نفسٌ تواقة | 01-17-2016 11:59 PM | حبيبي الله ,
بحق الوريد الذي أنت أقرب إليَّ منه ، وبحق بيتك ، بحق الوحوش الضارية كالإنسان ، و الكائنات المسالمة جمعاء ، بحق الألوان المذهلة التي تصنعها كل مساء على وجه السماء ، بحق جلالك وكل أسمائك ، لِمَ أشعر أني فارغة هكذا و هشّة و وحيدة و مركونة في أبعد زاوية في هذا العالم ! أنا متأكدة أني مملوءة بك و جذعي قويٌ بفضلك ، أنا أعلم أن شهيقي وزفيري منك ولَك ، أنا مدينةٌ لك بالكثير .. فلولا فضلك علي لكنتُ الآنَ متسولة مثيرة للشفقة أو راقصة مثيرة للشهوة ، أو معتوهة تتخبط بين أربع جدران ، أنا أحصي فضلك عليّ كل يوم و أنا على يقينٍ تام بأن هذا القالب الذي أقطن فيه مناسب لأبعَادي ولو ضاق علي سأحبك أكثر لأني أطمع بالإلتصاق فيك أكثر ، وأعلم أنه لا يتسع خوفاً منك عليّ أن أسقط ، أنا الآن أُمسك قلبي بيدي و أقلبه يميناً و يساراً وأبحث عن النقطة السوداء فيه لأقتلعها ، أنا متكورة على نفسي يا الله و مستاءة بشأن الذين يسمون أنفسهم أرباب الدين ، و الذين يقيسون مدى حبي لك بمقدار الآيات التي أحفظها و شكل الثياب التي ألبسها، و نوعية التصرفات الدينية التي أبديها، وينسون ما أخفيه ، أنا أكره وجوههم و أشكال أجسادهم و النقط السوداء في قلوبهم ، أكره الهواء الفارغ الذي يحاولون تعبئتي فيه و أحب وجودك و الزهور التي تزرعها في داخلي كلما تحدثت إليك. -مجهول إلى أجل مسمى |