غزة تحت النار والدمار
أنا غزة أناديكم وأناشدكم ..
هل من مجيب ؟؟!!
أغيثوني أبناء جلدتي وجيراني وأهلي وخلاني ..

ساعدوني في كشف الغم والهم عن صدورنا وقلوبنا

ساعدوني في حمل الألم والحزن على الأكتاف والأكف

صرخاتي وعويل أطفالي تعالت بين أرجاء العالم

صرخات تتعالى تتهاوى

تئن وتحبوا تتوجع من الآلام

تلتف حول نفسها وتكّوّن

بركان يعانق ألآم الشقاء

وصرخات تعلوا كل مساء

وتعلوا بأجنحة إلى عنان السماء

لتأوي إلى مخدع ليحميها من الشقاء

غزه تنادي ...

غزة العزة تستغيث....

فلا مجيب لمن تنادي

يا سادة يا كرام ..

صرخات الم وآنين هنا .. وهناك

من في القبور سمعنا ولبى النداء

وأنتم تضحكون وتشربون كأس مهانتي وذلتي

أنا غزة وسأبقى فلسطينية .. عربية .. مسلمة

ولن أخلع عباءتي ونقابي ..

هل سمعتموني ..

ماذا تنتظرون ..

ولماذا تبحلقون وتحملقون فيّ

لماذا تصمتون وتخرسون ..

لماذا تصمون أذانكم ..

أّمّن الضعف تخافون وتهابون ؟؟!!

أم للذل والهوان تطمحون وتنظرون ؟؟!!

آآآآآآآآه ألم تسمع آذانكم آنات أطفالي ونواح نسائي

ألم تتحرك قلوبكم وتتوجع لحسراتي وأحزاني

ألم تنزف محاجر ومآقي عيونكم الدمعات الحارقة على ما جرى لأولادي

أم أصبحت وباتت أقسى من الصخر والحجر ؟؟!!

بيوتي وبيوت الله تساوت بالأرض والتراب

جعلوني أجالس وحدتي وأنيني وأنتم عيون ناظرة وقحة

أطفالي ونسائي وشيوخي بلا مسكن ولا مأوى يدفيهم

هائمون على وجوههم لا يعرفون كيف يعيدوا رد مكانتنا

مشاهد الحرق والدماروالقهروالذل والمجازر بالمئات على الملأ

وأنتم تكتفون بالتنديد والشجب والأدانة

ألم تؤلمكم أم ثكلى ضعيفة باتت بين أنياب الذئاب

أرتسمت وتوشحت وجهها ملامح الحسرة والحزن

توقفت وتجمدت على الشفاه الحروف والكلمات

وأكتفت عيونها الذابلة بنظرات الحزن والألم والذهول

كانت تقبل أبنائها وتأخذهم بين الأحضان الدافئة

عندما انطلقت مدافع الغدر والخيانة

لتلقى جميع أبنائها صرعى أمام ناظريها وبين كفيها

كأنها كانت توزع عليهم قبلات الوداع الأخيرة

وتقول لهم هذه نظرات الوداع أيضا

ولكن من سيمسح دمعاتي بعدكم يا أعزائي

وبعد أن أفاقت من غيبوبتها وذهولها

أيقنت أنه لن تجد فيمن حولها الضالة المنشودة

وأيقنت أنه لها رب كريم يعلم ويدرك حالتها

ولها أبناء قادرون على النصر والأستمرار

وستظل شامخة ولن تخفض هامتها أبدا

وليعلم الجميع أنها باقية خالدة

أنا غزة الصمود .. أنا غزة الصمود

وأقول بكل صراحة يا بشر.. يا سادة يا كرام

لو أن هذه الكلمات والنداءات والحرمان

والألم قيلت على مسامع قطرات الندى

لأثرت بها وأصبحت تعزف لحن الأنين والحزن والقهر ..