رفقًا بي .. أرجوكَ رجاءًا مارجوته لغيرك
ابتعد عن ذاكرتي ولو لثوانٍ معدودات
لماذا تتعثر ذاكرتي بكَ شهيقًا وزفيرًا
أراكَ في رغوة صابونتي حين تلامس وجهي
في الماء المنساب أمام عيني
أراكَ على ملحي على جرحي
على فنجان قهوتي
أراك على كفِ أمي حين أقبله
في عينها .. في حزنها .. في دمعها
عندما يسقط فأسرع كالبلهاء لألتقطـ ( ك ) بلهفةٍ أمِ على جنينها
أراكَ في خيوط الشمس عندما تداعب عيني صباحًا فأطيل التحديق بكَ حتى أشعر بالألم
علّني أكره ذاكرتي
فلا أزداد إلا تشبثًا بكَ
أراكَ في عيون أطفال شارعنا وفي صوت الشيوخ في مآذننا
وفي ابتسامة بائع الآيس كريم
أراكَ في قلمي .. في حرفي .. وفي خصلات شعري
وأبتسم بحزن عندما ألمحك تفوح من عطري
فأنتَ يا ( قدرًا يعذبني )
الماضي والآتي من عمري

أخاف أن أفرح حين لا يكون للحزن بديل
تاللهِ
لو كان عشقكَ خنجرًا
لغرسته بأمانٍ بين أضلعي

يا ثائر العينين



كفاكَ تكاثفًا في أعماقي

وحماقة غيرتي تؤرقني


وجنون عشقي لا يطاق


فهل لامست احتراق أحرفي ؟

كطفلٍ مذعور بحاجه إلى الأمان
كشراعٍ يائس ضل الطريق
أحمل خيبةَ حرفي وصدمتي
ممزوجة بكسرةِ خاطر لا أستطيع التعبير عنها
أحملهما لأختبىء بين ذراعايا
لألملم حزني المبعثر
على جسدي
وأتمتم ببضع كلمات لا معنى لها الا الوجع
آهٍ من قسوةِ الأيام عندما لا يكون أمامنا
سوى الصبر والدمع والكتمان

شعور يتسلل بداخلي يخبرني
بأنني قد مت اشتياقاً
لسماع نبض أحرفك
وصدى لكل مشاعرك مهما كانت قسوتها او رقتها
سواء كنتَ تعنيني بها أو كانت لغيري
سواء كنت ستعصف بي من خلالها
أو ستحيي نبضي من جديد
فقط أشتهي رؤيتها
وربما تقبيلها

أعلم أن وجودي يقلق كيانك
رغم اني تائهة دونما وجودك بجانبي
وأجهل إن كنت تشعر بي أو تراني أم
وضعت هالة من التجاهل
على عينيك
لكني أبشرك
يومًا ما سأرحل من أمام ناظريك
سأنتزع بداوتك من بين مسامي
سأنتزع وجودك من بين أوراقي وحروفي
سأنفيك من شوارع عمري
سأتجنب استنشاق هواء عطرته ذات أمسية بأنفاسك
ونسيته عن قصدٍ على وسادتي
سأبتر صوتك الذي يعارك أذاني صبحًا ومساء
وزفراتك المنسية على كلِ شبرٍ من روحي
يومًا ما سأعلن عن جهلي بلغةٍ طالما أحببتها لأجلك
يومًا ما سأطعن الوريد وأقتل الوتر
سأنهي كل أشياؤك وأمزق الصور
يومًا ما .. ويومًا ما .. ويومًا ما
وسيأتي اليوم كلمحِ البصر

وحدتي مكتظة بكَ عراكنا .. ضحكاتنا .. دموعنا .. صمتنا .. أحلامنا
مزدحمة جدًا بكل التفاصيل التي يومًا تركتها على دفاتري
وحروفي مذعورة من كل جديد لا يمت لكَ بصلة

أيناكَ يا عمرًا نقيًا من الوجع ؟

إلى من أتعب حرفي نفسيًا
خائفةٌ أنا من جوعٍ لكَ
بدأ يهشم أضلعي وينهش لحمَ حنيني
من وجعٍ بدأ يتسلل داخل عروقي
من إعياءٍ بدأ يحرق ذاكرتي
كي تستغيث بكَ
أعشقك لا أكثر
لا وربي
أكثر
فأكثر
فأكثر