لم أكن أعلم أن الدنيا صغيرة
وأن لحظاتي به قصيرة
وأني بها عابر يمشي حسب مقاديره
حتى كانت إصابتي الخطيرة
وتحولت معها حركتي من سهلة إلى عسيرة
فإذا بطبيبي يخبرني ببعض الكلمات
بأنه جهز غرفة العمليات
غريبة هذه الحياة
شعرت حينها بأني محتاج إلى من يحظنني
ويربت على كتفي ورأسي
وأن أرمي همي وتعبي
على أمي أو أبي
ودعني أصدقائي بنظرات تحتار فيها الدموع
وتزيغ من هنا وهنا
في غرفة الفزع والخوف من المجهول
أنظر لعلي أجد أحدا أعرفه
يسألني الطبيب أسئلة
لم أفق على إجاباتها إلا بعد انتهاء العملية
صور مشوشة تروح وتأتي
أصوات علني أسمعها أول مرة
طبيبي يقول
أبليت حسنا تعشق الحياة كثيرا
شعرت بدوار
لم أفق إلا على أصوات عدة
منها من ميزته ومنها من لم أعرفه
إخوتي أخواتي كلهم بانتظاري
علامات الخوف والهلع ظاهرة على وجوه الجميع
يقبلون جبيني طهور أجر وعافية
الدعوات من الجميع
مكالمة من جوال وأخرى من جوال آخر
كلم فلان كلم فلان
مع الأيام تحسنت الحال
آليت أن أنزوي داخل جدران صدري
واختبأت داخل زوايا نفسي
دب اليأس في كل ركن من أركان جسدي النحيل
وفي كل غرفة من غرف عقلي
استسلمت للوهم فقيد يدي عن الكتابة
أسأل نفسي هل جفت المعاني ؟
هل انقطعت حبال أفكاري؟
هل تمزقت ألفاظي؟
طال الانتظار
وتعجب الأصدقاء من حالتي
لست الأول ولن تكون الأخير