منتديات بنات فلسطين - حاسة الشم ومؤشرات الوفاة

الرابط العجيب بين حاسة الشم ومؤشرات الوفاة

http://www.staging.forbesmiddleeast....news__7274.jpg

قد يكون من المستبعد جداً ربط حاسة الشم بمعرفة طول الفترة التي سيعيشها الإنسان.
لكن هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة، إذ تبين أن فقدان حاسة الشم يعد من المؤشرات على احتمال الوفاة خلال 5 سنوات،
أكثر من أمراض القلب أو السكري أو السرطان.
وقام باحثون من جامعة شيكاغو بالبحث في حقيقة ذلك، من خلال أدلة تبين أن ضعف حاسة الشم يسبق أمراض الدماغ غالباً، مثل:
الزهايمر والشلل الرعاشي.
ويبدو أن الأسباب ليست واضحة تماماً حتى الآن، على الرغم من أن حاسة الشم لدينا قد تعتمد على تجديد الخلايا الجذعية،
وهي الخلايا الأولية التي تنشأ من خلالها الخلايا الأخرى، وأنه قد يشير فقدان حاسة الشم إلى مشكلة أوسع تتعلق بصحة الخلية.
بينما عمل الباحثون على إجراء اختبار للرائحة مدته 3 دقائق،
على 3500 حالة مشاركة في مشروع "الحياة الاجتماعية والصحة والشيخوخة الوطني"،
وهو عبارة عن استطلاع وطني يقيم صحة المواطنين الأميركيين من كبار السن، عبر مجموعة من العوامل.
وقد طلب من كل مشترك إجراء هذا الاختبار، من خلال شم 5 أعواد، كل منها معطر برائحة مختلفة من الروائح الشائعة، وهي:

رائحة السمك والبرتقال والجلد والورد والنعناع.

وأثناء هذه العملية عرضت عليهم 4 صور مختلفة، وطلب منهم اختيار الصورة الصحيحة التي تتوافق مع الرائحة.
وقد تم تصنيف الأشخاص الذين أخطؤوا في إحدى الروائح،
على أنهم "يمتلكون إحساساً عادياً للشم"،
أما أولئك الذين أخطؤوا في معرفة رائحتين أو 3 روائح، صنفوا على أنهم "يمتلكون حاسة شم ضعيفة"،
في الوقت الذي صنف فيه أولئك الذين لم يعرفوا 4 أو 5 روائح، على أنهم "غير قادرين على الشم".
وبعد 5 سنوات من الدراسة، توفي ما يقرب من 13٪ (430 شخصاً) من المشاركين، وكانت الوفيات متوزعة بين المجموعات،
إذ توفي 40٪ من مجموعة الأشخاص الذين صنفوا على أنهم "غير قادرين على الشم"،
فيما توفي 19٪ من مجموعة الأشخاص الذين صنفوا على أنهم "يمتلكون حاسة شم ضعيفة"،
في الوقت الذي توفي فيه 10٪ فقط من مجموعة الأشخاص الذين صنفوا على أنهم "يمتلكون إحساساً عادياً".
والسؤال هنا: ما الذي يمكن أن يشكل فرقاً بنسبة 4 أضعاف في الوفيات بين أولئك الذين يمتلكون حاسة شم عادية،
وبين الذين لا يمتلكونها؟
كما أجرى الباحثون سلسلة من الاختبارات لمعرفة ما إذا كان هناك أي عامل آخر، يمكن أن يفسر هذا التناقض، بما في ذلك:
السن والعرق والجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي والتغذية.
وبعد ضبط تلك العوامل، ظل الفارق موجوداً.
كما قاموا بمقارنة هذه النتائج بانتشار أمراض القلب والسرطان والسكري والجلطات،
إلا أن أي من هذه الأمراض لم تكن سبب الوفاة خلال فترة 5 سنوات، كما هو الحال مع فقدان حاسة الشم.
فضلاً عن أن تلف الكبد الشديد كان هو المؤشر المحسوس الأقوى للموت.
وقال مؤلف الدراسة جايانت بينتو، الأستاذ المشارك في الجراحة في جامعة شيكاغو، والمختص في علم الوراثة،
وأمراض حاسة الشم والجيوب الأنفية: "نعتقد أن فقدان حاسة الشم هو أمر ينذر بالخطر، فهو لا يؤدي للموت، لكنه بمثابة الإنذار المبكر لحدوث أمر خطير".
ولم تتمكن الدراسة من تحديد أسباب وفاة المشاركين الـ430، لأن الاستطلاع الصحي الأصلي لم يتتبع تلك المعلومات.
لكن، في الوقت الذي تعد فيه هذه المسألة ضعفاً واضحاً في البحث، فإن النتائج لا تزال جديرة بالملاحظة والذكر.
كذلك يمكن أن تؤدي في النهاية إلى اختبار قائم على شم الرائحة، يتمكن من خلاله الأطباء على تحديد المشكلات الصحية الخطيرة،
لاسيما غير المكشوف عنها.

مجلة الصحة والغذاء