منتديات بنات فلسطين - مواقف مؤلمة من واقعنا ..!!

ولادة ..وتهديد

ولادتها كانت متعسرة .. كانت تتضرع إلى الله أن يرزقها وليد يدخل السعادة إلى قلب والده .. هذه هي المرة السابعة التي تضع فيه حملها.. كان زوجها يؤنبها في كل مرة لأنها لا تنجب إلا إناثاً… كانت تدعو الله ليل نهار أن يرزقها الولد … كانت تخشى من جبروت زوجها.. الذي كان يهددها على الدوام: إن أنجبت بنتا ًهذه المرة فسألقي بك إلى الشارع … كانت ترجو الله أن يرحمها من هذا الخوف الذي لازمها طيلة تلك التسعة شهور.. قالوا الأطباء: إنها في وضع حرج جداً .. والولادة لن تمر على ما يرام… كان صوت الرعد يهز السماء .. والمطر ينهمر بغزارة .. وتلك المرأة يملأ صوتها الفضاء….وهي تقول وتستجدي الإله: يا رب أرأف بامرأة مصيرها الدمار ..يا رب ارزقني الولد .. وتصرخ وتزداد صرخاتها ألماً وعذاباً .. وأخيراً يأتي الفرج .. جاء الولد .. نظرت إليه وقبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة قالت: يا رب لك الحمد…

************************** *************************

فقر …وغنى

الفقر في كل مكان.. والجوع يقض مضجع الصغار.. والأم ما زالت ترجو زوجها أن يحنو على أولاده ليحضر لهم الطعام.. مثقل الخطوات يسير ببطء شديد .. لا يدري من أين يأتي بالطعام ليطعم الصغار.. وأخيراً تقوده خطواته إلى بيت أخيه .. الذي يسكن في فيلا جميلة .. فيطرق الأبواب لتخرج إليه زوجة أخيه .. تنظر إليه بازدراء وتطلب منه الانتظار.. تتركه وراء الباب كضيف غريب!!… يسمع صوتها وهي تنادي زوجها مزمجرة غاضبة بأن لا يسمح لهؤلاء الذين لا يليقون بمستوى عائلتها الاقتراب من بيتهم مرة أخرى.. يطقطق الزوج رأسه ويقول : أمرك يا مدام… وما هي إلا لحظات حتى يخرج الزوج فلا يجد أحدا..

************************** *************************

شك …وسوء تفكير

فتاة في عمر الورود … كان والدها يطبق عليها سجن الحرمان .. " ممنوعة من الخروج .. ممنوعة من التحدث بالهاتف .. ممنوعة من الضحك .. ممنوعة من السهر.. ممنوعة من مشاهدة الأفلام .. ممنوعة من الحب .. ممنوعة من كل شيء… يوصلها بنفسه الى المدرسة ..ويعود مع نهاية الدوام ليأخذها .. مطلوب منها ترتيب المنزل وتجهيز الطعام والتزام الصمت .. كانت لا تملك إلا دفتراً تسجل عليه كل آلامها .. أصبحت في السابعة عشر من عمرها وما زالت حياتها تسير بنفس الاسلوب منذ رحيل أمها … في صباح أحد الأيام استيقظت باكراً .. ووقفت أمام نافذة غرفتها تتأمل إشراقة الشمس .. بعد ذلك جال نظرها في أرجاء المكان .. فرأت وردة حمراء جميلة بالقرب من سور حديقتهم ..انسلت بهدوء وذهبت إلى الحديقة لتقطفها … استيقظ والدها على صوت باب البيت .. فهرع خارجاً ليرى حقيقة الأمر.. هاله منظر ابنته وهو يراها تقطف الوردة وتشم أريجها وتمنحها قبلة حنونة .. صرخ فيها بشدة..فارتعدت في مكانها .. جرّها الى البيت وأشبعها ضرباً وقال لها لمن كنتِ ترسلين تلك القبلة يا فاجرة؟؟ .. بعد ساعات كانت تجلس في غرفتها تبكي بصمت كما اعتادت ..بحثت عن دفترها الصغير وكتبت عليه كانت تلك القبلة لك يا والدي … بعد ذلك خرجت إلى المطبخ وعادت وهي تحمل سكيناً ..وكتبت ما عدت قادرة على احتمال هذا السجن وهذا العذاب أكثر .. لماذا تعتقد أني سأكون خائنة مثل أمي؟ .. لماذا تحملني ذنب لم اقترفه؟ ..غرست سكينا في صدرها وقالت: لقد قتلني شكك ياوالدي

قصي ^ـ^