منتديات بنات فلسطين - المخدرات الرقمية خطر لا مرئي يطفو على السطح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ظاهرة (المخدرات الرقمية - Digital Drugs) .. أو للتبسيط (سلوك المخدرات بدون مواد مخدرة)..!

قد تكون فكرة الكتابة في هذاالموضوع الحديث والحديث جدًا مفيدة من ناحية التوعية ونشر ثقافة وقائية في مجتمعاتنا. إلا أن البعض قد يرى أنه من غير المناسب فتح الحديث في هذا الموضوع بالتحديد؛ كونه سابق لأوانه، ويعد توعية وفتحًا لملفات غير معروفة على الأقل في وقتنا الحالي، كما قد يراها نشرًا لثقافة لا ضرورة لها كونها غير مسبوقة في القاموس الإدماني في بلادنا لحد الآن، ولازال الكثير من شباب على جهل بها.
لكن.. كون العالم في عصرنا هذا أصبح صغير جدًا، والمعلومة تنتقل بسرعة البرق بين شرقه وغربه، لذا كان من الأمانة المهنية أن نقدم المعلومة الطبية الصحيحة في الوقت والزمان والمكان المناسب.

خطورة هذا النوع من الإدمان تكمن في أن الشخص يدخل في حالة هذيان وتهيج ونشوة وانبساط ودون مواد مخدرة. أي لا توجد مواد خدرة في جسمه، حيث تظهر التحاليل التقليدية خلو الجسم من أي مواد مخدرة.

تاريخ هذا الموضوع يعود إلى سنوات قديمة ظهرت فيها موضة إستحداث موسيقى خاصة للإسترخاء، وأخرى خاصة للنوم، وغيرها للتوقف عن التدخين وهلم جرًا! ونحن هنا في صدد الحديث عن مخدرات لا مرئية، أوصلتها لنا تقنية الصوتيات، من خلال إستحداث موسيقى خاصة وضمن ملفات معروفة ومواقع عديدة على الإنترنت، منها المجاني والمدفوع، حيث تُحدث هذه موجاتها خللًا في الجهاز العصبي وتخل بتوازنه، كما تؤثر على الوعي والإدراك، وتصل إلى مراكز المتعة والنشوة في الدماغ، مسببة هلوسة شبيهة بحالة تعاطي المخدرات وتشويشًا في الحالة العقلية.

وتفاصيل هذا النوع من الإدمان وما أصبح يوصف بالإدمان الرقمي أو المخدرات الرقمية أو كما يطلق عليه في المراجع العلمية (القرع أو النقر السمعي) (Binaural Beats) .. أن الموسيقى في الحالات الطبيعية والأصوات بشكل عام - بكافة أنواعها وتردداتها - عند وصولها للأذن يقوم الجهاز السمعي (المتمثل بالأذنين) بتوحيد الموجات الصوتية وترجمتها في الدماغ على شكل (صوت، صراخ، موسيقى..) وما يحدث في المخدرات الرقمية أو "القرع السمعي" أنه يتم إرسال نغمتين مختلفتين
في التردد إلى كل أذن على حدة ويتم هذا بواسطة السماعات الـ (Headphones).
وبعد إستقبال النغمات الموسيقية مختلفة التردد إلى الأذنين، تندمج في الدماغ وتتوحد مع موجاته، ما يخلق تغيرات في الموجات الكهربائية للدماغ. وكلما ازداد اختلاف تردد الموجات الموسيقية المرسلة لكل أذن بفارق كبير، كلما بانت التغيرات في الحالة المزاجية العقلية بشكل أكبر.

الرسالة السريعة التي نود إيصالها من خلال طرحنا لهذا الموضوع هو التشديد على مراقبة البرامج الخاصة بملفات الموسيقى وتحديدًا تلك العاملة في موضوع (القرع الأذني) على الإنترنت، كذلك الإنتباه لإستعمالات الشباب الزائدة للسماعات الموسيقية.