!~ آخـر مواضيع المنتدى ~!
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   منتديات بنات فلسطين > ★☀二【« الاقـسـام الأدبــيــه »】二☀★ > حـانة الآدباء والفـلاسفة والمفكريـن

فرانز ليست

فرانز ليست = 500) this.width = 500; return false;" /> = 500) this.width = 500; return false;" /> صورة لفرنتس لست من قبل بوتي بيير في عام 1870

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-16-2015
سفير القلعة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 793
 تاريخ التسجيل : Jan 2014
 فترة الأقامة : 4148 يوم
 أخر زيارة : 02-03-2015 (08:10 PM)
 المشاركات : 12,936 [ + ]
 التقييم : 1003
 معدل التقييم : سفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud of
بيانات اضافيه [ + ]
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي فرانز ليست



فرانز ليست

liszt-denkmal_002.jp

Franz_Liszt_by_Pierr
صورة لفرنتس لست من قبل بوتي بيير في عام 1870

Franz_Liszt_Denkmal_

'فرنتس لست (22 أكتوبر 1811 - 31 يوليو 1886) ولد في رايدينغ بالمجر.
لأب مجري هو ادم ليست و أم من أصل نمساوي-ألماني هي أنا لاجر.
في التاسعة من عمره عزف في إحدى الحفلات بمهارة فائقة على آلة البيانو،
حتى أن بعض الحاضرين تبرعوا بنفقات دراسته العليا.
وبعد دراسة ثلاث سنوات في فيينا لقي إعجاباً في فيينا.
بعد وفاة والده (1826) وهو في سن الخامسة عشرة أصيب بالإحباط واعتزل الموسيقى
وبدأ حياته كمدرّس للبيانو.
وقع في حبّ إحدى طالباته الكونتيسة ماري داغولت
وبقيا سوية بين عامي 1835 إلى 1839 وأنجبا ثلاثة أطفال
بلاندين (1835-1862)، دانييل (1839-1859) وكوزيما (1837-1930) والتي أصبحت زوجة ريتشارد فاغنر.
اشتهر أيضاً في باريس ووثق هناك صلته (بشوبان) و(باغانيني) بدءاً من عام 1832.
اشتهر بأعماله الخيرية، تبرع بإقامة نصب تذكاري لبتهوفن في مدينة بون.
قضى ليست بقية حياته متنقلاً بين روما وفايمر وبودابست التي تقلد فيها منصب رئاسة الأكاديمية الموسيقية.
أهم مؤلفات ليست:
ثماني سيمفونيات شعرية، خمس عشرة رابسودي
( في الأصل هي أغنية بطولية، جعل ليست منها مقطوعات موسيقية فيها تلوين في الإيقاع والنغم، مبنية على رقصات شعبية)
وسيمفونية (دانته) وفاوست واثنتان من الكونشرتو للبيانو
إلى جانب مؤلفاته الدينية.
إن مهارة ليست في العزف على البيانو ومؤلفاته قلبت جميع الأساليب السابقة ووسعت من نطاق استعمال الآلة.

حياة المؤلف الموسيقي وعازف البيانو الماهر فرانز ليست
يمكن النظر إليها كتوضيح مستمر للمعيار القديم.
"طريق الإفراط يصل لقصر الحكمة".
فيما عدا أن ليست لم يترك الطريق ولم يصل للقصر.
رحلته تميزت بأجزاء مساوية تقريبا للعبقرية والكرم وخدمة الذات ومطاردة النساء والتراجع لراهب.
بعض المواصفات نفسها تنطبق على موسيقاه
التي ما زالت في أفضل شكل للابتكار يمكنها الانزلاق للفظاظة.
على أية حال قدسه جمهور خاصة النساء من البداية للنهاية.
يقال أن كونتيسة معينة أو أخرى ارتدت في قلادة ذهبية إحدى اعقاب سيجار ليست حتى يوم مماتها.
حياته
ولد في 22 أكتوبر 1811 في ريدنج في المجر.
من سنواته الأولى دربه والده على البيانو. حين اتضح أن الفتى موهوب بأبعاد تشبه موهبة موتسارت
سنة 1821 مجموعة من النبلاء المجريين دفعوا الملل لأسرته للذهاب إلى فيينا
حيث درس فرانز البيانو مع العازف الشهير سزيرني والتأليف مع أنطونيو سالييري.
قال ليست أنه دوما في فيينا عزف أعمال بيتهوفن الذي كافئه بقبلة لكن قد تكون القصة زائفة:
لأن بيتهوفن كان أصما تماما وقتها.
في سن الثالثة عشرة أوبرا ليست من فصل واحد "دون سانش" عرضت وسط التصفيق
لكنه سحب العمل ولم يحاول عرضه ثانية.
حين انتقل لباريس سنة 1824 أصبح أحد أشهر عازفي البيانو في أوروبا.
حين توفي والده سنة 1827 عرف أن مشواره الفني لابنه كان مضمون إذا لم يكن يدع البريق يصل له.
الكلمات الأخيرة التنبؤية لوالده:
"أخاف عليك من النساء" بعد ذلك في الحال أقام ليست أولى علاقاته العديدة هذه المرة
مع فتاة عمرها 16 سنة حين فسخ والدها العلاقة
قضى عامين من التدين الهوسي الذي ميز حياته بشكل دوري.

سنة 1830 التقى ليست مع ثلاثة فنانين أعادوا تنشيطه:
برليوز، نموذجه للشكل والتوزيع بالأسلوب العظيم؛ شوبان، الذي كشف عن طرق جديدة للكتابة للبيانو
وعازف الكمان بجانيني، الذي أذهله بمهارته التي لا تضاهى.
لعامين اقتصر نشاط ليست على ممارسة التكنيك في العزف بتصميم شديد
وعادة لحياة الحفلات حيث وصف نفسه بأنه "بجانيني البيانو".
قد يكون أعظم أستاذ لآلة مفاتيح عاش من قبل.
أعماله في هذه المرحلة مصممة في الأساس لتستعرض أعماله، تتراوح من الرائع للرهيب
فكانت الأعمال أسس برنامج حفلات ماهرة من حينها.
Ary_Scheffer_-_Franz
بورتريه لليست لآري شيفر سنة 1837
كان جمهوره هو الجديد البرجوازي الذي يرتاد الحفلات.
عكس صديقه وخصمه شوبان، عرف ليست ما أراده الجمهور وكان سعيدا لتقديمه.
حيث تصادف أنه وسيم واستعراضي بالفطرة، كان النجاح مضمونا.
حفلاته للمرة الأولى تعرف بالرسيتال كانت مزيجا من الجدية والسيرك المجتمع الروحاني والحمى الحسية
(التي تنطبق على كثير من المرحلة الرومانسية أيضا).
كتب أحد المعلقين "الإلقاء باستمرار للخلف بشعره الطويل مع شفاهه ترتجف اجتاح المسرح بنظرة سيد مبتسم". روى آخر:
"مع بداية التشنج شاهدت ملامح ليست تعلوها عذاب التعبير يمتزج بابتسامات سرور مشعة لم أرها قط في أي وجه بشري آخر إلا في لوحات المسيح. فقد وعيه بين ذراعي صديق كان يقلب له الصفحات وحمله خارج في نوبة قوية من الهستريا".
أول علاقة مستمرة لليست بدأت عام 1835 مع الكونتيسة داجولت المتزوجة
التي مثل جورج ساند كتبت روايات باسم رجل.
سافرا حول أوروبا وأنجبا ثلاثة أطفال من بينهم كوزيما التي ألهمت الموسيقيين نفسها.
حول أوروبا وأنجبا ثلاثة أطفال من بينهم كوزيما التي ألهمت الموسيقيين نفسها.
أثناء هذا سعى لبعض الخيالات العابرة، بمن فيهم جورج ساند والأسطورية لولا مونتيز موديل رواية ألكسندر دوماس “غادة الكاميليا" قبل عام 1844 سأمت الكونتيسة من استغراق ليست في أنشطة غير روتينية وتركته.

بعدها أقام علاقة أخرى مع الأميرة الروسية البولندية كارولين شين فتجنشتاين
المؤلفة الجميلة غريبة الأطوار التي تدخن السيجار ومؤلفة عمل من 24 مجلد بعنوان:
"الأسباب الداخلية للضعف الخارجي للكنيسة".
كانت الأميرة على علم جيد بنقاط الضعف الخارجية والداخلية له
الأميرة تحملت حبيبها وبقت معه لباقي أيامه
حيث عملت ضمن أمور أخرى كمؤلفة عدة كتب
(أساس غير دقيقة ومكثفة عن شوبان والموسيقى المجرية التي كانت متحمسة لها لكن بالكاد خبيرا فيها).

640px-Barabas-liszt.
فرانز ليست، بورتريه لميكلوس باراباس، رسام مجري سنة 1847

كما نجحت في إعادة ليست للدين ثانية
بشكل مقنع كفاية حتى البابا جعله رئيس الدير عام 1865.
ذهب ليست لروما لعامين حيث قضى أيامه في التوبة والصلاة وأمسياته مع النساء.
لاحقا تولى الدرجات الصغرى في الكنيسة لكنه لم يصبح قسا بالكامل قط
كانت الكنيسة حذرة من غرامياته فلم تسمح بذلك.
بمجرد إصرار ليست على الاعتراف للبابا شخصيا، أنهك بسبب معتقداته دون نهاية، القس أخيرا هتف:
"ليست؛ اذهب اعترف بخطاياك للبيانو الخاص بك".

بعد عام 1848 تقاعد عمليا من العزف في الحفلات وأصبح قائد أوركسترا بلاط وايمار.
خلال إحدى عشرة سنة قضاها في تلك الوظيفة ألف بغزارة وايضا قاد الأوركسترا وروج لموسيقى الآخرين.

المستفيد الأساسي من جهوده كان فاجنر؛ ضمن أعمال أخرى قاد ليست العرض الأول للهونجرين.
معا قاد الرجلان القسم الموسيقي في أوروبا تحت شعار فاجنر "موسيقى المستقبل".
العديد من المسودات للبيانو لليست والتوزيعات وتنويعات عمل المؤلفين الآخرين
ساعدت أيضا في سيمفونيات الترويج لبيتوفن وشوبرت وأغاني شوبرت والكثير من الأعمال الأخرى.

Liszt-1870.jpg
ليست، صورة فتوغرافية التقطتها فرانز هانفستانجل، يونيو 1867.

قضى عقوده الأخيرة في وايمار وٍروما وبودابست في التأليف والتدريس والدعاية للموسيقى الجديدة
حيث سعى للدين ووقع في مشاكل من النساء الشابات.
ضمن العديد من طلاب البيانو المهيمن كان المايسترو هانز فون بولوف الذي تزوج من كوزيما ابنة ليست
وكان يعتنق مذهب فاجنر على أن سلب منه فاجنر كوزيما لنفسه.
توقفت العلاقات بين ليست وفاجنر لبعض الوقت – حتى قبل أن يتصالحا ما زال ليست يروج لأعمال فاجنر.

في سنواته الأخيرة الأب ليست البدين كما كان يحب أن يطلقون عليه كان عمليا مزار احب المؤلفون الشباب زيارته يتلقون منه البركة
بورودين وفوريه وديبوسي كانوا ضمن الحجاج.
في سن 75 قام ليست بجولة اليوبيل إلى بودابست وليج وباريس ولندن
تلقت أعماله حجه الخاص إلى بايرويت مدينة فاجنر
حيث أصر رغم مرضه على سماع بارسيفال وتريستان وايزولده.
اثناء عرض الاخيرة اصيب بالالتهاب الرئوي وتوفي بسببه في 31 يوليو 1886.

موسيقاه

liszt-bosendorfer.jp

لكن معظم المعجبين المحسنين يعترفون أن ليست متقلب.
مع ذلك استمرت موسيقاه وليس فقط الجانب الماهر منها.
لا أحد يمكنه إنكار أهميته الكبيرة في موسيقى أواخر القرن التاسع عشر:
بدون أفكار ليست الموسيقية، لكان فاجنر وفنانون آخرون لم يولدون.

NIM34035.jpg
بعد المبالغات غير المنضبطة لفترة عزفه الماهر اجتهد ليست لسنوات لترويض خياله الجامح
ليصير أعمال موسيقية كبيرة.
نضج ليست بتقليد الماضي لكن بتطوير تقنيات مناسبة لأفكاره الجديدة للبناء الموسيقي.
هذه الأفكار والتقنيات تمثل أهم تراث له.
joseph-danhauser-lis
المكون الأساسي لجدول موسيقى المستقبل الذي دعى له هو وفاجنر كان مفهوم تركيب الفنون.
في حالة ليست أدى هذا إلى القصيد السيمفوني
وهو عمل اوركسترالي عادة من حركة واحدة يقوم على فكرة ادبية أو فلسفية.
الالهام الاساسي لهذا النوع الجديد كان "السيمفونية الخيالية" لبرليوز ليست ببساطة طور هذا المفهوم ذا البرنامج لهذا العمل مثلما فعل مع توزيع برليوز وفكرته الثابتة ومبالغته عامة.

من الاعمال المفضلة لدى الجمهور 13 قصيد سيمفوني لليست هو "المقدمات".
لا يوجد برنامج معين هنا لكن بدلا من ذلك فكرة معينة من الشاعر لامارتين:
"ما حياتنا إلا سلسلة مقدمات لتلك الاغنية المجهولة التي يطرق منها الموت النغمة الجادة الاولى؟".
أنه مزيج مميز لليست للهارموني المبتكر والنظام الرسمي الهائم
القائم على الألحان المتكرر والحلقات التي تتراوح من العظيم إلى العاطفي.
ما زال في عرض مقيد يمكن لإضافة "المقدمات" إلى خبرة قوية.

ضمن أفضل وأشهر أعماله للبيانو التي تستلزم مهارة في الأداء مقطوعة ذات برنامج بعنوان
"فالس مفيستو رقم 1” لعام 1860 أحد العديد من الاعمال في تيار شيطاني.
البرنامج يقوم على مسرحية فاوست لجوته وهي عمل رومانسي مفضل:
يغوي فاوست فتاة في حفل راقص في حين يقدم الشيطان مفيستفوليس مصاحبة الكمان الشيطاني.
ليست يجعل البيانو نوع من الكمان الخارق، حيث يبني نوتة عبقرية إلى قمة محمومة.
معا يمنح ليست وشومان للمستقبل فهما للبيانو ومجموعة أفكار في الكتابة
لها حتى يبحث المؤلفون عنها لأغلب القرن.

رغم انه موسيقي مجري ملحمي بالكاد تحدث ليست اللغة وفقط نادرا عاش في بلده الأم.
مقطوعاته بالاتجاه المجري قامت أساسا على أنغام فرق الشارع من الغجر
بدلا من الموسيقى الشعبية المجرية التي كان بارتوك وكوداي أول من دونها.
ما زالت محاولات ليست في الاتجاه القومي تسهم كثيرا في الحركة القومية للقرن التاسع عشر وما بعده. رابسودياته المجرية خاصة رقم 2، هي الحلوى المحبوبة لبرنامج الحفلات الموسيقية الكلاسيكية الخفيفة.

ظهر العديد من أهم أعماله في 1850 حين زاد من سيطرته على الشكل والعلاقات اللحنية.
بتزايد في موسيقاه الناضجة ألحان مقطوعة كاملة مشتقة من مجموعة صغيرة من الألحان الأساسية
هذه التقنية ستأثر على المؤلفين بدءا من فاجنر (فكرة اللحن الدال) وفي المستقبل مثل مستقبله كبارتوك وشونبرج.
السوناتا الهائلة في مقام سي الصغير للبيانو ذروة موسيقى البيانو لليست
هي ليست سوناتا تقليدية قدر ما هي رابسودية طبيعة عظيمة تعتمد على عدة موتيفات.
في حركتها الواحدة تم بعض من أروع وأكثر صفحاته تطلعا للمستقبل.
يوجد تناول لحني مماثل في كونشرتو البيانو رقم 1 في مقام مي بيمول الذي يكون لحنه الأساسي مكون من خط غنائي كروماتي يتحول في كل من الأربع حركات. هذا الكونشرتو الاستعراضي واحد من الأعمال الأساسية للأسلوب الرومانسي العظيم.
مقطوعات مماثلة لأصدقاء برليوز وفاجنر ألهمت سيمفونية فاوست لليست لسنة 1853-57.
أول ثلاث حركات هي رسم على التوالي لفاوست وجرتشن ومفستفوليس (اسكرتزو ساخر)
الحركة الأخيرة هي لحن كورالي لChorus Mysticus الذي ينهي مسرحية جوته.
إضافة إلى الاحتواء على بعض من أكثر توزيع فعال وأفكار موسيقية
تظهر "سيمفونية فاوست" الأسلوب الهارموني الجذري الذي أثر كثيرا على المؤلفين اللاحقين
الافتتاحية كروماتية حتى أنها تقترح اللامقامية. سرقها فاجنر في الحال في عمله "الفالكيري".

قرب نهاية حياته كتب ليست العديد من المقطوعات الصغيرة الغامضة التأملية للبيانو
التي كانت حقا موسيقى المستقبل، تقترح الأسلوب الهارموني لديبوسي وتتنبأ بشونبرج.
ضمن هذه "السحب الرمادية" غير العادية التي تبرز خطوط لحنية كروماتية تتميز بالتنافر دون حل.
مع هذه الأعمال الأخيرة – الروحانية والباحثة مع لمسة من اليأس – يختتم ليست الأوديسة الفريدة لحياته الباحثة.


أعماله الأدبية

ألف وجه لألف عام «البوهيميون وموسيقاهم» - الواقع وخيال المبدع

لم يكن مصادفة ان معظم الدراسات
بل حتى الفقرات الموجزة التي تتحدث عن الموسيقي فرانز ليست
تبدأ دائماً بأن حياة هذا الفنان جديرة بأن تكون موضوع رواية.

وأن هذه الرواية، حتى وإن تم التحقق من كل ما فيها من احداث وتطورات، ستبدو خيالية لمن يقرأها.

فالحقيقة ان فرانز ليست عاش حقاً حياة غريبة حافلة
بل انه كثيراً ما حدث له هو نفسه ان اضاف غرابة الى غرابة من خلال اضافاته الى تلك الحياة ومساراتها.

وهو في هذا ايضاً فنان حقيقي، يعمل خياله مثل حكواتي حقيقي
ويستطيع ولو لوهلة ان يقنع مستمعيه بأن ما يقوله هو الحق كل الحق.
وليست، في هذا الإطار بالتحديد، لم يكن مؤلفاً موسيقياً فقط، بل كان كاتباً كبيراً ايضاً،
كان كاتباً كبيراً حتى وإن لم تكن الدقة سمة من سمات كتاباته. ومن هنا، مثلاً
حين يقرأ المرء النص الرائع الذي كتبه ليست عن سيرة حياة زميله الموسيقي فردريك شوبان
قد لا يمكنه الإفادة من ذلك النص بصفته مرجعاً تاريخياً يمكن الوثوق به
من ناحية المعلومات او من ناحية تحليل ارتباط حياة شوبان بفنه
لكن المرء يقرأ هذا النص مثل قراءته لقطعة من الأدب الجميل الخالص.

ذلك ان اسلوب ليست في الكتابة كان شبيهاً بأسلوبه في التأليف الموسيقي:
انطلاقاً من ارض الواقع والتحليق في سماء الخيال.
ما نقوله عن السيرة التي كتبها ليست لشوبان وصدرت عام ،1850 يمكننا ان نقوله على نص آخر
كتبه ليست يعتبر من اجمل النصوص التي كتبت حول الموسيقى البوهيمية
ومع هذا لا يمكن الاعتماد عليه بدوره طالما انه يحمل من خيالات كاتبه
اكثر كثيراً مما يحمل من الحقائق العلمية والتاريخية.
ومن هنا، اذا كان هذا الكتاب ينشر من جديد في ازماننا هذه
فإنه إنما يقرأ لقيمته كنص كتبه ليست من دون ان يُعتمد علمياً.

يحمل كتاب فرانز ليست هذا عنواناً علمياً خالصاً هو «البوهيميون وموسيقاهم في المجر»

وليست كتبه ونشره أصلاً بالفرنسية مباشرة في العام ،1859 ليترجم وينشر بعد ذلك بعام واحد في ألمانيا
ويثير ضجة واهتماماً سرعان ما خمدا

إذ راحت الوقائع العلمية تناقض معظم «التأكيدات» التي وردت في الكتاب.
ومع هذا ظل القراء يقبلون عليه، مقيمين متوازيات بينه، أسلوباً ولغة
وبين ابداعات صاحبه في مجال التأليف الموسيقي، ناهيك عن أن الكتاب، في نهاية الأمر
كشف المنابع الفكرية والإبداعية التي وقفت خلف معظم مؤلفات ليست الموسيقية التي تطورت كثيراً
خلال النصف الثاني من حياته ومساره الإبداعي.

غير ان من الصعب، مع هذا، القول ان ليست ابتدع كتابه ابتداعاً.
فالحقيقة انه صاغه انطلاقاً من بحوث حقيقية وجولات رصد موسيقية
كان بدأ يشتغل عليها منذ عام 1838 حين بدأ يتجول في انحاء عدة من اوروبا
ولا سيما اوروبا الوسطى، بصفته عازف بيانو، اكثر مما هو مؤلف موسيقي
ما جعله يطلع ميدانياً على سمات موسيقية لم يكن له بها عهد من قبل
كما تعرف الى الموسيقى الغجرية، هو الذي كان في ذلك الحين يعمل على نشر موسيقى بيتهوفن
المتناقضة في لغتها وبنيتها، كل التناقض مع تلك الموسيقى التي راح يكتشفها.

وهكذا اذ وجد الموسيقي الشاب نفسه مفتوناً بروعة وتنويعية وطزاجة هذه الموسيقى الإيقاعية الغجرية

التي راح يمعن، اكثر وأكثر، في اكتشافها
وصل به الأمر بعد سنوات من الحماسة والعمل ليس فقط الى استلهام اساليب هذه الموسيقى وبخاصة
طبعاً
في «الرابسودية المجرية»
بل ايضاً الى كتابة ذلك النص الأدبي الذي اعتبره الدارسون والنقاد «رابسودية ادبية»
بل حتى «قصيدة سيمفونية»
جديرة بأن توضع في مكانة واحدة الى جانب القصائد السيمفونية الموسيقية الأخرى التي ألفها مجدداً

بها فن الموسيقى فاتحاً له أبواباً، سيلجها من بعده وعلى دربه كثر لعل ابرزهم برامز.

ان الشيء الأساس في هذا الكتاب هو ان ليست، مثل أي مبدع من طرازه
لم يكن مهتماً بإبراز الواقع التاريخ - العلمي هنا
بقدر ما كان يهمه ان يضفي على تلك الموسيقى التي «اكتشفها» سمات اسطورية تزيد من وقعها لدى الناس.

ومن هنا ولدت لديه خرافة البعد الرومانطيقي الخالص للموسيقى البوهيمية
وهي خرافة جاءت مشابهة تماماً للأساطير التي حيكت في الوقت نفسه من حول الموسيقى المجرية.

ونعرف الآن، ما أكده دائماً خبراء موسيقيون باحثون من ان هذه الحكايات لا اساس لها من الصحة

وأن ما من احد يرى ان الموسيقى المجرية - ذات السمعة المستقلة -

انما كانت من خلف اولئك الموسيقيين البوهيميين المعبرين عن شعب مرتحل شديد الخصوصية.

وفي كلمات اخرى، لا أحد يرى - ومنذ زمن بعيد - ما قاله ليست في كتابه
من أن الأغنيات المجرية »ليست في حقيقة امرها سوى مقاطع من ملحمة طواها النسيان
كانت اصلاً من اختراع شعب كان كل همه ان يعبر عن ذاته في لغة موسيقية تعبيرية
ثم صمت ذات يوم مفضلاً ذلك الصمت على الوقوع في مطب تكرار موسيقاه
والاستمرار في جعل هذه الموسيقى معبّراً عن حياته اذ ابتذلت وصارت ملك يد الجميع.
طبعاً كل هذا لا يبدو صحيحاً اليوم.
والدراسات الموسيقية التاريخية تميز تماماً بين موسيقى الغجر البوهيميين، والموسيقى المجرية «المجرية.

ومع هذا كانت الحكاية شديدة التأثير في الحس الرومانطيقي للناس في زمن كتب ليست دراسته هذه خلص فيها الى التأكيد على أسطورة شعب حكم على نفسه ذات زمن بأن يصمت تماماً، ويتوقف عن التعبير عن نفسه موسيقياً.
بل ان هذه الصورة التي أمعن ليست في كتابه رسماً لها وتأكيداً على «حقيقتها»

وقفت خلف جزء كبير من الأساطير البوهيمية او المحاكة من حول البوهيميين
ومن حول علاقة موسيقاهم بحياتهم،
ما ألهم - كما أشرنا -
كثراً من المبدعين الموسيقيين اذ حاول كل واحد منهم ان يجعل من نفسه البديل المبدع عن ذلك الشعب
الذي آثر الصمت.
وكان ليست في مقدم هؤلاء، اذ انه - بعدما أسهب في تبيان تلك «الحقيقة»
راح يستلهم الموسيقى البوهيمية في اعماله التي اتت، على اية حال
من أروع ما ألف موسيقي في هذا المجال على مدى الأزمان.
واضح هنا ان هذا الجزء من سيرة فرانز ليست «1811 - 1886 جدير بدوره بأن يكون فصلاً من الفصول الممتعة لتلك الحياة التي عاشها هذا الفنان الذي قدم اول حفلة عزف له وهو في التاسعة.
وكان في الثانية عشرة حين عزف في حضرة بيتهوفن في «ريدوتنسال»
وما ان انتهى حتى اعتلى المعلم الكبير الخشبة ليعانق العازف الفتى.
ومنذ ذلك الحين كانت حياة ليست سلسلة من النجاحات والجولات
التي قادته الى ميونيخ وباريس ولندن بين مدن اخرى ليصل روما اخيراً
ويدخل في سلك الكهنوت.
وليست الذي كان من كبار المعجبين بپاگانيني اراد دائماً ان يكون كعازف بيانو
صنواً لمكانة هذا الفنان في عزفه الكمان
ومن هنا نلاحظ كيف ان شهرته كعازف بيانو غطت دائماً على شهرته كمؤلف.
لكن الأمور استقامت لاحقاً ليعتبر من كبار مؤلفي الموسيقى الرومانطيقية
ومبتكراً لنوع موسيقي هو «القصيدة السمفونية»
ناهيك عن مكانته الإضافية ككاتب مبتكر ذي اسلوب فريد من نوعه.

موسيقى البيانو

الرابسودي المجري ، جنائزيات ، تنويعات على موسيقى باخ و موزارت و شوبرت و فاكنر
سوناتا مقام سي مينور
و له أعمال اخرى مثل سيمفونية دانتي
رقصة الموت للبيانو و الأوركسترا و أعمال عديدة مختلفة للبيانو

أواخر أيامه ووفاته

توفي في مدينة بايرويث في بافاريا في 31 يوليو 1886.

Liszt.jpg

http://www.youtube.com/watch?v=F3TdPtuLsTc#t=10

من الموسوعة الحرة



tvhk. gdsj





رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاشياء ليست كمآ تبدو ! مــوج ! ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● 10 10-27-2014 10:45 AM
صور ليست كـ كل الصور اعلان ะ» رُكُن آلصۈرٍ ..! 17 08-15-2014 10:37 PM
ان الاشياء ليست كما تبدو نقآء قصص أدبية , روايات , حكايات , تاريخ الأدب والأدباء 12 01-05-2014 04:54 PM
ضربة قوية لحزب الله ، سيارة مفخخة وسط مركز ديني تابع لحزب الله امير القلوب الأפֿـُبآر والـأפـدَآث 3 07-09-2013 11:33 PM


الساعة الآن 05:16 AM


فن بيتك متجر فن بيتك الصعب للاتصالات سبيكترا

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.