منتديات بنات فلسطين - من هو الشهيد فى الإسلام؟

من هو الشهيد فى الإسلام؟منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربى لم يقف الجدل والاختلاف بين الناس حول تعريف الشهيد وبصفة خاصة عندما بدأت اعتصامى رابعة والنهضة وحتى يومنا هذا، ورأيت لزاما على أن أسوق بعض أقوال العلماء فى تعريف الشهيد.
فالشيخ الألبانى يقول: الشهادة فى الإسلام شهادتان إما أن تكون شهادة حقيقية، وإما أن تكون حكمية، فالشهادة الحقيقية: تطلق على من يقتل من المسلمين فى المعركة وهو يقاتل فى سبيل الله، فهذا هو الشهيد حقيقة، وهذا له أحكام معروفة فى الإسلام، فهو لا يغسل، ولا يكفن، ويدفن فى ثيابه التى تضمخت بالدماء الذكية، ويدفن فى المكان الذى وقع فيه صريعا أما الشهادة الحكمية فتطلق على مرتبة أخرى ممن ماتوا فى أوضاع مختلفة مثلا: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون دمه فهو شهيد، ومن مات دون أرضه فهو شهيد" ومن قتله بطنه فهو شهيد، من قتل فى الغرق أو الهدم فهو شهيد، من قتل بداء السل فهو شهيد، المرأة الجمعاء تموت فى نفاسها فهى شهيدة، هذه بعض النماذج مما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه أطلق عليه اسم شهيد، ومع ذلك فالعلماء مجمعون على أن هذا الإطلاق لا يعطيه فضيلة الشهيد حقيقة الذى مات فى المعركة، وإنما هو من باب التقريب فى الفضل، يعنى هؤلاء الذين أطلق عليهم الرسول عليه الصلاة والسلام أنهم، أو أن كل واحد منهم شهيد، له فضل لا يساويه فى ذلك سائر الناس الذين لا يموتون فى حالة من هذه الأحوال.
وقال ابن العثيمين فى المجموع: الشهيد فى سبيل الله هو كل من قتل فى حرب فهو شهيد فى سبيل الله ولقد "سئل الرسول صلى الله عليه وسلم" عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل ليرى مكانه أى ذلك فى سبيل الله؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم" من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله، هذا هو الميزان الحقيقى الذى يجب علينا أن نزن به كل مقاتلة يتلبس بها المرء ويواجه بها أعداءه، إذا كان هذا المقاتل يقاتل لتكون كلمة الله هى العليا لا لأن يكون هو الظاهر أو هو العالي، ولكن ليكون الظاهر دين الله ولتكون كلمة الله هى العليا فهذا هو الذى يقاتل فى سبيل الله وهذا هو الذى إذا قتل فهذا هو الشهيد حقا الذى ينال درجة الشهداء ولا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى لو قتل مظلوما، أو قتل وهو يدافع عن حق فإنه لا يجوز أن نقول: فلان شهيد وما عليه كثير من الناس اليوم حيث جعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولا فى عصبية جاهلية يسمونه شهيدا وهذا حرام، لأن قولك عن شخص قتل إنه شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة سوف يقال لك: هل عندك علم أنه قتل شهيدا ولهذا لما قال النبى عليه الصلاة والسلام: "ما من مكلوم يكلم فى سبيل الله والله أعلم بمن يكلم فى سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يعثب أو قال: وكلمه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك.
فتأمل قول النبى عليه الصلاة والسلام: والله أعلم بمن يكلم فى سبيله أى بمن يجرح فإن بعض الناس قد يكون ظاهر أمره أنه يقاتل لتكون كلمة الله هى العليا ولكن الله يعلم ما فى قلبه وأنه خلاف ما يظهر من فعله، ولهذا بوب البخارى رحمه الله على هذ المسألة فى صحيحه فقال: "باب لا يقال: فلان شهيد" لأن مدار الشهادة على ما فى القلب ولا يعلم ما فى القلب إلا الله.
ويقول مفتى الديار المصرية الأسبق الشيخ حسن مأمون: الشهيد على ثلاثة أقسام: شهيد الدنيا والاخرة، والثانى شهيد الدنيا، والثالث شهيد الآخرة فشهيد الدنيا والآخرة هو الذى يقتل فى قتال مع الكفار، مقبلا غير مدبر، لتكون كلمة الله هى العليا، وكلمة الذين كفروا هى السفلي، دون غرض من أغراض الدنيا وأما شهيد الآخرة: فهو المقتول ظلما من غير قتال، وكالميت بداء البطن، أو بالطاعون، أو بالغرق، وكالميت فى الغربة، وكطالب العلم إذا مات فى طلبه، والنفساء التى تموت فى طلقها، ونحو ذلك، واستثنى من الغريب العاصى بغربته، ومن الغريق العاصى بركوبه البحر كأن كان الغالب فيه عدم السلامة، أو ركوبه لاتيان معصية من المعاصي، ومن الطلق الحامل لزنى فعن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمسة المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد فى سبيل الله.
وفى حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قتل دون ماله فهو شهيد. (أخرجه البخارى ومسلم).