![]() |
أنت أيتها الجميلة بين نساء "يبوس" تحملين أسماءنا في دمك .. وأنتِ، بشكلٍ ما، ضروريةٌ كي أحب بلادي! أن تلوّحي بشعرك كطفلة المدرسة الابتدائية لأكتب: إن "القدس" ظفيرة السماء في مرآة منزلنا! فالحبّ مفردةٌ وطنيةٌ قديمةٌ، ومن متعلقات اللاجئين التي لم ينسوها حين تسللوا كالأغنيات الى الجبال. الحب حملناه من البلاد، ولم يوزّعوه علينا مع الطحين في طوابير "غوث الوكالة" ومعونات الدول الشقراء! وهكذا لمّا تهبُّ ريحٌ على "القدس" تهتزّ أواني النحاس في مطبخك، ولهجتكِ القديمة وتاريخُ ميلادك، وأنتِ تسكنين أقصى جنّات البلاد السعيدة، ويمتلئ وجهك بدمعٍ صافٍ، رائق اللون، شفيفاً وأنت تتهجئين أعداد القتلى: شهيدٌ .. شهيدان .. عشرون شجرة لوز .. ورفٌّ من الأولاد! والمذيع يخفي "القدس" خلف جاكيته الفاخر، يطلُّ طرفُ مئذنةٍ على الشاشة، ونلمحُ من تحت إبطه ساحة المسجد، هنا يلتقط طفلٌ صورته وهو يفتح ذراعيه لاحتضانك، وهنا يشمّ السوّاح تاريخنا طازجاً، وهنا مرّ أبي قبل ستين عاماً يبحث عن فتيلة لفانوس الكاز، فاستراح ساعتين وصلّى العصر وعاد أصغر سنّاً! هنا يتجرّحُ صوتُ المئذنة صاعداً إلى الله، تترجّاه أن لا تنكسر! * * * هنا على مصاطبه الجليلة غبارٌ أصيلٌ له اسم عائلةٍ، وحمامٌ يهدل بالفلسطينية الدارجة، وماءٌ تجيء به الملائكة كل فجرٍعلى أكتافها! هنا في الساحة كي يُلقّط النملُ قمحه يزاحم أكتاف الجنود، وهنا يستريحُ عاشقان على طرف الدرج، وينعسُ طفلٌ لم يبلغ بعدُ سنّ الوضوء، وهنا تعتذر أمّ في آخر صلاتها، لبلادها؛ لأنها لم تقدم في الحرب سوى شهيدين وثلاثة أسرى! * * * و"هناك" أنا وأنتِ نجلسُ مثل غيمةٍ وظلّها، أنت أيتها الجميلة بين نساء "يبوس" تحملين أسماءنا في دمك، وتقولين: سنذهبُ يوماً الى "هنا" لنعيد الأسماء لأصحابها! أقول لكِ: ولم لا نعيدُ الأصحابَ الى أسمائها؟ كان ضرورياً إذاً أن أحبك، لنعود إلى "الساهرة" على فرسٍ واحدة! * * * من هنا مرّ جدّي "كنعان" وهو يؤسس لدمي، وهذه الأشجار، هي مثلي حفيدة تلك الأشجار التي أخذ رأيها، وهنا اقترح الله القِبلةَ الأولى! من الضروري إذاً أن نذهب يوماً إلى "هنا"، نتعقبُ "أثر الفراشة"، ونسمع موسيقى صافيةً عُصرت للتو من شجرٍ فتيّ، ونرتكب خطأ ما صغيراً لندخل المسجد مستغفرين! هناك، ونحن الذين لم يكن لنا قطّ يوماً "هنا"، سنفردُ سجّادة عمرنا المنسول على ركبة المسجد، ونسألُ كم ركعةً صلاة الولد الذي اهتدى لحليب أمه! * * * وأنتِ، كما قلتُ لكِ مرةً: حين تصير لنا دولةً سأقترحُ ضحكتك نشيداً وطنياً لبلادي! وأنت ضروريةٌ لي بشكلٍ ما .. ربما كي يكون لديّ مبرر لأسأل في زقاق العطّارين عن حنّاء العرائس، وعن خيطانٍ لتطريز ثوبٍ بالقصب، وبفضول العائدين نُقلّب عيوننا في الشوارع التي كنا نسمع وصفها في الأغاني "بهية المساكن"، ونروح نركضُ نسأل أهل المدينة: خذونا "لأروقة المعابد"! سيكون ضرورياً أن أستند الى كتفك حين أقف أول مرةٍ أمام "القدس" !! * * * "هنا" يصوغ الفتية الـيبوسيون شكل الشجر، وشكل الحكاية، ويرتبون الحجارة الصغيرة كما أوصاهم الملك ايلياء، منذ مطلع الفجر، .. وهنا للطفل حين يقصُّ أظافره رائحة دم ...الغزال! |
قصيدةة مختلفة كلمآتهاآ مؤلمة حزينة متفآئلة جمعت كل شي رآق لي طرحك أدآمكِ الله ~ |
بالفعل انها قصيدة رغم المها الا انو فيها نسمة حلوة دمتي في رعاية الرحمن |
الله الله الله ما اروع نسجك وما اعظم طرحك سرحت بعيدا ورجعت ثم سرحت ورجعت تخيلت الماضي بعبقه وعتيق درجاته وفانوسه الزيتي الرومنسية الذي نكون به مع الله نتخيل ونتعبد وندعو ونستغفر نصوم ونصلي وكل توكلنا على الله ايتها الرائعة التي لا تنكسر نسجت نسجاً احار عقلي وايقظ كل احاسيسي صعدت ونزلت الاف المرات ورأيت وهجا ظاهرا في عتمة الايام والمحن اشكرك جدا لروحك تعاويذ الاقصي وذهب قبة الصخرة |
عبارات قلمك المبدع قصيدة جميله رغم كلماتها المؤلمه اختيار موفق يعطيك العافيه الوطن والغربه |
الساعة الآن 11:39 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.