ذكرى من عمر عدى

عندما تحترق مشاعري
وتضطرب أنفاس ذاكرتي المرهقة بكَ
في محاولة لأن أمحو أثار أصابعك التي شكلتها وكتبت حروفها
أجدني عاجزة عن ممارسة قرارتي التي اتخذتها بشأنك
أختلق ألف سبب وسبب كي أتناسى كل أمسية
كانت تنزعني من الواقع لتعرج بي
إلى سماء حلم كنتَ فيها قمرًا أوحدًا لي
لا أرى سواه ولا أهتدي إلا به
حلم ما فصلني عنه إلا دفء أنفاسنا وتلعثمها وهي تشتعل رويدًا رويدًا
لتلتهم أجسادنا وتستصرخ نبضاتها
كان صمتك رغم البعد يمزقني .. وكان صوتك رغم المسافات يحركني في كلِ نحو
كنتَ تخطط حياتي وتديرها بحرفية
وكنتَ تتخذ القرارت عني
أجدني الآن تائهة دون وجودك معي
فتبللني كل نبضاتي بدموع غارقة بالجنون
لتغرقني معها في التلاشي والضياع
فكيف لمثلي أن تقاوم كل هذا الغرق لتنجو
وأنا كما تعرفني شتائيةُ الفطرة مائية الطبع ؟

ويبقى السؤال هائمًا في قلبي .. ويبقى الجواب تائهًا في نبضك

كنتُ أعلم مسبقًا

أننا على شفا عمر.. ربما عمرين .. من فراق طاعن
وها هي انتهت كل الأعمار

أمي

يا ثلاثةَ أحرف وسعت الكون
حنيني لكِ ... يفوق كل حنين
كم أشتهي الغرق في شلالاتِ عاطفتك
وأحنُ إلى غمرةٍ ترويني من خمرِ حنانك
أماااه
ضاقت بي مساحات وجودي بدونك
جائعةٌ وجدًا لهدهدةٍ من أناملك الحنونة
ظامئةٌ وجدًا لصوتك المنساب في دعاءِ
الفجر يتسلل عبر أذني ليخترق روحي وأفيق على قبلةٍ على جبيني
وإسمي ينساب على شفتيكِ السنبلية التي لم تنبت
إلا سبع سنابل في كل سنبلةٍ ألف خير وخير .

أمااااه


كان كلُ صباحٍ بكِ .. ينذر بالفرح
وكلُ مساءٍ .. بنكهة الدفء حين صقيع
أما اليوم في بعدك
فـ كل شي أتذوقه بطعم الموت
كم اشتقت لاقتسامك كل شيء معي
كم اشتقت لأن تقطعي من رغيفك
لتضعي في فمي

وبلهفةٍ غير مسبوقة وباشتياق مروع

أتوق إلى كأس من الشاي بالنعناع من يديكِ أمي
أرتشفه ببطء وأنا أتحدث معكِ

الحب الراقي

هو ما يبقى قيد الضلوع ينام على صدر الكتمان
ويفيق على صوتِ النبض
تتعطر به أنفاسنا بصمت
دون ضجة ودون رنين يسمعه بشر
نواريه عن الآخرين وننوء بأشواقه عن العيون