منتديات بنات فلسطين - "العاصفة مرت من هنا" وثائقي يروي دخول عرفات سرا للأراضي الفلسطينية عام 1968

"العاصفة مرت من هنا" وثائقي يروي دخول عرفات سرا للأراضي الفلسطينية عام 1968

حكايات الرئيس الشهيد ياسر عرفات، و"الدورية الأولى"، بعيد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، في العام 1967،

ورحلته "السرية" إلى الأراضي الفلسطينية، لتأسيس قواعد ارتكازية للثورة فيها، وتعزيز العمل الميداني والعسكري ضد

الاحتلال، عبر تنظيم المزيد من المقاومين، والعمل على تدريبهم وتزويدهم بالسلاح.

فكرة الفيلم، الذي تواصل تصويره لقرابة عام، في محافظات الضفة الغربية، والأردن، وتونس، كانت بمبادرة من حركة

فتح، وبالتحديد مكتب الشؤون الفكرية والدراسات في الحركة، الذي أنتج الفيلم بالاشتراك مع المجلس الأعلى للتربية

والثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية، في لفتة لتكريم الرئيس الراحل عرفات في ذكرى وفاته الثانية، العام الماضي، إلا

أن الوقت لم يسعف المخرج، الذي أراد كما يقول "أن يخرج بعمل يليق بياسر عرفات"، فتم الاتفاق على أن يأخذ العمل

مداه، ليخرج بالطريقة التي يرضى عنها الجميع، من حيث المادة التوثيقية، ومن حيث التقنية الفنية، في الوقت نفسه.

ويقول يخلف: قرأت الكثير من المراجع والكتب حول الرئيس الشهيد، وقابلت أناساً عدة، إلا أنني وبالصدفة سمعت، وفي

نقاش بمنزلنا عن "الدورية الأولى"، التي من خلالها قدم عرفات سراً، لتدعيم الثورة، على إثر هزيمة الجيوش العربية في

حرب حزيران .. شعرت أن التركيز على "الدورية الأولى"، التي لم يكتب عنها أحد، وكان عرفات نفسه، ولأسباب

مجهولة، يرفض الحديث عن الكثير من تفاصيلها، فرصة للكشف عن جوانب إنسانية خفية في حياة "أبو عمار"، علاوة

على معلومات جديدة من الناحية السياسية، والتاريخية.

ويتابع يخلف: كان على اللجنة المركزية لحركة فتح حسم شخصية من يقوم بمهمة الدروية الأولى، ما بين عرفات وخليل

الوزير (أبو جهاد)، إلا أنهم آثروا ترجيح كفة أبو عمار، كون أن الوزير فقد ولده نضال شهيداً قبل أسبوعين من الحسم،

فارتأى أعضاء اللجنة، أن الأمر لا يحتمل أن يخاطر الوزير بحياته أيضا، في ظرف كهذا.

ويشير يخلف إلى أن تتبع خيط رحلة عرفات الأولى ما بعد النكبة، كان في البداية عبر عبد الحميد القدسي، وأبو علي

شاهين، في حين لم يتمكن من إجراء مقابلات مع مصطفى عيسى (أبو فراس)، أحد أهم شهود تلك الرحلة، لأسباب صحية.

ويؤكد يخلف: لم يكن سهلاً التعامل درامياً مع 90 ساعة مصورة، تحمل الكثير من المعلومات القيمة، واللحظات الإنسانية

.. حين انتهى بنا التصوير إلى حيث خروج عرفات من الأراضي الفلسطينية، متخفياً، وجدت أن حكاية الدورية الأولى لا

تنتهي هنا، بل تتواصل في الكرامة، حيث عرفات، وحيث المعركة التي أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر .. الفيلم

يحكي الكرامة بلسان فلسطيني، وهي من المرات القليلة التي يتم فيها تصوير حكايات الكرامة مع من عايشها من الفلسطينيين.

ويضيف يخلف: ليس من السهل أن تخرج بحكاية موحدة على لسان 19 شخصاً، حول "الدورية الأولى"، وبتسلسل درامي

مقنع، ورؤية فنية متماسكة .. كان العمل شاقاً، وعلى مدار عام كامل، وأتمنى أن أكون وفقت في رصد صورة مختلفة

للرئيس الشهيد، كانت غائبة عن الكثيرين، حتى المقربين منه، أحياناً، مشدداً على أن ما حدث في الدورية الأولى، وما

تلاها في الكرامة، ساهم بشكل كبير من تحويل الفلسطيني من رقم لدى الأمم المتحدة، إلى مقاوم يقاتل من فوق الأرض

عدوه، باسم الوطن، فكانت "العاصفة" بمعناها اللفظي، وكونها جناحاً عسكرياً ثورياً لحركة فتح.