![]() |
«هادئةٌ المياه» للمخرجة اليابانية ناعومي كاواسي.. قوة اللامرئي http://assafir.com/Medias/Photos//20...5a84aa7353.jpg إنها ليست الصدفة التي تجعل المخرجة اليابانية الشابة ناعومي كاواسي تختار لأفلامها مواضيع درامية تحاكي تأثير الطبيعة على حيوات ومصائر الناس بل اختيارها نابع من تأثرها العميق بفلسفة يابانية ترى في الطبيعة عنصراً أساسياً في سيرورة حياة البشر وفي طبائعهم وتفكيرهم، إلى درجة ان الطبيعة ترتقي إلى مكانة ليست بعيدة عن الآلهة. في فيلمها الأخير «هادئة المياه» (ارتأينا هذه الترجمة بدلا من مياه راكدة) Still the Water الذي عرض في مهرجان كان هذا العام وكان من ضمن الأفلام المرشحة للجائزة تكمل ناعومي كاواسي ما بدأته في افلامها الاولى لتقدم عملاً يتميز (كما أعمالها السابقة) بالروحانية الصوفية من خلال ابراز مكانة الطبيعة في حياة الفرد وفي علاقته بالحب والحياة والموت. عادت ناعومي إلى جزيرة أمامي - اوشيما ذات الطبيعة الاستوائية، بعد ان اكتشفت ان جدتها ولدت على تلك الجزيرة لتحكي علاقة بديعة بين الطبيعة والناس هناك ولتقدم معنى آخر للموت مقروناً بفرح من يقوم برحلة جديدة نحو حياة أخرى ألا وهي الأبدية. أسئلة تدخل إلى وجدان المشاهد يطرحها بطلا الفيلم المراهقان اللذان يتشابهان في تجربة مؤلمة عير تجربة موت أو طلاق اهلهما. فلسفة الزنّ كيوكو مراهقة في السادسة عشرة جميلة تريد اكتشاف كل شيء، تعاني من مرض والدتها إيسا المصابة بمرض قاتل والأم التي هي كاهنة سحر (Chamane) تستقبل مرضها وموتها القريب بسعادة وهدوء داخليين لأنها مؤمنة انها ستلتقي في مكانها النهائي بمن فقدت من أحبائها وخاصة أمها الراحلة. أما كايتو صديق الشابة فهو مختلف عنها برغم انه بمثل عمرها. هو ابن طوكيو وغير معتاد على الجزيرة، يخاف من البحر لأن البحر «حي ومتحرك دائماً» كما وصفه لتجيبه كيوكو معترضة «ولكنني أنا حية أيضاً». يعمل والده في طوكيو وشّاما (يقوم برسم الأوشام)، تهجره زوجته وتأتي بابنهما الوحيد إلى الجزيرة بعد طلاقهما وتبدأ بالعمل في مطعم. لا يفهم كايتو انفصال والديه ولا يستطيع ان يتقبل ذلك الفقدان المؤلم. هذا الوضع يزداد تعقيدا عندما يشاهد الصبي جثة طافية على البحر تعود إلى أحد عشاق أمه الذي مات غرقاً بسبب عاصفة بحرية. المراهقان يستكشفان الحياة وسط طبيعة متغيرة متقلبة لا خيار لسكان الجزيرة أمامها سوى القبول والتعامل معها كجزء من حياتهم. يستكشفان أيضاً التجربة الجنسية معاً في وقت تفقد الإبنة امها كأن الحياة والموت لا يفترقان في فيلم كاواسي. كايتو وكيوكو يخافان الموت والفقدان ولا يفهمان لماذا يولد البشر إذا كانت نهايتهم هي الموت. لكن أسئلة الموت يقابلها هدوء داخلي تعيشه الأم المحتضرة. ما قالته على سرير الموت يعيد المشاهد إلى كل ما عرفه وقرأه عن فلسفة الزِن اليابانية التي تتخذ من دورة الطبيعة التي لا تنتهي أساساً للتعاطي مع قضايا مصيرية في حياة الفرد كالفقدان والموت. أسئلة لم يجد لها الكبار جواباً، إلا انهم وجدوا مخرجاً حكيماً ألا وهو قبول حكم الطبيعة عليهم ومحاولة إيجاد سعادة أو توازن ما في حياتهم. انه توازن دورة الطبيعة التي تحمل الموت والحياة معاً من دون نهاية. رحلة يسلكها كل فرد من افراد الجزيرة بانسجام مع الطبيعة. الأم التي تحتضر باستعداد كامل، والأب الذي يغني قريباً من سرير زوجته، والأصدقاء الذين يغنّون ويعزفون للمرأة السائرة نحو الموت، والشيخ الذي يقبل أن الطبيعة أقوى منه وأنه لا يستطيع منازلتها، وأم المراهق كايتو التي تداوي جرح الطلاق والوحدة بعشاق من حولها. شخصيات فيلم كاواسي ليست رجالا ونساء فحسب بل بحر وقمر وريح وأشجار وشمس ومساحات استوائية خضراء تتداخل مع بحر متقلب لا توقيت لجنونه. هي تلك الطبيعة الحرة الصامتة أحياناً الصارخة أحياناً أخرى. رجال يدخلون البحر لكنهم أيضاً يخافون منه. يذبحون الحيوانات الضعيفة ليأكلوها. مشهدا ذبح الحيوانات بعدسة قريبة لا يختلفان عن قساوة البحر وعاصفة «التايفون 25» التي سجنت سكان الجزيرة في أماكنهم يوماً كاملاً. عواصف البحر القاتلة تكاد تملأ حيوات الناس وقصصها وهي لا تشبه عنوان الفيلم بأي شيء، ذلك ان المياه التي تحيط تلك الجزيرة ليست هادئة على الإطلاق. إنها مفارقة مقصودة بالطبع. مفارقات متتالية قدمتها كاواسي كمشهد احتضار أم كيوكو حيث اجتمع حولها الأصدقاء والزوج والإبنة وغنوا لها ورقصوا رقصة شهر آب. رافقوا المرأة باحتضارها ورافقتها الطبيعة أيضاً برياحها وتقلباتها التي تنبئ عن سفر الروح إلى مكان آخر قريب من الآلهة. أثناء تسلمها جائزة مهرجان كان عن فيلمها «غابة الحداد» عام 2007 أتت كلمة المخرجة مؤثرة لتعكس فلسفتها العميقة قائلة «حين تصادفك المصاعب في حياتك وعملك، فتش بعمق عما يعطيك القوة والثقة مرة أخرى ولا اقصد هنا الأمور المادية - بل تلك الأمور غير المرئية، قد تكون ريحاً، أو نوراً، أو ذاكرة الأجداد التي تمدنا بقوّتهم. (...) أريد للأمور غير المرئية أن تغدو بأهمية الأمور المرئية في حياة الإنسان..... هذه هي رسالتي وسأكملها». ما قالته المخرجة اليابانية في المهرجان عام 2007 لم يكن بعيدا عما عبّرت عنه إحدى شخصيات فيلم «هادئة المياه». والد الفتاة يقول مخاطباً صديق ابنته «عليك ان تكون متواضعاً مع الطبيعة، لا تحاول ان تقاومها». أو في مكان آخر «أترك نفسك للموجة لأنها ستكون بالنسبة لك الموجة الأخيرة وادخل في أعماقها، حينها لن يبقى لك سوى الشعور بالهدوء»... أو تلك الجمل الحكيمة والبسيطة التي سمعناها من شخصية محببة في الفيلم هي بابي السلحفاة». وبابي رجل عجوز يعشق البحر إلا أنه لم يعد يستطيع السباحة بسبب تقدمه في السن. فصار يجلس قرب البحر لصيد السمك. بابي السلحفاة لا بد سيذكّرنا برائعة كوروساوا «درسو اوزالا ولو من بعيد وبشكل طفيف. تلك الشخصية الرئيسية المتماهية مع الطبيعة إلى حد الذوبان والانتهاء عبرها. في فيلم «هادئة المياه» كما في درسو اوزالا مواقف فلسفية اتخذت من الطبيعة وتقلباتها أمثلة لواجهة الموت وقبول فناء الإنسان. الطبيعة إمرأة الطبيعة هي امرأة حكيمة في فيلم ناعومي كاواسي ان من خلال الأم أو الإبنة أو من خلال كاهنات السحر الأخريات اللواتي رافقن الأم في احتضارها. انها تلك العلاقة الخاصة التي تنقلها الأم إلى الإبنة والإبنة إلى ابنتها وهكذا. مشهد المراهق مع أبيه في طوكيو قد يقول لنا أيضا إن علاقة الأب والإبن هي كذلك لكنها لم تحضر إلا في مشهد واحد، ثم تعود في نهاية الفيلم عبر ترديد المراهق لما أوصاه به أبوه ألا وهو الاعتناء بأمه. تبني النساء علاقة خاصة مع الطبيعة وهن المؤمنات بقوة الطبيعة الروحانية في مساعدة الإنسان على تخطي ألمه وخساراته. هكذا نرى أيضاً في بداية الفيلم الشابة الصغيرة تدخل أعماق البحر بملابسها لتسبح. مشهد سوريالي قد لا نراه إلا في فيلم ياباني مشبع بروح صوفية خاصة. لكن حكمة قبول الطبيعة وسلطتها على أبناء الجزيرة لا تتمتع بها النساء فحسب بل الرجال الناضجون أيضاً والذين يخوضون تجربة النضوج عبر امرأة. كان على الفتى كايتو ان يعود إلى طوكيو لزيارة أبيه وسؤاله عن سبب طلاقهما. كان عليه أيضاً ان يواجه احتمال خسارة امه في رحم البحر الهائج كي يتخطى غضبه ويتقبل الفقدان ويعود اليها. طريق مشى عليها كايتو هي رحلته نحو النضوج بمساعدة صديقته كيوكو التي أحبته والتي حيّرها في بادئ الامر رفضه ممارسة الحب معها. نضج كايتو عبر الحب وعبر قبول سلطة الطبيعة على حياته وانعدام خوفه منها فنراه في نهاية الفيلم مع صديقته يسبحان عاريين في عمق البحر الذي ترك جنونه جانــباً مع عودة الربيــع إلى الجــزيرة. بفلم : ايمان حميدان (باريس) |
الإيروتيكية بعيداً عن الإرث الكولونيالي معرضا "كاماسوترا" و"فن الحب في زمن الجيشا" روحانية اللذة http://assafir.com/Medias/Photos//20...fc7706dec.jpEg اللوحة للفنان العراقي رياض نعمة معرضان في باريس أقيما في نفس الوقت تقريباً يحاكيان موضوعاً أساسياً ألا وهو الحب والعلاقات الجنسية. المعرض الاول كاماسوترا الروحانية والإيروتيكية في الفن الهندي. أما المعرض الثاني فيحمل عنوان "فن الحب في زمن الجيشا". اللافت في المعرضين تلك المقاربة الطازجة لفلسفة وثقافة بعيدتين جداً عن الثقافة الغربية إلا أنهما تُقدّمان، ولعلها المرة الاولى ضمن صورة متحررة من سطوة المقاربة الكولونيالية. الكاماسوترا هل كان على كتب الكاماسوترا السبعة ان تنتظر مئات السنوات كي يعترف العالم الغربي ان الكاماسوترا ليست مجرد كتابات بورنوغرافية من الهند القديمة بل هي فلسفة هندوسية معرفية تقف الى جانب الكتب الدينية المعترف بها في الغرب. كتابات وضعها فاتسيايانا وهو براهمان هندوسي في القرن الرابع الميلادي، باللغة السنسكريتية، اللغة المقدسة آنذاك معتمداً على مراجع هندوسية دينية قديمة. كتابات تحاكي بمواضيعها أرقى مستويات المعرفة الإنسانية والحكمة عبر تقديم مراحل حياة الفرد وسلوكياته الحميمة. والكاماسوترا هو عبارة عن احد أناجيل الدين الهندوسي الذي يعتبر اللذة جزءاً أساسياً من تكامل شخصية الفرد ومن مراحل توازنه ونضجه. تدور نصوصه ورسومه حول المرحلة الثالثة من حياة الانسان والتي يكون قد بلغ فيها التوازن المنشود بين الفضيلة والنجاح والإيروسية. فيه لا تغدو ممارسة الحب أداءً جسدياً فحسب، بل نشاطاً متعلقاً بالمعرفة والحكمة. الإنسان يجب ان يجمع الصفات الثلاث بانسجام كلي كي يصل الى الغاية الأسمى ألا وهي "موكشا" ومعناها الحرية الروحية او السعادة القصوى. الكاماسوترا بهذا المعنى ليس مجرد كتاب عن أوضاع ممارسة الجنس بل عن ممارسة الحياة برمتها. في المعرض الباريسي قُدِّم كتاب كاماسوترا كأب للكتابات الإيروتيكية في العالم. ولا ندري إن كان هذا التقديم قريباً من الحقيقة أم لا ومن الصعب الجزم، ذلك ان الديانة الغربية (أي المسيحية) كانت بمفهومها وبسلوك سلطاتها قد قضت في بداية العصور الوسطى على أي كتابات سابقة لتلك الفترة قدمت الجنس بوصفه مصدراً للذة. نظرة الغرب الثقافة الكولونيالية عمياء اتجاه ثقافات الغير، وخاصة بلدان الشرق والتي استُعمِرت، كالهند التي سيطر عليها الانكليز لأكثر من 200 سنة بينها 100 سنة من الاستعمار المباشر والمعلن دولياً. في هذا الوقت بالذات، أي وقت وضع اليد على اقتصاد الهند ومواردها الطبيعية والثقافية والتعامل معها كمستعمرة أتت الترجمة الأولى لكتاب كاماسوترا. قُرأ الكتاب لأول مرة في العالم الانكلوساكسوني بترجمة بريطانية كولونيالية ترجمه سير ريتشارد فرانسيس برتون الذي اشتهر في تاريخ بريطانيا الاستعماري وهو عسكري وكاتب ورحالة قام برحلات الى الشرق الاوسط والصحراء وأفريقيا. هو الذي قام أيضا بترجمة الف ليلة وليلة الى الانكليزية، وقد اتت ترجمة الكاماسوترا مجتزأة اذ اختار برتون ما يريد أن يظهره من الفلسفة الهندوسية ألا وهي طرائق الممارسات الجنسية وأوضاعها. وكما بقي كتاب ألف ليلة وليلة يداعب مخيلة القارئ الغربي على انه مرآة لحياتنا نحن في الشرق وخاصة حياة النساء كذلك كان الامر مع ترجمة كاماسوترا التي اتت أيضاً لتداعب وتنمّي فكرة خاطئة عن الثقافة الهندوسية التي هي أعمق بكثير مما طرحه برتون في مقدمة الترجمة. ومن السهل على ثقافة ترى ان اللذة والرغبة والحسية أسس للزنى (الثقافة المسيحية الغربية) ان تنظر الى كتاب مهم ككتاب كاماسوترا وكأنه كتاب بورنوغرافي فحسب. لم تكن ترجمة برتون للعامة من القراء بل خرجت من تحت عباءة "نادي برتون" الذي اسسه الكاتب متوجهاً للخاصة فقط من الأعضاء كذلك بدعم من جمعية الجغرافية الملكية التي كانت تهتم بما يأتي به ريتشارد برتون من معلومات حول شعوب العالم وسلوكياتهم، فهو كان (الى جانب انه رجل حربي) اتنولوجياً ومغرماً باكتشاف حضارات العالم ولغاته. دخل الهند وعاش فيها لسنوات كضابط في الجيش البريطاني التابع لشركة شرق الهند وذلك قبل ان تعلن بريطانيا الهند كمستعمرة لها في منتصف القرن التاسع عشر. كانت الترجمة الفرنسية لكتابات كاماسوترا السبّاقة وأتت قبل الترجمة الانكليزية. وهناك الكثير من المصادر التي اعتبرت ان ترجمة برتون اتت نقلا عن الفرنسية ولم تكن عن السنسكريتية، اللغة الاولى لكتابات كاماسوترا. لذا يبدو معرض الكاماسوترا المقام منذ بداية تشرين الثاني في صالة بيناكوتيك الباريسية، وهو الاول من نوعه في مدينة النور، كأنه كإعادة اعتبار ومقاربة مختلفة وبعيدة عن الاحكام الغربية الماضية للثقافة الشرقية. ضم المعرض الذي قدّم "الروحانية والإيروتيكية في الفن الهندي" أكثر من 300 لوحة وتحفة فنية وحفريات خشبية وحجرية ومجسمات صغيرة تصور العلاقات والاوضاع الجنسية بمظاهرها التي لا تبتعد كثيراً عن الروحية الهندوسية في الهند القديمة. روائع فنية وألوان تخطف العين ليبدو المعرض وكأنه عيد للروح وللحواس في آن. في الكاماسوترا تلتقي الفضيلة باللذة وتؤلفان عالماً متكاملاً لا نستطيع من خلاله ان نرى الانسان الا عبر وجودهما معاً واتحادهما. إنها نظرة مناقضة بشكل كامل لما تعلمناه في العلوم الانسانية (الغربية بالطبع)، حول البدائية والحضارة، حول الخاص والعام حول فكرة الدين بحد ذاته. إنها رؤية أخرى قد تشجعنا على مساءلة العلوم الانسانية وإعادة قراءتها بشكل مختلف وبمنهجية اكثر إنسانية وأقل تأثراً بالكولونيالية. فن الحب في زمن الجيشا أهمية زيارة معرض فن الحب في زمن الجيشا مباشرة بعد الانتهاء من زيارة معرض الكاماسوترا يكمن في استعداد نفسي للدخول في عالم الإيروسية الملونة كحقل شاسع من حقول ربيع اليابان. إنها متعة زائدة في رؤية معرضين يدوران حول موضوع واحد هو الحب. الحب وطقوسه وممارسته كفن خالص متحرر من الذنب الديني. بهذا المعنى يتشارك المعرضان في فرادة نوعية وفي تحرير ثقافة الشرق الإيروتيكية من سطوة النظرة الغربية لها. أكثر من مئتي لوحة ومحفورة ومنمنمة جمعت من المتاحف الاوروبية ومن مقتنين فرديين في الولايات المتحدة الاميركية مُنع عرضها لوقت طويل ليس فقط في اليابان بل في العالم أيضاً. أشياء متعلقة بيوميات فن الحب من مجسمات جنسية الى روائع فنية تظهر ثقافة وأداب هذا الفن في مرحلة معينة من تاريخ اليابان إلا وهي مرحلة الـ "إيدو" الممتدة ما بين القرن السابع عشر ونهايات القرن التاسع عشر. أول ما يستوقف زائر معرض فن الحب في زمن الجيشا هو (خلافاً لمعرض الكاماسوترا) غياب العري بشكل عام العري المحاط بعوالم من الرغبة (والروحانية في آن) والذي كان سمة أساسية في معرض الكاماسوترا. قليلة جداً هي اللوحات والرسومات التي تقدم رجالاً ونساءً عراة في اوضاعهم الجنسية بل معظم رسومات فن ممارسة الحب أتت مزدهرة بالملابس الفضفاضة والأنسجة الحريرية الملونة التي يلبسها الرجال والنساء على السواء. وهذا لعله خصوصية يابانية متعلقة بفن سلوك الجيشا. أن تكون المرأة جيشا يعني ان ترتدي الكيمونو الخاص بها وأن تسجن شعرها بصرامة. لكن نرى الرجل أيضاً غير متخل عن ملابسه. معرض فن الحب في اليابان القديمة أعاد لثقافة الجيشا وأصولها اعتباراً قد تكون اليابان فقدته في تاريخها الراهن. كانت ثقافة الجيشا حينها ما زالت متصلة بإرث ثقافي ياباني قديم العهد ولم تكن عولمة الحضارة الغربية قد افسدتها بعد وحولت مهنة الجيشا (التي تفرض على المرأة ثقافة عالية جداً في الموسيقى والأدب وفن تقديم الشاي) الى ما يشبه بائعة الهوى. برغم انه يقدم صورة عن العلاقات الجنسية وأشكالها في اليابان القديمة إلا أن معرض الحب في زمن الجيشا يختلف على نحو ما عن معرض الكاماسوترا. قد تكون تلك الفلسفة الهندوسية المسالمة والمتوازنة قد نجحت أكثر في الوصول الينا نحن زوار المعرض بينما بقي المعرض الياباني في حدود تقديمه لصورة عن العالم الجنسي لليابان الغابرة. وقد ساهمت إضافة لوحات وأعمال فنية يابانية حديثة وتخلو غالباً من الذوق الفني في التقليل من تأثير جو المعرض إيجابياً، ومن إعاقة تواصله مع الزائر. في الرسومات هناك قساوة ما، تظهر في الوجوه الذكورية، وفي التواصل الجسدي بين النساء والرجال. الرجال لا يبتعدون كثيراً عن مظاهر الساموراي ولا عن وضعية القتال. ربما ينقص الحب هنا قليلا من التمهل والوقت، وقليلا من روحانية الكاماسوترا. إنها حضارة مختلفة برغم ان الكتابة الإيروتيكية تعود الى زمن سحيق وقد يكون لها ينبوعاً واحداً في البلدين: الهند واليابان. لكن تبقى المرأة في كتابات الكاماسوترا ورسومها أقرب الى الروحانية بل الى القدسية. برغم ذلك أعادنا معرض فن الحب في زمن الجيشا الى تذكر رائعة ياسوناري كاواباتا "الجميلات النائمات". تلك الحضارة اليابانية التي أهدتنا كتاباً مثل الجميلات النائمات هي التي دفعت الينا أيضاً بعوالم فيلم امبراطورية الحواس للمخرج الياباني ناغيزا اوشيما. والعملان على طرفي نقيض في محاكاة الموت والجنس والحب. الاول يقارب الموت مرافقاً للشباب النائم والجنس المؤجل، اما الثاني فلا يرى رغبة الجنس خارج لعبة الموت والعنف. ثمة شيء هنا يذكّرنا على نحو ما بالمركيز دو ساد مرة جديدة وبمعرضه الباريسي أيضاً. "فن الحب في زمن الجيشا" يستمر في صالة بيناكوتِك 1 حتى 15 شباط 2015 "كاماسوترا - الروحانية والإيروتيكية في الفن الهندي" يستمر في صالة بيناكوتِك 2 حتى 11 كانون الثاني 2015 بقلم : ايمان حميدان |
متى يسرق الأدباء؟ تثور من حين إلى حين فضيحة، تدور حول سرقة منسوبة إلى أديب سطا على أدب آخر. مثل هذه الفضيحة إن صحت تسميتها كذلك تغذي سوقاً تجتذبها الفضائح من أي لون كانت وهي في العادة تقبلها كما هي وتنشرها كما هي. الفضيحة من هذا النوع مثلها مثل النميمة تتداول كيفما كانت واينما كانت. أن يسرق أديب أديباً آخر تؤخذ على انها بحت سرقة. لقد امتدت يد جانية إلى نتاج متروك وأخذت منه جزءا حراماً أي ان الأمر لا يعدو أن يكون بحت سرقة، إزاء أمر كهذا يكثر القول عن دراية وعن غير دراية ويتناقل الناس الخبر عن علم وعن غير علم، تعم الشكاية ويصرخ المجني عليه، أو من يحسب نفسه مجنيا عليه متظلما مطالباً بالحماية ويتداول الخبر أهل حكي ونميمة وأخبار غالبا لا يدقق أحد في المسألة ولا ينخلها أو يروزها فشأن الفضيحة دويها وضجتها، وليس لها عيار أو ميزان. السرقة الأدبية سرقة ككل السرقات ومن يخوضون فيها لا يفرقونها عن أي سرقة أخرى إلا بأن للعين هذه المرة ممن يفترض فيهم النزاهة والأمانة وقد خانهما. أما كيف كان ذلك وكيف تم وبأي مقياس وأي عيار جرى تعيينه فهذه أمور لا تهم أحداً. حين نتكلم عن سرقة أدبية لا تخطر لنا إلا انها سرقة، والأرجح أن العرب في قديمهم كانوا مفرطي الحساسية تجاه أمر كهذا طالما قيل أن فلان أخذ البيت الفلاني عن هذا او ذاك، وأن في هذا سرقة واضحة. طالما درج هذا في نقد الشعر، هذا بيت أخذه فلان عن فلان فلا فضل له فيه ولا يد ولا مأثرة، انه سرقة خالصة كان هذا أساس علم كامل خاض فيه الكثير وتواتر هذا من عصر إلى عصر حتى وصل إلى عصرنا. بين العامليين من كان مختصا بذلك وقد نشرت مجلة العرفان في حينها مقالات كثيرة عما أخذه المتأخرون من المتقدمين. غير أن العرب هم القائلون على لسان الجاحظ أن المعاني مطروحة في الطريق يتتابع عليها الناس جميعاً وأن الفضل هو في الصياغة وتخريج المعنى في كلام وألفاظ، إذا كانت المعاني فعلا مطروحة في الطريق فإن أحداً لا يأخذ من أحد المعاني ليست ملكا خاصاً وإنما هي ملك شائع ومتاح مباح للجميع فلا عبرة إن وقع معنى على معنى ولا عبرة إن ورد في قصيدة بيت ينسج على غرار آخر والنسج هنا ليس موكولاً إلى اللفظ وانما هو في المعنى. كأنما الشاعر العربي يجد أن ثمة معاني معدودة محصاة تتوارد في الشعر وتتواتر فيه وأن هذه المعاني ملك عام لا يخص أحداً ولا ينسب إلى أحد. انما هي معان مكرورة للمديح أركانه ومعانيه وللوصف أركانه ومعانيه وهذان ركنا الشعر إلا أن للهجاء أيضاً أركانه ومعانيه وان تكن هذه غير مقيدة بالصرامة نفسها، وهي بذلك أقل حصراً وأقل فرضاً، فلا شك أن الهجاء أكثر تحرراً وأقل إلزاماً. المديح والوصف هما ركن الشعر الرسمي الذي وظيفته كانت بلاطيه وكونها بلاطيه فإنها تشمل المديح وقفاه الرثاء اللذين يضمان أخلاطاً من الوصف، وربما اشتمل المدح على الغزل. ذلك لا يمنع أن للوصف أيضاً غرضه المفرد والمستقل أحياناً، كما أن للغزل أيضاً غرضه المفرد والمستقل الا ان ذلك يستوجب ان يُنزعا من منظومة الشعر الرسمي البلاطي، وان ينزلا بذلك إلى ثانوية واضحة وان تكون لهما إبان ذلك درجة أعلى من الفردية والتحرر، لكن الهجاء كان بالطبع لعبة الشعر وملهاه الأثير كان الهجاء بذلك مدار الشعبية واللعب والابتكار والتحرر. لسنا هنا لنناقش قول الجاحظ، المعاني مطروحة في الطريق فوراء كلام الجاحظ منظومة من القيم لا من المعاني. ومرد هذه المنظومة هو المديح البلاطي، فالكرم والشجاعة ركنا المديح البلاطي ليسا معنيين وانما هما غرضان والشعر يولد معانيه الخاصة التي هي أكثر من تشابيه ومن نعوت، وانما هي حقائق وانصاف حقائق تسطع من اشتباك الفكر بالتجربة باللغة وتبدو كأنها وقائع الشعر وحقائقه. مثل هذه المعاني تستولد ولا تؤخذ فالمستوى الذي تنشأ منه يبرق ولا يتكرر برقه. يبرق في موضعه ويتجاوز مصادره جميعاً أي الذات والتجربة الخاصة واللغة. في الشعر العربي الكثير من هذه المعاني لكن ما فهمه الجاحظ من المعاني هو القيم والتشابيه ولم يخطر له أن الشعر يولد معانيه التي هي بنت تجربته المتشابكة. بيد أن السرقة الأدبية نفسها مفهوم ينبغي أن نعرضه على التدقيق. طالما ثارت فضائح بهذا الصدد لكننا لا نعرف كتابا ثبت أنه مسروق. النص الأدبي ليس متاعاً ليسرق وليس شيئاً متعيناً فينقل. النص الأدبي هو اضغاث وتوهمات وسرابات وتقاطعات وليس بهذا المعنى شيئاً بقدر ما هو بحث عن الشيء. ليس النص الأدبي خبراً أو صوغاً أو تخيلاً أو لغة، انه كل هذه مجتمعة أو كل هذه متشابكة متدامجة فماذا يسرق اللص من كل هذه المنظومة. يسرق كلمة أو صورة او استعارة أو كتابة وماذا يفعل بها إذا فرزها وأفردها عن الجسم المتدامج الذي تعنى شيئاً فيه ولا تعنيه إلا فيه ولا تكونه إلا فيه. إذا كان الأمر كذلك فما بال السرقة الأدبية تقض مضاجعنا وهي في الغالب من اضغاث القراءات ومن لواحقها. بقلم : عباس بيضون |
https://scontent-b-fra.xx.fbcdn.net/...ac&oe=54FA17A6 يا اناي .. عيشي سعادتك كما تحبي همسات ابتسامتك تصلني كل مساء واطمئني لاني على يقين ان مافي داخلك يهمس الحمد لله على كل شيء .!. جمال |
https://scontent-a-fra.xx.fbcdn.net/...48&oe=55418ED3 على شواطىء المساء همسك الاتي من خلف الافق يرسيني على موانئك بلا استأذان ...حلما واغفو للحظة على صدر الامنيات بهذا المساء فهي جديرة بإغراقي في بحر هواكَ بلذة عشق تثملني لن استفيق منها ابدا ..! جمال |
https://scontent-b.xx.fbcdn.net/hpho...4e&oe=5502934B ايا روحاً حاصرتني برعايتها ونبضها واشعلت ناراً تدفء احاسيسي بوجودها هات يديك واتركي العنان لهمس قلبينا يجوب بنا الفضاء ...على وسائد الغيم .!. |
العمر المُقَنَّن تُلازمُ المواطنَ السوري مجموعة من الأزمات والمصاعب والعقبات التي يولد في ظلها ويستمر في العيش في أتونها حتى يغادر الحياة ولا تغادره هذه الأزمات، فيورثها إلى أبنائه ليتابعوا عيشها من بعده معتقدين أن الحياة على هذه الشاكلة، وما تتضمنه من فقر وفاقة وبطالة وفقدان للحرية وتقنين لوسائل العيش من كهرباء وماء ومحروقات هي الحياة الطبيعية لمجموع البشر الآخرين على سطح هذه الكرة الأرضية. ولا أدل على هذا الشيء سوى ما ظهر بداية الحراك المطلبي في البلاد في آذار من العام 2011 حين ألغي العمل بقانون الطوارئ. ولم يكن الكثير من أبناء الشعب السوري يعلمون شيئاً عن ماهية وتعريف حالة الطوارئ التي كانوا يعيشون في ظلها، أو عن أحكامها معتقدين أن هذه هي الحالة الطبيعية التي تحكم علاقة كل أبناء البشر في كل البلدان حول العالم مع حكوماتهم. وهو أمر يفسر أكثر ما يفسر أولاً جهل المواطن السوري بحقوقه أو واجباته أو جهله بالحال التي تحكم حياته ويعيشها من دون أن يفكر في جذورها أو بالذي قاد لها. ويفسر ثانياً مدى توحد هذا المواطن مع الحالة التي يعيشها والتي أصبحت طبيعية بالنسبة له. ومن تقنين الكهرباء والماء الذي تعاني منه حتى المناطق الواقعة على تخوم الأنهار ومخارج الينابيع انتقل التقنين إلى المشاريع التي قلت وانحسر الكبير والمنتج منها. فخلال عشرات السنين زحفت الشركات الخدمية والتجارية لتحل محل الشركات الصناعية الكبيرة التي كانت البلاد أحوج إليها. أما الشركات التي كانت في طور الإنشاء فقد توقف العمل بمعظمها ليجري التقنين في استكمال إشادة أخرى أكثر حظاً ولتنحسر استثمارات الحكومة إلى الحد الأدنى فاسحة الطريق في وجه الاستثمارات الخاصة التي غالباً ما كانت صغيرة أو فروعاً لشركات كبيرة عابرة للقارات ينحصر همها بتدوير رأسمال المال في سبيل الربح الأسرع. يعيش المواطن السوري هذه الأيام أزمات كثيرة، تعتبر طبيعية وهي نتائج للمقدمات التي استجدت خلال سنوات الحرب التي شارفت على الأربع وما قبلها من سنوات عمره الذي ذهبت في حصار اقتصادي وأزمات اقتصادية وقانون استثمار على مقاس الأغنياء وما يرافقها من أزمات معيشية. فإضافة لحالة الحرب والقتل اليومي عبر القصف والذبح والتفخيخ والبراميل المتفجرة والتهجير والنزوح وغيرها، من جميع ضروب الكوارث التي عرفتها البشرية. إضافة إلى كل ذلك تأتي الأزمات المعيشية التي لا تبدأ مع المدخول الذي تآكل بفعل تدني القيمة الشرائية لليرة السورية لتنتهي مع أزمة الكهرباء وفقدان الغاز المنزلي وبقية المحروقات التي يشل غيابها حياته. وجاء قرار الحكومة بتصدير المنتجات الزراعية إلى روسيا وإيران مؤخراً ليزيد الطين بلة وليخلق تخمينات ومخاوف لدى الكثير من المواطنين أن تقنيناً في الغذاء آت لا محالة مع هذا القرار الذي سيفرغ الأسواق من هذه المنتجات، ويفرغ ما بقي من آمال لدى قلة من السوريين. ويلاحظ أنه حتى المناطق الآمنة، أو الموالية للنظام، التي تعيش حياتها بعيداً عن الحرب الدائرة في المناطق الأخرى لم تسلم من هذه الأزمة. فقد أصبح الحصول على قارورة غاز منزلي من أحلام المتفائلين لدى غالبية الناس. وأتى فقدان مادة المازوت وحتى البنزين مع بداية موسم البرد ليشل حركة السير والأعمال نتيجة عدم قدرة سائقي الحافلات على تأمين المادة لتسيير حافلاتهم ونقل الناس إلى أعمالهم ما شكل عملية تعطيل لعمل مؤسسات الدولة، وغيرها من المؤسسات التي يعجز عن تعطيلها أي إضراب مهما بلغ منظموه من قدرة على التحشيد. في منطقة من المناطق الآمنة والموالية للنظام، قالت لي إحدى الصديقات: إن الأهالي هنا يعيشون حياتهم بشكل روتيني. يذهبون إلى أعمالهم بكل سلاسة. يعودون بعد أن يتبضعوا ويؤمنون حاجيات منازلهم. ينتظرون دورهم لتأمين جرار الغاز ومخصصات مازوت التدفئة ينتظرون رواتبهم آخر الشهر، يعيشون بسلام وطمأنينة.. ويخططون لمغادرة البلاد. بقلم : مالك ونوس |
للجميع \ نهاركم اجمل واوقاتكم سعادة وهناء وسرور صباح الخير http://st.depositphotos.com/1218908/...l-azaleas..jpg |
|
http://media.linkonlineworld.com/img...2_34_6_184.jpg لا عليكي غاليتي فالرهانات ماقبل راس السنة لاتجدي نفعا ينقصها بهارات الرقصة احتفالا بحظ الربح وانا افضلها في العام القادم لنستقبل حظنا سوية والى ان يأتينا بحلته الانسانية الراقية ماهو رايك بعشاء فاخرفي مطعم Le-Jules-Verne,-Paris بصحن فتوش شامي وفلافل ابو العبد الحلبية وعلى انغام الدلعونة اللبنانية لاتتردي في تلبية الدعوة فالعمر واحد والحظ واحد وانا لن اكرر الدعوة مرتين لاني لا اتكام شكلين .!!. ايوا ههههههه جمال هذيان لحظي |
الساعة الآن 09:57 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.