![]() |
فلسفة في بحر الكلمة مدخل ~ تمعنو جيدا https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.n...65288654_n.png الشجاعة تغلب الكثرة، السلاح يخيف العدُوّ، النار تذيب الحديد، الماء يطفئ النار، وحرارة الشمس تبخر الماء، والليل يمحو صفحة النهار، والصبح يحطم قيود الليل.. ودوران وتعاقب وكل شيء يطغى على شيء آخر.. وماذا عن (الكلمة)؟! للتوضيح لا بد من التوقف في محطة الاستقبال لها. الذبذبات الناتجة عن الكلمة تتصل مباشرة بجهاز المستشعر لها. هذا الجهاز كغيره من الأجهزة قابل لأعراض مختلفة، كالأعطاب وفقدان قوة الجاذبية، وفقدان توازنه في حالات كثيرة. ولكن الميزة هنا أن مصدر الكلمة، والمصدرة إليه، من ********* واحد، من طينة واحدة. بخلاف الظواهر الآنفة الذكر، حيث لكل واحد منها مجاله الخاص. ورغم هذا كله فإن "الكلمة" لها من قوة التأثير والفاعلية أكثر من أي شيء آخر، بشرط أن يتوافر من يجيد صياغتها أولاً، وأن تجد الاستقبال الحسَن لها ثانياً. فإذا ما توافر الاثنان يحدث التفاعل والاندماج بحيث يصعب فصل أحدهما عن الآخر، أو إحداث شرخ فيما بينهما نظراً للانسجام التام بينهما. الكلمة لا تخلو من ناطق ومستمع، والناطق بها إما أن يخرجها طيبة حلوة جميلة، وإما العكس. وفي المقابل: المستمع أسير سماع ما يجود به الناطق، سواء كذا أو كذا. وفي كلا الحالين، فإن مفعولها يظل متذبذباً بحسب المصدر وبحسب الجهاز المستقبل. وقد يبقى مفعولها سرمدياً لدى البعض من كلا الطرفين.. الطرف الأول: إذا كانت الكلمة التي أطلقها طيبة فإنه يكون راضياً سعيداً بها إلى أمد بعيد. وإذا كانت عكس ذلك ربما يعض على إصبعه ندماً نحواً من الزمن نتيجة لتسرعه واندفاعه. أما الطرف الثاني (المستمع): فهو مرهون بما يسمعه فقط، فإن تلقَّى زهرةً يفوح منها العطر الطيب لا يفارقه عبيرها على المدى البعيد. وإذا ما تلقى قذيفة جارحة يظل أثرها عالقاً في ذهنه يتألم ويتلوى من مفعولها السام والمؤثر على نفسه زمناً قد يصل إلى عمره كله. هذه هي الكلمة ومحتوياتها وهي تعمل عمل أي مؤثر، إلا أن تأثيرها قاصر على الإنسان فقط ولا تصدر إلا من الإنسان. وبذلك تختلف قوة التأثير التي تحدثه بحسب قوتها هي، ومن الملاحظ أنها ذات شقين: الشق الأول، وهو المستحسن، وعليه يجب أن تكون الكلمة طيبة وحسنة. والشق الثاني هو غير الحسن، وفيه تكون الكلمة ممرغة بطلاء القبح والرداءة، ومع هذا يبقى مفعولها من خلال هذين الشقين ثابتاً في الكم والكيف، مختلفاً في النوع والصورة. فالشق الأول يترك أثراً طيباً والآخر يترك غصة في النفس. ومن هنا يبقى دور الإنسان مصدِّراً ومستقبِلاً. ويتبقى دوره في: كيف يتحرى ويختار الأصلح والأصح، وكيف يتجنب منازل الكلمات غير اللائقة دون هوادة. وما دام الأمر كذلك، لماذا لا نحول كل الكؤوس إلى قوالب من العلاقات الحسنة والكلمات الطيبة فيما بيننا؟ فهل يضرنا شيء لو فعلنا ذلك؟! أعتقد أن الإجابة على لسان كل واحد منكم دون أدنى شك. وحتى لو زللنا في غفلة من أمرنا، فلا بد وأن تأتي ساعة نقف فيها أمام أنفسنا ونراجع حساباتنا. عندئذ علينا اغتنام الفرصة، وأن نعود إلى مسالك الطيبين، والعَود أحمد، ولا ندع الشيطان والعناد يفتكان بإنسانيتنا وأخوَّتنا ومحبتنا وهي - الكلمة - جسر التواصل والتفاهم. والأوامر العسكرية تبدأ بالكلمة، الأستاذ شرح الدرس لطلابه بالكلمة، الحوار الذي يدور مهما كان نوعه ومستواه يكون بالكلمة، بالكلمة تستطيع أن تسيء إلى الآخرين وبإمكانك الإحسان إليهم. بالكلمة أيضاً نستطيع أن نكسب قلوب الناس، وبها أيضاً نجني البغض منهم. وإذا كانت - الكلمة - بهذه الدرجة من الأهمية يجب علينا إعدادها وإبعادها عن الرذائل قبل إلقائها من ناحية، ومن ناحية أخرى التوقيت والتأكد من الجهاز المستقبِل لها، فربما كان الجهاز في وضع لا يسمح بالاستقبال، أو يقوم بتغيير المعنى المقصود به إلى معنى معاكس له، وهذا ما يفقد الكلمة رونقها الجمالي.. لذلك التوقيت عاملٌ هام، ويكون اختيار الكلمة حسب الموقف .. |
جزاك الله خيرا طرح مهم جداً في تعلم فن الكلمة والكلام بارك الله فيكي ما ننحرم من جديدك |
ما اروع ان نصول ونجول في معاني الجمل والحروف اللغه العربيه غنيه في التعاريب الرائعه اشكرك غزاويه موضوع يستحق القراءه |
رائع جدا ما قرأت لا تمل العين من تلك الكلمات الجوهرية أشكرك على روعة ادراجك تحياتي |
راااائع ومميز ربي يسلم هالديات |
ططرح رآئِــع ،، سسلمت آلآيّـآآدي ،، وردي |
طرح جميل سلمت يمناك لروحك الجوري ~ |
الساعة الآن 05:29 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.