منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/)
-   قصص أدبية , روايات , حكايات , تاريخ الأدب والأدباء (http://www.bntpal.com/vb/f74/)
-   -   «مرض الموت» لمارغريت دوراس (http://www.bntpal.com/vb/t24776/)

سفير القلعة 09-10-2014 10:38 AM

«مرض الموت» لمارغريت دوراس
 
«مرض الموت» لمارغريت دوراس.. آخر الجسد آخر الرغبة


http://www.assafir.com/Medias/Photos...708008c94c.jpg

في هذه الرواية القصيرة «مرض الموت»
لمارغريت دوراس (الصادرة مؤخراً عن شركة المطبوعات في بيروت)،
ترجمة راميا اسماعيل، مع مقدمة طويلة وثرية لجوزيف ديشي،
عبر مقدمة مطولة وثرية، لتعريف القارئ العربي بزخم أدب مارغريت دوراس.
الكاتبة الفرنسية التي اشتهرت في الخمسينيات بفضل سيناريو وحوار فيلم «هيروشيما يا حبي» ،
وفي هذه الرواية تستعرض مهاراتها الإبداعية عبر كتابة هذا النص الشعري - الروائي - المسرحي
في آن واحد.
تبدأ رواية «مرض الموت» بالمقطع التالي:
«لعله كان عليك ألا تعرفها، أن تجدها في كل مكان في آن،
في فندق، في شارع، في قطار، في حانة، في كتاب، في فيلم، في ذاتك».
دوراس تعتمد «الشك والتردد» كخلفية لتجربة الوجود والكتابة،
بينما الحضور الأقوى هو وجود جسد المرأة المتاح بشكل لا يختزل،
في حين أن التردد والشك يشيران إلى شبه الظلمة التي تغمر لقاء المرأة والرجل
وسرد قصتهما المنبئة عن حالة اختفاء مباغتة، اختفاء المرأة والحب،
بحيث تأتي الجملة الأخيرة التي تختم الرواية، فتقول المؤلفة مخاطبة شخصية الرجل:
«هكذا استطعت برغم ذلك أن تعيش ذاك الحب بالطريقة الوحيدة المتاحة لك، فاقداً إياهُ قبل أن يحدث».
الرواية تدفعنا إلى التفكير وإمعان النظر في ما يعني الاستسلام الأنثوي
الذي نشاهده من قبل امرأة نائمة أو متظاهرة بالنوم بجسدها العاري،
مستسلمة لكل رغبات الرجل بما فيها ما يخطر بباله من إمكانية قتلها.
وقد عبرت دوراس عن خروج الإنسان عن طوره بأروع طريقة، في سؤال المرأة الموجه للرجل:
«الرغبة التي توشك فيها أن تقتل حبيباً، أن تحتفظ به لأجلك، لأجلك وحدك، أن تأخذه،
وتسرقه متحدياً كل القوانين، وكل سلطات الأخلاق، ألا تعرفها؟
ألم يسبق لك أن عرفتها؟».
هذا الحب القاتل فيه استعادة واضحة لثيمة مسرحية شكسبير الشهيرة «عطيل»،
حيث النيات العشقية المتضمنة عاطفة مشبوبة تبيح قتل الآخر،
وهذا الآخر الطرف الأنثوي، المستضعف «تاريخياً» من قبل الرجل.
علاقة تفترض الخنوع والاستسلام التام من طرف المرأة.
دوراس تستخدم عبارات غاية في الذكاء في نصها مثل:
«إن آلة الجسد معجزة في الدقّة»،
أو مثل العبارة التالية:
«إنه يتعرض لخطر السعادة».
عبارات تومئ إلى حقيقة الحب من وجهة نظر دوراس المختزلة باللذة الممنوحة للآخر،
اللذة التي يمكن أن تنوب محل القتل لأنها طريقة الامتلاك الأكثر ذكاء واستمرارية.
في نهاية الرواية تقدم دوراس اقتراحاً لمسرحة الرواية «قد تمُثل قصة مرض الموت مسرحاً».
كذلك تقدم دوراس ملاحظات سينمائية في حال تم تحويل النص إلى فيلم.
من الواضح في هذا النص أن الزخم الأنثوي
أقوى بكثير من الحضور الذكوري الذي أرادته دوراس
حضوراً مرتبكاً متلعثماً امام جسد الأنثى العاري على السرير،
بحيث تشوشه بكل ما أوتيت من أدوات إبداعية، فيُلمح ما يشبه انتصاراً لا يأتي بشكل مباشر،
إنما تسرّبه دوراس لمصلحة الجسد الانثوي الصامت أمام كل المخاطبات التي يجتهد الرجل بقولها.
في هذا النص يبدو واضحاً الصوت الروائي الأنثوي لكاتبة جريئة
تذهب بطريقتها الخاصة إلى تقويض بنية الشخصيات،
بالإضافة إلى مواضيعها المتعلقة بالانتظار والحب والأحاسيس وتعاطي الكحول.
إن تجربة الحب التي تنقلها دوراس في رواية قصيرة تتسم بغناها وقوتها،
حيث أن مداها لا يمكن أن يقتصر على الانطباع الصادم الذي قد يتركه مضمونها لدى بعض القرّاء،
بما في ذلك حضور الجسد البشري، خصوصاً الأنثوي في عريه وتقديمه،
بل في قربانه شبه المقدس، للحب بكل أبعاده العاطفية والجنسية والماورائية.

رواية هي تجربة لقاء بالموت في خضم الحياة،
وفي الوقت نفسه تجربة قصوى للحضور عبر جسد انثى،
تخوض تجربة الحب وتذهب بالرغبة إلى أقصى حدودها.
هنا نحن أمام حضور لا يُختزل لجسدٍ عارٍ أبيضَ متاحٍ كلياً للنظر،
بحيث تتيح للقارئ أن يكون شاهدا قريباً جداً من تفاصيل الخطاب الروائي الأنثوي.

بقلم : لينا هويان الحسن

إبنة فلسطين 09-10-2014 12:05 PM

رواية هي تجربة لقاء بالموت في خضم الحياة،
وفي الوقت نفسه تجربة قصوى للحضور عبر جسد انثى،
تخوض تجربة الحب وتذهب بالرغبة إلى أقصى حدودها.
هنا نحن أمام حضور لا يُختزل لجسدٍ عارٍ أبيضَ متاحٍ كلياً للنظر،
بحيث تتيح للقارئ أن يكون شاهدا قريباً جداً من تفاصيل الخطاب الروائي الأنثوي.
شكرا للنقل
تحياتي

سفير القلعة 09-10-2014 12:29 PM

شكرا لك ابنة فلسطين

لحضورك هنا \وتعقيبك على الموضوع

تحياتي

صمت المحابر 09-10-2014 04:39 PM

من الواضح في هذا النص أن الزخم الأنثوي
أقوى بكثير من الحضور الذكوري الذي أرادته دوراس
حضوراً مرتبكاً متلعثماً امام جسد الأنثى العاري على السرير،
بحيث تشوشه بكل ما أوتيت من أدوات إبداعية، فيُلمح ما يشبه انتصاراً لا يأتي بشكل مباشر،
إنما تسرّبه دوراس لمصلحة الجسد الانثوي الصامت أمام كل المخاطبات التي يجتهد الرجل بقولها.
في هذا النص يبدو واضحاً الصوت الروائي الأنثوي لكاتبة جريئة
تذهب بطريقتها الخاصة إلى تقويض بنية الشخصيات،
بالإضافة إلى مواضيعها المتعلقة بالانتظار والحب والأحاسيس وتعاطي الكحول.

شاكرة لك النقل سفير القلعة
دمت موفقا في اختياراتك دوما.

سفير القلعة 09-10-2014 08:58 PM

هي لا شك كاتبة جرئية

واشكالية الانثوية والذكورية \مستمرة ولن تنتهي ابدا

انما القالب الادبي العميق للكاتبة في سردها التخيلي

يعطي معطيات ومدلولات قيمة ادبيا

من يملك الارادة القوية من الطرفين ( رواية تستاهل القراءة )

شكرا لك صمت تواجدك وتعليقك

تحياتي

عزتي فوق الخيال 09-10-2014 09:27 PM

تسلم الأيادي على الطرح الرآئع ’
تحية عطرة لِ روحك النقية
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء

لك صافي الود و أجزلْ الشكرْ ~

سفير القلعة 09-10-2014 09:44 PM

عزتي فوق الخيال

شكرا لك

تحياتي


الساعة الآن 10:43 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.