!~ آخـر مواضيع المنتدى ~!
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   منتديات بنات فلسطين > ★☀二【« الاقـسـام الـعـامـه »】二☀★ > التنمية البشرية والذاتية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-2014   #11


الصورة الرمزية زهايمر
زهايمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1615
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 07-09-2016 (01:18 AM)
 المشاركات : 8,354 [ + ]
 التقييم :  418
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



وجهة نظر ..
البطل يتجاوز القدرة على تطوير مهاراته .. إلى القدرة على تطوير مهارات الناس ..
وربما تغييرها !!


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2014   #12


الصورة الرمزية زهايمر
زهايمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1615
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 07-09-2016 (01:18 AM)
 المشاركات : 8,354 [ + ]
 التقييم :  418
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



6 . كن متميزًا ..

لماذا يتحاور اثنان في مجلس فينتهي حوارهما بخصومة .. بينما يتحاور آخران وينتهي الحوار بأنس ورضا ..
إنها مهارات الحوار ..
لماذا يخطب اثنان الخطبة نفسها بألفاظها نفسها .. فترى الحاضرين عند الأول ما بين متثائب ونائم .. أو عابث بسجاد المسجد ..
أو مغير لجلسته مراراً ..
بينما الحاضرون عند الثاني منشدون متفاعلون .. لا تكاد ترمش لهم عين أو يغفل لهم قلب ..
إنها مهارات الإلقاء ..

لماذا إذا تحدث فلان في المجلس أنصت له السامعون .. ورموا إليه أبصارهم ..
بينما إذا تحدث آخر انشغل الجالسون بالأحاديث الجانبية .. أو قراءة الرسائل من هواتفهم المحمولة ..
إنها مهارات الكلام ..

لماذا إذا مشى مدرس في ممرات مدرسته رأيت الطلاب حوله .. هذا يصافحه .. وذاك يستشيره .. وثالث يعرض عليه مشكلة ..
ولو جلس في مكتبه وسمح للطلاب بالدخول لامتلأت غرفته في لحظات .. الكل يحب مجالسته ..
بينما مدرس آخر .. أو مدرسون .. يمشي أحدهم في مدرسته وحده .. ويخرج من مسجد المدرسة وحده .. فلا طالب يقترب مبتهجاً مصافحاً ..
أو شاكياً مستشيراً .. ولو فتح مكتبه من طلوع الشمس إلى غروبها .. وآناء الليل وأطراف النهار ..
لما اقترب منه أحد أو رغب في مجالسته .. لماذا ؟!!
إنها مهارات التعامل مع الناس ..

لماذا إذا دخل شخص إلى مجلس عام هش الناس في وجهه وبشوا .. وفرحوا بلقائه .. وود كل واحد لو يجلس بجانبه ..
بينما يدخل آخر .. فيصافحونه مصافحة باردة - عادة أو مجاملة – ثم يتلفت يبحث له عن مكان
فلا يكاد أحد يوسع له أو يدعوه للجلوس إلى جانبه .. لماذا ؟!!
إنها مهارات جذب القلوب والتأثير في الناس ..

لماذا يدخل أب إلى بيته فيهش أولاده له .. ويقبلون إليه فرحين ..
بينما يدخل الثاني على أولاده .. فلا يلتفتون إليه ..
إنها مهارات التعامل مع الأبناء ..
قل مثل ذلك في المسجد .. وفي الأعراس .. وغيرها ..

يختلف الناس بقدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الآخرين .. وبالتالي يختلف الآخرون في طريقة الاحتفاء بهم أو معاملتهم ..
والتأثير في الناس وكسب محبتهم أسهل مما تتصور ..!
لا أبالغ في ذلك فقد جربته مراراً .. فوجدت أن قلوب أكثر الناس يمكن صيدها بطرق ومهارات سهلة ..

بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها ..
والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا .. وإن لم نشعر ..

أتولى منذ ثلاث عشرة سنة الإمامة والخطابة في جامع الكلية الأمنية ..

كان طريقي إلى المسجد يمر ببوابة يقف عندها حارس أمن يتولى فتحها وإغلاقها ..
كنت أحرص إذا مررت به أن أمارس معه مهارة الابتسامة .. فأشير بيدي مسلماً مبتسماً ابتسامة واضحة ..
وبعد الصلاة أركب سيارتي راجعاً للبيت ..
وفي الغالب يكون هاتفي المحمول مليئاً باتصالات ورسائل مكتوبة وردت أثناء الصلاة ..
فأكون مشغولاً بقراءة الرسائل فيفتح الحارس البوابة وأغفل عن التبسم ..

حتى تفاجأت به يوماً يوقفني وأنا خارج ويقول : يا شيخ ..! أنت زعلان مني ؟!
قلت : لماذا ؟
قال : لأنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان .. أما وأنت خارج فتكون غير مبتسم ولا فرحان !!
وكان رجلاً بسيطاً .. فبدأ المسكين يقسم لي أنه يحبني ويفرح برؤيتي ..
فاعتذرت منه وبينت له سبب انشغالي ..
ثم انتبهت فعلاً إلى أن هذه المهارات مع تعودنا عليها تصبح من طبعنا .. يلاحظها الناس إذا غفلنا عنها ..


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2014   #13


الصورة الرمزية زهايمر
زهايمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1615
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 07-09-2016 (01:18 AM)
 المشاركات : 8,354 [ + ]
 التقييم :  418
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



إضاءة ..
لا تكسب المال وتفقد الناس .. فإن كسب
الناس طريق لكسب المال ..


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2014   #14


الصورة الرمزية زهايمر
زهايمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1615
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 07-09-2016 (01:18 AM)
 المشاركات : 8,354 [ + ]
 التقييم :  418
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



7 . أي الناس أحبُّ إليك ؟

تكون أقوى الناس قدرة على استعمال مهارات التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملاً رائعاً

يجعله يشعر أنه أحب الناس إليك ..
فتتعامل مع أمك تعاملاً رائعاً مشبعاً بالتفاعل والأنس والاحتفاء

إلى درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقي لم يلقه أحد منك قبلها ..
وقل مثل ذلك عند تعاملك مع أبيك .. مع زوجتك .. أولادك .. زملائك ..
بل قل مثله عند تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة .. كبائع في دكان .. أو عامل في محطة وقود ..
كل هؤلاء تستطيع أن تجعلهم يجمعون على أنك أحب الناس إليهم
إذا أشعرتهم أنهم أحب الناس إليك ..

وقد كان (صلى الله عليه وسلم) قدوة في ذلك ..
إذ أن من تتبع سيرته .. وجد أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية ..
فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة .. حتى يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه ..
وبالتالي يكون هو أيضاً (صلى الله عليه وسلم) أحب الناس إليهم .. لأنه أشعرهم بمحبته ..

كان عمرو بن العاص (رضي الله عنه) داهية من دهاة العرب .. حكمة وفطنة وذكاءً ..
فأدهى العرب أربعة .. عمرو واحد منهم ..

أسلم عمرو وكان رأساً في قومه ..
فكان إذا لقي النبي (صلى الله عليه وسلم) في طريق رأى البشاشة والبشر والمؤانسة ..
وإذا دخل مجلساً فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) رأى الاحتفاء والسعادة بمقدمه ..
وإذا دعاه النبي (صلى الله عليه وسلم) .. ناداه بأحب الأسماء إليه ..
شعر عمرو بهذا التعامل الراقي .. ودوام الاهتمام والتبسم أنه أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ..

فأراد أن يقطع الشك باليقين .. فأقبل يوماً إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وجلس إليه .. ثم قال :
يا رسول الله .. أي الناس أحب إليك ؟
فقال (صلى الله عليه وسلم) : عائشة ..
قال عمرو : لا .. من الرجال يا رسول الله ؟ لست أسألك عن أهلك ..
فقال (صلى الله عليه وسلم) : أبوها ..
قال عمرو : ثم من ؟
قال : ثم عمر بن الخطاب ..
قال : ثم أي .. فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يعدد رجالاً .. يقول : فلان .. ثم فلان ..
بحسب سبقهم إلى الإسلام .. وتضحيتهم من أجله ..
قال عمرو : فسكتّ مخافة أن يجعلني في آخرهم ..

فانظر كيف استطاع (صلى الله عليه وسلم) أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلاقية مارسها معه ..
بل كان عليه الصلاة والسلام ينزل الناس منازلهم ..
وقد يترك أشغاله لأجلهم .. لإشعارهم بمحبته لهم وقدرهم عنده ..
لما توسع (صلى الله عليه وسلم) بالفتوحات وبدأ ينتشر الإسلام ..
جعل (صلى الله عليه وسلم) يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى الإسلام .. وربما احتاج الأمر أن يرسل جيشاً ..

وكان عدي بن حاتم الطائي .. ملكاً ابن ملك ..
فوقع بين قبيلته " طي " وبين المسلمين حرب ..
وكان عدي قد هرب من الحرب فلم يشهدها .. واحتمى بالروم في الشام ..
وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء ..
كانت هزيمة طيء سهلة .. فلا ملك يقود .. ولا جيش مرتب ..
وكان المسلمون في حروبهم .. يحسنون إلى الناس .. ويعطفون وهم في قتال ..
كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين .. وإظهار قوة المسلمين لهم ..
أسر المسلمون بعض قوم عدي .. وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم ..

مضوا بالأسرى إلى المدينة .. حيث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ..
وأخبروا النبي (صلى الله عليه وسلم) بفرار عدي إلى الشام ..
فعجب (صلى الله عليه وسلم) من فراره !! كيف يفر من الدين ؟ كيف يترك قومه ؟
ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل ..
لم يطب المقام لعدي في ديار الروم .. فاضطر للرجوع لديار العرب ..
ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي (صلى الله عليه وسلم) ومصالحته .. أو التفاهم على شيء يرضيهما .. ([1]) ..

يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة :
ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) مني ..
وكنت على دين النصرانية ..
وكنت ملكاً في قومي لما كان يصنع بي .
فلما سمعت برسول الله (صلى الله عليه وسلم) كرهته كراهية شديدة ..
فخرجت حتى قدمت الروم على قيصر ..
قال : فكرهت مكاني ذلك ..
فقلت : والله لو أتيت هذا الرجل .. فإن كان كاذباً لم يضرني ..
وإن كان صادقاً علمت ..

فقدمت فأتيته .. فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون : هذا عدي بن حاتم .. هذا عدي بن حاتم ..
فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المسجد
فقال لي : عدي بن حاتم ؟
قلت : عدي بن حاتم ..
فرح النبي (صلى الله عليه وسلم) بمقدمه .. واحتفى به ..
مع أن عدياً محارب للمسلمين وفارٌ من الحرب .. ومبغض للإسلام .. ولاجئٌ إلى النصارى ..
ومع ذلك لقيه (صلى الله عليه وسلم) بالبشاشة والبشر .. وأخذ بيده يسوقه معه إلى بيته ..
عدي وهو يمشي بجانب النبي (صلى الله عليه وسلم) يرى أن الرأسين متساويان ..!!
فمحمد (صلى الله عليه وسلم) ملك على المدينة وما حولها .. وعدي ملك على جبال طي وما حولها ..
ومحمد (صلى الله عليه وسلم) على دين سماوي " الإسلام " .. وعدي على دين سماوي " النصرانية " ..
ومحمد (صلى الله عليه وسلم) عنده كتاب منزل " القرآن " .. وعدي عنده كتاب منزل " الإنجيل " ..
كان عدي يشعر أنه لا فرق بينهما إلا في القوة والجيش ..

في أثناء الطريق وقعت ثلاثة مواقف :
بينما هما يمشيان إذا بامرأة قد وقفت في وسط الطريق فجعلت
تصيح : يا رسول الله .. لي إليك حاجة ..
فانتزع النبي (صلى الله عليه وسلم) يده من يد عدي ومضى إليها .. وجعل يستمع إلى حاجتها ..
عدي بن حاتم .. الذي قد عرف الملوك والوزراء جعل ينظر إلى هذا المشهد ..
ويقارن تعامل النبي (صلى الله عليه وسلم) مع الناس بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة ..
فتأمل طويلاً ثم قال : والله ما هذه بأخلاق الملوك .. هذه أخلاق الأنبيااااااء ..

وانتهت المرأة من حاجتها .. فعاد النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى عدي .. ومضيا يمشيان ..
فبينما هما كذلك .. فإذا برجل يقبل على النبي (صلى الله عليه وسلم) ..
فماذا قال الرجل ؟
هل قال : يا رسول الله عندي أموال زائدة أبحث لها عن فقير ؟!
أم قال : حصدت أرضي وزاد عندي الثمر .. فماذا أفعل به ؟
يا ليته قال شيئاً من ذلك .. لعل عدياً إذا سمعه يشعر بغنى المسلمين وكثرة أموالهم ..
قال الرجل : يا رسول الله .. أشكو إليك الفاقة والفقر ..
ما يكاد هذا الرجل يجد طعاماً يسد به جوعة أولاده ..
ومن حوله من المسلمين يعيشون على الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به ..
قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع .. فأجابه النبي (صلى الله عليه وسلم) بكلمات ومضى ..
فلما مشيا خطوات .. أقبل رجل آخر .. قال : يا رسول الله أشكو إليك قطع الطريق !!
يعني أننا يا رسول الله لكثرة أعدائنا حولنا لا نأمن أن نخرج عن بنيان المدينة
لكثرة من يعترضنا من كفار أو لصوص ..
أجابه النبي (صلى الله عليه وسلم) بكلمات ومضى ..

جعل عدي يقلب الأمر في نفسه .. هو في عز وشرف في قومه .. وليس له أعداء يتربصون به ..
فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله في ضعف ومسكنة .. وفقر وحاجة ..
وصلا إلى بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) .. فدخلا ..
فإذا وسادة واحدة فدفعها النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى عدي إكراماً له ..
وقال : خذ هذه فاجلس عليها ..
فدفعها عدي إليه قال : بل اجلس عليها أنت ..
فقال (صلى الله عليه وسلم) : بل أنت .. حتى استقرت عند عدي فجلس عليها ..

عندها .. بدأ النبي (صلى الله عليه وسلم) يحطم الحواجز بين عدي والإسلام ..
يا عدي أسلم .. تسلم .. أسلم تسلم .. أسلم تسلم ..
قال عدي : إني على دين ..
فقال (صلى الله عليه وسلم) : أنا أعلم بدينك منك ..
قال : أنت تعلم بديني مني ؟
قال : نعم .. ألست من الركوسية ..
والركوسية ديانة نصرانية مشرّبة بشيء من المجوسية ..
فمن مهارته (صلى الله عليه وسلم) في الإقناع أنه لم يقل ألست نصرانياً ..
وإنما تجاوز هذه المعلومة إلى معلومة أدق منها فأخبره بمذهبه في النصرانية تحديداً ..
كما لو لقيك شخص في أحد بلاد أوروبا وقال لك : لماذا لا تتنصر ؟
فقلت : إني على دين ..
فلم يقل لك : ألست مسلماً .. ولم يقل : ألست سنُيّاً ..
وإنما قال : ألست شافعياً .. أو حنبلياً ..
عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك ..

فهذا الذي فعله المعلم الأول (صلى الله عليه وسلم) مع عدي ..
قال : ألست من الركوسية ..
فقال عدي : بلى ..
فقال (صلى الله عليه وسلم) : فإنك إذا غزوت مع قومك تأكل فيهم المرباع ؟ ([2])
قال : بلى ..
فقال (صلى الله عليه وسلم) : فإن هذا لا يحل لك في دينك ..
فتضعضع لها عدي .. وقال : نعم ..

فقال (صلى الله عليه وسلم) : أما إني أعلم الذي يمنعك من الإسلام ..
أنك تقول : إنما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة لهم ..
وقد رمتهم العرب ..
يا عدي .. أتعرف الحيرة ؟ ([3])
قلت : لم أرها وقد سمعت بها ..
قال : فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد ..
أي سيقوى الإسلام إلى درجة أن المرأة المسلمة الحاجة
تخرج من الحيرة حتى تصل إلى مكة ليس معها إلا محرم ..
من غير أحد يحميها .. وتمر على مئات القبائل فلا يجرؤ أحد أن يعتدي عليها أو يسلبها مالها ..
لأن المسلمين صار لهم قوة وهيبة .. إلى درجة أن أحداً لا يجرؤ على التعرض لمسلم خوفاً من انتصار المسلمين له ..


فلما سمع عدي ذلك .. جعل يتصور المنظر في ذهنه .. امرأة تخرج من العراق حتى تصل إلى مكة ..
معنى ذلك أنها ستمر بشمال الجزيرة .. يعني ستمر بجبال طي .. ديار قومه ..
فتعجب عدي وقال في نفسه : فأين عنها ذُعّار طي الذين سعروا البلاد !!
ثم قال (صلى الله عليه وسلم) : وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ..
قال : كنوز ابن هرمز ؟
قال : نعم كسرى بن هرمز .. ولتنفقن أمواله في سبيل الله ..
قال (صلى الله عليه وسلم) : ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملء كفه من ذهب أوفضة
يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه ..
يعني من كثرة المال يخرج الغني يطوف بصدقته لا يجد فقيراً يعطيه إياها ..

ثم بدأ (صلى الله عليه وسلم) يعظ عدياً ويذكره بالآخرة .. فقال :
وليلقين اللهَ أحدُكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان ،
فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم " ..
سكت عدي متفكراً ..
ففاجأه (صلى الله عليه وسلم) قائلاً :
يا عدي .. فما يفرك أن تقول لا إله إلا الله ؟.. أو تعلم من إله أعظم من الله ؟!
قال عدي : فإني حنيف مسلم .. أشهد أن لا إله إلا الله ..
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
فتهلل وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) فرحاً مستبشراً ..

قال عدي بن حاتم :
فهذه الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار ..
ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى ..
والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد قالها " .. ([4])

فتأمل كيف كان هذا الأنس منه (صلى الله عليه وسلم) لعدي .. وهذا الاحتفاء الذي قابله به ..
حتى شعر به عدي .. تأمل كيف كان كل ذلك جاذباً لعدي للدخول في الإسلام ..
فلو مارسنا هذا الحب مع الناس .. مهما كانوا .. لملكنا قلوبهم ..


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2014   #15


الصورة الرمزية زهايمر
زهايمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1615
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 07-09-2016 (01:18 AM)
 المشاركات : 8,354 [ + ]
 التقييم :  418
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



فكرة ..
بالرفق واستعمال مهارات التعامل والإقناع ..
نستطيع أن نحقق ما نريد ..


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2014   #16


الصورة الرمزية زهايمر
زهايمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1615
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 07-09-2016 (01:18 AM)
 المشاركات : 8,354 [ + ]
 التقييم :  418
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



8 . استمتع بالمهــارات ..

المهارات متعة حسية ، لا أعني بها الأجر الأخروي فقط ، لا وإنما هي متعة وفرح تشعر به حقيقة ..
فاستمتع بها ، ومارسها مع جميع الناس ، كبيرهم وصغيرهم ، غنيهم وفقيرهم ، قريبهم وبعيدهم ..
كلهم .. مارس معهم هذه المهارات ..
إما لاتقاء أذاهم ..
أو لكسب محبتهم ..
أو لإصلاحهم .. نعم إصلاحهم ..

كان علي بن الجهم شاعراً فصيحاً .. لكنه كان أعرابياً جلفاً لا يعرف من الحياة إلا ما يراه في الصحراء ..
وكان المتوكل خليفة متمكناً .. يُغدى عليه ويراح بما يشتهي ..
دخل علي بن الجهم بغداد يوماً فقيل له : إن من مدح الخليفة حظي عنده ولقي منه الأعطيات ..
فاستبشر علي ويمم جهة قصر الخلافة ..
دخل على المتوكل .. فرأى الشعراء ينشدون ويربحون ..
والمتوكل هو المتوكل .. سطوة وهيبة وجبروت ..
فانطلق مادحاً الخليفة بقصيدة مطلعها :

يا أيها الخليفة ..
أنت كالكلب في حفاظك للود .. وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمتك دلواً .. من كبار الدلاْ كثير الذنوب

ومضى يضرب للخليفة الأمثلة بالتيس والعنز والبئر والتراب ..
فثار الخليفة .. وانتفض الحراس .. واستل السياف سيفه ..وفرش النطع .. وتجهز للقتل ..
فأدرك الخليفة أن علي بن الجهم قد غلبت عليه طبيعته .. فأراد أن يغيرها ..
فأمر به فأسكنوه في قصر منيف .. تغدو عليه أجمل الجواري وتروح يما يلذ ويطيب ..
ذاق علي بن الجهم النعمة .. واتكأ على الأرائك .. وجالس أرق الشعراء .. وأغزل الأدباء ..

ومكث على هذا الحال سبعة أشهر ..
ثم جلس الخليفة مجلس سمر ليلة .. فتذكر علي بن الجهم ..
فسأل عنه ، فدعوه له .. فلما مثل بين يديه ..

قال : أنشدني يا علي بن الجهم ..
فانطلق منشداً قصيدة مطلعها :
عيون المها بين الرصافة والجسر .. جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن .. سلوت ولكن زدن جمراً على جمر
ومضى يحرك المشاعر بأرق الكلمات ..
ثم شرع يصف الخليفة بالشمس والنجم والسيف ..

فانظر كيف استطاع الخليفة أن يغير طباع ابن الجهم ..
ونحن كم ضايقتنا طباع لأولادنا أو أصدقائنا فسعينا لتغييرها .. فغيرناها ..
فمن باب أولى أن تقدر أنت على تغيير طباعك ..

فتقلب العبوس تبسماً .. والغضب حلماً .. والبخل كرماً ..

وهذا ليس صعباً .. لكنه يحتاج إلى عزيمة ومراس .. فكن بطلاً ..
ومن نظر في سيرة محمد(صلى الله عليه وسلم) وجد أنه كان يتعامل مع الناس بقدرات أخلاقية ، ملك بها قلوبهم ..

ولم يكن (صلى الله عليه وسلم) يتصنع هذه الأخلاق أمام الناس ..
فإذا خلا بأهل بيته .. انقلب حلمه غضباً .. ولينه غلظاً ..
لا .. ما كان بساماً مع الناس عبوساً مع أهل بيته ..
ولا كريماً مع الخلق إلا مع ولده وزوجه ..
لا .. بل كانت أخلاقه سجية .. يتعبد لله تعالى بها .. كما يتعبد بصلاة الضحى وقيام الليل ..
يحتسب ابتسامته قربة .. ورفقَه عبادة .. وعفوَه ولينَه حسنات ..

إن من اعتبر حسن الخلق عبادة .. تحلى بها في جميع أحواله .. في سلمه وحربه .. وجوعه وشبعه .. وصحته ومرضه .. بل وفرحه وحزنه ..
نعم .. كم من الزوجات تسمع عن أخلاق زوجها.. وسعة صدره .. وابتسامته وكرمه ..
ولكنها لم تر من ذلك شيئاً ..
فهو في بيته سيئَ الخلق .. ضيقَ الصدر .. عابسَ الوجه .. صخاباً لعاناً .. بخيلاً ومناناً ..
أما هو (صلى الله عليه وسلم) فهو الذي قال : ( خيركم خيرُكم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) ([1]) ..

وانظر كيف كان يتعامل مع أهله ..
قال الأسود بن يزيد : سألت عائشة (رضي الله عنها) : ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصنع في بيته ؟
فقالت : يكون في مهنة أهله .. فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج للصلاة ..

وقل مثل ذلك مع الوالدين .. فكم هم أولئك الذين نسمع عن حسن أخلاقهم ..
وكرمهم وتبسمهم .. وجميل معاشرتهم للآخرين ..

أما مع أقرب الناس إليهم .. وأعظم الناس حقاً عليهم .. مع الوالدين فجفاء وهجر ..
نعم .. خيركم خيركم لأهله .. لوالديه .. لزوجه .. لخدمه ..

بل ولأطفاله ..
في يوم مليء بالمشاعر .. يجلس أبو ليلى (رضي الله عنه) عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ..

فيأتي الحسن أو الحسين يمشي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ..

فيأخذه (صلى الله عليه وسلم) .. فيقعده على بطنه .. فبال الصغير على بطن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ..
قال أبو ليلى : حتى رأيت بوله على بطن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أساريع ..
قال : فوثبنا إليه .. فقال (صلى الله عليه وسلم) : دعوا ابني .. لا تفزعوا ابني ..
فلما فرغ الصغير من بوله .. دعا (صلى الله عليه وسلم) بماء فصبه عليه .. ([2])
فلله دره كيف تروضت نفسه على هذه الأخلاق ..
فلا عجب إذن أن يملك قلوب الصغار والكبار ..


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2014   #17


الصورة الرمزية زهايمر
زهايمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1615
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 07-09-2016 (01:18 AM)
 المشاركات : 8,354 [ + ]
 التقييم :  418
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



رأي ..
بدل أن تسب الظلام .. حاول اصلاح المصباح


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2014   #18


الصورة الرمزية زهايمر
زهايمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1615
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 07-09-2016 (01:18 AM)
 المشاركات : 8,354 [ + ]
 التقييم :  418
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



9 . مع الفقــراء ..


عدد من الناس اليوم أخلاقهم تجارية ..
فالغني فقط هو الذي تكون نكته طريفة فيضحكون عند سماعها .. وأخطاؤه صغيرة .. فيتغاضون عنها ..
أما الفقراء فنكتهم ثقيلة .. يسخر بهم عند سماعها ..
وأخطاؤهم جسيمة .. يصرخ بهم عند وقوعها ..
أما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان عطفه على الغني والفقير سواء ..




قال أنس (رضي الله عنه) :
كان رجل من أهل البادية اسمه زاهر بن حرام ..
وكان ربما جاء المدينة في حاجة فيهدي للنبي (صلى الله عليه وسلم) من البادية شيئاً من إقط أو سمن ..
فيُجهزه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أراد أن يخرج إلى أهله بشيء من تمر ونحوه ..
وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحبه ..
وكان يقول : ( إن زاهراً باديتنا .. ونحن حاضروه )..
وكان زاهراً دميماً ..




خرج زاهر (رضي الله عنه)يوماً من باديته .. فأتى بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. فلم يجده ..
وكان معه متاع فذهب به إلى السوق ..
فلما علم به النبي (صلى الله عليه وسلم) مضى إلى السوق يبحث عنه ..
فأتاه فإذا هو يبيع متاعه .. والعرق يتصبب منه .. وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها ..


فاحتضنه (صلى الله عليه وسلم) من ورائه ، وزاهر لا يُبصره .. ولا يدري من أمسكه ..
ففزع زاهر وقال : أرسلني .. من هذا ؟ ..
فسكت النبي عليه الصلاة والسلام ..
فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ..
وجعل يلتفت وراءه .. فرأى النبي (صلى الله عليه وسلم) ..


فاطمأنت نفسه .. وسكن فزعه ..
وصار يُلصق ظهره بصدر النبي (صلى الله عليه وسلم) .. حين عرفه ..


فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يمازح زاهراً .. ويصيح بالناس يقول :من يشتري العبد ؟ .. من يشتري العبد ؟ ..
فنظر زاهر في حاله .. فإذا هو فقير كسير .. لا مال .. ولا جمال ..
فقال : إذاً والله تجدني كاسداً يا رسول الله ..
فقال (صلى الله عليه وسلم) : لكن عند الله لست بكاسد .. أنت عند الله غال ..
فلا عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به (صلى الله عليه وسلم) وهو يملكهم بهذه الأخلاق ..


كثير من الفقراء ..
قد لا يعيب على الأغنياء البخل عليه بالمال والطعام ..
لكنه يجد عليهم بخلهم باللطف وحسن المعاشرة ..
وكم من فقير تبسمت في وجهه .. وأشعرته بقيمته واحترامه .. فرفع في ظلمة الليل يداً داعية .. يستنزل بها لك الرحمات من السماء ..
ورب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لا يؤبه له .. لو أقسم على الله لأبره ..
فكن دائم البشر مع هؤلاء الضعفاء ..


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2014   #19


الصورة الرمزية زهايمر
زهايمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1615
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 07-09-2016 (01:18 AM)
 المشاركات : 8,354 [ + ]
 التقييم :  418
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



إشارة ..
لعل ابتسامة في وجه فقير .. ترفعك عند الله درجات ..


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2014   #20


الصورة الرمزية زهايمر
زهايمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1615
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : 07-09-2016 (01:18 AM)
 المشاركات : 8,354 [ + ]
 التقييم :  418
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



10 . النسـاء ..


كان جدي يستشهد بمثل قديم : " من غاب عن عنزه جابت تيس " ..
بمعنى أن من لم تجد عنده زوجته .. ما يشبع عاطفتها .. ويروي نفسها ..


فقد تحدثها نفسها بالاستجابة لغيره .. ممن يملك معسول الكلام ..
وليس مقصودهم بهذا المثل تشبيه الرجل والمرأة بالتيس والعنز .. معاذ الله ..
المرأة شقيقة الرجل .. ولئن كان الله قد وهب الرجل جسماً قوياً .. فقد وهبها عاطفة قوية ..
وكم رأينا سلاطين الرجال وشجعانهم تخور قواهم عند قوة عاطفة امرأة ..


ومن مهارات التعامل مع المرأة أن تعرف المفتاح الذي تؤثر من خلاله فيها .. العاطفة .. تقاتلها بسلاحها ..
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يوصيك بالإحسان إلى المرأة .. واحترام عاطفتها .. لأجل أن تسعد معها ..
وأوصى الأب بالإحسان إلى بناته .. فقال : ( من عال جاريتين حتى تبلغا .. جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) .. ([1])
وأوصى بها أولادها فقال فإنه لما سأله رجل فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال : أمك .. ثم أمك .. ثم أمك .. ثم أبوك .. ([2])
بل أوصى (صلى الله عليه وسلم) بالمرأة زوجها .. وذمّ من غاضب زوجته أو أساء إليها ..
وانظر إليه (صلى الله عليه وسلم) وقد قام في حجة الوداع .. فإذا بين يديه مائةُ ألف حاج ..
فيهم الأسود والأبيض .. والكبير والصغير .. والغني والفقير ..
صاح (صلى الله عليه وسلم) بهؤلاء جميعاً وقال لهم :
ألا واستوصوا بالنساء خيراً .. ألا واستوصوا بالنساء خيراً .. ([3])
وفي يوم من الأيام أطاف بأزواج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نساء كثير يشتكين أزواجهن ..
فلما علم النبي (صلى الله عليه وسلم) بذلك .. قام .. وقال للناس :
لقد طاف بآل محمد (صلى الله عليه وسلم) نساء كثير يشتكين أزواجهن .. ليس أولائك بخياركم .. ([4])


وقال (صلى الله عليه وسلم) :
( خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) .. ([5])
بل .. قد بلغ من إكرام الدين للمرأة .. أنها كانت تقوم الحروب ..
وتسحق الجماجم .. وتتطاير الرؤوس .. لأجل عرض امرأة واحدة ..
كان اليهود يساكنون المسلمين في المدينة ..
وكان يغيظهم نزولُ الأمر بالحجاب .. وتسترُ المسلمات .. ويحاولون أن يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات .. فما استطاعوا ..


وفي أحد الأيام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع ..
وكانت عفيفة متسترة .. فجلست إلى صائغ هناك منهم ..
فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها .. وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها ..


أو لمسِها والعبثِ بها .. كما كانوا يفعلون ذلك قبل إكرامها بالإسلام ..


فجعلوا يريدونها على كشف وجهها .. ويغرونها لتنزع حجابها ..
فأبت .. وتمنعت ..




فغافلها الصائغ وهي جالسة .. وأخذ طرف ثوبها من الأسفل .. وربطه إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها ..
فلما قامت .. ارتفع ثوبها من ورائها .. وتكشفت أعضاؤها .. فضحك اليهود منها..
فصاحت المسلمة العفيفة .. وودت لو قتلوها ولم يكشفوا عورتها ..
فلما رأى ذلك رجل من المسلمين .. سلَّ سيفه .. ووثب على الصائغ فقتله ..
فشد اليهود على المسلم فقتلوه ..
فلما علم النبي( صلى الله عليه وسلم) بذلك .. وأن اليهود قد نقضوا العـهد وتعرضوا للمسلمات ..


حاصرهم .. حتى استسلموا ونزلوا على حكمه ..




فلما أراد النبي (صلى الله عليه وسلم) أن ينكل بهم .. ويثأر لعرض المسلمة العفيفة ..
قام إليه جندي من جند الشيطان ..
الذين لا يهمهم عرض المسلمات .. ولا صيانة المكرمات ..
وإنما هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ..
قام أنمممرأس المنافقين .. عبد الله بن أُبيّ ابن سلول ..
فقال : يا محمد أحسن في موالي اليهود وكانوا أنصاره في الجاهلية ..
فأعرض عنه النبي (صلى الله عليه وسلم) .. وأبـَى ..
إذ كيف يطلب العفو عن أقوام يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا !!


فقام المنافق مرة أخرى .. وقال : يا محمد أحسن إليهم ..
فأعرض عنه النبي (صلى الله عليه وسلم) .. صيانة لعرض المسلمات .. وغيرة على العفيفات ..
فغضب ذلك المنافق .. وأدخل يده في جيب درع النبي (صلى الله عليه وسلم) .. وجرَّه وهو يردد :
أحسن إلى مواليّ .. أحسن إلى مواليّ ..
فغضب النبي (صلى الله عليه وسلم) والتفت إليه وصاح به وقال : أرسلني ..
فأبى المنافق .. وأخذ يناشد النبي (صلى الله عليه وسلم) العدول عن قتلهم ..
فالتفت إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال : هم لك ..
ثم عدل عن قتلهم .. لكنه (صلى الله عليه وسلم) أخرجهم من المدينة .. وطرَّدهم من ديارهم ..


نعم المرأة العفيفة تستحق أكثر من ذلك ..
كانت خولة بنت ثعلبة (رضي الله عنها) من الصحابيات الصالحات ..
وكان زوجها أوس بن الصامت شيخاً كبيراً يسرع إليه الغضب ..
دخل عليها يوماً راجعاً من مجلس قومه .. فكلمها في شيء فردت عليه .. فتخاصما ..


فغضب فقال : أنت علي كظهر أمي .. وخرج غاضباً ..
كانت هذه الكلمة في الجاهلية إذا قالها الرجل لزوجته صارت طلاقاً .. أما في الإسلام فلا تعلم خولة حكمها ..


رجع أوس إلى بيته .. فإذا امرأته تتباعد عنه ..
وقالت له : والذي نفس خويلة بيده لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت .. حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه ..
ثم خرجت خولة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكرت له ما تلقى من زوجها ..


وجعلت تشكو إليه ما سوء خلقه معها ..
فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصبرها ويقول : يا خويلة ابن عمك .. شيخ كبير .. فاتقي الله فيه ..
وهي تدافع عبراتها وتقول : يا رسول الله .. أكل شبابي .. ونثرت له بطني ..


حتى إذا كبرت سني .. وانقطع ولدي .. ظاهر مني .. اللهم إني أشكو إليك ..
وهو (صلى الله عليه وسلم) ينتظر أن ينزل الله تعالى فيهما حكماً من عنده ..
فبينما خولة عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ هبط جبريل من السماء على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ..
بقرآن فيه حكمها وحكم زوجها ..


فالتفت (صلى الله عليه وسلم) إليها وقال : يا خويلة .. قد أنزل فيك وفي صاحبك قرآناً ..


ثم قرأ " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير "


إلى آخر الآيات من أول سورة المجادلة ..


ثم قال لها (صلى الله عليه وسلم) : مُريه فليعتق رقبة ..
فقالت : يا رسول الله .. ما عنده ما يعتق ..
قال : فليصم شهرين متتابعين ..
قالت : والله إنه لشيخ كبير ما له من صيام ..
قال : فليطعم ستين مسكيناً وسقاً من تمر ..
قالت : يا رسول الله .. ما ذاك عنده ..
فقال (صلى الله عليه وسلم) : فإنا سنعينه بعرق من تمر ..
قالت : والله يا رسول الله .. أنا سأعينه بعرق آخر ..
فقال (صلى الله عليه وسلم) : قد أصبت وأحسنت .. فاذهبي فتصدقي به عنه .. ثم استوصي بابن عمك خيراً .. ([6])


فسبحان من وهبه اللين والتحمل مع الجميع .. حتى في مشاكلهم الشخصية .. يتفاعل معهم ..
وقد جربت بنفسي .. التعامل باللين والمهارات العاطفية مع البنت والزوجة ..


وقبل ذلك الأم والأخت .. فوجدت لها من التأثير الكبير .. ما لا يتصوره إلا من مارسه ..
فالمرأة لا يكرمها إلا كريم .. ولا يهينها إلا لئيم ..


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نصيحتي لك استمتع بـالـقـهـوة تْـۄلَيْـنّ التنمية البشرية والذاتية 16 09-04-2014 05:11 PM
بعض الكلمات التى تنفعك بحياتك اليومية نقاء الروح Section Language English 10 08-11-2014 10:41 AM
استمتع بوجهها امير الذوق ابداعات أعضاء بنات فلسطين الشعرية والنثرية 23 05-17-2014 10:22 AM
كتاب كيف تجذب الناس اليك كالمغناطيس كتاب اكثر من رائع قربگ ليِ حيِآة ثقف نفسك 6 03-31-2014 12:46 PM
افضل واجمل كتاب لطبخ-كتاب نادر ورائع لاجدد المأكولات 2013 بنات فلسطين װ..مطبخ بنات فلسطين]●ะ< 5 08-21-2013 11:23 PM


الساعة الآن 01:38 AM


فن بيتك متجر فن بيتك الصعب للاتصالات سبيكترا

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.