![]() |
ماذا أقرأ لطفلي ؟ ماذا أقرأ لطفلي ؟ مرحبا أعزائي سنتناول في هذا القسم قصص خاصة بالاطفال عليكِ عزيزتي الأم أن تختاري القصص الهادفة والمسلية لطفلك والقريبة من نفسه وقلبه وسيكون عنوان صفحتنا هذه ماذا أقرأ لطفلي حتى نغرس في نفوس الاطفال حب القراءة والمطالعة وتنمية روح الانتماء لحب القراءة من الكتاب ونعمل على اشغاله بعض الوقت عن الانترنت ارجو أن تنال إعجابكم . تحياتي سأبدأ بهذه القصة سامر ولد ذكي ولكنه لا يحبّ القراءة. وعندما أعلن عن يوم المطالعة في المدرسة شعر بالغضب لأن المدرسة خصصت أسبوعًا كاملاً للمطالعة. فكيف يتعامل سامر مع مشكلته؟ وماذا حدث خلال أسبوع المطالعة؟ تحاكي قصّة سامر مشكلة الأطفال الذين يكرهون المطالعة ويعتبرونها جزءًا من الفروض المدرسية، لتبيّن كيف أن هذا الحكم المسبق ليس صحيحًا، وبالتالي يشعر الطفل الذي لا يحب المطالعة أن سامر يشبهه. تتميز القصة بأحداثها الطريفة ولغتها العربية البسيطة والغنية في الوقت نفسه بالمفردات رغم قصر الجمل والفقرات، مما يشعر الطفل القارئ بالحماسة لمعرفة نهاية أحداث القصة التي تتميز بالرسوم والألوان الزاهية الجذّابة. |
القصة الثانية الكتاب: «قلب أمّي» تأليف: سناءعلي الحركة رسوم: بسام الإمام سأل بطل القصّة أمه أين يسكن، فأجابته أنه يسكن في قلبها، ثم عاد وسألها سؤلاً ثانيًا... وفي كل مرّة كان يدخل إلى غرفته يفكر في إجابة والدته.تتناول القصة موضوع محبة الأم لأطفالها مهما كان عددهم، مما يؤدي وبطريقة غير مباشرة إلى أن يستنتج الطفل الذي يتنظر أخًا أن هذا المولود القادم لن يحتل مكانته، فيشعر بالطمأنينة والثقة بحب والدته. اللافت في القصة العبارات القصيرة والمنسخوة بحروف كبيرة ترافقها رسوم زاهية والشخصيات الموجودة فيها ووجوهها ضاحكة وحجمها كبير مما يجذب الطفل القارئ إلى متابعة أحداثها حتى النهاية. |
القصة الثالثه قصة جاري العزيز سليمٌ طفلٌ مهذَّبٌ يحبُّ جميعَ جيرانِه. ذاتَ صباحٍ خرج سليم محتضنًا كُرته الصَّغيرة كي يلعبَ بالحديقة المقابلة لدارهم، وفجأةً ظهر جارُه كريم المشاكسُ، اقترب كريم من سليمٍ قائلا: أعطِني هذه الكرةَ لألعبَ مع أصدقائي قليلاً ثمَّ أردَّها إليك. أجابه سليم بأدبٍ: ولكنها كُرتي وجئتُ لألعبَ بها.. يمكن أن أنضمَّ إليكم ونلعبَ معًا. وهنا جذب كريم الكرة بعنفٍ من سليمٍ قائلاً: قلت لك سأقترضُها لألعبَ بعضَ الوقتِ مع أصدقائي وسأعيدُها لكَ.. الآنَ لن أعيدَها لك ولن تلعبَ بها. ظهرتْ علاماتُ الغضبِ على وجهِ سليم وهو يقول: لو سمحْتَ أعدْ لي كُرَتي. أجابه كريم بلهجةٍ ساخرةٍ: إِنَّها لم تعُدْ كُرتك.. أصبحتْ كُرتي.. واغرُبْ عن وجهي والَّا لقَّنتك درسًا لن تنساه. حزن سليم كثيرًا من تصرُّفِ جاره كريم وعاد إلَى دارِه وهو يشعرُ بالحزن لأنَّ جارَه يُعامله هذه المعاملةَ، في اليومِ التَّالي في المدرسة وفي أثناءِ الفسحة أخرج سليم شطيرةَ الجبن كي يأكلَها وقبل أن يقضمَ منها قضمةً واحدةً فُوجِىءَ بجارِه كريم يقفُ أمامه قائلاً: أعطِني شطيرتَك هذه فلقد نسيتُ أن أُحْضِرَ طعامي. هتف سليمٌ بدهشةٍ: ولكنَّها شطيرتي. كشَّر كريم عن أنيابه قائلاً: أعطني الشَّطيرةَ والا ضربْتُك. ناوله سليمٌ الشطيرةَ قائلاً: تفضَّلْ شطيرتي.. ولكنْ ليس هذا ضعفًا منِّي.. بل لأني أحترمُ حقَّ الجارِ. أطلق كريم ضحكةً ساخرةً وهو يقول: بل لأنَّك ضعيفٌ يا سليم.. ولا تستطيعُ مواجهتي. وما أنْ أنهى كريمٌ عبارته حتى ابتعد وهو يأكلُ الشطيرةَ بشراهةٍ شديدةٍ. في اليوم التالي لَاحَظَ سليم تغيُّبَ جارِه كريمٍ عن الحُضورِ للمدرسة، سأل عنه فأخبروه أنَّه مريضٌ ويرقد في داره، وعلى الفور وعَقِبَ عودةِ سليم من المدرسة اشترَى هديَّةً وأسرع يطرقُ بابَ جارِه كريم، فوجىءَ كريم بزيارةِ جارِه سليم وشعر بالخجلِ من نفسِه، قال كريم: هل تزورُني يا سليم في مرضي رُغم كلِّ الأذى الذي أسبِّبه لك؟ ارتسمتِ ابتسامةٌ رائعةٌ على شفتَيْ سليم وهو يقول: لقد أوصانا رسولُ اللهِ بالجار.. قال لنا إنَّنا يجب أن نُحسنَ معاملةَ جارنا وأن نزورَه إذا كان مريضًا. وهنا هتف كريم في صدقٍ: يبدو أنَّني خالفْتُ وصيَّةَ رسولِ الله كثيرًا.. ولكنَّني أُعاهدك بأنِّي سأكون من اليوم جارًا وفيًّا لك يا جاري العزيز. |
القصة الثالثة قصة الدفء الحقيقي أقبل الشِّتاءُ سريعاً وبدأتْ أمُّ سمير تستعدُّ لقُدومِ الشتاء فاصطحبتْ صغيرَها سمير لمتجر الثِّيابِ الشِّتويَّة كي تشتريَ له معطفاً ثقيلاً وكُوفيَّةً من الصُّوفِ يستقبل بهما فصلَ الشتاء البارد. في متجرِ الثياب أخذ سمير يتجوَّل مع أمِّه حتى أعجبه معطفٌ أسودُ وكوفيَّةٌ حمراءُ فأشار لأمِّه بأنَّه أُعجب بهما وعلى الفور اشترتْ له أمُّه المعطفَ والكوفيَّة. في صباح اليوم التالي ارتدى سمير ثيابَه الجديدةَ وذهب للمدرسة، كان يشعر بدفءٍ كبيرٍ ولم يتسرَّبِ البردُ لمفاصلِه بل كان يتحرَّك بحُرِّيَّةٍ شديدةٍ رُغم برودةِ الْجَوِّ، قضى سمير يومَه الدِّراسيَّ وهو سعيدٌ بذلك الدِّفْءِ الذي يغمر جسدَه وفي سرِّه أخذ يدعو لأمِّه التي اشترت له هذا المعطفَ الثقيلَ. دقَّ جرسُ الخروجِ من المدرسة وخرج سمير متَّجهًا لدارِه، كان الجوُّ شديدَ البرودة والسَّماءُ تُوحي بقربِ سقوط الأمطار، الجميعُ يسرعون إلى منازلِهم قبل سُقوطِ المطر، وكذلك سمير يُسرع في سيره كي يصلَ لدارِه قبل أن يسقُطَ المطر. فجأةً وفي أثناءِ سير سمير لَاحَظ ذلك الطفلَ الصَّغيرَ الذي في مثلِ عمره الذي يبيعُ المناديلَ بالقرب من داره، كان الطفلُ الصَّغيرُ ينتفض بشدَّةٍ من شدَّةِ البرد، رقَّ قلبُ سمير لذلك الصغير الذي يقف في الشَّارع يبيع بعضَ المناديل ليجدَ قُوتَ يومِه ويُساعد أسرتَه الفقيرةَ، تأمَّل سميرٌ الطفلَ للحظاتٍ قبل أن يُسرعَ كالصَّاروخِ لمنزلِه ويفتحَ صوانَ ثيابِه ويبحثَ في الصِّوانِ ثمَّ يخرج معطفين جميلين. أخرج سمير المعطفين من صوان ثيابه ثمَّ أسرع لأمِّه قائلاً: أمِّي.. لقد لاحظتُ طفلاً صغيرًا منظرُه يستدعي الشَّفقة يقف في البرد يبيع المناديل.. ثوبُه خفيف لا َيقِيه البردَ أبدًا.. بحثتُ في صوان ثيابي ووجدت معطفين لم أعدْ أرتديهما لأنِّي كبرْتُ فهل تسمحين أن أُهديَ له هذين المعطفين؟ فرحتِ الأمُّ بصغيرها سمير وهتفت قائلةً: بل أشجِّعك أن تُهديَهما إليه.. من حقِّ هذا الطفل الفقير أن يشعُرَ بالدِّفءِ مثلنا. فرح سمير بتشجيع أمِّه وأسرع حاملاً المعطفين متجهًا للصَّغير الذي يقف في الشارع كالعصفورِ المبتلِّ، كانت سعادةُ الطفلِ الصغيرِ بلا حدودٍ وهو يأخذ المعطفين من سمير ويدعُو له. عاد سمير أدراجَه لداره وهو يشعر بالدفءِ أكثرَ مِن ذي قبل.. لقد عرف الآن معنى الدفءِ الحقيقيِّ. |
القصة الرابعه النملة المجدة والقائد كان هناك قائداً شجاعاً خاضَ حروباً كثيرة فانتصرَ بها، وظنَّ أنَّ النَّصر حليفُهُ دوماً.. فاستهانَ بعدوه الَّذي كان يُهيِّئُ نفسَهُ لقتالِ قائدٍ محنَّكٍ عُرِفَ بالشَّجاعةِ، واشتُهرَ بالنَّصر. وفي إحدى المرَّات خاض معركةً قاسيةً، فأبطأَ النَّصرُ عليه وتأخَّر، وقُتِل من جنودِهِ أعدادٌ كثيرةٌ، وانسحبَ من المعركةِ يفكِّرُ بتنظيم صفوفِه ثانيةً. وفي أثناءِ الهدنةِ، فكَّرَ طويلاً، ووازنَ بينَ موقفِهِ وموقفِ عدوِّه، فدخلَ إلى نفسِهِ الخوفُ والاضطرابُ، ثم دبَّ اليأسُ القاتِلُ إلى قلبِه.. وقالَ: لقد جاءت النِّهايةُ، وخيرٌ لي ألا أحاولَ مجابَهةَ عدوِّي ثانيةً، لئلا أَرجعَ خائباً مطأطِئ الرَّأسِ إلى بلدي، وقد مَحَتِ الهزيمةُ النَّكراء انتصاراتي القديمةَ، وتاريخيَ المجيد. وبينما هو كذلكَ في يأسهِ وبؤسهِ، وكأنَّ الهموم كلَّها نزلت عليهِ دفعةً واحدةً، استلقى على سريرهِ يريد أن يستريحَ قليلاً، وإذا بهِ يرى نملةً صغيرةً تحملُ حبَّة قمحٍ تصعدُ بها على الجدارِ، تريدُ أن توصِلَها إلى السَّطح، وكانتِ النَّملةُ كلَّما قطعت مسافةً هوت إلى الأرضِ لثقلِ الحبَّة، وضعفِ قوائِمِها، فتأخذُ الحبَّة مرَّةً أخرى، وتحاول الصُّعودَ ثانيةً.. حتَّى تكرَّر منها ذلك. لفتتِ النَّملةُ انتباهَ القائدِ، وأنسَتْهُ نفسَه، فكانَ يراقِبُها باهتمامٍ بالغٍ، ويَعُدُّ عليها محاولاتِها المتكرِّرةَ ويعجبُ من إصرارِها غير المحدودِ من أجلِ الوصولِ إلى هدفِها البسيطِ الحقيرِ.. حتى وصلتْ أخيراً – وبعدَ جهدٍ ومشقَّةٍ – إلى السَّطح، وكانَ القائدُ يَعُدُّ عليها محاولاتِها، فبلغتْ أكثرَ من عشرينَ محاولَةً دونَ أن يعرفَ اليأسُ إلى نفسِها سبيلاً. تعاطفَ القائدُ مع هذه النَّملة، ودهِش من صنيعِها.. لقد تغلَّبت على المصاعبِ في سبيلِ شيءٍ هيَّنٍ.. وانتبهَ لنفسِه وقال: لقد علَّمتني هذه النَّملة درساً عظيماً.. في الجدِّ والمثابرةِ واجتنابِ اليأسِ، فحزمَ أمرَهُ، ووضعَ خطَّةً جديدةً متناسياً أمجادَه الماضيةَ، مفكِّراً في حاضرهِ ومستقبلِه. جمعَ جنودَه وبثَّ فيهم روحَ العزيمةِ وذكَّرهم بمستقبل وطنِهِم وأهلِهِم، وقصَّ عليهَم حكايةَ النَّملةِ الضَّعيفةِ المجدَّةِ، فسرتْ روحُ العزيمةِ والوطنيَّةِ في قلوبِهم، وخاضوا معركةً مظفَّرة. |
سر الجوهرة ------------------------ يحكى أنه في قديم الزمان كان رجل عجوز ، له ثلاثة أبناء ، وكانوا جميعًا يعيشون في حب وسعادة . وفى أحد الأيام مرض الأب ، وازداد الألم عليه حتى اقترب من الموت ، وكان الأبناء الثلاثة يتنافسون في خدمة أبيهم و تمريضه . فطلب الابن الأصغر من إخوته أن يسمحوا له بأخذ أبيه إلى بيته ؛ ليتفرغ لخدمته وتمريضه، رفض الأبناء في البداية ولكنهم وافقوا عندما أخبرهم أخوهم أنه سوف يتنازل لهم عن نصيبه من ميراث أبيه، وأخذ الابن الأصغر أباه إلى منزله، وتعاون الزوجان على رعاية الأب المريض وخدمته حتى مات. وفى إحدى الليالي رأى الابن أباه في المنام ، فأخبره أنه قد خبأ كنزًا في مكان بعيد، وفى الصباح ذهب الابن إلى المكان الذي حدده أبوه ، فوجد صندوقًا صغيرًا مملوءًا بالجواهر والأموال ، أخذ الابن الصندوق ، وذهب إلى إخوته ، فقص عليهم ما حدث، فقالوا له : لقد تنازلت لنا عن نصيبك في ميراث أبيك ، وليس لك حق في هذه الأموال ! وفى الليلة التالية رأى حلمًا مماثلاً ، وعندما عثر على الأموال ذهب بها إلى إخوته ، فأخذوها منه ، وقالوا له كما قالوا من قبل . وعاد الابن إلى بيته حزينًا ، فلما نام رأى أباه في منامه ؛ فأخبره أنه وضع دينارًا في جرة الماء في حقلهم البعيد ، فذهب الابن إلى إخوته ، فلما أخبرهم بما رأى ، أخذوا يسخرون منه، وقالوا له : دينار واحد ؟! .. خذه أنت إن شئت . ذهب الابن إلى الحقل ، فأخذ الدينار وبينما هو في الطريق قابل صيادًا عجوزًا يعرض سمكتين للبيع فاقترب منه وسأله : بكم تبيع هاتين السمكتين ؟! فقال الصياد : لا أريد سوى دينار واحد . فأعطاه الدينار وأخذ السمكتين ، وحينما وصل إلى البيت أعطى السمكتين لزوجته، وطلب منها أن تعدهما للطعام . وما إن شقت الزوجة بطن السمكة الأولى حتى وجدت شيئًا يلمع ، فلما أخرجته ، وجدت جوهرة كبيرة ، ومدت الزوجة يدها بالسكين لتفتح بطن السمكة الأخرى ، فكانت المفاجأة ، لقد وجدت جوهرة ثانية في بطن السمكة الأخرى. وتناقل الناس أخبار تلك الجوهرة الثمينة، فلما علم الملك أمر بإحضارها له ، وكافأ الرجل عليها بأموال كثيرة |
البلبل الصغير في يومٍ ما فُوجئ البُلبُلْ الصغيرُ أنّه قد فَقَد صوتَه فَجأةً ودونَ أن يَعرِفَ ما الذي حَدَث ، فهَرَبَ منه صوتُه وضاع عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً مَهموماً يائساً وأخذ يَبحثُ عن صوتِه الذي ضاع فأخَذ يَبحثُ في البيوت ، والمياه ، والأعشاش ، لكنّه ما وَجَده ، فعادَ مُنكسِراً مُتَحطِّماً لا يَهتمُّ بخُضرَةِ الأشجار ، ولا جَمالِ السنابِل ، ولا بالأزهار وكان حُزنُه يَشتدُّ إذا سَمِع زَقزَقَةَ العصافير وأغاريدَ الطيور المَرِحة فيما مضى كان البُلبُلُ الصغيرُ صَديقاً صَميمياً لجدولِ الماءِ الذي يَمُرّ بالحقل أمّا الآن فإنّ البلبلَ لا يُلامِسُ مياهَ الجدول ولا يَتحدّثُ معهوتَمُرّ الفَراشاتُ الجميلة الزاهيةُ الألوان فلا يُلاطِفُها كما كانَ يَفعلُ مِن قَبل ولا يَلعبُ معها ولقد عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً مُتعَباً ، يَبحثُ عن صوتهِ الدافئ دونَ أن يَعثُر عليهِ في أيِّ مكان وعن طريقِ الإشارات سألَ الكثيرينَ من أصدقائه فلم يَهتَدِ أحدٌ منهم إلى شيء وظل هكذا حتى عادَ إلى الحقل فانطرَحَ في ظِلِّ شجرةِ التُّوتِ الكبيرة أخَذَ البلبلُ الحزينُ يَتذكّرُ أيّامَهُ الماضية ، حينَ كانَ صوتُهُ يَنطلِقُ بتَغريدٍ جميل حُلو ، تأنَسُ له الطيورُ والمياه والزَوارقُ الورَقيةُ السائرةُ على الماء والأعشابُ الراضيةُ المنبسطة وتَفرَحُ له الثِمارُ المُعلّقةُ في الأغصان أما الآن فقد ضاعَ منه فَجأةً كلُّ شيء رَفَع البلبلُ الصغيرُ رأسَهُ إلى السماءِ الوسيعةِ الزرقاء ، وأخَذَ يتَطَلّعُ إلى فَوق بتضرُّعٍ وحُزن : يا إلهي كيفَ يُمكنُ أن يَحدُثَ هذا بكلِّ هذهِ السُهولة ؟! ساعِدْني يا إلهي ، فمَن لي غَيرُك يُعيدُ لي صَوتيَ الضائع حينَ كانَ البلبلُ الصغيرُ يَنظُرُ إلى السماء ، أبصَرَ - في نُقطة بَعيدة - حَمامةً صَغيرةً تَحمِلُ فوقَ ظهرِها حَمامةً جَريحة وقد بَدَت الحمامةُ الصغيرةُ مُتعَبة ومُنهَكة ، وهي تَنوءُ بهذا الحمل ، لكنّ الحمامةَ الصغيرةَ كانت مع ذلك شُجاعةً وصابرة انتَبَه البلبلُ الحزينُ إلى هذا المنظر ، فأخذَ يُتابِعُه ، وقلبُه يَدُقُّ خوفاً على الحمامةِ الصغيرةِ من السُقوط ، مع أنّها كانت تَطيرُ بشَجاعةٍ وإرادةٍ قويّة وعندما وَصَلَت الحمامةُ الصغيرة إلى نُقطةٍ قريبةٍ من شجرة التُوت بَدأت الحمامةُ الجريحةُ تَميلُ عنها بالتدريج ، فأخَذَ قلبُ البُلبل يَدُقّ ويَدُقّ لقد امتلأ قلبُهُ بالرِقَّةِ والخوفِ على هذهِ الحمامةِ الضعيفةِ التي تكادُ تَسقُطُ من الأعالي على الأرض ولمّا كادَت الحمامةُ الجريحةُ أن تَهوي كانَ البلبلُ الصغيرُ قد رَكّزَ كلَّ ما في داخِله مِن عواطفِ الرحمةِ والمَحبّةِ وهو يُتابِعُ المنظر فلم يَتمالَكِ البلبلُ الصغيرُ نفسَهُ فإذا هو يَصيحُ بقوّة : انتَبِهي انتَبِهي أيّتها الحمامةُ الصغيرة الحمامةُ الجريحةُ تكادُ تَسقُطُ عن ظهرِك سَمِعَتِ الحمامةُ صِياحَ البلبل فانتَبَهت وأخَذَت تُعَدِّلُ مِن جَناحَيها ، حتّى استعادَتِ الحمامةُ الجريحةُ وضَعَها السابق فشكرَتْه مِن قلبها ومضَت تَطيرُ وهي تُحَيِّيهِ بمِنقارِها توقّفَ البلبل وبَدأ يُفكِّر لم يُصدِّقْ في البداية لم يُصدِّقْ أنّ صوتَهُ قد عادَ إلَيه لكنّه تأكّدَ مِن ذلك لمّا حاوَلَ مرةً ثانية فانطلَقَ فَرِحاً يُغرِّدُ فوقَ الشجرة رافعاً رأسَهُ إلى السماءِ الزَرقاء وقد كانَ تَغريدُه هذهِ المرّة أُنشودَة شُكرٍ لله على هذهِ النِعمةِ الكبيرة |
الرائع صهيب لا أملك من الحروف ما أحيكه ثوبًا من الكلمات كي تليقَ بعمق تقديري لكَ على مواضيعك الهادفة والمتنوعة وشخصك النقي فقط أقول ظل كما أنتَ بكَ ومن خلالك منتدانا يرقى لكَ الياسمين |
الساعة الآن 03:27 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.