كيف نحقق التنميــة الذاتية؟!
تلعب المعرفة دورا أساسيا في تحقيق التنمية الإنسانية في جميع مجالاتها،فالتنمية الإنسانية في جوهرها هي نزوع دائم لترقية الحالة الإنسانية للناس جماعات وأفراد من أوضاع غير مقبولة في سياق حضاري معين إلى حالات أرقى من الوجود البشري وتؤدي إلى ارتقاء منظومة اكتساب المعرفة،وفي العصر الراهن من تطور البشرية تغدو المعرفة السبيل الوحيد لبلوغ الغايات الإنسانية الأخلاقية المتمثلة في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
تمثل المعرفة البيانات والمعلومات والأفكار ومجمل البنى الرمزية التي يحملها الفرد أو يمتلكها المجتمع الإنساني في سياق دلالي وتاريخي محدد،والمعرفة هي التي توجه السلوك البشري فرديا وجماعيا في جميع مجالات النشاط الإنساني من حيث إنتاج السلع والخدمات،وفي نشاط المجتمع المدني والسياسة وفي الحياة الخاصة.وتتضمن المعرفة(مثلا)البنى الرمزية التي تمتلك من خلال التعليم والدروس المستفادة من خبرات العمل والحياة والتي تشمل الحقائق والصور وموجهات السلوك البشري،موثقة او ضمنية،كما تشمل المعرفة المؤسسية لمجتمع معين على التاريخ والثقافة والتوجهات الاستراتيجية والأشكال التنظيمية.
ومهما يكن،فإن المعرفة قد تكون صريحة(مسجلة بصورة معينة)أو ضمنية(في موجهات السلوك البشري التلقائية)،وانتاج المعرفة لا يقتصر على الأشكال التقليدية للعلم والبحث العلمي،بل تنتج المعرفة عن صنوف التعبير الأدبي والفني والنشاط الإنتاجي في الثقافتين العامة والشعبية..والمعرفة حالة إنسانية أرقى من مجرد الحصول على البيانات والمعلومات وقد تكون المعرفة اقل درجة في سلم السمو الإنساني،من الحكمة التي تشترط التزاما بالقيم الأخلاقية العليا للإنسانية كالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
;dt kprr hgjkldm hg`hjdm?!