اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله فإن صادف أهله فهو أهله (اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله، فإن لم تجد أهله فأنت أهله) أتوقف كثيراً، وأرى الطبيعة الإنسانية في أجمل صورها. فإن تخدم الآخرين، حيث إن هذه الخدمة التي تقدمها للآخرين تعني، قبل كل شيء آخر، معنى وجودك في رحلتك الأرضية، فأنت لست أكثر من روح جاءت من مكان ما لتعيش في جسد محدد وزمن محدد وأرض محددة، من أجل أن تتعلم وبعدها تعود إلى مكانك الأول وبيتك الأول، وأنت محمّل بثقافة أهل الأرض أو ثقافة الفترة التي قضيتها في ما يسمى بالدنيا. فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه -ولو شاء أن يمضيه أمضاه- ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له، أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام”. abo |