![]() |
20/ بركة النصح للمسلمين؛ فإنه بسبب نصح موسى لنبينا صلى الله عليه وسلم خفف الله عنه الصلاة المفروضة إلى خمس صلوات. |
21/ أنَّ الله تعالى كلَّم نبينا صلى الله عليه وسلم كما كلَّم موسى عليه السلام، والذي يقف على الخصائص المحمدية –على صاحبها أزكى صلاة وأتم سلام- يعلم أنَّ الله أكرمه بالآيات التي أُكرم بها كثير من الأنبياء قبله، وزاده خصائص لم يُعطها أحدٌ قبله. |
22/ عظيم رحمة ربِّنا بنا، قال تعالى:} يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا{ «[23]». |
23/ الاستحياء من الله هدي نبوي كريم، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم قال لموسى –عليه السلام- لما طلب منه الرجوع بعدما صارت الصلاة خمس مرات:«إني قد استحييت من ربي». وقد أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ». قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ:«لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ»«[24]». |
24/، 25/ خطورة الشرك، وعظيم فضل أواخر سورة البقرة. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ:" لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ «[25]» إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنْ الْأَرْضِ فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ مِنْهَا. قَالَ: }إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{. قَالَ: فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا؛ أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا الْمُقْحِمَاتُ» «[26]». |
26/ أنَّ رسولنا صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعينه، وإنما رآه بفؤاده؛ لقول أبي ذر t: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ:«نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ» «[27]». ولقول أمِّنا عائشة رضي الله عنها:" من زَعَمَ أَنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ "«[28]». |
27/ فضل أبي بكر الصديق الذي لم يُخالج قلبَه شك في صدق خبر النبي صلى الله عليه وسلم، بل سارع إلى التصديق لما أخبرته قريش بخبر الإسراء بقوله:"إن كان قالها فقد صدق". فرضي الله عنه وأرضاه. وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. |
رحمة النبي بمن آذاه من غير المسلمين على الرغم من روعة مواقف النبي مع غير المسلمين وعظمتها، فإننا قد نستوعبها ونفهمها، لكن الذي يصعب استيعابه حقًّا هو رحمته بأولئك الذين آذوه واشتدوا في إيذائه! فقد يكون مطلوبًا من الإنسانِ كريمِ الخُلُق أن يتعامل بالعدل مع من اعتدى عليه وظلمه، أما أن يتعامل بالرحمة والبر والإحسان فهذا أمر عجيب حقًا! إننا كثيرًا ما نقرأ قول رسول الله: «صِلْ مَن قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ» [3]، فنعتقد أن الأمر مقصور على المسلمين، ونحن معذورون في ذلك؛ لأن وصل من قطع، وإعطاء الذي حَرم، والعفو عمَّن ظلم أمر صعب، حتى لو كان الفاعل مُسلِمًا، فما البال لو كان غير مسلم؟! ومع ذلك فالأمثلة في حياة الرسول على هذه الشاكلة كثيرة جدًا، وكلها آيات في سُمُّوِّ الأخلاق، وقمة الأدب. |
يروي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: "قاتل رسول الله محارب خصفة [4] بنخل، فرأوا من المسلمين غرةً؛ فجاء رجلٌ منهم يقال له: غورث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله بالسيف؛ فقال: من يمنعك مني؟ قال: «الله»؛ فسقط السيف من يده فأخذه رسول الله فقال: «من يمنعك مني؟» قال: كن كخير آخذ. قال: «أتشهد أن لا إله إلا الله؟» قال: لا. ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك؛ فخلى سبيله. قال: فذهب إلى أصحابه قال: قد جئتكم من عند خير الناس" [5]. |
فهذا رجل أمسك السيف، ووقف به على رأس رسول الله يتهدده بالقتل، ثم نجَّى الله رسولَه، وانقلبت الآية، فأصبح السيف في يد رسول الله، ومع ذلك فالحقد والغِلُّ لا يعرفان طريقهما أبدًا إلى قلبه، إنه يعرض عليه الإسلام، فيرفض الرجل، ولكن يعاهده على عدم قتاله، فيقبل منه رسول الله ببساطة ويرحمه، ويعفو عنه، ويطلقه آمنًا إلى قومه! |
الساعة الآن 06:49 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.