منتديات بنات فلسطين - حماس متشبثة بمبادئها وخيار المقاومة

حماس متشبثة بمبادئها وخيار المقاومة

في سابقة قليل وجودها بالعالم تم تجسيدها على الأراضي الفلسطينية وتحديدًا بغزة، وهي أن تكون حركة إسلامية لها عقود طويلة في العمل المقاوم، استطاعت أن تدخل في المجال السياسي، وترفع راية التحرر والمقاومة ضد الإحتلال "الإسرائيلي"، وبذلك تكون قد مزجت بين الحكم والمقاومة، وبرأي محللين ومتابعين فقد نجحت حماس في ذلك.

ومع تعرض الحركة لهجمات قاسية من قبل العديد من الخصوم سواءً على مستوى فلسطيني أو إقليمي أو دولي، تستمر حماس في استراتيجيتها بتلبية متطلبات البقاء على أهدافها والسير على الرؤى التي تتبناها وعلى رأسها خيار المقاومة.

ويرى محللون سياسيون أن الحركة حافظت على سمتها في نظر الشعوب والعالم، على أنها حركة تحرر وطني، وتسعى لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، مؤكدةً على الدوم أنها لا تتدخل في شؤون الآخرين بالبلاد العربية.

الحكم والمقاومة

الكاتب والمحلل السياسي هاني البسوس، أوضح أن المزج بين الحكم والمقاومة مسألة معقدة، وأي جهة بالعالم لو وضعت في هذا المكان لن تستطيع أن تقدم خلال 7 سنوات ما قدمته حماس.

ولفت إلى أن الحركة استطاعت أن تنجح بالمزج بين السلطة والمقاومة بنسبة كبيرة جدًا، " وخلال الثلاث سنوات الماضية استطاعت حماس أن تغير المعادلة الأمنية والتأثير سلبًا على الاحتلال من خلال تحقيق إنجازات متتالية على سبيل المقاومة وأكبرها معركة حجارة السجيل".

وأضاف على حديث البسوس، الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، أن دخول حماس لسدة الحكم، بمثابة خطوة للأمام من أجل رفد مشروع المقاومة، مؤكدًا أن دخولها للنظام السياسي عاملًا لحفاظ ومساندة مشروع التحرر والمقاومة ضد الاحتلال "الاسرائيلي".

ودعا محيسن حركة حماس لتبديد الغشاوة عن عيون من يعتقدون أنها تخلت عن المقاومة، وتثبت في كل فترة أن دخولها النظام السياسي وإدارة الدولة لم يؤثر على برنامجها المقاوم.

مواقف الحركة

وعلى الصعيد الإقليمي، قال منذر مشاقي، الخبير في شؤون الحركات الاسلامية، إن حماس تعيش حاليًا في مرحلة من الغموض المستقبلي، نتيجة العاصفة الإقليمية المتعلقة بالربيع العربي.

وأضاف، أن جولة الربيع العربي ستحسم لصالح الشعوب، وبهذا ستكون حماس قد كسبت الجولة، مشيرًا إلى أن ذلك التوقيت مجهول، " ولذلك الحركة تتشبث بمبادئها ومواقفها".

بدوره، فإن المحلل السياسي محيسن رأى أن حماس ليس لديها الرغبة في التصادم مع النظام المصري، موضحًا أن "الموضوع الفلسطيني يجب أن ينأى بنفسه، وهو ما تحرص عليه الحركة".

وأشار إلى أن حماس تحافظ على سمتها في نظر الشعوب والعالم، لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، ومن ضمنها التحرر، لافتًا إلى أنها تسعى لدعم كل الشعوب والحكومات من أجل هدفها الأساسي، "غير آبهة بالتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية".

من جهته أوضح البسوس أن بعض الجهات الإعلامية اتهمت حماس بالتدخل في شؤون مصر الداخلية، وشنّت حملات عليها، معتبرة إياها جزءًا من الإخوان المسلمين.

ولفت إلى أن هذه الحملات أثرت سلبًا وبشكل محدود على حماس، وأصبحت لديها مضايقات بسبب الإتهامات التي تهدف للحد من شعبيتها وقوتها.

شعبية حماس

وفيما يتعلق بشعبية حماس داخليًا، قال الخبير مشاقي، إنه لا يوجد آلية واضحة لقياس حجم تأييد الفصائل الوطنية لشعبية حماس من بعد الإنقسام الفلسطيني.

واستطرد، أنه لا يوجد سببًا لتراجع شعبية حماس "خاصة في عبثية المفاوضات التي تجريها السلطة، بيد أن حماس نجحت في كثير من المواقف، منها الإفراج عن ذوي المحكوميات العالية بصفقة شاليط، وثبات حماس رغم الحصار والتجويع والمحاربة، وهذا يعطي مؤشرًا على زيادة شعبيتها لدى الشارع الفلسطيني".

وأكد البسوس على كلام مشاقي، قائلًا، إن معركة حجارة السجيل شكلت شعبية لحماس، وأعطتها دفعة من شخصيات قيادية لم تكن تؤمن بالمقاومة، وزادت من شعبيتها.

وأضاف أن إظهار حماس لقوتها العسكرية، بمثابة رسائل أنها ما زالت تعمل وبشكل دائم على تقوية صفوفها وجلب المزيد من الأدوات اللوجستية القتالية، من أجل مجابهة الاحتلال.

وشارك مشاقي البسوس في الرأي، موضحًا أن إظهار حماس لقوتها له مؤشرات منها إثباتها أنها مستمرة بمشروعها الجهادي المقاوم، وتقييمها للموقف الرسمي وإعادة النظر في الأعمال وإطلاق أعمال مقاومة جديدة، ولهذا تظهر للآخرين قوتها العسكرية، وأنها ما زالت على نهجها.

ومع استمرار تشبث الحركة بخياراتها، وعدم تفريطها بالمقاومة وسلاحها، تبقى الأيام كفيلة بتغيير الوضع الإقليمي المجاور، وصدق نبؤة المحللين بكسب حماس اهتمام الشعوب لقضيتها ودعمها من جديد.
[/font]