شرف كاتارينا بلوم الضائع
 

"قرعت المرأة جرس المفتّش الجنائي فالتر مودينغ،
واعترفت له أنّها أطلقت النار في شقّتها على الصحافي
فيرنر توتفس عند الظهيرة في الساعة 12:51".
من هنا، يبدأ الروائي الألماني هاينر بول روايته "شرف كاتارينا بلوم الضائع".
الشابة كاتارينا، التي تعمل في الخدمة بالمنازل،
قامت بإطلاق النار على الصحافي فيرنر توتغس في شقتها وأردته قتيلاً.
لا نعرف في البداية الأسباب التي دفعتها لارتكاب الجريمة، ولا سبب وجود الصحافي في شقّتها،
لكن شيئاً فشيئاً يبدأ بول بإعادة بناء الأحداث الماضية، ليرسم لنا صورةً كاملةً حول الحكاية.
كاتارينا الفتاة اللطيفة، التي تعمل عادةً في بيوت لأزواجٍ كبارٍ في السن،
تتعرّف في إحدى الحفلات على شاب تعجب به ويعجب بها، وتقوم علاقةٌ بينهما.
لكنّ حالة من الصدمة تصيب الفتاة في اليوم التالي،
حين تأتي الشرطة وتصطحبها إلى المركز للتحقيق معها.
هناك تكتشف الفتاة أنّ الشاب لودفيغ غوتن إرهابي، يقوم بسرقة المصارف،
وأنّ استدعاء الشرطة لها نابعٌ من شكّهم بإمكانية مشاركتها له في جرائمه.
تتلقّف إحدى الصحف خبر التحقيق مع كاتارينا، لتبدأ حملة التشهير بها،
واختلاق القصص والحكايات حولها.
كيفية تعرفها على لودفيغ، وعن مساعدتها الإرهابيين، وعن انتماءها للشيوعية.
مما يقود الشابة في النهاية إلى ارتكاب جريمة حقيقية فعلاً،
عبر إطلاق النار على توتغس،
الذي اختلق حولها هذا الكم الهائل من الأكاذيب، مدمّراً حياتها.
اعتمد بول في الرواية على صيغة الغائب، مستخدماً أسلوب السرد التقريري الخبري،
الخالي من الصنعة الأدبية أو البراعة اللغوية، والذي يتشابه مع أسلوب تقارير الشرطة.
تتناول الرواية الأجواء المفعمة بالعنف التي روّجت لها أوساط اليمين في السبعينات،
في ظلّ صراع حكومة ألمانيا الاتحادية مع منظّمة "بادير ماينهوف" اليسارية المتطرّفة. إ
ذ يهاجم بول الأساليب الصحفية الرخيصة،
التي لا تبالي بحياة الناس وتسعى لتحقيق الشهرة والإثارة،
وذلك من خلال قصة كاتارينا بلوم وعلاقتها بلودفيغ غوتن،
إن كان من خلال اختلاق الأكاذيب، وإن كان من خلال تحوير الحقائق.
"قد تكون قوة الكلمات أحياناً أعنف من قوة الصفعات والمسدسات".
يمكن لهذه الجملة أن تلخص كلّ ما أراد هاينريش بول قوله في الرواية.
إذ عمد من خلال الرواية لتصوير القوة التي تنطوي عليها اللغة.
بسبب اللغة فقدت بلوم شرفها وتلطّخت سمعتها،
وجراء عنف الكلمات لجأت بلوم في النهاية للعنف المضاد، بقتل الصحافي الذي اقتحم منزلها متنكّراً،
والذي كان له الدور الرئيسي في تشويه سمعتها.
ربما لم تكن "شرف كاتارينا بلوم الضائع" الأفضل بين روايات بول،
لكنّها الأكثر شعبيةً بينها، إذ نجح الروائي في تصوير حالةٍ
تضرّر وتذمّر منها الكثيرون في ألمانيا وخارجها.
ولد هاينريش بول في كولن عام 1917. ظهرت أولى روايته في العام 1946،
قبل أن يبدأ بتحقيق شهرته منذ العام 1950، مع أعمال من قبيل "ولم يقل كلمة" (1953)،
"بلياردو في الساعة الثانية عشر" (1959)، "صورة جماعية مع السيدة" (1971).
قبل أن ينال جائزة نوبل للآداب في العام 1972،
ويواصل مشروعه الكتابي حتّى وفاته في العام 1985،
العام نفسه الذي ظهرت فيه روايته "نساء أمام طبيعةٍ نهرية"، قبل فترةٍ قصيرة على موته.

إعداد: رضا حريري.

وردة ليلكية

يسلمو عالطرح

بس تعبنا واحنا

نقرا فيه هههه

والله قصة جميلة

تحياتي ووردي
امير الذوق
سيمو

ممنونة لكل من مر من هنا
تحياتي وودي الكن ..

قصة جميلة وردة

شكرا لك

العفو
شكرا جزيلا
لحضورك جمال