكابد القهر المتراكم وهو يرى أحلامه المقتلعة من بيئتها وهي تسحق في غمرة المآسي الفلسطينية المتواصلة، ولهذا لم يكن ابن السادسة في "... حاجة إلى من يؤرخ له، ليعرف طريق المصائر الغامضة التي يفتحها هذا الليل الواسع الممتد من قرية على أحد تلال الجليل، إلى شمال يضيئه قمر بدوي معلق فوق الجبال: كان شعب بأسره يقتلع من خبزه الساخن، ومن حاضره الطازج ليزج به في ماض قادم. هناك … في جنوب لبنان، نصبت خيام سريعة العطب لنا. ومنذ الآن، ستتغير أسماؤنا. منذ الآن سنصير شيئا واحدا، بلا فروق. منذ الآن، سنُدمغ بختم واحد: لاجئون. - ما اللاجئ يا أبي؟ - لا شيء، لا شيء لن تفهم. - ما اللاجئ ياجدي، أريد أن أفهم. - أن لا تكون طفلا منذ الآن!.." (المصدر السابق). وكبر الطفل، أخذ يشاغل اللغة، غاص في زحمة التجربة، وبين حنين الطفولة وهول المأساة واتساع الأفق الثقافي وانفتاحه على أبعاده وعلاقاته الإنسانية تشكلت معالم الأحلام وحدود التجربة الشعرية، ولكن بقي المنفى بأثقاله وعلاقاته الاجتماعية والسياسية والثقافية يهيمن على إبداعات محمود درويش، كان يرى نفسه دائما لصيقا بحالة شعبه، نكباته، مقاوماته، هزائمه، انتصاراته، مآسيه الكبيرة والصغيرة، أفراحه الصغيرة والكبيرة، يلملم شظايا الذاكرة ليعيد صياغة الوجود، صياغة الحلم المسافر كما تسافر رفوف الحمام ، وكم كان يتمنى أن يحط الحمام يوما فقط ليمارس حياته الطبيعية، ولكن الواقع كان هائلا في معانداته. وفي هذا السياق يقول "...لم أعد طفلا، منذ صرت أميز بين الواقع والخيال، بين ما أنا فيه الآن وما كان قبل ساعات. لم أعد طفلا منذ أدركت أن مخيمات لبنان هي الواقع وأن فلسطين هي الخيال. لم أعد طفلا منذ مسني ناي الحنين. فكلما كبر القمر على أغصان الشجر حضرت فيّ رسائل مبهمة إلى: دار مربعة الشكل، تتوسطها توتة عالية، وحصان متوتر، وبرج حمام، وبئر. على سياجها قفير نحل يجرحني مذاق عسله، وطريقان معشوشبان إلى مدرسة وكنيسة، واسترسال يفيض عن لغتي… هل سيطول هذا الأمر يا جدي؟ انها رحلة قصيرة. وعما قليل نعود."( المصدر السابق). ومع ارتقاء محمود درويش في تجربتة الشعرية ارتقى جدل العلاقة بين المنفى والعودة، بين فلسطين ونقيضها، بين الخاص والعام، متابعة هذا الجدل الحي والخلاق تكشف روعة الإغناء الذي حملته أعمال محمود درويش، إلى الدرجة التي عندما يقرؤها أي لاجئ فلسطيني سيكتشف وسيرى ذاته بصورة لم يتعودها من قبل. "علينا ، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الأول ولنا الحاضر ، والحاضر ، والمستقبل ولنا الدنيا هنا .. والآخرة ْ" (من قصيدة عابرون) بهذا المعنى "..صارت فلسطين هي عكس ما عداها. وصارت هي الفردوس المفقود إلى حين…" (درويش، الكرمل، 1999). تلك القدرة الإبداعية والموهبة الفذّة مكنت محمود درويش، بعد طول مكابدة، من تخطي المصائد التي يعج بها حقل العلاقة الذي يربط السياسة بالثقافة والإبداع، تخطى بإصرار تلك المصائد وبقي صاعدا في جماليات شعره دون أن يفقد لونه أو طعمه وخصوصيته، لم تبتلع السياسة وخطابها جمال شعره ولغته الشاسعة في مرونتها وقدرتها على الاستجابة لطموحاته وأحلامه وفضائه الإبداعي، كما لم يسقط في غربة المواضيع واللغة، "...أنا أنزعج من شيء واحد، أن تعرف بطاقتي الشعرية بالبعد السياسي... نحن نعيش في مناطق متوترة ومتأزمة أصبحنا فيها رقباء على أنفسنا، فكثرة التعامل مع الرقابة والإدمان عليها قد تحول الشخص إلى رقيب على نفسه، لكن في الشعر يبدو أن الإحساس بوجود رقيب قد يطور جماليات الشعر، وأنا في رأيي إن أي قصيدة يفهمها الرقيب ويمنعها يكون العيب في القصيدة وليس في الرقيب، على القصيدة أن تكون أذكى وأكثر جمالية وحرية، ملتبسة على فهم الرقيب المباشر لها، فالشعر الجميل والشعر الحقيقي هو الذي يعتمد على حركة المعنى وليس المحدد، والذي يتناول الأشياء تناولا غير مباشر، يستعصي على الرقيب، وربما يحبب الرقيب بالعمل"، ( درويش، الفضائية اللبنانية، 1997)، والرقيب هنا لا يقتصر على البعد الأمني بل يتخطاه إلى مستوى الخضوع لرقابة السياسي على الثقافي الأمر الذي يجرد الأخير من كل خيارات التجريب والإبداع والنقد الذي يشمل أيضا تعاسات السياسة. بهذا الوعي حاور محمود درويش تجربته الشعرية كما حاور أبعاد المأساة الفلسطينية واستطاع أن يرتقي بإبداعاته الشعرية إلى مصاف عمالقة الشعر العالمي، لوركا، ماياكوفسكي، ناظم حكمت، بابلو نيرودا، يانيس ريتسوس... هذا الطراز من المبدعيين الذين ارتقوا بقضايا شعوبهم ، بمآسيها ومقاوماتها على المستوى الثقافي والإبداعي ليجعلوا منها معالم في رحلة الإبداع الإنساني، ولم يكن هذا ممكنا لو تم الهبوط بمعايير الإبداع لتبقى محصورة في أسئلة الوعي المباشر والسطحي. بقي محمود درويش طيلة تجربته الإبداعية يحاول الإجابة على سؤال العلاقة بي طموحاته كشاعر وبين انتمائه العميق لشعب وقضية وأمة، "...الشعر حالة، والشاعر يتغير ويغير نفسه، يتعذب ويفرح، فصورة الشاعر عند العرب بشكل خاص ما زالت منزهة عن أي سلوك يؤذيها، هذا هو خوفي من الشعر، أما خوفي على الشعر فهو خوف من نضوب الشعر، فنحن الشعراء داخلون في مخاطرة لا ضمانات على الاستمرارية، ولا ضمانات للنجاح، وأنا أتحدث عن نفسي فأقول إنني في كل مرة أكتب فيها قصيدة، أذهب للكتابة كأنني أتعلم كتابة الشعر لأول مرة، وفي كل مرة اعتبر نفسي أنني أكتب القصة الأخيرة، إذن هناك دائما توتر وقلق وصراع مع المجهول، ومع طاقة غير مسيطر عليها، إذن هناك مغامرة دائمة، وخوف دائم من الشعر وعليه.." (محمود درويش، الفضائية اللبنانية، 1997). ما تقدم يحيل إلى رؤية وفلسفة محمود درويش للعلاقة التي تربط الشعر، أو أي شكل من أشكال الإبداع، وأي مثقف بالتحديات التي تواجه أي شعب، ويزداد التحدي ويصبح أكثر تعقيدا في الحالة الفلسطينية حيث المأساة المتواصلة والاقتلاع والإلغاء والاحتلال الذي يحاول الاستيلاء على المكان والتاريخ والذاكرة، في غمرة هذا الصراع الطاحن والدامي نمت تجربة محمود الشعرية في قلب المواجهة والخيارات المحدودة للغاية، إذ أن الصراع بأبعاده المختلفة لا يترك للمبدع الفلسطيني أي هامش للمناورة، لقد شكل هذا الواقع التحدي الأبرز أمام المثقف الفلسطيني، الأمر الذي انعكس في السؤال التالي: كيف يستطيع المبدع أن يحافظ على معايير الإبداع الأدبي ويتفاعل مع جماليات الإبداع وتطوير أدواته وفي ذات الوقت أن يحافظ على انتمائه لشعبه وقضيتة؟ أخطر معضل واجهها المبدع الفلسطيني تمثلت في محاولة تحويله إلى مجرد أداة سياسية مباشرة، أي تحويل الشاعر إلى مجرد كاتب شعارات، المشكلة ليست حول أهمية الشعار كفعل شعبي مقاوم، المشكلة تكمن في الهبوط بالشعر إلى هذا المستوى بينما المطلوب من الشعر أن يرتقي بقدرته في التعبير عن روح وتجربة ومقاومة الشعب وهمومه وآلامه وأحلامه بأرقى شكل ومضمون أدبي وإنساني. بهذا المعنى تمكن محمود درويش من تخطي قيود السياسة المباشرة واستطاع التعبير عن التجربة الفلسطينية بأعلى درجات الجمال الفني، لقد كشفت أعماله تلك الجوانب العميقة في الإنسان والمأساة والبطولة الفلسطينية وحول كل ذلك في نصوصه إلى قيم إنسانية عالمية، ولهذا فإن كل فلسطيني مهما كان مستوى وعيه أو تعليمه أو دوره يجد لنفسه أو جزء منها زاوية خاصة في شعر محمود درويش، لقد ساعد شعره الانسان الفلسطيني العادي المعذب والمقاوم على أن يكتشف بطولته الخاصة، جماله الخاص، من هنا ندرك عمق الوعي وأهمية الدور الثقافي الذي لعبته وستلعبه أعمال درويش في تكوين المشهد الثقافي الفلسطيني المقاوم للظلم والقهر، وهذا بالضبط ما يلمسه أي إنسان مقهور على وجه الأرض وهو يقرأ أعمال هذا الشاعر الإنساني الكبير الذي كشف البعد الإنساني والأخلاقي لمأساة ومقاومة الشعب الفلسطيني، بحيث بات كل مناضل من أجل الحرية والعدالة يجد نفسه في صلب هذه التجربة، " ... لم يعد اي شئ شخصيا من فرط ما يحيل إلى العالم، ولم يعد أي شئ عاما من فرط ما يسمى شخصي". في سياق هذا الجدل العالي المستوى، في وعي وتجربة محمود درويش، تشتبك العلاقات والمفاهيم، ولهذا نراه يبدي خوفه الدائم ".. أخاف من شعري أنه قد يغريني بالعثور على تعويض عما هو خارج الشعر، وقد يؤسس لي عالمي المتخيل الذي تمكنت من بنائه وفقا لقائمة متطلباتي ورغباتي وحريتي، وبالتالي قد يصبح البحث عن الشعر ذا نزعة غير إنسانية أحيانا بمعنى أن هناك شعر ضميري، كيف نحول هذا الضمير إلى جماليات، هذا سؤال أخلاقي مطروح أمام كل شاعر".( قناة lbc، 1997). نجح محمود درويش في مواجهة هذا السؤال أو التحدي الهائل، أن لا يستعيض عن الواقع الفعلي بواقع افتراضي، ف" الشعر الكبير لا بد من أن يخترقه فهم ما أو رؤية ما للكون والوجود، وهو ليس تعبيرا عن هموم شخصية وخاصة... نصّي الشعري محمول دائما على أرض وتاريخ، .. فاللغة تبدأ من الأرض" ( درويش، السفير، 2003)، فهو في كل أعماله يحاور الواقع يعود إليه، بل إن المضمون والأسئلة الاجتماعية في شعره تكاد لا تخرج عن دائرة ما يشغل الوعي الفلسطيني العام، فلا يكاد يطير محلقا حتى يعود ليحط على أغصان الشجرة الفلسطينية بكل ما لها وما عليها، ولكن في إطار الانضباط لمعايير الارتقاء والتجريب الإبداعي الذي يحاول دائما أن يكشف في ذات الشيء وذات الواقع نقيضه وجماله، فكلنا يعرف زهر اللوز، ولكننا حتما سنراه بصور جديدة بعد عبارة "كزهر اللوز أو أبعد" وأعتقد أن آلاف القصائد كتبت عن العلاقة مع الأم، ولكن كم سنحس بالإبهار والرهافة والحنين ونحن نقرأ: "والتفتوا إلى أمي لتشهد أنني هو... فاستعدت للغناء على طريقتها: أنا الأم التي ولدته، لكن الريح هي التي ربته. قلت لآخري: لا تعتذر إلا لأمك!" (لا تعتذر عما فعلت،ص: 26) بهذا المعنى العميق والمتحرك نجد دائما خافية محمود درويش التي تغذيه بكل ما هو جميل في واقع يحتدم بالصراعات، هكذا استطاع هذا الشاعر الكبير أن يساهم في إعادة صياغة وعينا لذاتنا وفهمنا لأبعاد واقعنا، بما في ذلك وعينا للعلاقة التي تربط ثقافة المنفى بثقافة العودة، جدل المنفى الداخلي مع المنفى الخارجي، جدل العلاقات والمفاهيم بين ما كان وما هو كائن وما سيكون، الأمر الذي يؤسس لوعي يفعل ويتحرك باتجاه المستقبل الجميل، "كنت أدرك أن انسلاخ الأسطورة عن الواقع ما زال في حاجة إلى مزيد من الماضي، وأن تحرر الواقع من الأسطورة ما زال في حاجة إلى المستقبل. وأما الحاضر فلم يكن أكثر من زيارة يعود الزائر بعدها إلى توازنه الصعب بين منفى لا بد منه وبين وطن لا بد منه"( الكرمل،1999). ولهذا بالضبط كان درويش يدفع في كتاباته وأحاديثه نحو رؤية نقدية للاختلالات في السلوك الذي كان يحكم الأداء والممارسة الفلسطينية، وبالرغم من أنه لم يكن متطرفا بالمعنى السياسي إلا أنه كان صارما حيال كل سلوك سياسي يمسّ جوهر الوعي الفلسطيني مثل التطبيع مع دولة إسرائيل، التي على حد قوله "لم تفهم من التسوية غير ما يوفر لها القدرة على أن تنجز، في مناخ السلام الكاذب، ما لم تنجزه في مناخ الحرب، من هيمنة إقليمية، ومن راحة استفراد بالشعب الفلسطيني المحاصر" (جريدة الدستور الأردنية، 2002)، أو المساومة على حق العودة لجموع اللاجئين الفلسطينيين، ذلك أن أحد ركائز إبداعه الشعري يكمن في الدفاع عن وعي الفلسطيني لذاته وحقوقه بكل أبعادها، فكيف سيتحقق ذلك إذا ما بقي أكثر من نصف هذا الشعب يشعر بالغربة والاقتلاع والقهر، لهذا يرى محمود درويش أن الفلسطينيون "قد استنفذوا كل رصيدهم في المرونة حول نفسها، ودفعوا ثمنا أعلى مما تستحقه تسوية لا تتجاوز الاعتراف بحقنا في إقامة دولة مستقلة على عشرين بالمئة من أرض وطننا التاريخي، دون أن يبدي الجانب الإسرائيلي أي استعداد للإنسحاب من متر واحد من مساحة أسطورته عن ذاته وعن التاريخ، التي تعتبر وجودنا التاريخي في بلادنا وجودا احتلاليا غريبا على "أرض اليهود الأزلية - الأبدية"، الخالية منا ومن التاريخ معا"( المصدر السابق). الآن، وبعد رحيل محمود درويش، وفي إطار الحفاظ على الاحترام لجدلية العلاقة بين القارىء والنصّ الإبداعي لمحمود درويش، أعيد التذكير من خطورة السقوط اللاواعي في مصيدة تقديس النصّ الأمر الذي سيودي به إلى الجمود والعودة إلى دائرة المحدد، وهو ما حذر منه درويش دائما في سياق إصراره على محورية "حركة المعنى وليس المحدد" في أعماله، وهو ما يفتح المدى أمام القارىء على إعادة إنتاج النصّ وإعادة إنتاج المعنى، الأمر الذي يحفظ للنصّ الإبداعي وظيفته ودوره كقوة تثير الأسئلة وتغري بإعادة اكتشاف ما هو مكتشف، ولكن بصورة جديدة وأبعاد جديدة تواصل الحوار مع البديهيات ومع الواقع المطلق في حركته الأزلية. فجوهر تجربة محمود الإبداعية لم يكن يوما الوصول لأجوبة نهائية، بل أن نتعلم بالأساس كيف نواصل استفزاز الأسئلة التي يستحيل بدونها بناء الأحلام الكبيرة والصغيرة، التي نواصل الاحتفاء معها بمواسم الرّحيل نحو مستقبل أجمل. "كم تبقى من طريقك؟ -كله -هل كله يكفي لكي يصل المسافر؟ -لا. ولكني أرى نسراً خرافياً يحلق فوقنا... وعلى ارتفاع منخفض!" (من قصيدة نسر على ارتفاع منخفض) المراجع: - إدوارد سعيد، تأملات في المنفى، م,س.13. - عباس بيضون، 12 – 11 – 2003، حوار مع محمود درويش، جريدة "السفير" اللبنانية. - محمود، درويش، 12 – 11 - 2003، جريدة السفير اللبنانية. - محمد نعيم فرحات،1996، سوسيولوجيا المنفى الفلسطيني، أطروحة دكتوراة، جامعة تونس الأولى للفنون والآداب والعلوم الإنسانية، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم علم الاجتماع. - محمود، درويش، صيف 1999،المنفى المتدرج، فصلية الكرمل، عدد60. - محمد برادة، فلسطين والسؤال الثقافي العربي،فصلية بيادر، عدد 2، دائرة الثقافة م.ت.ف، ربيع1990،ص.35-36. - خالدة سعيد، 2008، "أردناه معنى وها هو بالمعنى يتحد"، سنكون يوما ما نريد، إصدار وزارة الثقافة في السلطة الفلسطينية،ص. 189). - محمود درويش، مقابلة مع الفضائية اللبنانية lbc ، 1997. - محمود درويش، 2002، مقابلة مع جريدة الدستور الأردنية. - قصائد محمود درويش مديح الظل العالي. لماذا تركت الحصان وحيدا. لا تعتذر عما فعلت. لا ينظرون وراءهم. لوصف زهر اللوز. عابرون. نسر على ارتفاع منخفض المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: حـانة الآدباء والفـلاسفة والمفكريـن j[vfm lpl,] ]v,da hgYf]hudm ldlk] |
![]() | #2 |
![]() || تنادينا خوآطرنا ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]()
موضوع قيم للأديب الرائع محمود درويش..أسعدك الله أخي..ويعطيك العافية ع الطرح.. سجل أنا عربي سلبت كروم أجدادي و أرضا كنت أفلحها أنا و جميع أولادي و لم تترك لنا و لكل أحفادي سوى هذي الصخور فهل ستأخذها حكومتكم كما قيلا إذن سجل برأس الصفحة الأولى أنا لا أكره الناس و لا أسطو على أحد و لكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي حذار حذار من جوعي و من غضبي إحترامي |
![]() ![]() |
![]() | #6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]()
طرح قيم للشاعر الكبير محمود درويش والحديث عن تجاربه الابداعيه الف عافيه للطرح |
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ميمند, الإبداعية, تجربة, درويش |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
محمود درويش أنا لست لي | الصياد | الــشعـر والـشعـراء | 19 | 07-03-2015 05:32 PM |
شعر محمود درويش في يدي غيمة | اميرة الاحلام | الــشعـر والـشعـراء | 4 | 08-03-2013 02:22 PM |
وعاد في كفن .. لـِ محمود درويش•,| | دلوعة وكلمتها مسموعة | الــشعـر والـشعـراء | 7 | 08-03-2013 11:53 AM |
بحث متقدم عن الشاعر محمود درويش-بحث كامل عن محمود درويش | ناثرة الورد | ثقف نفسك | 1 | 08-03-2013 12:17 AM |