![]() |
|
حبة التوت ساعترف لك بشيء.! انوثتك الطاغية تتبعثر رويدا رويدا في هضاب قلبي هذا المساء اصابت سماء رجولتي برعد حواء. وبرقها اتصل بارض كينونتي .. صاعقا مدمرا كل شيء بجنون في عرين روحي.! اتسأل : انت حبيبتي .!!. |
|
يبدو انني اخطائت بعضا من العناوين ( تقديرا خاطئا مني ).! ربما قرار الاقلاع عن ما تفيض به مشاعري هنا ..ايجابي وصائب.! انه مع سبق الاصرار حد توقف المشاعر بمكان ما ( مع التنويه لذلك ) وهي كتاباتي ذلك انني في فضاء .. اخالف الانظمة والقوانين ساحلق بكل الاقسام بعيدا عن اسباب الاحراج للاخرين.!. وداعا مدونتي ...وداعا .!!! ربما نلتقي يوما ما .! باجنتدي الخاصة منزليا !. اغلاق نهائي |
معرض زوهراب.. ألوان فاتنة تغلف روحاً حزينة http://assafir.com/Medias/Photos//20...a330b7d543.jpg في كل معرض يأتينا الفنان زوهراب بجديد، ويمد الجسور بينه وبين قديمه، مثلما يمد جسوره، في الأساس، بين اتجاهات الفن المختلفة وبين عائلة وأخرى من أساليبه. فهو من الفنانين القادرين على التعامل مع العين من أكثر من زاوية، حتى اللوحة الواحدة عنده عليك أن تراها من أكثر من زاوية أو بُعد. يُغري المشاهِدَ من خلال أمرين أساسيين: لعبة اللون، والحركة التي لا تهدأ في مساحة اللوحة التي يحولها إلى مسرح. والأمران يأخذان المشاهد إلى فتنة بصرية. فهو في الدرجة الأولى رسام ماهر وملوّن يتعامل مع مرجعياته بشغف. يرسم بخط مختصر ويصور بتجريد لوني حينًا وبتدقيق تشخيصي حينًا آخر، لا فرق عنده، فتاريخ الفن صفحات مفتوحة أمامه، ولكل فكرة سبيلها وتشكلها خطًّا ولونًا. يكفي، بالنسبة إليه أن تبزغ الفكرة، فالتنفيذ لا حرج فيه أبدًا، فهو وليد نصف قرن على الأقل، من التجربة المكثفة والطموحة، وخبرته العريقة عائمة في فضاء المعرض. أما الحركة فهي شغله الشاغل، لا تهدأ ريشته ولا تسكن، فإذا لم يحرك جسدًا أو طبيعة نجده مهتمًّا بحركة الضوء والظل. المهم أن الحركة عنده حياة لا بد منها على ملوانته. ولعل لوحة «الأحمر والأخضر»، حيث نرى وجهًا مضروبًا بريح من كل الجهات، مثل على زخم الحركة الذي يستغله الفنان في دفع التعبير إلى أقصى حدوده. على أن طبيعة الحركة أو أسلوبه في خلقه لا يغرق في أي نمطية. نراه مرة يضرب بريشته بأسلوب يقرب من الرقش السريع الذي يستجيب لانفعالات حارة، وأخرى يجعل الألوان تتدفق كنهر يسبح فيه عاشقان كما في «القبلة». والحركة تتخذ أشكالًا أخرى مثل حركة طير أو نحلة، أو لاعب كرة كما في لوحة «مونديال»، وقد يحول المشهد الطبيعي كله إلى تجريد لوني كي يحركه على هواه ووفق انطباعيته وتعبيريته وحسه الرومنسي. في لوحات المعرض الـ35، نستبين شغفه في السرد ونبش التاريخ الأرمني، على أبواب المئوية الأولى للمجازر التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن، وربما الحفر في الذاكرة الشخصية المتداخلة بهذا التاريخ، فنحن في المعرض أمام حكايات العذاب والحزن وذكريات الألم المتجدد. كأن زوهراب، في كل معرض، يؤكد أنه لم ينسَ، ويُذكِّر حتى لا تموت المشاعر ويبلى التاريخ... ومع ذلك فهو لا يذهب إلى كابوسية في الأفكار التي يطرحها، ولا يجلد مشاعر المشاهد، ولا يستعيد دماء مجزرة. إنما يتذكر بشعرية رومنسية هادئة، وإن كانت زاخرة بالمعاني، فهي أشبه بحياة هادرة تحت سطح بحيرة ساكن. ففي إحدى اللوحات، «العلم»، التي نرى سطحها مجرد زخرفة بصرية جاذبة، تتحرك حياة تهزها ألوان العلم الأرمني التي تتماوج كأنها أمام ريح، أو يبدو جمع، يسعى، من البشر وسط خلفية بيضاء تتيح للحركة أن تبرز. غير أن انحياز زوهراب لقضيته الوطنية لا ينسيه أحضان الطبيعة والعشق الملون بالحب والشغف والطيران والحزن الشفيف. وهو لا ينسى حزنه على شقيقته ياسمين، التي كانت نحلة معارضه، قبل أن يعترضها الموت. ذلك الحزن الذي لا يزال يتردد بين معرض وآخر، من خلال حضور وجهها، وجه مشغول بضوء الروح، برهافة وقوة، وقد ادَّخَرَ لتخليد ذكرها في محترفه ست عشرة لوحة حتى الآن... وكل ذلك لا يثنيه عن تجسيد تلك الأفكار التي تحضره من واقع الحياة اليومية في لبنان، وهو يتبصر في شؤون الدنيا وشجونها، فتتدفق المواقف ألوانًا ورموزًا قد لا يفكها المشاهد بسهولة. ما نلاحظه أيضًا أن الفنان هذه المرة لم يشكل أعماله بتقنيات مختلفة، فهو تعامل مع «الأكريليك» وحدها، مستخدمًا ليونة هذه المادة وسيولتها، وإن كان بسلطته عليها يجعلها أقرب إلى الإحساس بالفحم، مثلًا، في بعض أعمال الأسود والأبيض. معرض بألوان فاتنة تغلف روحًا حزينة.. وفنان يعرف كيف يخفف ثقل الحياة بالريشة. أحمد بزّون |
جنون السيلفي السهولة السلسة التي تتيح لنا التقاط صورة ذاتية "سيلفي" هي نتاج لتطور التكنولوجيا المتعذر اجتنابه. الجيل القديم من الفوتوغرافيين وصفوا التصوير الفوتوغرافي كجهد انتباه بطولي وتدريب زاهد وتقبّل حسّي صوفي للعالم. فالمصور الشهير كارتييه بريسون كان يقارن نفسه برامي سهام من مدرسة الزن البوذية! بينما، الآن، الارتياب بالآخر هو ثيمة العصر الحالي. كل شيء يدعونا إلى تقبل الوحدة أو أن نخدم أنفسنا دون مساعدة من أحد. مما لا شك فيه أن صورة "السيلفي" احدثت ثلما حقيقيا في العلاقة بالآخر، ودلت بوضوح على الجانب المعتم من التطور. صورة السيلفي اجتاحت العالم، لتكون أكثر من موضة عابرة، لدرجة أن قاموس أوكسفورد اختار كلمة "سيلفي" لتكون "كلمة العام 2014". وتحولت هواية التقاط الصور الشخصية بواسطة الأجهزة الالكترونية المتطورة إلى هوس متنقل، كان ثمنه في مرات كثيرة، الموت! ومؤخرا تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبراً مفاده أنه ثمة عشرة حوادث موثقة بصور "سيلفي" انتهت بمقتل أصحابها، فكانت السيلفي الأخيرة. مثال ذلك الفتاة الروسية زينيا اغناتييفا (17 عامًا) التي أرادت التقاط صورة "سيلفي" عن جسر على ارتفاع 28 قدماً فوق الارض، لكنها فقدت توازنها وسقطت على كابل كهربائي، فقتلت صعقًا بشكل مأساوي. كما أن "السيلفي" غدت هوسا يمارسه النجوم الذين لم يشعروا بالاكتفاء من تصوير الباباراتزي لهم، ومؤخرا اشتهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لنجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان وهي تلتقط صورة سيلفي مع حيوان الكوالا! كذلك يخضع رجل إسباني، وحفار للقبور للمحاكمة بعدما استخرج جثة خاله الميت منذ 23 عامًا لالتقاط صورة تذكارية له معها، الأمر الذي تسبب في تعرضه هو وحفار القبور، الذي استخرج له الجثة، للمحاكمة والمساءلة القانونية بتهمة الاشتباه بتمثيلهما بجثة الرجل المتوفى! ودخلت الشركات العالمية في منافسة تكنولوجية حامية الوطيس في مجال صور "السيلفي" التي تسابقت لابتكار أجهزة مزودة بخدمات أفضل لتلك الميزة، فكانت شركة "إيسر" التايوانية السباقة في هذا المجال حيث أطلقت قبعة غريبة جديدة بتقنية إلكترونية، تحتوي على مكان مخصص لوضع التابلت لالتقاط صور "سيلفي"!! هناك دائما الحياة اليومية مع خزينة هائلة من الموضوعات التي نعثر عليها في كل لحظة. لنلتقط صورة سيلفي ونزين فيها صفحتنا الشخصية في عالم افتراضي أهم ما يميزه التكاثر الفظيع لصور بشر لا تربطنا بهم صلة أكثر من الفضول. وتعزز الاحساس بالشيء البعيد المنال. لتظل "الصورة الفوتوغرافية حضوراً زائفا أو رمزا للغياب معاً"، بحسب ما قالت ذات يوم سوزان سونتاغ في مؤلفها الشهير "حول الفوتوغراف". بقلم : لينا هويان الحسن |
"مهرجان أبوظبي السينمائي".. ومخرجون بين بلدين 3 أفلام إيرانية.. قسوة الحياة وبهاء السينما http://assafir.com/Medias/Photos//20...078a80567b.jpg لقطة من "قصص" لرخشان بني اعتماد الدهشة صفة صالحة لانفعال ناشئ من مُشاهدة ثلاثة أفلام روائية طويلة حديثة الإنتاج، لثلاثة مخرجين إيرانيين. صفة تختزل فعل المُشاهدة، وتحاول أن تكتفي بذاتها بدلاً من الاسترسال في التحليل والنقاش. مخرجان اثنان منهم مقيمان في الولايات المتحدة الأميركية. شابان يحفران عميقاً في صناعة صورة سينمائية منتمية إلى المشهد الدولي للفن السابع. يُكمّلان ما تصنعه ثالثتهما، المقيمة في بلدها، والغارقة في مخاض العيش الاجتماعي فيها. يلتقون معاً في السينما، ويصنعون كلٌّ بمفرده سينما تذهب إلى أقصى التجريب البصريّ أحياناً، كي تروي فصولاً قاسية من واقع إنساني، أو تُسرف في واقعيتها كي تختبر معنى الصورة في محاكاة اللحظة والحكاية. صناعة سينمائية كبيرتهم سنّاً واختبارات مقيمة في بلدها. رخشان بني اعتماد (مواليد طهران، 3 نيسان 1954) مستمرّة في خوض مغامرة البحث في ثنايا بيئتها وأحوال ناسها. "قصص" (جائزة أفضل سيناريو في مهرجان البندقية، 2014) إمعان في تفكيك بنى الحياة اليومية الإيرانية، وكشف بعض المبطّن، وفضح النظام الحياتي المتحكّم بالعيش، ونقل تفاصيل عن أناس يُراد لهم مزيد من التهميش. المخرجان الآخران هما: آنا ليلي أميربور (لا تقول تاريخ ولادتها لأحد، لكن ملامحها تشير إلى بلوغها الـ 35 من العمر تقريباً. ولدت في بريطانيا، وتعيش في أميركا منذ سنين طويلة)، ورامين بحراني (مواليد "ونستون ـ ساليم" في كارولينا الجنوبية، 20 آذار 1975). للأولى فيلمٌ موصوف في الغرب بكونه "فيلم مصاصي دماء وسترن إيراني"، يحمل عنوان "فتاة تمضي وحيدة إلى المنزل ليلاً". للثاني فيلم "نضاليّ" مُسرف بواقعيته السينمائية، من دون بكائيات وتسطيح وخطابيات جوفاء: "99 منزلاً". تُشكّل الأفلام الثلاثة، المُشاركة في برامج ومسابقات مختلفة في الدورة الثامنة (23 تشرين الأول ـ 1 تشرين الثاني 2014) لـ"مهرجان أبوظبي السينمائي"، جزءاً أساسياً من سينما إيرانية جديدة. سينما لا علاقة لها بجغرافيا الولادة أو الإقامة، بل برؤية صائبة في توجيه الكاميرا إلى الأمكنة الحسّاسة في المجتمع والروح وأنظمة الحياة، وبمتخيّل قادر على الذهاب بعيداً في قراءته الواقع. في "قصص"، الواقعية شديدة الوضوح، والمتخيّل السينمائي متمكّن من ترتيب الحكايات وفقاً لمسار سرديّ ينقل الواقع كما هو، ويترك للتوليف مهمة إنجاز المنحى الإنساني للنصّ. الواقعية شديدة الوضوح أيضاً في "99 منزلاً"، وإن اختلف القهر الفرديّ الراهن بين واقعين حياتيين إيراني وأميركي. "قصص" يغوص في قاع المدينة، كاشفاً اهتراءها الاجتماعي والروحي والذاتي. "99 منزلاً" يتوغّل في إفرازات الأزمة المالية الأميركية الأخيرة، فاضحاً وحشية "اللوبي العقاريّ" العنيف في موازنته بين الاستبداد وتراكم الأموال. الحبّ المعلّق، والأمراض المستعصية في المجتمع والجسد، والفقر ونتائجه، والاحتيال ومفاعيله، أمور صانعة "قصص" بني اعتماد. القروض غير المُسدَّدة في مواعيدها أداة لتحطيم الفقراء وتشريدهم، سواء كانوا شباباً في مقتبل العمر، أم عجائز وحيدين في هذا العالم. الفساد جامعٌ بين الفيلمين: فساد الإدارة الرسمية (قصص)، أو فساد العقل التجاري (99 منزلاً). لكن الفساد الأول ليس حكراً على مؤسّسات رسمية أو خاصّة (طرد العمّال من دون إعطائهم حقوقهم مثلاً)، لتفشّيه في الاجتماع كلّه. الفساد الثاني منخرطٌ في لعبة الرأسمال وقذاراته. تكوين ثروات يُفترض به أن يتمّ خارج المصارف والإدارات الحكومية. الانقضاض على منازل الناس "أفضل" وسيلة لتراكم المال. انعدام كلّ حس إنساني واجبٌ وضرورة. السخرية أداة سينمائية لتعرية جانب من الرأسمالية الأميركية. مطرودٌ من بيته مع ابنه ووالدته يتحوّل سريعاً إلى طارد آخرين من منازلهم من دون شفقة ولا رحمة. يُريد جمع المال لاستعادة منزل الذكريات. الوحش العقاري لا ذكريات له. السخرية المريرة في "99 منزلاً" شبيهة بالسخرية المريرة في "قصص". لكنها في فيلم رخشان بني اعتماد مبطّنة وقاسية في كشف فظائع الحياة اليومية (إدمان على المخدرات، بيع الجسد النسائي من أجل لقمة عيش، انعدام كل اهتمام بالمتقاعدين وكبار السنّ، إلخ). قصص مروية بأسلوب يوهم بتوهانه بين توثيق وسرد. لعبة جميلة سينمائياً تصنعها رخشان بني اعتماد في مواكبتها شيئاً من خراب بيئتها. رامين بحراني متعمّقٌ في فساد النظام المالي والاقتصادي في أميركا، وقابضٌ على مفاتيح اللعبة البصرية أيضاً. الفيلمان "نضاليان" من دون خطاب ومباشرة. بسيطان إنتاجاً، لكنهما عميقان في الفضح والكشف والتعرية. ساخران بمرارة وألم، لكنهما واقعيان بسردهما حقائق مُعاشة. يميلان إلى الإنسان الفرد وحقوقه، ويسردان أشياء من حكايته، وينقلان وجعاً وتمزّقاً، ويعكسان سقوط الفرد في تدمير ذاتي، أو في تهميش متعمَّد، أو في مرض قاتل، أو في نظام متكامل يؤدّي إلى صناعة الوحش. الوحش المصنوع بإرادة الرأسمال ينقلب على انقلابه الأول كي يستعيد إنسانيته، بعد أن اختبر درب الآلام (99 منزلاً). الوحش في "قصص" عاجزٌ عن ارتكاب انقلابه على واقعه لشدّة بؤس الواقع، فيأخذ ضحاياه إلى موتهم التدريجي البطيء. غرائبية مع آنا ليلي أميربور، تأتي السينما من تأثيرات جمّة (جيم جارموش، كوانتن تارانتينو، جيمس دين، وسترن سباغيتي، مصاصو الدماء). مزيج من أنماط سينمائية لمرافقة شخصيات عديدة في سيرها على طريق آلام لا تنتهي إلاّ بالانقلاب على أقدارها. "مدينة قذرة" لا ملامح جغرافية واضحة لها. هناك النفط، وهناك الظلام شبه الدائم، وهناك أناس واقعون في شقاء وتمزّق. إدمان على المخدّرات ودعارة وانسداد أفق، أمور تُحسن مصاصة دماء مراقبتها وتعقّب ضحاياها، والعمل على إنقاذهم من ورطاتهم. ليس ضحاياها جميعهم، بل اثنان فقط اختارتهما كي تذهب بهما إلى تحرّر ما من واقع. الحبّ طريقٌ إلى جعلها أكثر بشرية. سلوكها يُفضي بها إلى تفعيل أكبر لإنسانيتها. المرأة التي تبيع جسدها من أجل حفنة من المال قادمة إلى بؤسها من حزن عميق فيها. الشاب محاصرٌ بين أب مدمن، ومجتمع منغلق، وانعدام أفق. شبيهٌ هو بجيم ستارك (جيمس دين) في "ثائر من دون قضية" (1955) لنيكولاس راي (برنامج "كلاسيكيات مُرمَّمة" في المهرجان)، شكلاً وسلوكاً ونمط حياة. تُعينه مصّاصة الدماء على الخلاص، فيُكافئها بالهروب معها إلى مكان/ حياة آخر. "فتاة تمضي وحيدة إلى المنزل ليلاً" عالم متكامل من الغرائبية البصرية والصُور السينمائية. مناخ درامي غارقٌ في سوداوية الحياة وسواد الليل. الإضاءة والتصوير (لايل فنسنت) مدهشان بجمالياتهما الدرامية والفنية. التوليف (أليكس أوفلين) تنظيم إبداعي للبناء الفيلمي. الحكاية تُصيب عصب الحياة بمعالمها المتناقضة والصدامية، تماماً كما في "قصص" رخشان بني اعتماد، و"99 منزلاً" لرامين بحراني. بقلم : نديم جرجوره |
http://d8hgvrdmpadt2.cloudfront.net/...014/05/H-Y.jpg أي ثقافة عربية نريد..؟ إن تحقيق رسالة الأمة تتطلب استنهاض الثقافة العربية الإنسانية مع ما تحمله من معان و آفاق وأبعاد ترتبط بتاريخنا وحضارتنا وفكرنا وخيالنا، هي الثقافة التي تتخطى حدود الثقافة الوطنية التي ولدت كمفهوم وظاهرة عامة ضمن سياق الوضعية الإجتماعية والتاريخية التي مرت بها شعوب الأمة العربية في فترة نضالها ضد الأستعمار من أجل تحررها وتحقيق سيادتها الوطنية من نير السيطرة الاستعمارية والنفوذ الامبريالي بكافة أشكالهما وأنماطهما. فهذه الثقافة على أهميتها لا يجوز أن تبقى منفصلة عن الثقافة العربية الإنسانية الأوسع والأشمل والقادرة على احتضان الثقافة الوطنية للبلدان العربية ضمن بوتقة الفكر العربي الغني بتعدد تجاربه ومنابع ثقافاته وحضارته. فالثقافة الموروثة من كنف الإستعمار ومراحل عصر الإنحطاط والتخلف العربي كانت ولا تزال تشكل العنصر الإساس في منع التلاقي بين مكونات الشعب العربي، كما أنها كانت ولا تزال تشكل حجر الزاوية لي المؤامرات التي حيكت على مستوى العالم العربي لضرب مفاهيم العروبة المتنورة المنفتحة ومفاهيم الوحدة والعيش العربي المشترك بالإضافة إلى ضرب المفاهيم الإسلامية التي سقط من أجلها كبار القادة المسلمين الذين سقطوا في سبيل احقاق الحقق وارساء العدالة الإنسانية التي تحفظ التعدد والتنوع ضمن المجتمع العربي الواحد. وضرب هذه المفاهيم الوحدوية للأمة لطالما تمثلت على سبيل المثال في المؤامرة التي سعت إلى استهداف المسيحيين وتهجيرهم من العراق وسوريا و وفي اكثر من بلد عربي وهذا الإستهداف أتى في سياق إعادة الوطن إلى عصر الجاهلية والفوضى والإقتتال وعدم الأستقرار، ومما لا شك فيه أن ثقافة تعميم الفوضى على مساحات واسعة في أكثر من بلد عربي تأتي في سياق تفتيت وضرب قوة العرب ووحدتهم ليكونوا أكثر طواعية على في فرض الهيمنة والسيطرة على ثرواتهم الغنية في المنطقة وهذا الأمر بواقعيته من شأنه أن يضعف الدول العربية ويغرقها في براثن الفوضى التني تنهك كل قواها على جميع المستويات في حين أن اسرائيل الدولة العدوة للعرب تبقى قوية محصنة في ظل منظومة دولية منحازة للدولة العنصرية التي تزودها القوى العظمى بأحدث الأسلحة والطائرتات لتبقى الدولة المستطرة والمتفوقة بكل شيء في المنطقة على جميع العرب. إن الثقافة الحالية السائدة في الدول العربية هي ثقافة الحفاظ على الفوضى العربية، وهي ثقافة التشتت والتعصب والإنغلاق ويث نزعات الفرقة والإختلاف والتناحر بين أبناء الأمة الواحدة، وهي أيضاً ثقافة خلق وإيجاد لكل طائفة أو مذهب في الأمة العربية قضية فيها ما يكفي من الأسباب التي تدفع أبناء كل طائفة ومذهب ليقاتل ويسفك الدماء ولو كان ذلك على حساب الوحدة العربية وحتى لو كان ذلك عن قصد أو دون قصد يصب في مصلحة كاسرائيل كمستفيدة أولى لتواصل اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني ومن ورائه وخلفه على جميع الشعوب العربية . وبالتالي إن الثقافة الحالية السائدة في الدول العربية هي ثقافة الإنزلاق نحو الصراعات والفتن العربية في حين العرب اليوم هم بأشد الحاجة إلى ثقافة تساهم في التفافهم حو قضاياهم المشتركة ليخرج الوطن العربي من محنه العصيبة بسلام يوفر الحياة الآمنة الكريمة إلى جميع المواطنين العرب الذين يتوقون إلى بناء مستقبل أفضل لأبنائهم، وهذا الأمر يستدعي وعلى خلفية ما يجري داخل العالم العربي من احداث جسيمة وخطرة أعلى درجات الوعي والوحدة والتضامن العربي لمواجهة ثقافة الصراعات والفتن السائدة و إعادة الإعتبار إلى الثقافة العربية الصحيحة والحقيقية التي توحد الأمة وتزرع التضامن والتكاتف بين جميع أبنائها. من هنا نقول بأن للثقافة دورها الأساسي في توجيه مصير الشعوب ومن الخطأ جدا أن يتم النظر إلى الثقافة فقط من الجانب التعبيري والإنساني وحسب، كون الثقافة كمفهوم واسع تشكل قوة فاعلة مؤثرة في الإنسان وهذه القوة الفاعلة والمؤثرة بالإنسان يمكن استخدامها كسلاح خطير لتشكيل وعي الإنسان وتوجيه رؤيته وتحديد أفاق تطلعاته وأهدافه وهذا ما من شأنه أن يؤثر بشكل كبير في المجتمع من حيث الدفع في تطوير واصلاح هذا المجتمع أو المساهمة في تخلفة وانحطاطه وعرقلة أي مسار تغييري أصلاحي فيه وذلك على النجو الحاصل في مجتمعنا العربي حيث أن الفطريات الثقافية المولودة على هامش الثقافة العربية الأصلية كانت ولا تزال العائق الاساسي في عبور الأمة العربية من ضفة الجهل والتخلف إلى ضفة العلم والتقدم. ففي عصر تنافس الثقافات الذي حل مكان الصراعات الإديولوجية القديمة، لا بد من الحفظ على ثقافتنا العربية وتحصينها واستنهاضها لمواجه التحديات الثقافية التي تتهدد مجتمعاتنا بهويتها وخصوصيتها وانتمائها، سيما أن الغزو الثقافي يعتبر سلاحا عصري جديد لغزو الشعوب من خلال ضرب وعيها أو تزييفه أو تسطيحه بجعل ادراك هذه الشعوب لحقيقة مصالحها ادراك منقوص ومشوب بظاهرة التأثر السطحي والإنفعالي البعيد عن العقلانية الواعية. وبالتالي إن الإختراق الثقافي ليس سوى جزءٍ لا يتجزأ من الصراعات السياسية التي تستخدم فيها الدول شتى الأسلحة للفوز بها، وكم من الحروب التي قامت بها الدول الإستعمارية تحت شعارات نشر الحضار, وعليه، فإن الإختراق الثقافي ليس سوى سلاحا ناجعا للتحكم بمصير المجتمعات واللعب بأوضاعها في السياق الذي يجعل هذه المجتمعات خاضعة وتابعة للهيمنة السياسية والإقتصادية للدول التي تنجح ثقافتها في خرق ثقافة الأخرين من أفراد أو مجتمعات وفرض أنماطها وسلوكياتها عليهم. وضمن هذا السياق إن التحدي الأكبر أمام مسار استنهاض الثقافة العربية الشاملة والواسعة هو تقويض البنى الثقافية التي غرسها المستعمر في مجتمعاتنا العربية لضرب أسس ثقافتنا ومنابعها وذلك لأهداف مرتبطة بفرض ثقافته ولغته وتاريخه وحضارته ضمن سياق تثبيت وضمان استمرار تحكمه وتسلطه ونفوذه السياسي وتعميم سيطرته الاقتصادية على البلاد المستعمرة وذلك من خلال أدواة التسلط الثقافي – والحضاري التي لا تنقل العلم والخبرة ولا القيم والفلسفة الثورية والتحررية والأخلاقية إلى الشعوب المستعمرة بل فقط ما يخدم منها مقاصده وأهدافه ومصالحه ووجوده في البلد التي يستعمرها. لذلك أن المستعمر للبلاد العربية لم يوفر وسيلة من أجل طمس معالم الثقافة العربية وتشويهها من أجل غرس ثقافة بديلة عنها باعتبار أن الغزو الثقافي هو جزء لا يتجزأ من مشروع نهب البلاد الخاضعة للأستعمار ومثل هذا الغزو الثقاقي لا يزال خاضرا بقوة في حاضرنا على الرغم من زوال الحضور العسكري للمستعمر الذي نجح في ابقاء سيطرته ونفوذه على البلدان العربية المستقلة من خلال هذا الغزو الثقافي الذي أضعف ويكاد يطمس معالم الشخصية الثقافية العربية التي هي بتاريخها أعرق وأقدم من أي حضارة وثقافة أخرى يريد المستعمر أن يفرضها على الشعوب العربية كوسيلة لإبقاء نفوذه حاضرا دائما في بلادنا. وأن أخطر ما في هذه الثقافة الهجينة التي غرسها المستعمر بين النخب وفي المجتمعات العربية والتي تكاد أن تصبح جزء أساسيا من ثقافتنا وتاريخنا ومن تركيبة مقومات شخصيتنا وحضارتنا، يكمن في هدفها الأساسي الرامي إلى قتل الهوية العربية والتي تختزن في معانيها ورمزيتها لجامعة للأمة ماضي ثقافتها وتراثها الإنساني القادر على تصحيح ومعالجة آلام الحاضر ومأساته ومعاناته وعلى الدفع باتجاه بناء مستقبل عربي واعد بوحدة الشعوب العربية في تطلعاتها نحو الحداثة والعصرنة والتطور. ان إعادة إحياء الثقافة العربية مجددا يتطلب قبل اي شيء مسح الغبار وإزالة التشويش عن ماضي ثقافتنا وأصالت تراثنا وحضارتنا الممتدة والمتجذرة في أعماق التاريخ الإنساني وصاحبة الفضل الثقافي والحضاري بكافة مراحل تقدم وتطور الحياة الإنسانية على هذا الكون. وبطبيعة الحال، إن إعادة إحياء جذور الثقافة العربية يبقى أمرا حيويا كي تتمكن الأجيال الصاعدة من معرفة ماضي ثقافتها والإستفادة من عراقة وأصالة هذا المخزون الثقافي الإنساني في سبيل إحياء قدرات الأمة وإغناء نضالات الشعوب العربية بجذور الثقافة العربية الموجودة كتراث ثمين يمكن توظيفه لإغناء مشاريع الإصلاح النهضوية في الأمة . لا بد أن تعود نحو بواطن وجذر الثقافة العربية ليس للغرق في الماضي واسقاطاته أو من أجل سرمدته ضمن قوالب الثقافة المطلقة النهائية الجامدة، بل من أجل نفض الرواسب الثقافية الإستعمارية عن الثقافة العربية الحقيقية لتبيان النفيس من الرخيص في ثقافتنا، ومن أجل أن تحتضن هذه الثقافة تجارب نضالاتنا ومعاناتنا التاريخية والحاضرة لعصرها ضمن قالت ثقافي عربي انساني جديد يطمس ثقافة الإستعمار وتشوهاتها كما يطمس ثقافة الأنظمة الديكتاتورية وانحطاطها، وأيضا يطمس ثقافة المتطرفين والإرهابيين والتكفيريين الذي عاثوا فسادا واجراما وتنكيلا بأصالة عروبة ثقافتنا وحضارتنا الإنسانية الشاملة والغنية. أن تحرير ثقافتنا العربية من جميع التشوهات والترهات والشواذات التي طفت عليها في زمن الإستعمار والإيديولجيات الإمبريالية والديكتاتورية والإرهابية التكفيرية هي مسألة أكثر من ضرورية وتتجاوز بأهميتها نضال الشعوب العربية للتحرر من نير الإستعمار السياسي والعسكري لبلداننا كون الإستعمار الثقافي الذي لا يزال يغزو عقول شبابنا وبعض مثقفينا ومفكرينا هو أخطر ما يتهدد هذه الأمة بالزوال، وكون أن هذا الإستعمار الثقافي كان ولا يزال يشكل السبب الرئيسي لإستمرار انحطاط أمتنا وتراجعها في كافة المجالات. فالثقافة العربية النقية الصافية والأصيلة تبقى هي الأكفئ والأقدر على المستوى الفردي والمجتمعي والإنساني والمعرفي في التعبير بصدق وأمانة عن روحية الشعب العربي وأوضاعه التاريخية وتطلعاته الجامعة على تخطي الثقافات العرقية والطائفية والمذهبية المتطرفة التي يغذيها التعصب والإنغلاق والتقوقع المعادي للآخر، في حين أن الثقافة العربية الجامعة تبقى - وبالرغم كل حروب الإلغاء التي سنت عليها لطمس معالمها وإلغاء وجودها التراثي والفكري الجامع باللغة والتاريخ والحضارة للشعوب العربية – الصخرة الوجودية و الحياتية الجامعة لتعدد وتنوع مكونات الشعب العربي بوصفه كلا واحدا في صناعة تاريخ ونضال ومجد واحد. ومثل هذه الثقافة العربية الجامعة ولو افترضنا بأنها غير موجودة وهي موجودة لكان يجب يجب على المثقفين والنخبويين العرب أن يصنعوا مثل هذه الثقافة التي يمكن نسج تجلياتها إنطلاقا من لغة الضاد الواحدة مرورا بالمسار التاريخي والوجودي والحضاري المشترك بين كافة مكونات الشعب العربي الواحد. ويمكن القول بأن أي تصور بديل عن قيام وإحياء هذه الثقافة العربية الجامعة العابرة لكافة الحواجز الطائفية والمذهبية والعشائرية الموروثة من الإستعمار الثقافي هو تصور مستحيل وهو تصور يجافي الواقع وضرورات التغيير والإصلاح في مجتمعاتنا. وعندما نتحدث عن تحرير ثقافتنا، نسارع لنقول بأن ذلك لا يعني أبدا بأننا لا نأخذا في عين الإعتبار بأن هناك تداخل طبيعي بين الثقافات الموجودة والقائمة على مر العصور إلا أن هذا التداخل يبقى محدودا ولا يصل إلى حد الخلط والمزج بين ثقافة وأخرى أو إلى حد إلغاء ثقافة لثقافة أخرى. فهذا الخلط والمزج أو الإلغاء لا يعدو سوى كونه غزو من ثقافة لثقافة أخرى بالتالي استخدام هذا الغزو في سبيل الغاء حضارات أخرى أو السيطرة عليها وما يزيد من خطورة ما يجري يكمن في التطور الهائل الذي شهده العالم على صعيد تقريب المسافات وتسهيل وتسريع أدوات التواصل والإتصال بين كافة شعوب العالم الأمر الذي يمكن أي ثقافة من كسر جميع الحواجز والدخول إلى المنازل والعقول والقلوب في سبيل غزو حضارة لحضارة أخرى وفرض سيطرة وهيمنة ثقافتها على حساب الثقافات الأخرى في العالم. إن العولمة كواقع اقتصادي وسياسي واجتماعي تفرض نفسها ضمن التحديات الأساسية التي تواجه الثقافة العربية وتهددها بالطمس والتشوه في حين أنه على المثقف العربي أن يبحث ويجتهد يعمل على حسن استخدام أدوات عصر العولمة في الإطار الذي يكرس هوية الثقافة العربية كمنظومة فلسفية ورؤية عقلانية ومنهجية جدلية جامعة لديناميكية الفكر وتطور المعرفة في العالم العربي،و حاضنة للسلوك الإجتماعي المادي والمعنوي العربي. بقلم :هشام يحيى |
رسالة الأمل والفرح وإجتهاد متميّز http://www.cinema-masrah.org/uploads...hshhshhshh.jpg (العزيزة) هي الفأل السيء.. فكما سمعنا في الماضي من أهلنا وأصدقائنا أن (الجار غير مرحب به) عندما ترمى على سطحه أو باحة بيته عظمة صغيرة تلون بأشكال وخطوط هي أشبه بملامح الشيطان أو على تخطيط بدائي لعجوز حاسدة ماكرة فتجلب لهم النحس والفاقة والعوز. ولكن عند مشاهدتي لهذه التجربة الفريدة في مسرحنا يرتقي محتواها على الفأل السيء فهذا العمل الدرامي ينطلق وهو يوجه سهامه ونقذه اللاذع على جبهات عدة فهو تارة يتوجه إلى العائلة وما أصابها من القهر والعوز، زواج ، طلاق، حرمان ، إلى قلوب بعض من شبابنا الذين بات البعض منهم أشبه بلوحة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة بل هي حياة مجردة وخالية من الاثارة والجمال من نعم الحياة ومشهد آخر وضع له المخرج الهدف المطلوب ولكن دون تفاصيل ثقيلة فكان السرير والمطبخ وكانت الغرف المظلمة التي لا يرى المشاهد منها ألا نفسه وهو تحليل (فرويدي) يرتقي إلى مصاف التحليل المعاصر للإنسان والأجمل من بين هذه الغرف التسع هو الحديث الذي انصب على الأمل وهل سنتمسك به أو نفقده لنحبس أنفسنا في سجون الأكاذيب والادعاءات الفارغة فكان (للبطاقة التموينية) دورها في الاستذكار كما كانت الكهرباء والبنى التحتية وهم الفن ومن ينتمي له. مناطق متنقلة متصاعدة تختم فيها الممثلة الرائعة التي أدت مهمتها بكل عفوية. وطالما أن الحديث ينصب على هذا المشهد العفوي الصادق والعميق يأتي مشهد (المطبخ) الذي طرح قضية المرأة الشابة وسط طموح ورغبة الانتماء للفن وما سيعود للفتاة الطموحة والمفكرة هذه النزعة والتمرد الشجاع بمجرد أنها أدركت حقيقة دور الفن الأصيل. ثم يأتي مشهد الغرفة الأخرى لتثير في نفوسنا النزعة الفردية التي تمارس دون ذكر أو شهادة للفنانين الشباب حيث يظل هؤلاء ككائنات لا حول لها ولا تأثير طالما بقوا (كمبارس) على طول الزمن لأن المخرج أراد لهم هذا دون أن يفقه هذا الطراز من المخرجين أن المواهب لا يمكن أن تظهر ويتجلى معدنها الحقيقي بدون إن تضع لها مساراً يبدأ من الصفر وينتهي برقم سيلاقي القبول والشهرة لدى الناس ثم إلى غرفة أخرى حيث يحاكيك (المصور الفوتوغرافي) عندما تلج قدماك الستوديو حيث الصور المعلقة لبعض مشاهير الفن العراقي التي تغلفها العتمة وأجمل ما في الرؤيا المسرحية عندما تتحول تلك الكاميرا بفعل محتوياتها إلى شكوى وشجن بفعل الوحدة والغربة التي ستحوله فيما بعد إلى كيان مهشم لا حول له ولا قوة ثم نرى بغداد بحلم مشوه ومزيف وكأنه حلم المستقبل ولكن حلم الصورة التي نشاهدها تظل على الدوام عندما تلفها الكوابيس وعندما نستيقظ فجأة لنرى بغداد كما هي في الواقع نصب الحرية دون عمارات شاهقة أو بنى تحتية وهي كلها إفرازات لحياة مجتمعية مادتها شباب العصر الذين قال عنهم شكسبير في مسرحية هاملت (أدخلهم فهؤلاء روح العصر). في المسرحية آلام وفواجع تابعها هؤلاء الشباب والممثلين كانعكاس لحياتهم الخاصة فهم الذين ولدوا على هذه الشاكلة وهم الذين عانوا آلام الحياة لأنهم ولدوا هكذا لذلك لم يقف وراء هذا الإبداع مؤلف واحد أنما وقف خلفه جميع الممثلين الذين هم أنفسهم الممثلون وكل واحد منهم كانت له قصة حقيقة أحداثها كامنة في النفس سواء أكانت في الماضي أم في الحاضر. لا أود أن أتطرق للتفاصيل الإخراجية , فكيفما كانت مفردات هذا الأسلوب (برشتيا) أو (أرتويا) أو كروتوفسكيا) أو (بروكيا) او (بسكاتوريا) فسيظل العرض ملك المخرج المبدع الذي وقف أمام جملة متعددة من المناهج والمدارس الإخراجية. فهناك في المسرح الذين خاضوا هذه التجارب عديدون اختزنت في ذاكرتهم الثقافة وتحليلات الواقع أنها تجربة خارج نطاق المألوف للمشاهد العراقي ولا أنسى تلك التجارب المسرحية الغنية بالإثارة والإبداع التي خاضها فنانونا الكبار منذ أكثر من ثلاثة عقود ولكن (عزيزة) تجريب له أثر خاص ترك في النفس حتى على أولئك الذين لم يعاصروا مسرحا سواء من الهواة قليلي التجربة أم التي خاضوها بتميز فظلت المسرحية نتاج جماعي في التأليف وتفرد أبداعي في الإخراج لا لشيء إلا لأن المخرج قد أمتلك شعورا كبيرا بضرورة تحقيق فعل الحاضر على صعيد منظوماته الجمالية المألوفة والمتعارف عليها ومحاولة تجاوزها إلى حالة من الإثارة والفضول وهذه المحاولة مرتبطة باختيار مفرداته وأدواته ليس فقط لمضمون تجربته بل محاولته أخراج إبداعه من العزلة وانتشاله من فوضى الاضطرابات النفسية سواء أكانت هذه الاضطرابات بنت زمانها أم مكانها. الممثلون بحرصهم ودقة أدائهم كان كل واحد منهم يحمل هم العرض وكل واحد منهم كان عزيزة بذاتها يحمل فألها السيء والحسن فهم نقاد مبصرون يعي كل واحد منهم سواء في المحتوى أو الأداء كأنهم روح العراق بالحرص والتفاؤل وهذا ما توضح منذ البداية في رقصهم وفرحهم وابتساماتهم موحين لك أن الحياة والموسيقى أفضل من القتل والدمار. إن عرض (عزيزة) تماثل عن قرب مع عروض (بيتر بروك) إلا أنه أختلف عنه كون الأخير وظف عروضه وأشكاله المسرحية معتمدا على الأساطير والحكايات كالهندية والآسيوية والأيرلندية إلا أن مخرج عرض (عزيزة) باسم الطيب وفريقه رفضوا الواقع بتفاصيل ورؤيا وصور تفوق ما قدمه كثير من المجتهدين في مسرحنا لا لشيء إلا لأنه جاء منسجما مع أحداث نتعايش معها كل يوم على غرار ما فعله ويفعله الفنان الإيطالي (داريو فو) فكان التجريب والخروج عن المألوف مكانيا وحاضرا في كل موقع تحول إلى مسرح قائم بذاته (سينوغرافيا) ممتزجا بالدهشة. وطالما بقيت مهمات منتدى المسرح هي الاكتشاف فلا بد أن تعي وتدرك أهمية هذه الظواهر المسرحية الإبداعية لذا أجد من الضروري أن يتواصل بهذا الاجتهاد كمؤسسة (تدريبية أكتشافية) لقدرات الشباب وأن يبقى على الدوام (ورشة) مستديمة لاكتشاف قدرات جديدة من شانها أن تضيف أرقاماً جديدة من الشابات والشباب إلى قائمة المحترفين القادمين. بقلم : محسن العزاوي |
|
الساعة الآن 02:19 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.