منتديات بنات فلسطين - خنساء فلسطين وولدها محمد فرحات "منقول"

"من المحراب تبدأ رحلة المهاجرين، ثم يكون تقدم العمل مساجد ومنابر ، وينطلق القطار. وجهته فلسطين . وقوده الدم . يعتليه مسافر عملاق يرفع رايه خفاقه تزينها (لا اله الا الله محمد رسول الله) وبالدم كتبت (كتائب الشهيد عزالدين القسام) ، والقطار يسير على السكة والمسافر شامخ معتد. يتزايد المسافرون كثير عددهم . الوقود يدفع حماسه القطار. يخترق كل الحدود ، ولا يتوقف ساحه التنافس لتزويد القطار بالوقود مشتعلة، وأشكال التزويد متنوعه ، والتقدم يملأ النفس رضا والأفق يقيناً"تلك كانت بعض كلمات الوداع التي كتبها الشهيد محمد فرحات ووجهها لأمته وأهله وإخوانه ، وهي كلمات تبدو معده بعنايه ، كما لو أنها كتبت من لدن كاتب محترف ، بيد أن شفافية الروح قبل الصعود نحو معراج الشهادة قد تكتب ما هو أجمل من ذلك.
اما الأم... والده الشهيد فكتبت لإخواتها المسلمات تقول:"أناشد أخوتي الفلسطينيات أن يقفن من وراء أبنائهن وأزواجهن وإخوانهن وآبائهن يشاركنهم في الجهاد بالصبر والثبات ، وتربيه الابناء على موائد القرآن . ليس حفظاً فقط ولكن تطبيقاً وعملاً وزرعاً للإيمان في قلوبهم . هذا الإيمان الذي سيدفعهم حتماً إلى مقارعه أعداء الله. فإذا غرسنا بذرة الخير في الطفللا فسوف يعرف ما له وما عليه، وسيعرف كل معاني الخير ويتعلق بها . وليس لنا خير في هذه الدنيا سوى ديننا والذي هو عصمة أمرنا كله ، وبعد ذلك لا يصعب عليه شيء، وسيحمل سلاحه ويحمي هذا الدين."
ومن هنا تبدأ الحكايه!
حكايه الشاب ذو الثامنة عشر عاما وهو الذي نفذ عمليه اقتحام مستوطنة ((عتصمونا)) الصهيونيه في قطاع غزة . حيث أسفرت عمليته عن مقتل سبعه صهاينه واثنان وعشرين جريحاً . والأمر الذي أصاب العدو بالذهول هو انهم ظنوا ان من قام بهذه العمليه هي سرية جهاديه وليس شاب صغير لم يبلغ الثامنه عشر عاما.
وبينما الصدمه والصاعقه على رؤوس الصهاينه كانت غزة تعيش اجمل افراحها ..... وكانا والدان الشهيد يستقبلان المهنئين بعرس الاستشهاد ونظراتهم تطلق صفارات الفخر والصمود .
تلك المرأة الصابرة ليست والده محمد وحسب بل هي والده نضال ووالده رواد الذين استشهدو وهم يدافعون عن وطنهم ووالده وسام الذي قضى وقتاً كبيراً من عمره بالسجن . ووالده عماد عقل ربما ليست الام التي ولدته وارضعته لكنها الأم التي فتحت له منزلها طوال فترة مطاردته خلال الاعوام الثلاث .. وعلى يديه إستيقظ محمد ابن الثماني سنوات على حب فلسطين وعلى يديه فهم معاني البطولة ...
رحم الله خنساء فلسطين وابنائها الثلاث والقائد عماد عقل
وشكرا جزيلا

:95::95: