الرد التاني لوطني


ايها العابرون على اجسادنا
ونسآئنا وجمآجم اطفالنا
والله لاستحي ان اكتب حرفا عنكم
لان الورق يخجلُ من ذكركم
ارحلو برائحتكم من ارضنا
خذو ما شئتم من دمائنا
هذه فلسطين الابيه
لنْ ترضى الدنيه
ستبقى زرقه البحر لنا
وسيبقى الرمل ملكنا
اخرجو من اوكاركم
واغرسو انيابكم في اجسادنا
خذو ما شئتم من صورنا الممزقه
اهدمو الحجر تلو الحجر
لكنكم لا تعرفوآ ولن تعرفوآ
ان الحجر مسجلٌ باسمنا
تخاذل معكم العربان كالغربان
واختَبؤآ خلفكم كالجرذان
ايها المارقون
هذه غزه التي لا تعرف النسيان
ستصمد في الزلزله
ولن تنحني للعاصفه
ارقصو كما شئتم
على جماجمنآ
لو اصبحنا كلنا اشلاء
لن تطفأوآ شعله الإباء
ولن يغلب رصاصكم دمآئنآ
ولا ناركم لحم اطفآلنا
ولكن لن نركع ايها الاوغاد
فنحن من نرش الورد على الشهداء
سنحيى كما نحب كما نشاء
ايها الغربآء
سنزرع قمحنآ من جديد
ونسقي ارضنا من الوريد
فابطالنا رجالا من حديد
كالغبار مُرّوآ فوق رؤوسنآ
فالارض ارضنا
والسماء سماؤنا
والبحر بحرنا
اسبحو في اوهامكم
فالموت بانتظاركم
الوطن ينزف
والموت في الطرقات
ولكن ارجوكم
لا تعكرو رائحة بلادنا
ولا تموتو بيننا
ايها العابرون
انصرفو من ارضنا
فارضنا لا تصلح لغبائكم
زَوِروآ كما شئتم
فالتاريخ يشهد لنا
والارض سُجلت بدمآئنا
أُخرجوآ قبل أن تُخْرَجوآ
اتركونا تئنُّ جرآحنا
وارحلوآ عن اجسادنا
فلن تعرفوآ طعم خبزنا
ولن تعيشو بيننا
فكل شيئ مكتوب باسمنا

الرد الثالث


حرف الجيم


جاء الربيع وهلت زهورَهُ
سَحَر الفؤادَ عليلهُ وهواهُ

وتراقص النحل والفراش متابعٌ
كلٌ يشدو الرحيق من ريّاهُ

وحناجرُ الطيرِ تصدحُ ألحانهآ
تُغني من كلِ لحنٍ يطيبُ غناهُ

تسكن الاشجار والنسيم ظلالُهآ
همساً وشوقاً تمايلاً لرضاهُ

والماء والانهار تخرُّ ضِفافُها
تنشر الخير في ارضهِ وسماهُ

والارضً تخضرُّ بعد جفافها
ويهيج العشب مَرتعاً مرعاهُ

غنى الربيع فتنفَّس عِطرهُ
فأكتسى العبيرُ جمالاً فحاكاهُ

وتغرد الطيورُ في أعشاشها
شدواً بمن طلَّ سحرهُ وغِناهُ

يجنُّ العقل بسحرها وجمالها
تختال بريشها كل من ناجاهُ


********
هي الربيع حبيبتي فعشقتُها
فتنتني بسحرها وضِياها

ما رأيت عينين اجمل لو أرى
أخذتْ من اْلْمَها لونُها وصَفاها

ما عاد الحرف يكتبها معبراً
إنَّ المعانيَ تتوه في نجواها

سبحان من خلق العيون بلونها
وزان فيها جنون الكحل حلّاها

اُمسي وأُصبح في الاحداق منعماً
ويطيب للمعشوق الغرقَ في عيناها

أُغمض العين من شدة نورها
ويَسعدُ عُمري وينتشي بهواها

غنى الربيع لجمالها ونقائها
وغار الورد خجلا من خدّاها

يا مهجتي انتِ الربيع للوعتي
تبكي الزهورَ فما الذي أَبكاها

تَئِنُّ ألروحُ الحزينةِ قَهْراً
تَبْكي فاذرفُ الدمع فِداها

اُحبها ودونَها كلُّ النساء مرارةٌ
فيا ليت العاشقين يعذرون هواها

يا روعتي غلبَ الهِيامُ محبّتي
غرقاً وعشقاً لنورها وبهاها

لا تسألون متى غَرِمْتُ فاحببتُها
بل فاسألوآ كيف تهتُ في دُنياها

أنظر اليها فتحتويني بسحرها
فارى الكون من خلال عيناها

أَسهر الليل بين منى اطيافها
وافيق صُبحٌ في لوعة لذكراها

اخشى الصدود فكم عانيت من ألَمٍ
لو أنكرتْ حبي أَكون من قتْلاها

فكم عانيت المستحيل لوصلها
اخشى الضَياع لِحبها وهواها

افلا تسمعين نجوى حبيباً مُقْبِلاً
يا ليتها تَنزلُ منْ مُستقر عَلياها

كالنجمِِ تطوف الكون بكل تكبرٍ
كانها اقماراً تدور في خيلآها

يا ايها الفتى لا تلوع قلبك بالمنى
أتُحِبُّ نجمةً في السماء عُلآها

سأُحبها رغم المسافة بيننا
فحبي لها سهمٌ عابر لِلِقآها

أأُخبرها اني احبها ام اكتفي
بالصمت قهراً أجنُّ في دنياها

فحبيبٌ جائكِ والصدودِ قيودَهُ
لم يَفُزْ ابداً غزالٌ بالاسودِ سِواها