منتديات بنات فلسطين - اســــــم الوردة

_ أمبرتو إيكو _ إيطاليا
=========================

https://scontent-b.xx.fbcdn.net/hpho...bd&oe=54B3145A

" كانت الوردة اسماً ،ونحن لا نمسك إلا الأسماء ".
بهذه العبارة الغامضة التي لا تفسّر شيئاً يختتم " أمبرتو إيكو" عالم السيميولوجيا وأبرز دارسي الأدب والفن في العالم روايته الفريدة الرائعة "اسم الوردة".
العنوان الغامض والمحيِّر مفتاح لأجواء الرواية .
ولو اعتمد الكاتب العنوان السابق المفترض لها :" دير الجرائم" لوَّجه القارئ بشكل مخادع إلى الناحية البوليسية في الرواية،
و أبخس حق النواحي الأخرى التي لا تحصى ضمنها.
الفلسفة ، التاريخ، الدين، الإيمان والشك، الخطيئــــــة ، الحب ،العنف ... كيف يمكن لرواية أن تتسع لكل تلك المواضيع ؟؟ لا بد أن تكون "متاهة" لا رواية .
" متاهة إيكو" عنوان آخر يبدو مناسباً أيضاً.
داخل أسوار دير قروسطي في عام 1327م تقع سلسلة جرائم يذهب ضحيتها رهبان الدير أو زواره واحد تلو آخر.
يصل الراهب الفرنسيسكاني المحنّك (دا باسكارفيل) و تابعه (ادسو) الراهب البندكتي المبتدئ إلى الدير للتحقيق في هذه الجرائم .
قبل أن يدخلا إلى الدير يعطينا (ادسو) وهو راوي الأحداث لمحة عن الوضع المأساوي العام للكنيسة في ذلك الوقت .
ففي مطلع القرن الرابع عشر حوّل البابا كليمانتي الخامس مقر الكرسي الباباوي إلى أفينيون تاركاً روما فريسة لأطماع أسيادها المحليين، فتحولت مدينة المسيحية المقدسة تدريجياً إلى سيرك أو إلى ماخور ، تجوبها جماعات مسلّحة و ترزح تحت وطأة العنف والنهب .
تخلّص الكهنة من السلطة الأمبراطورية فأصبحوا قادة المتمردين،شاهرين السيوف باسم الدين مرتكبين ما شاؤوا من الرذائل .
كرسيان باباويان، وامبراطوران ، وأمراء حرب ،جهل وفقر وفوضى تعمّ أوروبا .
ولكن الرواية تبدأ من الدير ،الذي أصبح بحركة أدبية فائقة الروعة صورة مصغّرة لقارة عجوز تترنح .
بهدوء و خبث و معرفة واسعة يصل (باسكارفيل) خلال أيامه السبع في هذا الدير إلى حقيقة مقتل الرهبان .
وبذات الوقت إلى حقائق عدة تمس جوهر الدين وقد دخل نفقه المظلم.
يلاحظ التابع أن سيّده في كثير من الأوقات لم يكن يعلم عما يبحث .. فيجيبه الأخير :
إذاً علينا متابعة البحث .. و هو سيقودنا إلى مكان ما .
داخل أروقة الدير المعتمة و متاهته السحرية، حيث الضحك ممنوع و الفكر ممنوع ،و الحب أيضاً ، سيقضي القارئ جولة لا تنسى .

تقديم: جان مصري