![]() |
علاقة العبادات بالاخلاق علاقة العبادات بالأخلاق. إذا تتبعنا البناء الأخلاقي في القرآن الكريم، بغية استخلاص أسسه ومقوماته، سننتهي إلى النتائج التالية: أ- عدد آيات الأخلاق كبير جدا بالقياس إلى آيات الأحكام، حيث بلغ عدد آيات الأخلاق أربعا وخمسمائة و ألف آية، موزعة في مختلف سور القرآن الكريم مكيّه ومدنيه، سفريه وحضريه، طويله وقصيره، مما يبين أهمية الأخلاق في المنظومة الإسلامية، ومن ثم يمكننا فهم الحصر الوارد في الحديث النبوي الشريف: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). ب - إن التربية الخلقية لها أسبقية على العلم، فلا علم بدون أخلاق، بل قد يكون العلم وبالا على صاحبه والناس أجمعين .ولذلك تمت الإشادة الربانية بخلق الرسول صلى الله عليه و سلم ، حتى يكون قدوة في ذلك، يقول جل و علا : (و إنك لعلى خلق عظيم ) . ج - إن العلم خلُق العقل، ذلك أن العقل هو خير قائد للإنسان إلى الفضائل، وأمنع عاصم له من الرذائل، شريطة أن يتصف بالعلم، يقول سبحانه : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات ) . د - ترتبط العبادات بالأخلاق ارتباطا وثيقا، فالمتأمل في التكاليف الشرعية يجد أنها وسائل لتحقيق غايات : فالصلاة، والصوم، والزكاة، و الحج، كلها وسائل للتخلق بمكارم الأخلاق و الجمع بين كمال الصفات الباطنية والظاهرة. * فالصلاة وسيلة، والغاية أن ينتهي الإنسان عن الفحشاء والمنكر، فمن لم تنهه صلاته عن ذلك فقد قصرت به الوسيلة عن بلوغ الغاية، يقول عز و جل : ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر ) *والصيام وسيلة لبلوغ التقوى الائتمار بما أمر الله سبحانه والانتهاء عما نهى عنه - يقول جل جلاله : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ). * كذلك الزكاة ما هي إلا نوع من التكافل الاجتماعي، وإحساس الغني بالفقير، وإيجاد التراحم والتعاطف بين الناس . لذا كان المن بإعطاء الزكاة للفقير مبطلا لها كما قال الحق تبارك وتعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى ) لأن الزكاة لم تصل بصاحبها إلى غايتها وهي الرحمة والأخوة، والإحساس بأن للفقير حقا عليه، وأنه أخ له في الإسلام . ... وكذلك جميع الأوامر الإلهية ما هي إلا أخلاقيات كريمة، إذا سادت المجتمع صلح وصلح أفراده، وعاش الناس في سلام ووئام. و كذلك جميع النواهي ما هي إلا نهي عن سوء الخُلق الذي يفسد ما بين الناس، فيفسد المجتمع وتضيع الحقوق، وتضمحل القِيم، فتنهار الأمة من داخلها. ه - عدم اقتصار البعد الأخلاقي الإسلامي على مضمون العبادات بل تجاوزها إلى التوقيت، ومن هنا نستخلص وجها من أوجه حكمة ربط العبادات بأوقات معينة، فالله تعالى هو بارئ النفس الإنسانية، وهو العالم بسرها وجهرها، فهي تميل إلى التسويف في العبادات، وترغب دائما في تأجيل أداء الحقوق . لذلك أمرها الله تعالى بطاعته لأن في ذلك مصلحة لها، كما أمرها بأداء الفرائض والحقوق في مواقيت معينة خوفا من تهاونها وتسويفها. و - إن البناء الأخلاقي في الإسلام ليس مضمونا جامداً، بل هو منهج وطريقة عمل. فقد تحدث القرآن عن مجموعة من القيم كالصدق والإخلاص والمروءة والشجاعة والصبر والثبات وتحمّل الشدائد والتضحية والشعور بالواجب والإحساس بالمسؤولية والنجدة والكرم والحرية والعدل والإحسان والمساواة... وحديثه عنها يعني إعمالَ منهج خيِّر في مختلف مجالات الحياة، ومن ثم فإن القرآن الكريم لا يعرض للقيم الأخلاقية إلا من خلال واقعة أو ممارسة، لأن الأخلاق في الإسلام منهج عمل وترشيد، وليست محتوى فكريا هيكليا فحسب . وليست كذلك إطارا دون مضمون ذلك أن من الخصائص المميزة للنظام الأخلاقي الإسلامي الجمع بين النظرية والتطبيق . |
جزآكٌ الله خيرٌ الجزاء وجعلهٌ شاهدُ لكٌ لا عليك |
طرح رائع جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك |
طرح قيم عوافي لألگ |
يسلمو جزيت الجنه |
إن البناء الأخلاقي في الإسلام ليس مضمونا جامداً، بل هو منهج وطريقة عمل شكرآ أخي ")) كلآم أكتر من رآئع ") ورده |
الساعة الآن 05:41 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.