!~ آخـر مواضيع المنتدى ~!
إضغط علي
او
لمشاركة اصدقائك!
منتديات بنات فلسطين
>
★☀二【« الاقـسـام الأدبــيــه »】二☀★
>
قصص أدبية , روايات , حكايات , تاريخ الأدب والأدباء
قلبٌ في الخاصرة
اسم العضو
حفظ البيانات؟
كلمة المرور
التسجيل
التعليمـــات
التقويم
الذهاب إلى الصفحة...
قلبٌ في الخاصرة
قلبٌ في الخاصرة = 500) this.width = 500; return false;" /> الفنان العراقي رياض نعمة بقلم : هيفاء بيطار تؤمن عزّة ابنة السنوات التسع، أن
LinkBack
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
السابق
التالي
#
1
10-24-2014
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
793
تاريخ التسجيل :
Jan 2014
فترة الأقامة :
4148 يوم
أخر زيارة :
02-03-2015 (08:10 PM)
المشاركات :
12,936 [
+
]
التقييم :
1003
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
قلبٌ في الخاصرة
قلبٌ في الخاصرة
قلبٌ في الخاصرة
الفنان العراقي رياض نعمة
بقلم : هيفاء بيطار
تؤمن عزّة ابنة السنوات التسع، أن ثمة رابطاً قوياً وخاصاً بينها وبين غزّة.
كما لو أنها تنتمي إليها وتتماهى معها، تُمسك قلم الرصاص وتكتب على ورقة بيضاء اسمها، تكتبه كما لو أنها ترسمه،
تمتلئ الصفحة بكلمة عزّة، ثم تضعُ قلم الرصاص جانباً وتمسك القلم الأحمر، لتضعَ نقطة فوق حرف العين،
تبتسم فيما عيناها تذرفان الدموع، تهمس لنفسها: الآن صرتُ غزّة. مجرد نقطة دم تتحول الطفلة إلى غزّة.
عينا الطفلة تحدقان في الشاشة، صار المراسلون أصدقاءها، تحزرهم من أصواتهم قبل أن تراهم على الشاشة.
في الساعات الأولى من القصف الإسرائيلي الوحشي على غزّة، بكت عزّة بصوتٍ مرتفع،
ورغم إحساس الفجيعة الذي تكتشفه للمرة الأولى، ورغم الذعر الذي شلّ روحها وجعلها في حالة ذهول من هول ما ترى،
فإنها لم تستطع منع خيالها من مقارنة عشرات الجثث لشبان فلسطينيين متناثرين في الشارع بمشاهد من أفلام كرتون.
ترى هل صارت الحياة تشبه أفلام الكرتون!
في اليوم الثاني من القصف الوحشي على غزّة، لم تعد الطفلة تبكي، صارت تحدق في الشاشة بانبهار، تشعرُ بأنها مسحورة،
لم تفهم شعورها، ترى ما الذي يسحرها؟! الموت بالتأكيد، يسحرها الموت كم هو سهل وخفيف وسريع، كل شيء مُحاصر وغير متوفر سواه، موت سخي، متوفر بسخاء في السقف، تحت الوسادة، فوق الوسادة، في الحلم، في الواقع،
موت ينهمر من السماء كمطر ٍ من رصاص، ويعدو في الشوارع كإعصار من نار، أطفال ناموا ولم يستيقظوا،
ثقب الرصاص أجسادهم البضة، فطاروا إلى السماء، لم يكن طيرانهم سهلاً،
كان على أرواحهم الشفافة أن تخترق سحباً كثيفة من الدخان، بل لعل أرواحهم ذابت بأبخرة القنابل الفوسفورية...
في الليل تحدّق عزّة في عتمة الغرفة، تتكوم في سريرها وتفكر بأصدقائها في غزّة،
أطفال من عمرها ما عاد بإمكانهم الذهاب إلى المدرسة، ولا إنشاد أغنية. أطفال يتحولون بضربة سحر إلى جثث، تتذكر لعبة الشرطي واللصوص، كيف يحمل الصبية رفاقها في المدرسة عصياً، يتخيلون أنها بنادق،
ثم يرشون رفاقهم اللصوص برصاص وهمي، فيسقط الأطفال قتلى، ثم ينتفضون بعد لحظات ضاحكين... تُصلي عزّة ألا يموت أطفال غزّة
بعد خردقة أجسادهم بالرصاص، أن ينتفضوا ضاحكين كما يحصل في لعبة الشرطي واللصوص.
في اليوم الأول من قصف غزّة، سقطت عزّة أسيرة صورة لطفل ٍ يماثلها في العمر ممددٍ على سرير في مشفى،
ويدٌ تكشف بسرعة عن بطنه، لتظهر ثقباً كبيراً في خاصرته، وكتلة حمراء بحجم برتقالة تشرئب من الثقب،
اليد تسرع بتغطية المشهد المروّع، لكن عزّة التي لم يرمش لها جفن احتفظت بالصورة كوشم في ذاكرتها،
وأسرعت إلى أمها تقول لها، بأن قلب الطفل خرج من خاصرته.
لكن الأم ردت بشفقة وبرود، بأن مكان القلب ليس في الخاصرة، وبأن تلك الكتلة هي شيء آخر.
تغضب عزّة وتعنّف أمها وهي مُصرة أن تلك الكتلة الحمراء المنبثقة في خاصرة الطفل هي قلبه.
في ليلتها الثانية، تكومت عزّة في سريرها وصورة الأطفال الثلاثة الموتى تحتّل تفكيرها،
ثلاث جثث متلاصقة لأطفال تتراوح أعمارهم بين السنتين وخمس السنوات، وقد بدوا غارقين في نوم عميق،
وعيونهم نصف مغمضة، وآهات معلـّقة في شفاههم المنفرجة قليلاً.
في ليلتها الثالثة أحسّت عزّة أن خيالها يرأف بها، لم تكن الصورة التي سيطرت على خيالها دموية،
بل احتل تفكيرها صورة طفلة تماثلها في العمر تصطك أسنانها من الذعر،
ذُهلت عزّة وهي تتأمل الطفلة مشعثة الشعر وتلبس كنزة زرقاء مهترئة، ترمق ما يجري حولها بفزع،
فيما أسنانها تصطك من الذعر، أمكنها أن تسمع صوت طقطقة الأسنان رغم القصف، ورغم صوت المراسل الصحافي...
تحس عزّة أن روحها تذوب، وتتذكر متعتها في تذويب مكعبات السكر في كأس من الماء، كانت أمها تعنّفها على عادتها تلك،
لكن عزّة تنظر بتودد إلى أمها وتقول: لا أعرف يا ماما لماذا أحس بمتعة كبيرة حين تذوب مكعبات السكر في الماء،
شيء يشبه السحر، مكعب يختفي!
لم تفهم عزّة لماذا أسقطت صورة ذوبان مكعبات السكر في الماء على ما يعتمل في روحها،
ثمة مشاعر وأحاسيس وطهارة تذوب في حمض المرارة والألم اللذين تغرق فيهما روح طفلة أسيرة الشاشة...
ولم تعد تفهم لماذا يلح عليها إحساس بأنها حية، كما لو أن صوتاً هامساً يؤكد لها كل لحظة أنها حية وليست ميتة كهؤلاء الأطفال على الضفة الأخرى من الشاشة... تذكرهــا رفــة أجفانها أنها حية، وحين تتبول تفــكر أنها حية، وحين تعبر الشارع،
وحين تأكل، وحين تعطس، تفكر، كل هذه الفعاليات تعني الحياة، أما هؤلاء الصغار مثلها فلا يقدرون على فعل أي من هذه النشاطات.
لم تستطع عزّة معرفة حجم الأذى الذي حلّ بروحها، فعدا الخيالات والصور التي هيمنت على تفكيرها،
كما لو أن نشرة الأخبار مستمرة في خيالها، فإنها تمارس فعاليات يومها بشكل طبيعي، تدرس، وتذهب إلى المدرسة،
وتلعب مع صديقاتها في الباحة، لكنها تتوقف فجأة عن اللعب شاعرة بأن شيئاً هائلاً مرعباً وشيك الوقوع،
وتتخيل قصفاً وحشياً ينهمر عليها وعلى صديقاتها، وتتماهى للحظات مع الأطفال هناك في غزّة،
يتساقطون كفراشات تحرقها نار تخرج من جوف التنين... لحظات من التشتت والذعر تجمّد عزّة، ثم تستأنف اللعب مع صديقاتها.
ثم صارت تتوقف فجأة عن الطعام، منكمشة وقد جمّدها الخزي، تعبر وجوههم خيالها، فهم جياع،
يقفون في طوابير في انتظار رغيف الخبز، تتمنى لو تقدم طعامها لطفل ٍ جائع في غزّة، لكن كيف؟!
تبتلع طعامها بصعوبة، متفاجئة من طعمه المالح المباغت، لم تعرف أنه طعم دمعها المنسكب في قلبها.
في ليلتها الرابعة من قصف غزّة، احتلت صور الزعماء العرب خيال عزّة، رجال متأنقون، بقمصان بيضاء ناصعة،
وربطات عنق أنيقة، وساعات فخمة، ذقونهم حليقة، أجفانهم منتفخة قليلاً بعد نوم عميق وطويل،
رجال أنيقون تحفّ بهم مكبرات الصوت، يتحلقون حول طاولة، أمامهم زجاجات المياه المعدنية وعصير الفاكهة الطازجة،
تقارن عزّة بين وجوه أهالي غزّة ووجوه الحكام العرب، تفكّر بسذاجة الطفولة، هؤلاء بشر،
وهؤلاء بشر، ترى ما الفرق بين الحكّام والشعب.
يغلبها النعاس، لكنها تقرر أن الفرق الرئيسي أن الحكام ينامون، والشعب لا ينام.
في ليلتها الخامسة أفاقت عزّة مذعورة من كابوس لم تتذكر منه شيئاً، لكنها ظلت ضحية الذعر الكامن فيه... شعرت بأن دقات قلبها سوف تفجّر صدرها، بل تخيلت أن قلبها سيقفز من مكانه،
وسوف يثقب خاصرتها بعنفوان ضرباته ويخرج من الثقب، قفزت من سريرها مهتاجة، مرتعشة من تأثير الكابوس،
وأسرعت إلى حقيبتها المدرسية ودلقت محتوياتها بعصبية، فتحت كتاب التربية القومية،
ومزّقت الصفحات من 26- 32، صفحات تؤكد أن الحق ينتصر على الباطل وأن الخـير ينتصر على الشر.
في ليلتها السابعة، حـفـّت بخيالها صور أطفال غزّة، أشلاؤهم، جروحهم، الأنابيب التي تثقب أجسادهم،
نظرات الذعر في عيونهم، صورة طفلة هائمة فوق ركام منزلها تنادي ماما،
لكن صوتها يُقصف ويضيع... طفلة تتحول إلى بطلة تلاحقها كاميرا...
تربّعت عزّة في سريرها، لم تكن خائفة، كانت تحس بانخطاف إلى الهُناك، أغمضت عينيها، ومَدت يديها بحذر في الفراغ أمامها،
أمكنها أن تتحسس وجوههم، والثقوب في أجسادهم الطرية...
للمرة الأولى تحس بألفة مع الظلام، لم يعد يخيفها، تحس الأسود يسترها، يدفئها، للمرة الأولى تحس أنها تكره النور،
لأنه يصفعها بصور تدمي قلبها الذي يحتار كيف سيتحمل كل هذا الألم الوحشي... ترتعش أصابعها الصغيرة،
فملمس الأطفال بارد جداً... كان فمها يرتعش بابتسامات عصبية تُعرّي عذاباً لا يُطاق ترزح تحته روح الطفلة.
لم تكن تعرف إلى أي حدٍ تتعذب، لكن صوت المطر المدرار في الخارج أشعرها بأنه صوت نحيبُها الصامت، ثمة طعم مقزز في فمها،
طعمٌ معدني، إنها لا تعرف طعم المعدن، لكنها تذكرت ذات يوم وحين كانت في الثالثة من عمرها، كيف وضعت بطارية الراديو في فمها،
يومها أنّبتها أمها وقالت لها إن البطارية سامة ومؤذية، يومها بكت ليس من تأنيب أمها بل من الطعم الذي جعل جسدها يقشعر من القرف.
شعرت عزّة أن الطعم الغريب في فمها يشبه طعم البطارية، معدتها تؤلمها، أسعدها أنها تتألم،
تشعر بأنها تقترب منهم، تصير تشبههم، أدركت بحدسها أن الألم هو الذي يوحد أطفال العالم العربي مع بعضهم...
فجأة اشتد الألم، واضطرها أن تغادر الفراش، لكن ما إن وطأت قدمها الأرض حتى ترنحت وسقطت، وحين رغبت في أن تصرخ وتنادي أمها، تدفق سائل حار لزج من فمها، سائل له طعم المعدن حرّض عاصفة من الغثيان في داخلها، وفي قلب العتمة أمكنها أن ترى التماعاً خفيفاً للدم، الذي ينقذف من فمها مُغيباً إياها شيئاً فشيئاً عن واقعها.
منخطفة إلى ضباب الغيبوبة، تحفّ بها وجوههم، تحس كم تحبهم، هؤلاء الذين أطلوا عليها من الشاشة ليعرضوا لها مأساتهم،
امتدت أصابعها إلى فمها لتلمس السائل اللزج الحار، ارتجفت من سخونته، ياه هل الدم ساخن لهذه الدرجة...
وآخر ما عبر خيالها، صورة قلب صغير يخرج من جرح في الخاصرة...
صراخٌ يمزق أذنيها، وأيدٍ ترفعها، وحناجر تصرخ باسمها عزّة، عزّة...
تبتسم بإعياء، تارة تسمع اسم عزّة وتارة اسم غزّة... هل يصدقونها إذا قالت لهم أنا غزّة!!
(روائية سورية)
المصدر:
منتديات بنات فلسطين
- من قسم:
قصص أدبية , روايات , حكايات , تاريخ الأدب والأدباء
rgfR td hgohwvm
زيارات الملف الشخصي :
4177
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 3.12 يوميا
سفير القلعة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى سفير القلعة
البحث عن كل مشاركات سفير القلعة
«
عندما تعطي ستكون أكثر سروراً من أن تأخد
|
ديك القراءات
»
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
الانتقال إلى العرض العادي
الانتقال إلى العرض المتطور
العرض الشجري
تعليمات المشاركة
لا تستطيع
إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع
الرد على المواضيع
لا تستطيع
إرفاق ملفات
لا تستطيع
تعديل مشاركاتك
BB code
is
متاحة
الابتسامات
متاحة
كود [IMG]
متاحة
كود HTML
معطلة
Trackbacks
are
متاحة
Pingbacks
are
متاحة
Refbacks
are
متاحة
قوانين المنتدى
الساعة الآن
06:57 AM
الاتصال بنا
-
بنات فلسطين
-
الأرشيف
-
الأعلى
فن بيتك
متجر فن بيتك
الصعب للاتصالات
سبيكترا
LinkBack
LinkBack URL
About LinkBacks
Bookmark & Share
Digg this Thread!
Add Thread to del.icio.us
Bookmark in Technorati
Tweet this thread
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.