!~ آخـر مواضيع المنتدى ~! |
|
إضغط علي
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||
| ||||||||
شعريّة التفاصيل الملهمة شعريّة التفاصيل الملهمة مثّل نزار قبّاني استثناءً بين شعراء العربية عبر مسيرته الشعرية الحافلة والممتدّة منذ بداية خمسينيات القرن الفائت وحتّى العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين.لم يبدأ مغموراً، بل اشتهر منذ أوّل دواوينه «قالت لي السمراء» (1944)، كما أثارت دواوينه المتتالية: «طفولة نهد» (1948)، و«حبيبتي» (1961)، و«الرسم بالكلمات» (1966)، و«قصائد عربية» (1993)... وقصيدته السياسية المطوّلة: «هوامش على دفتر النكسة» التي تناولت هزيمة العرب (1967) في نكسة حزيران على أيدي إسرائيل، وقصائده السائرة الأخرى «المهرولون» و«متى يعلنون وفاة العرب» و«خبز وحشيش وقمر» التي انتقد فيها خمول المجتمعات العربية ما أثارت من لغط وجدل، فعرف الشاعر وشعره منذ البداية وحتّى نهاية الرحلة الشعرية أنصاراً ومناوئين، مريدين مهلّلين ومعادين مستنكرين. هذا، وألصقت بالشاعر وشعره نعوت وصفات وألقاب كثيرة لعلّ من أهمّها بالنسبة إلى الشاعر وصفه بـ«شاعر الحبّ» و«شاعر المرأة» وغيرهما من الصفات التّي غالباً ما نفاها نزار عن نفسه، مستعيضاً عنها بصفة الشاعر والشاعر فحسب. من هذا المنطلق نحاول أن نقارب شعره،وأن نقف عند ملمح مهمّ من ملامحه الغرضية الدلالية والفنّية الجمالية، وقد اصطلحنا على تسميته بـ:«شعرية التفاصيل الملهمة». يعرّف نزار قبّاني الشعر في كتابه النثري «الشعر قنديل أخضر» على النحو التالي: «الشعر نار الإنسان، ونار الإنسان لا تموت ما دام في شرايين قلبه قطرة زيت، أو قطرة حبّ، ومن شاء أن يدخل منطقة الحريق بمحض إرادته فعليه أن يحترق أيضاً». ويضيف في تعريف آخر: «ليس الشعر صورة فوتوغرافية معروفة وليس له عمر معروف، أو أصل..ولا أحد يعرف من أين يأتي، وبأيّ جواز سفر ينتقل...». وجاء في كتابه «ما هو الشعر»، ما يلي: «ليس هناك نظريّة للشعر..كلّ شاعر يحمل نظريّته معه...». وجليّ أنّ الشاعر من خلال هذه المنظورات (التعريفات) يتجاهل التعريفات الكلاسيكية السابقة، لا بل يطوّح بها ويلغيها، ولعلّ التعريف الأخير هو الأقرب إلى اللّغة النقدية والتجريديّة الذهنية. التزام «شكلي» صحيح أنّ نزار كتب الشعر العمودي، والتزم في جلّ قصائده التفعيلة، ولكنّها كتابة والتزام «شكلي»، جوهر الاختلاف فيهما يتعدّى الشكل إلى النسق. النسق الشعري مختلف، وهذا جوهر الشعرية وما به تكون. أمّا الموضوعات الشعريّة ومداراتها فعديدة: الوطن، المرأة، قضايا الراهن الاجتماعي أو السياسي، الهموم الجماعية أو الذاتية، وغيرها من الموضوعات...وتميّز الشاعر في كلّ ذلك بتجديده، خصوصاً من جهة ما أشرنا إليه (شعرية التفاصيل الملهمة)، ونعني بها توسّل التفصيل والتجزئة في مقاربة الموضوع الشعري، والتأسيس لنصّ شعري يحتفي بالتفصيلي والهامشي والمختلف. وفي ما يلي، أنموذج يمثّل حضور هذه «الشعريّة»، وهي طاغية في أشعاره ذات المنحى الرومانسي على وجه الخصوص، يقول في قصيدة «شؤون صغيرة»: «شؤون صغيرة/ تمرّ بها أنت...دون التفات/ تساوي لديّ حياتي/ جميع حياتي... حوادث قد لا تثير اهتمامك/ أعمّر منها قصور/ وأحيا عليها شهور/ وأغزل منها حكايا كثيرة/ وألف سماء../ وألف جزيرة../ شؤون/ شؤونك تلك الصّغيرة/ فحين تدخّن أجثو أمامك/ كقطّتك الطيّبة/ وكلّي أمان/ ألاحق مزهوّة معجبة/ خيوط الدخان/ توزّعها في زوايا المكان/ دوائر...دوائر/ وترحل في آخر اللّيل عنّي/ كنجم، كطيب مهاجر/ وتتركني يا صديق حياتي/ لرائحة التبغ والذكريات/ وأبقى أنا.../ في صقيع انفرادي/ وزادي أنا...كلّ زادي/ حطام سجائر/ وصحن..يضمّ رماداً/ يضمّ رمادي...» إنّها «التفاصيل الملهمة» ما يصنع النّص الشعري، وهي ما به يكون. يجهد الشاعر ذاكرته للاستحضار، ولكن استناداً إلى آليات وقوانين مخصوصة تمثّلها قواعد الفنّ الشعري، عبر إنشاء علاقة حميمة بين انتقاء الأحداث من الذاكرة وإخضاعها إلى وعي الحال الراهنة في الكتابة، ولنقل - بعبارة أدقّ - وعي الحال الشعري: إنّ الأحداث المستدعاة من مكنز الذاكرة (ذاكرة الحبيبة - هنا -) مقصودة، غايتها الأساسيّة التشريع لنصّ شعري (وهذا ما لم تألفْه القصيدة العربية) يحتفي بالتفصيلي والهامشي والمختلف: (تدخين السيجارة، خيوط الدخان، حطام السجائر، المنفضة، الرماد...)، مع كلّ ما يعنيه ذلك من تتبّع الأفعال الإنسانية اليومية العادية والعارضة في تفصيل دقيق أساسه الشعر. والشاعر في كلّ ذلك يرتّب الأبجديّة الشعرية في غنائية جديدة وألفاظ منتقاة من الواقع والاستعمال اليومي: (القطّة الطيّبة، التبغ، الروائح، الزاد...). ومن الأمثلة الأخرى على حضور هذا المنحى في أشعار نزار قبّاني، نسوق هذا المقطع الشعري من قصيدة عنوانها: «صار عمري خمس عشرة»: «صار عمري خمس عشرة/ صرت أحلى ألف مرّة/ صار حبّي لك أكبر/ ألف مرّة/ ربّما من سنتين/ لم تكن تهتمّ في وجهي المدوّر/ كان حسني بين بين/ وفساتيني تغطّي الركبتين/ كنت آتيك بثوبي المدرسي/ وشريطي القرمزي/ كان يكفيني أن تهدي إليّ/ دمية...قطعة سكر/ لم أكن أطلب شيئا/ وتطوّر/ بعد هذا كلّ شيء/ لم أعد أقنع في قطعة سكر/ ودمى..تطرحها بين يدي/ صارت اللّعبة أخطر../ ألف مرّة/ صرت أنت اللعبة الكبرى بين يدي/ صرت أحلى لعبة بين يدي/ صار عمري خمس عشرة». عين كبيرة يتّضح من المثال السابق اعتماد تقنيتي التفصيل والتجزيء واستلهام التفصيلات الصغيرة لتأثيث النّص الشعري:عمر «الخمس عشرة» تحديداً/«الفساتين تغطي الركبتين»/«الثوب المدرسي»/«الشريط القرمزي»/ «الدمية»/«قطعة السكر». وهذه الجزئيات التي لا معنى لها حين ينفصل كلّ منها عن الآخر، لها أن تكوّن مجتمعة هذا النّص الشعري الذي لا يمكن أن تنكر شعريته. ثمّ إنّ الشاعر «عين كبيرة» تجوس الجسد الأنثويّ، تتملّى تضاريسة وتفاصيله المشتهاة: «صار عمري خمس عشرة/ كلّ ما في داخلي.. غنّى وأزهر/ كلّ شيء.. صار أخضر/ شفتي خوخ.. وياقوت مكسّر/ وبصدري ضحكت قبّة مرمر/ وينابيع..وشمس..وصنوبر/ صارت المرآة لو تلمس نهدي تتخدّر/ والذي كان سويّا قبل عامين تدوّر../ فتصوّر». والجسد الأنثويّ في كلّ ذلك حديقة غنّاء وحقل مزهر ريّان، هو منية العاشق ومبتغاه، لا بل يتلظّى بسعيره الجماد الذي لا إحساس أو مشاعر له (صارت المرآة لو تلمس نهدي تتخدّر). تلك بعض الصور أردناها أمثلة لحضور التجزيئي والتفصيلي في أشعار نزار قبّاني وسائطه في ذلك الاستقدام والتوظيف: استقدامها من الذاكرة إلى الشعر وتوظيفها فيه ما أسهم بصفة لافتة في تميّزه واختلافه، وهو ما أسهم بدوره - في ما نحسب - في شهرة الشعر والشاعر على حدّ سواء. هذا، وجدير بالتذكير أنّ شعر نزار قبّاني وإن لقي حظّه الكبير من عناية الدارسين ودأب الباحثين، فهو ما زال متوفّرا على عديد الجوانب الفنّية والإبداعية المهمّة التي يمكن أن تمثّل مجالا واسعاً لدراسات أدبية وعلمية كثيرة يمكن أن تنجز، شأنه في ذلك شأن كلّ شعر صادق وإنساني لا يمكن أن يتمّ فيه القول أو الفصل. عبد القادر عليمي المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: حـانة الآدباء والفـلاسفة والمفكريـن auvd~m hgjthwdg hglgilm |
09-06-2014 | #2 |
|
أبلغ ما ورد في شعر نزار قباني(شعر صادق وإنساني لا يمكن أن يتمّ فيه القول أو الفصل.) جملة لخصت جوهر ادب غني تركه احداعمدة الشعر الحديث نزار قباني رحمه الله الذي حمل معه ياسمين الشام بقلبه ورائحة الفيحاء عطرا يفوح من قصائده وعرى فيها سقوط العرب في هزائمهم الداخلية قبل هزائمهم في معاركهم جزيل الشكر للطرح القيم والغني سفير دمت دوما بسعادة وامل. |
|
09-06-2014 | #3 |
|
طرح جميل جدااا
|
|
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كَ اللؤلئ في الحضور يا أنيقة أعشقٌ التفاصيل | وجع الروح | حـواء وأنـاقتها | 9 | 08-24-2014 12:02 AM |
كتائب القسام تكشف التفاصيل الدقيقة لعملية "تل أبيب" | كاتم الاحزان | الأפֿـُبآر والـأפـدَآث | 3 | 10-23-2013 09:44 AM |
كــل التفاصيل الجميلة أنت .. كولكشن تشوزات وشنط لأحلى صبايا المنتدى | شهد الياسمين | حـواء وأنـاقتها | 6 | 10-08-2013 08:45 AM |
التفاصيل الكاملة للغز دفن طفلة بخانيونس | كاتم الاحزان | الأפֿـُبآر والـأפـدَآث | 1 | 10-06-2013 07:23 PM |
في التفاصيل حكاية الأناقة 2014 أزياء وساعات2014 | وجع الروح | ~ أטּــآقـة آدَم ..װ | 5 | 09-11-2013 03:57 PM |