!~ آخـر مواضيع المنتدى ~!
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   منتديات بنات فلسطين > ★☀二【« الاقـسـام الأدبــيــه »】二☀★ > همس القوافي , النثر و الخواطر

حديقةُ الستّين

حديقةُ الستّين = 500) this.width = 500; return false;" /> 1ـ نجاة: كأني نجوْتُ غداً، حين تقعدُ بي ركبتايَ، سأضحكُ من ألم ٍفيهما، وأقولُ: نجوْتُ

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-11-2014
سفير القلعة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 793
 تاريخ التسجيل : Jan 2014
 فترة الأقامة : 4148 يوم
 أخر زيارة : 02-03-2015 (08:10 PM)
 المشاركات : 12,936 [ + ]
 التقييم : 1003
 معدل التقييم : سفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud ofسفير القلعة has much to be proud of
بيانات اضافيه [ + ]
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 0
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي حديقةُ الستّين



حديقةُ الستّين


الستّين 10df18b6-d0ff-459e-b


1ـ نجاة:

كأني نجوْتُ
غداً، حين تقعدُ بي ركبتايَ،
سأضحكُ من ألم ٍفيهما،
وأقولُ: نجوْتُ بنفسي،
قطعتُ إلى جلستي هذه حاجزَ الناس
ستّون عاماً
فكيف وصلتُ؟
وماذا سأختارُ من بعدُ؟
سِرْتُ كثيراً هنالك في الناس،
كانوا غبارَ المسيرة منّي إليَّ،
فشَقَّ عليَّ اجتيازُ المسافة ِ،
كانوا الهدى والضلالةَ،
كانوا العداوةَ والحُبَّ،
كانوا الصداقةَ والحقْدَ،
كانوا الغبارَ الغبارْ.
سوف أنجو إذاً،
سوف أنجو إلى قبَس ٍلاحَ لي من وراء الستارْ.
قبَس ٍخائف ٍيتلألأ كالنجْم في العاصفهْ.
قبَس ٍيستجيرُ بأياميَ الخائفهْ.


2ـ سماءٌ وأشجار:

أشجارٌ لا تدري كيف تقاومُ:
أشجارٌ تنمو،
أشجارٌ تذبلُ،
أشجارٌ تشمخُ،
أشجارٌ يمحوها الظلُّ أو الضوءُ،
وبين الأشجار هواءٌ يتلوّى مرتبكاً،
لا يدري كيف تموت الأشجارُ،
ولا كيف تعيش
وفوق الأشجار سماءٌ
نظرتُها واسعةٌ لا تهتزُّ ولا تُخْطئُ
ما بالُ سماء ٍلا تنفكُّ تُحَدِّقُ؟
لا تنفكُّ تُحَدِّقُ حارسةً موتَ الأشجارْ.


3ـ برْهة:

كم برهة ٍسقطتْ من الأيام،
وهْي تمرُّ غافلةً،
فكنتُ بها كطيْر ٍخارجَ الأيام،
تلك إذاً هي البُقَعُ التي ائتلقتْ
كمجموعات ضوء ٍ
بعثرتْها الشمسُ بين ظلال يوم ٍغائم ٍ
بُقَعٌ تفرُّ من الزمان ِ،
تطيرُ بي، لأرى المكانَ معانقاً
سِحْرَ الشموس وقد غدتْ موجاً.
تُرى كم برهة ٍسقطتْ من الأيام،
كي أحيا كثيراً...
هكذا في برهة ٍأحيا كثيراً،
برهة ٍفي خارج ِالأيام،
ماذا؟
كيف أحيا؟ كيف لا أحيا؟
وكم من برهة ٍ...!


4ـ سُور:

سورٌ لها،
لحديقة العمْر التي انكمشتْ كبستان الخريفْ.
سورٌ لها يعلو مع الأيام،
وهْي تضيقُ فيه ِمثلَ يوم ٍفي الشتاءْ.
سورٌ لها يعلو، فينخفضُ الفضاءْ.
ينمو على الجدران عشْبٌ طارئٌ،
وهناك في ظلِّ الزوايا يقبعُ العشْبُ الأليفْ...
سورٌ لها،
لحديقة العمْر التي انكشفتْ
كأغصان ٍتعرّتْ في ضباب ٍعابر ٍ
سورٌ من الأرَق ِالذي يلتفُّها
باتتْ تنوءُ بنوْمها وبصحْوها
سورٌ ويعلو كلَّ يوم ٍ
وهْي لا تدري أليلٌ أم نهارْ؟
سورٌ ويعلو
وهْي لا تدري أحضْنٌ أم حصارْ؟!


5ـ قبرُ أبي:

يا قبرَ أبي
لم تُثْبِتْ ـ بعد ثلاثة أعوام ٍـ أني غِبْتُ،
ولا أنّ أبي ينأى.
ها أنت،
أزورُكَ لا كي أتذكَّرَ،
بل لأرى نفسيَ في أُفُق ٍأعلى.
أنت إذاً يا قبرَ أبي لا تشهَدُ، بل تصعَدُ...
بعد ثلاثة أعوام ٍ،
أصبحنا نتقابلُ أكثرَ من ذي قبلُ، أنا وأبي،
أصبحنا أكثرَ معرفةً، واحدُنا بالآخَر ِ،
كنّا من قبلُ صديقيْن فأصبحنا أكثرَ،
أصبحنا نتحادثُ في سعة ٍ،
نُفْضي ما شئنا، واحدُنا للآخَر ِ،
كنا نتواعدُ، أصبحنا نتلازمُ،
كنا نتشاكى، أصبحنا نتكاملُ،
كنا نذهبُ في الناس ونسخطُ، أصبحنا نُشْفِقُ
ما زال الواحدُ منا يجتلبُ الآخَرَ،
لن تشهَدَ يا قبرَ أبي أنّ الواحدَ منا يتوارى دون الآخَر ِ،
أنّ الواحدَ منا يحضرُ دون الآخَر ِ،
لن تشهَدَ يا قبرَ أبي.
بل إنّك تصعَدُ بي، تصعَدُ بي، تصعَدُ بي.


6ـ باحةُ العيد:

في باحة العيد الحزينْ
لم يبْقَ إلا طائرٌ
أو طائرانْ.
لم يبْقَ عيدٌ للطيور،
تقطّعتْ أسبابُ أعياد ٍتجلَّتْ في فضاء ٍغابر ٍ
وثوتْ عميقاً تحت أنقاض السنينْ
لم يبْقَ إلا باحةٌ منهوبةٌ
يلهو بها ورقٌ تطيرُ به الرياحُ،
ويرتعي فيها الزمانْ.
لم يبْقَ إلا طائرٌ أو طائرانْ.


7ـ مقعدُ الشمس:

تعرفُ الشمسُ مقعدَها في الحديقة ِ،
تجلسُ بين الظلال كظلّ ٍخجول ٍ،
تُوزِّعُ بين الظلال خيوطاً لحيْرتها،
تتهيّأ لي كي أفيءَ إليها،
تحرِّكُ في داخلي نسَمات ٍتغورُ عميقاً
هي الشمسُ تعرفُ مقعدَها،
وأنا ـ حين تجلسُ ـ أعرفُها،
أستجيرُ بها.
هي شمسي التي تتفقّدُني كلَّ يوم ٍ،
تجيءُ كأُخْت ٍ، وليس كشمس ٍغريبهْ.
تجيءُ وتجلسُ بين الظلال كظلّ ٍخجول ٍ،
وتُجلسُني قرْبَها،
ثم حين يحينُ الرحيلُ تعانقُني،
وتغادرُ في خِفّة ٍ،
فأظلُّ وحيداً بمقعدها،
ليس حوْلي سوى شفَق ٍبارد ٍوهموم ٍرطيبهْ.


8ـ صورةُ الصوت:

أسمعُ الصوتَ الذي ينسابُ منّي.
غيْرُهُ أصبحتُ لا أسمعُهُ.
سمْعي، وإنْ خفَّ قليلاً، صار كالمصفاة ِ،
يدري كيف يستقبلُ أو يحجبُ،
يدري كيف يحمي نفسَهُ في غابة الأصوات ِ،
يدْعوني إلى الإصغاء ِ،
أو يُبْعدُني عن كلِّ صوت ٍلا أرى صورتَهُ في قاع ِنفسي.
صورةُ الصوت ِإذاً
هل بات سمْعي حارساً لي؟
إنها الأصواتُ تأتيني،
فلا يرْضى من الأصوات إلا بالذي أرْضى بهِ .
لا بأسَ إنْ خفَّ قليلاً،
بات أنقى،
بات يحمي نفـسَهُ في غابة الأصوات،
يحْميني إذاً، يحْمي شرودي.
بات سمْعي حارساً،
يجعلُني أسمعُ ما ينسابُ منّي:
من لساني، أو فؤادي، أو شرودي.


9ـ بيت:

وقلبُ الحديقة ِبيْتٌ
أقمْناهُ في أُفُق ٍللرحيل ِ،
أقمْناهُ في باحة ِالعصْف ِوالخوف ِ،
والقلق ِالمتمادي عقوداً وراءَ عقود ٍ
حروبٌ تمرُّ،
حروبٌ تُقيمُ،
حروبٌ تلوحُ،
وقلبُ الحديقة ِما زال ينبضُ،
قلبُ الحديقة ِبيتٌ،
أقمْناهُ حتى تكونَ الإقامةُ مهْداً لنا دائماً،
أو تكونَ خطوطاً لنخطوَ نحو نهاياتنا،
أو تكونَ خيوطاً من الضوء ِ،
كي لا تبدِّدُنا ظُلُماتُ المتاهة ِ
بيتٌ أقمْناهُ حتى نُقيمَ،
فلم نستطِعْ، وهْو لم يستطِعْ،
وأقمْنا معاً في المتاهة ِ
لكنّهُ هو قلبُ الحديقة ِ،
والشجراتُ القريبةُ منهُ ترى وتميلُ وتسمعُ أكثرَ من غيرها،
تتهالكُ من حولهِ،
كالشغاف ِالذي أنهكتْهُ الصواعقُ،
بيتٌ لنا لا يغادرُنا إذْ نغادرُهُ،
ساكنٌ أبداً حيث نذهبُ،
حيث ننامُ ونصْحو.
إذاً، هو بيتٌ لرحلتنا.
هو قلبُ حديقتنا وهْي تسْمو وتمتدُّ،
تمحو الجهات ِوتمحو الحدودَ،
وتعلو وتعلو بنا.
هو بيتٌ على تلّة ٍتُشْرِقُ الشمسُ منها وتغربُ فيها،
ينامُ عليها الشتاءُ ويسْتيْقظُ الصيْفُ،
تدنو السهولُ إلى سفْحها،
ثم ترجعُ ضيِّقةً،
تتعرّجُ نحو الجبال ِالبعيدة ِ،
ترسمُ أوديةً وهضاباً لها فتنةُ الموج ِوالغيم ِ
بيتٌ لنا لا يُخبّئُ أسرارنا،
بل يُنقّي الهواءَ بها، حين يُطْلِقُها،
كي تُشكِّلَ في كلِّ يوم ٍفضاءً جديداً.
ولكنه يتعهّدُ بالشعر أسرارنا،
فيُهَدْهِدُها في أسرّة ِأحلامنا
هو قلبُ الحديقة ِ،
بيتٌ أردْتُ لهُ أنْ يُحصِّنَ من وحدتي،
فانتــبذْتُ بهِ تلّةً للغــيوم ِالشــريدة ِ،
آويْتُها،
كلُّ واحدة ٍقد جعلتُ لها حجرةً،
فتناثرْتُ في وحدتي،
إذْ غَدَتْ كالسماء الصغيرة في حصْنها
هو قلبُ الحديقة ِ،
بيتُ الرؤى والغيوم ِالشريدة ِ،
بيتٌ أقمْناهُ في أُفُق ٍللرحيلْ.
فاسْتقرّتْ لهُ شرْفةٌ في أعالي الذهولْ.
شرْفةٌ لا يبدِّدُها العصْفُ،
تبقى على عهْدِها،
وتشيخُ الفصولْ.

جودت فخر الدين



p]drmE hgsj~dk





رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:34 PM


فن بيتك متجر فن بيتك الصعب للاتصالات سبيكترا

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.